سلسلة رحلتي الثانية إلى المغرب 10
سامي حسين السعودي
من الشخصيات التي إستوقفتني في رحلتي الثانية للمغرب، الأستاذ السعودي Sami Hussain، كان ..
هادئا، كريما، سخيا، ينصت باهتمام، لايقاطع محدثه، لايرفع صوته أبدا، يخفي الكثير في صدره، قليل الأكل ، كثير الصمت. يسأل عن الجزائر فنجيبه بصدق، فتزيده إجابتنا القاسية الصادقة إعجابا بالجزائر..
إشترى 3 لوحات زيتية قديمة يزين بها بيته، وشراء اللوحات ظاهرة نادرة لدى العرب، مايدل على أن سلوك سامي يدل بوضوح على عمقه الثقافي وبعده الحضاري..
يسألني عن قضايا لايطرحها الضيف ويطلب مني عدم النشر والإعلان، فأجيبه بكل صدق..
كان بحق الصورة المخفية عن السعودي الذي لايعرفه المرء إلا من خلال الزيارة ، والمبيت، وتقاسم الأكل ، والشرب، والتسوق، وآهات تخرج من الأضلع، وجمر إكتوى به السامع قبل القائل..
لمست فيه سعة الصدر، وعدم التعصب لمذهبه وشيوخه، واحترامه للآخرين، وينصت باهتمام بالغ للآخر، ولو كان مخالفا له، ويطلب المزيد حين يتعلق بأمر لم يستوعبه ويريد فهمه جيدا من أصحاب الشأن. وكأنه يقول لمحدثه، أريد منك بالذات، أن تحدثني عن الموضوع الفلاني، لأني لمست فيك الصدق والإخلاص.
أجبته عن كل أسئلته التي طرحها حول الجائر، بكل عفوية وصدق، وقد أعجب كثرا بإجاباتي، رغم أنها كانت صادمة له، لأنه لأول مرة يقف على حقيقة الموضوع من أصحابه وأهله.
أقول له باستمرار.. نحب السعودية كما نحب الإنسانية والعرب جميعا. ومشكلتنا ليست مع المملكة السعودية، فهي لاتختلف عن العرب في شيء، سواء كان الأمر دينيا أو دنيويا، ولا داعي أن يفخر بعضنا على بعض، فالتخلف إمتد في العرض والعمق..
مشكلتنا مع الأتباع الذين جعلوا من السعودية إلها يعبد، وجعلوا من دنياها دينا مفروضا..
سلامي للسعوديين جميعا، وتحية تقدير لزميلنا السعودي Sami Hussain، راجيا أن يوفقه الله لخدمة وطنه ومجتمعه، ويحفظ الله أهله وأحبابه.