مشاهداتي في انجولا 6
مشاهداتي في انجولا
( الحلقة السادسة )
من أجل الحرية في أنجولا
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
مقدمة : -
وقائع يشهدها التاريخ . فيها جميل وفيها غريب ، وفيها ما هو أكبر من الجميل والغريب .
وفي السطور الأتيه ملخص للحلقة السادسة لمعايشتي الواقع الذي عشته للعمل في أنجولا عام 2011 .
من أجل الحرية والإسلام في أنجولا .
كان لهذا المضمون انعكاس لكثير من المواقف الجميلة الآخاذة . منها على سبيل المثال :
نشوء علاقة حميمة ، وحب فياض في المسجد الواقع في منطقة ( أوجيندا ) بعاصمة أنجولا ( لواندا ) ... وفي المسجد تعرفنا على السادة الأئمة لمساجد قمنا بالصلاة فيها ، وكذلك بالمؤذن الخاص بالمسجد ، فلي مع هذا الرجل مواقف كثيرة وجميلة جدا .... تعانقة مشاعرنا ، مع أنني لم أتحدث إليه كثيرا ، لكنني أحسست بأنه قريب إلى قلبي ... بارك الله فيك يا " شيخ أحمد " . تعرفت عليه قبل صلاة الجمعة ، وبعد أن انتهينا من الصلاة دعاني لمنزله فلبيت النداء ، لأجد ترحابا شديد بي ، ودعاني على الغذاء ، ولكنني اعتذرت لارتباطي بميعاد الغذاء بمطبخ الشركة .
ومع إصرره قبلت منه وجبة جاهزة في كيس بلاستك .
إن هذا الرجل لم يفعل هذا إلا مدفوعا بأخلاقيات المسلم في كل مكان.... هذه الأخلاقيات الثابتة الموحدة بين المسلمين جميعا .
ذهبت ومعي سائقي " زكال " إلى الشركة وقصصت على الزملاء ما حدث ، فكانوا في دهشة شديدة ودار الحديث بيننا طويلا ، واستعنت بالله وداومت على الاتصال بهذا الرجل ، فدعوته على الغذاء في بيتنا ليتعرف عليه الزملاء ، وتتوثق الرابطة بيننا وبين المسلمين في هذا البلد البعيد .
دعوته على الغذاء يوم الأحد ــ وهو يوم اجازتي ــ فوافق الرجل وأتى على الفور ، أعددنا نحن الطعام بالطريقة المصرية الأصيلة ليتعرف الرجل على بعض عاداتنا المصرية ، فشكر لنا ما صنعنا .
دار بيننا حوار طويل ،فنحن متلهفون للتعرف على عادات أهل البلد في تعاملاتهم ، وما يحبون ، وما يصنعون ، وجاءت ردوده تنم على الحنكة والخبرة الطويلة ، ولم يكن هناك عائق أمامي إلا ضعفي في اللغتين الإنجليزية والبرتغالية .
ولكنني عزمت على أن أتعلم لغة البلد عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم " من عرف لغة قوم أمن مكرهم " .
فأحطت بقدر قليل من اللعتين ، وهذا يكفيني في هذه الآونة ، وبدأت أفهم ما يريدون مني ، وأعبر عما أريده منهم .
تقابلنا مرة أخرى في المسجد ، وهنا تعرفت على آخرين من المسلمين ، فمعظمهم يتحدثون اللغة العربية الفصيحة ، كنت أتحدث إلى الشيخ محمد في مسجد أبي بكر الصديق بمنطقة " أوجيندا " بالعاصمة الأنجولية " لواندا " ، وكنت أتحدث باللهجة العامية المصرية ، ففاجأني بقوله " يا أخي الفاضل إن أردت أن تتحدث معي فغليك أن تتحدث بالعربية الفصحى كي أقدر على الاستيعاب والفهم الصحيح لما تقول " .
وأحسست فعلا أن يجب أن أتحدث الفصحى معه ومع غيره لكي يتحقق التفاهم بيننا .
قال لي الشيخ أحمد إنني في الجمعة القادمة ــ إن شاء الله ــ سيكون ليي لقاء مع الشيخ إبراهيم من المسلمين في أنجولا ، فسعدت بطلبه هذا كثيرا ، واستعددت لهذا اللقاء . وتم في الميعاد المضروب .
ولنا لقاء في الحلقة القادمة بمشيئة الله.