المهندس حاتم البشتاوي يحاضر عن النحل
المهندس حاتم البشتاوي يحاضر عن النحل
في رابطة الأدب الإسلامي
من صالح أحمد البوريني/عمان
عضو رابطة الأدب الإسلامي
استجابة لدعوة رابطة الأدب الإسلامي ألقى المهندس حاتم البشتاوي رئيس لجنة الإعجاز القرآني في جمعية المحافظة على القرآن الكريم محاضرة في مقر الرابطة مساء السبت الماضي بعنوان ( مجتمع النحل كما يصوره القرآن الكريم ) شهدها جمهور من أعضاء الرابطة والمهتمين بموضوع الإعجاز القرآني .
وقدم رئيس مكتب الرابطة الدكتور عودة أبو عودة الذي أدار الأمسية تعريفا موجزا بالسيرة الذاتية للمهندس البشتاوي وأكد حرص الرابطة على العناية بكل ما يكتب عن فضائل القرآن الكريم وبلاغته ووجوه إعجازه المتنوعة .
وقد تميزت المحاضرة بعمق التأثير وقوة الإقناع التي اعتمدت على المعلومات الإحصائية الموثقة وعرض الصور الحية الملونة من عالم النحل بالإضافة إلى الاستشهاد بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة وأقوال العلماء المبنية على الدراسات والبحوث العلمية ، كما أثراها المحاضر بما ساقه من شواهد وضربه من أمثال في المقارنة بين مجتمع النحل ومجتمع البشر ، وزينها بألوان من إنتاج الأدباء والشعراء المتعلق بعالم النحل والعسل .
وذكر المهندس البشتاوي أن القرآن قد سبق العلم الحديث إلى تقسيم المخلوقات إلى عوالم الحيوان والطيور والحشرات والدواب وحيوانات البر وحيوانات البحر وسمى بعض سوره بأسماء مخلوقات من عالم الحيوان والحشرات مثل سورة البقرة والفيل والنمل والنحل وقسم الدواب إلى أنعام ومستأنسات ووحوش .
وتحدث البشتاوي عن التكوين الاجتماعي لمجتمع النحل وما يتجلى فيه من بديع الآيات في النظام والتعاون ودقة الصنع وهندسة البناء وحسن التقسيم وتوزيع المهمات مما تعجز عنه المجتمعات البشرية .
وقال : " إن النحلة هي ملكة الحشرات .. ويقدر عدد الحشرات التي اكتشفت حتى الآن وسجلت في الموسوعة العلمية ب 928 ألف نوع ويمثل هذا العدد أكثر من 80% من العائلة الحيوانية . ويوجد من النحل 12 ألف نوع .. كل ما نعرفه في حياتنا منها بضعة أنواع ، ومنها 600 نوع هي التي تصنع العسل . وتقول تقديرات العلماء إن النحــل عاش في الأرض قبـل أن يوجد الإنسـان ب 150 مليون عام . وقال البشتاوي : إن صناعة كيلو غرام واحد من العسل تتطلب 800 ألف طلعة والوقوف على ستة ملايين زهرة وقطع مسافة نصف مليون كيلومتر أي أكثر من عشرة أضعاف محيط الكرة الأرضية . وفي هذا يتجلى بديع صنع الله تعالى وعظيم تكريمه للإنسان إذ سخر له ـ فيما سخر ـ ملكة الحشرات فأصبحت صديقا وفيا وخادما أمينا يقدم عرقه وجهده وعطاءه لبني آدم ، بأحسن ما يكون العطاء وأرقى أنواع التسخير .
ولم تحظ حشرة في الوجود بما حظيت به النحلة من اهتمام عالمي بشري ، وما كانت لتأخذ هذا الاهتمام لولا أن الله تعالى أوحى إليها ، فالوحي الإلهي لهذه الحشرة الصغيرة هو الذي أكسبها شهرة عالمية ، وهو الذي أخرجهـا من قمقمهـا ورسم لها منهج حياتها وخطة وجودها وبرنامج عملها فقال تعالـى (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشـون . ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون )) النحل 68ـ69 . ومن نعمة الله علينا أن جعل ما في بطونها شهدا على موائد الناس وشفاء لذوي الأسقام ، وأن يكون هذا الشهد هو الوعد الإلهي لعباده الصالحين في الفردوس الأعلى يوم القيامة أنهارا من عسل مصفى ، فهو نعمة في الدنيا وفي الآخرة .
وبين البشتاوي أن عالم النحل والعسل ما يزال محط عناية الدارسين والعلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم . فهم يدرسون تركيب العسل حلاوته ونكهته ولونه وأثر المعادن فيه وتبلوره وكثافته ولزوجته وحامضيته وجودته ، وأساتذة الطب يدرسونه في الجامعات ، وهناك مراكز طبية وعلاجية عالمية في أوروبا الشرقية وفي أنحاء أخرى من العالم لا تعطي إلا العسل لمعالجة جميع الأمراض .