(باد رادكيرسبورغ) جنة النمسا ورومانسياتها عبر قرون
العالم بعيون كوردية
(باد رادكيرسبورغ)
جنة النمسا ورومانسياتها عبر قرون
بدل رفو المزوري
[email protected]
النمسا\باد رادكيرسبورغ
يرتبط اسم مدينة (باد رادكيرسبورغ) بمنتجعات الينابيع المعدنية الساخنة العملاقة ويلتجأ صوبها سنوياً اعداداً هائلة من السواح والمرضى لقضاء اجازاتهم بالاضافة الى المرضى الدائميين حيث الاجواء الجميلة والهواء النقي والينابيع المعدنية وقدرتها في سرعة الشفاء ووجود طرق جميلة خاصة لعشاق السفر بالعجلات الهوائية واما حكاية المطبخ فهي قصة اخرى لما يحمله من وجبات لاتنسى للزوار ويضاف الى الوجبة شراب العنب المشهور وكثرة مزارعه في المنطقة .المدينة تقسم الى قسمين والاثنان يحملان نفس الاسم ويفصلهما عن بعضهما نهر مور العنيف وكل قسم يقع في بلاد ،واحد في النمسا والاخر في دولة سلوفينيا.
تقع المدينة الصغيرة في جنوب شرق اقليم شتايامارك وبالرغم من ان عدد ساكنة المدينة الصغيرة لا يتجاوز 1400 نسمة إلا انها لم تخلو من السواح والمقيمين في فنادقها الضخمة والمخصصة للمرضى والعلاج .تم الاشارة لاول مرة الى هذه المدينة عام 1182 وبهذا تعد من المدن التاريخية وتم ذكر القلعة التي سكنت من قبل الملوك والامبراطوريات وان موقع المدينة على الحدود المجرية فلذلك كانت ساحة حرب منذ القرن الثالث عشر واما في القرن السادس عشر حيث صراع الامبراطورية النمساوية مع العثمانيين تم تحصين القلعة من خلال جلب المعماريين الايطاليين حيث كان اغلب المعماريين الايطاليين يعملون في تلك الحقبة في قصور الامبراطورية في النمسا وتحت رعاية الامبراطورية .
لقد كانت مشاكل اللغة والانتماء اشد المشاكل في مدينة (باد رادكيرسبورغ) بين الناطقين بالالمانية والسلوفينييين حيث كانت المناطق السلوفينية ضمن مناطق الامبراطورية النمساوية .اليوم يوجد جسر صغير يربط الاثنين وكذلك القوارب بالاضافة الى باخرة كبيرة في الجانب الاخر .منذ عام 1975 تم الاعتناء بشكل كبير من قبل دار البلدية بالمنتجعات الصحية واقامة الفنادق الضخمة لاستقبال الزوار من كل انحاء العالم ويوما بعد يوم تتسع رقعة البناء والتنمية والتطور من دون المساس بتاريخ المدينة القديمة وفنها المعماري .
تعد مدينة(باد راكيرسبورغ) بمدينة الحياة والحيوية والواجهات التاريخية وليس بوسع الزوار تصور الجمال الكبير فيها بهذا الحجم حيث اشجار النخيل ونادرا ما يمكن رؤيتها في النمسا هدوء ورومانسية جنوب الاقليم والازقة الضيقة الرومانسية والتي اعادتني الى المدن القديمة في صقلية واقليم توسكانا والشام القديمة ،الساحات والمقاهي الشعبية واكلات الشوي في ازقتها والمحلات وكورنيشها الساحر والبعض يقول بان عدد ساعات الشمس فيها في السنة تبلغ 1930 ساعة وهي مجموع الساعات التي تسطع فيها الشمس.
في هذه المدينة الصغيرة اندماج واضح بين العولمة والحداثة وتعدد الثقافات وسحر المدينة الحديثة مالم يتوقعه البعض من عاصمة الاقليم مع رحلة استكشافية عبر المدينة وازقتها وساحاتها وعبر القرون الوسطى ومن خلال الازقة الرومانسية مع نظرة تاريخية ،المباني والعمارات وفن العمارة من العصور الوسطى وعصر النهضة والباروك.
سياحة وجولة جميلة في شوارع المدينة وازقتها الحجرية والتي تشبه كثيرا قرى قديمة لحين وصولنا الى المتحف المحلي للمدينة والذي يقع في احدى القصور القديمة وكان القصر يوما ما مستودعاً للاسلحة وقد تم تشييد القصر عام 1588 وجولة في المتحف بحد ذاتها جولة حول التاريخ حيث له نظرة كبيرة ودقة على التاريخ والتوقعات والنظرات والاراء لسكان المدينة بالاضافة الى نشاطات كثيفة للمتحف ومنها النشاطات الثقافية والفنون بكل انواعها والمعارض والحفلات الموسيقية والامسيات والمحاضرات الثقافية..يعد المتحف لاهل المدينة نقطة التواصل للجميع بين احضانه.
مركز ثقل المدينة يرتكز ايضا على الحمامات ومنتجعات المياه المعدنية الساخنة حيث تقع هذه الينابيع على مساحة قدرها 3600 متر مربع وتعد اكبر الينابيع والمنتجعات في الاقليم ولها شهرة عالمية ،حمامات المياه المعدنية غنية بالمعادن وتنبع من عمق 2 كيلومتر .الحمامات عالم من الاسترخاء والراحة وحيوية الفكر .
لقد حازت المدينة عام 1978 على الاعتراف والتقدير بحفاظها على المدينة القديمة التاريخية.تم تطوير وتنمية العلاقات مع مدن اخرى كتوائم وكذلك وجود 5 لغات حية للترجمة وجذب الزوار بحيث من الصعب المشي في المدينة القديمة من كثرة الزوار والحفلات حيث تكثر اقامة الحفلات في المدينة القديمة واما المحلات فمتنوعة وبعضها يبيع المسائل الفلكلورية واخرى شراب العنب واخرى للسياحة .
مواضيع كثيرة تجمع هذه المدينة ببعضها وبالتاريخ ومنها الحرب والسياحة والعلاقات الاجتماعية واحيائها اكثر وهذه النقاط تسجل تاريخ المدينة والفن يطرز بدوره هذا التاريخ ويشرع نظرة مستقبلية حية.وخلال جولتي وجدت في احدى اركان المدينة تمثالا كبيرا لجنود روس في حالة حرب ومن زمن الاتحاد السوفيتي السابق لعام 1945 واثار الحرب العالمية الثانية حيث كانت المدينة تحت سيطرة الجيش الروسي وظل التمثال كي يتذكر الشعب النمساوي ما فعله الروس بهم ومن عادات وتقاليد المدينة القديمة العربة التي تجرها الحصن موجودة لغاية اليوم في المدينة ومن خلالها رحلة الى العصور الوسطى وبيوت شخصيات ظلت خالدة عند اهل المدينة ..
تسمى المدينة بمدينة السحر والحياة والنشاط والحيوية ..انها (باد راكيرسبورغ) الجمال.