قصر إقليم شتايامارك تحفة معمارية ساحرة
(من أدب الرحلات)
من عصر النهضة في النمسا
بدل
رفو المزوريالنمسا\غراتس
فناء قصر الاقليم في مدينة غراتس النمساوية يعد المكان المثالي لاقامة الاحتفالات والتمتع بالمكان والاحتفال في نفس الوقت،هذه الافكار تراود الانسان حين يطرق ابواب فناء قصرالاقليم.لقد تم تشييد هذا المكان الساحري في قلب المدينة القديمة والتي تعد من ارث اليونسكو في عصر النهضة لتغدو سخاء للعين والتمتع باحتفالات الشعب وفنون عصر النهضة ومهرجان الوان الورود في شرفات القصر.في الصيف حيث تزين ويتباهى القصر وممراته وشرفاته باجمل الوان الورود وفي الشتاء وايام ليالي عيد الميلاد يكون الفناء ساحة لاجساد ضخمة من الجليد والمنحوتات وتسلط عليها الاضواء الملونة ليلاً.في امسيات الصيف الساخن والشتاء البارد يكون الفناء مليئاً بالزوار لانه يعد ساحة كبيرة لاقامة الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية بالاضافة الى جميع انواع الاحتفالات الشعبية ومهرجان الازياء التراثية ويوم الزي الشعبي في الاقليم.
يعد القصر قطعة من شمال ايطاليا في قلب غراتس النمساوية وبالاخص في شارع(الاسياد)،ويشبه تقريباً قصر الاقليم بقصر البندقية في ايطاليا.لقد بدأ المهندس المعماري(دومينيكو ديل آليو) بتصميم وترميم تحف اقليم شتايامارك والقصور في زمن الامبراطورية النمساوية وقد انتهى المعماري من بناء المبنى الرئيسي في قصر الاقليم عام 1557 بعد ان كان قد شيد عام 1527ـ1531 .في فناء القصر حيث يوجد التحفة الاخرى في فن زخرفة الحديد وهو الينبوع المزخرف وقد صمم من قبل النحات (فران فون تومان آور)و(ماركس) وتم توقيع العام عليه والذي يعود الى عام 1590 واما تحفة الينبوع هوشجرة البرونز المزخرفة والمعمولة في شمال جبال الالب.
واجهة القصر الرائعة تطل على شارع الاسياد في المدينة القديمة والتي هي مخصصة فقط للمشاة ولقطارات الشوارع(الترام)،والواجهة ليست فقط مثيرة للدهشة والاعجاب بل الامر يخص الممرات والاروقة والتي ترجع الى عصر النهضة،الممرات والاروقة التي تضع الزوار في رحلة رهبة عبر الزمن والقصور التي شيدت في القرن الخامس عشر في مدينة غراتس.بعد تشييد القصر في المدينة غدا نقطة ومركز التقاء النبلاء وكبار الدولة ولم تعد الكنائس والاديرة والقلاع اماكن اللقاء بعدها في الاقليم.
لقد تم توسيع المكتب الصغير في القصر في القرن السادس عشر الى اكبر مباني المدينة القديمة ويربط مابين اهم شارعين وهما شارع الاسياد وشارع الحدادين وهذه التوسيعات بدأت عام 1557 من قبل المهندس الايطالي والقادم من شمال ايطاليا (دويمينيك ديل)فقد كان استاذ الفن المعماري وتصاميم قلاع وابراج شمال ايطاليا وقدم الى اقليم شتايامارك لتشييد وترميم قصر الاقليم بالاضافة الى انه كان مسؤولاً لقلعة جبل القصر في المدينة.تغزو الرهبة والانبهار والدهشة الزوار الذين يزورون المكان للمرة الاولى ،يقع القصر في ثلاث طوابق،سقف نحاسي من القرن السادس عشر،شجرة واوراق الينبوع من البرونز المصبوب وتعد بحد ذاتها تحفة فنية في قلب الفناء.فناء كبير وواسع لعشاق التصوير والحفلات وتقام عروض الافلام السينمائية الكلاسيكية في فناء القصر بعد نصب شاشة عملاقة وتكون مشاهدة العروض مجانا في الصيف وعلى الهواء الطلق.متعة كبيرة وخاصة خلال التجول في صالات وحجرات القصر التي ترجع الى عصر الباروك وذو تصميم رائع.لقد زينت حجرات القصر برموز وشخصيات ولوحات ورسومات السقف من(يوهان انجيلو فورميلين).
بالاضافة الى تزيينه بشعاري النمسا والذي يمثله النسر وشعار الاقليم والممثل بالنسر.في القصر صالات كثيرة وحجرات متعددة واليوم غدت مكاتباً للسياسة والثقافة وفي القرون المنصرمة حيث قاعة الفرسان والمصلى التي قد اعدت عام 1630ـ1631 بعد طرد النبلاء البروتستانت عام 1629.
قصر الاقليم يعد عصر النهضة المبكر في الاقليم واقدم جزء منه يقع في جانب شارع الحدادين والذي يرجع الى عام 1500 واما الجزء الذي يربط بمتحف الدروع والذي يعد بدوره اكبر متحف للدروع في العالم ويحوي على 40 الف قطعة حربية من زمن الامبراطورية النمساوية فقد شيد عام 1645 من قبل(انتونيو سولار).
لقد كان قصر الاقليم الموضوع الرئيسي لكتابات واعمال قصصية وروائية وصحفية لكثير من الادباء والكتاب بالاضافة الى كثرة التحقيقات والافلام الوثائقية حول القصر ونقطة التقاء الناس في قلب المدينة لكون باحة القصر لها مكانتها الكبيرة في تاريخ النمسا الحديث .
يعد قصر الاقليم واحداً من اهم المعالم المعمارية في عصر النهضة في اوربا الوسطى لما يحويه من سمات مميزة وهي النوافذ المقوسة والاروقة والفناء وطوابقه الثلاث.
يعد قصر الاقليم تحفة معمارية مزيجة ما بين عصر النهضة والباروك في قلب المدينة القديمة وهذا القصر يعد بدوره واحداً من عشر تحف في مدينة غراتس من عصر الامبراطوريات والثقافات عبر التاريخ.