زيارة إلى مدينة ارشيدوقات النمسا وتاريخ مدينة ساحرة
زيارة إلى مدينة ارشيدوقات النمسا
وتاريخ مدينة ساحرة
بدل
رفو المزورياقليم كيرنتن
الجمال والطبيعة والسحر والتاريخ اهم اعمدة دولة النمسا الساحرة ولكل اقليم نمساوي من اقاليمها طبيعته وعاداته الخاصة به ولكل جبل وقلعة وبرج ومدينة حكاية وربما اسطورة يرددها سكانها المحليون.
يعد اقليم كيرنتن من الاقاليم الساحرة والخيالية لما يضم من قلاع وابراج وبحيرات رائعة ومدن خالدة، كانت الرحلة الى هذا الاقليم والى مدن وابراج لا يعرفها الشرق سوى من خلال حملات العثمانيين عليهم وللتعرف على تاريخ وفنون المدن والابراج التي تقع ضمن اطار الابداع والجمال .
الانطلاقة من مدينة كلاكين فورت عاصمة اقليم كيرنتن لغاية وصولي الى (مدينة القديس فايت على نهر كلان).مدينة صغيرة يبلغ عدد ساكنتها 12847 نسمة وتقع على ارتفاع 482 مترا فوق مستوى سطح البحر.تسمى مدينة(القديس فايت) بمركز ومدينة ارشيدوقات النمسا وكذلك بمدينة الصمود لانها تصدت للهجمات التركية ابان الامبراطورية العثمانية ومازالت اسوار المدينة قائمة لغاية يومنا وبهذا تعد من المدن القلائل التي مازالت اسوارها قائمة بهذه الصورة والجودة . تشير الوثائق بان المدينة قد سكنت واستوطنت عام 1131 وفي عام 1199 سميت المدينة بمركز الدوقات في اقليم كيرنتن ولكن في عام 1224 وثقت لاول مرة كمدينة.لقد تعرضت المدينة ما بين الاعوام 1473 ـ1492 الى خمس هجمات من قبل الاتراك وفي عام 1480 تعرضت الى حصار من قبل المجر.هذه المعلومات موجودة على اسوار المدينة القديمة بالاضافة الى تعرض المدينة الى وباء الطاعون الذي اجتاح النمسا عام 1713ـ 1715.لقد احترقت المدينة عدة مرات لكنها صمدت دائماً في وجه اعدائها والكوارث.ثلاث اشياء ليس بوسع النمساوي ان ينساهم عبر التاريخ وهي(الجراد والاتراك والطاعون) فقد سجلت في تاريخ النمسا بانها اوبئة اصابت البلاد وتركت جرحا عميقاً في نفسية النمساوي.
تعد المدينة القديمة من المدن الساحرة وربما بالنسبة لي من المدن القلائل التي ابهرتني خلال رحلاتي وشيدت ابنية المدينة بفن واسلوب معماري رائع اشبه بحكايات الخيال ولكن احداثها في النمسا.لقد كتبت الاعمال الادبية والفنية حول هذه المدينة ومن هؤلاء الكتاب(اندرياس ريسولت،سيغفريد هارت فاكنر،فيلدليس فيدمان واخرون)،بالرغم من صغرالمدينة لكنها تضم بعض المتاحف الرائعة والجميلة ومنها متحف سكك الحديد والذي يعكس تاريخ وحياة سكك الحديد وانعكاساتها على الحياة السياسية والاقتصادية وتطور سكك الحديد وعرض نماذج مختلفة من العربات والاجسام المصغرة وتطور سكك الحديد ومتحف البريد ودوره في نقل الاخبار والرسائل عبر التاريخ واما متحف المدينة فهو يعرض اللوحات والمخطوطات والنقود المعدنية والوثائق التي تمثل تاريخ مدينة ومركز ارشيدوقات النمسا وتاريخ اكثر من 900 عام عاشتها المدينة بكل دقة وامانة وهذه المسائل كلها موثوقة في متحف المدينة.
وبهذا هناك 3 اشياء مهمة تتركز على تاريخ المدينة وهي الحياة والاقامة والعمل من اجل المحافظة الى تاريخ المدينة والعمل نظرة الى عالم التاريخ والمعلومات من خلال دار بلدية (محافظة) المدينة والتي تعد بحد ذاتها تحفة معمارية اخرى من تحف التاريخ النمساوي في فن العمارة وفي قلب المدينة القديمة واما فنائها الداخلي فيقام فيها العديد من الامسيات والاحتفالات.
مركز ثقل وجمال المدينة الحديثة يتمركز في قصر(فوكس) المشهورعالميا بانه الفندق الاول في النمسا للفنان النمساوي العالمي البروفيسور(ارنست فوكس)،هذا العمل الساحر والذي يعد بدوره تحفة معمارية حديثة وسبق للفنان فوكس ان شيد تصميماً رائعاً لكنيسة في بلدة (تال) في اقليم (شتايامارك) وسماها بكنيسة(فوكس).تم تنفيذ المشروع من الداخل والخارج بصورة كاملة باسلوب واقعي رائع،الوان ساحرة واشكال غيرعادية وزجاج ملون على السطح الخارجي.500 متر مربع من الزجاج تم استخدامه في الداخل وكذلك في المدخل من اجل خلق اجواء رائعة للزوار والذين يطرقون ابواب الفندق القصر. يعد هذا الفندق بالاضافة الى الاقامة ايضا مركزاً ثقافيا وسياسياً لاقامة المؤتمرات وفيه قاعة تستوعب 650 شخصاً ولذلك يعد الفندق القصر واجهة حضارية فنية لمدينة القديس فايت بالاضافة بانه مركز الثقل وقاعدة لمجموعة وعدد كبير من النشاطات الثقافية والفنية وكذلك تنوع وجبات الطهي الفاخرة.
من الاماكن التي ظلت خالدة في المدينة والتي ترمز الى اصاتها وعراقتها المشفى والدورالقديمة بتصميمها الغوتي وتمثال الطاعون في قلب المدينة.بالرغم من ان المدينة كانت بين الاسوار خلال القرون الوسطى الا انها كانت مركزاً للاقتصاد واما كنيستها الرائعة والتي تحمل طابع الرومانسية القوطية المتاخرة تعد مرآة لجمال المدينة بين الازقة الضيقة عبر تاريخها الطويل،وضمت المدينة بين ثناياها تاريخاً زاهراً من البطولات والفنون والمتاحف والارشيدوقات.زيارة الى مدينة القديس فايت تظل مطبوعة في الذاكرة والقلب ولكونها تبهر الزائر بابنيتها ومتاحفها وبقايا اسوارها وشرفات دورها الجميلة وزيارتي اشراقات واضاءات لبلاد لم يتمتع بها اعلامنا الشرقي ولكن للكوردي نكهة اخرى وعشق اخر للمدن والتاريخ والطبيعة وببساطة مدينة القديس فايت سحر المدن وحلم في النمسا.