انعقاد المخيم الشبابي الأوروبي الثاني في هولندا
انعقاد المخيم الشبابي الأوروبي الثاني في هولندا
نظم كل من المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا و اتحاد المنظمات الإسلامية بهولندا و المنتدى الأوروبي للمنظمات الطلابية و الشبابية، المخيم الشبابي الأوروبي الثاني في هولندا الذي امتدت فعالياته من مساء الخميس 14 جويلية / يوليو إلى مساء الأحد 17 جويلية / يوليو 2005.
و قد اتسعت المشاركة في هذا المخيم في اتجاه بلورة البعد الأوروبي، فضمت شبابا فتيانا وفتيات من شتى البلاد الأوروبية منها هولندا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا. كما ضمت شبابا من أصول شتى اشتركوا جميعا في صفة المواطنة الأوروبية.
كما شارك في فعاليات المخيم ضيوف عدة منهم البرلماني المغربي المعروف الأستاذ الدكتور المقرئ أبو زيد الإدريسي و الداعية المهندس حسن حمدان سويد والداعية الأستاذ محمد الهادي الزمزمي و د. الخضر من ألمانيا. كما شارك في الافتتاح الرسمي للمخيم صبيحة يوم الجمعة 15 جويلية/ يوليو السيد وايرس عضو المجلس البلدي للمدينة المكلف بالشؤون المالية و شؤون البيئة و الذي أعرب خلال كلمة ألقاها بمناسبة الافتتاح الرسمي للمخيم عن بالغ سعادته بالمشاركة في افتتاح أنشطة المخيم و عن تقديره للمضامين التي احتواها البرنامج.
تجدر الإشارة إلى أن الحضور الرسمي الهولندي في المخيم هو الأول من نوعه، بما يُعَدّ إشارة إيجابية في التعامل مع حمَلة الفكر الإسلامي المعتدل في أوروبا، خاصة وأن المخيم انعقد بعد أحداث تفجيرات لندن بأيام وفي ظل مناخات الخوف و الريبة التي خيمت على الأجواء الأوروبية.
الهوية
شعار المخيم لهذه السنة هو "نحو إثراء الهوية الإسلامية في مجتمع متعدد الثقافات" و يندرج بذلك ضمن السياق العام للمخيم الشبابي الأوروبي الأول الذي كان شعاره "أنا مسلم أوروبي وهذه ثقافتي". أما برنامج المخيم فقد تضمن أنشطة مفيدة و ممتعة تراوحت بين النشاط الفكري من خلال محاضرات و ورشات عمل والنشاط الترفيهي متمثلا في تنظيم دورة رياضية في الملاعب المجاورة للمخيم، سادها روح الأخوة والتنافس النزيه،إضافة إلى سهرات مسائية تنوعت مضامينها من الأناشيد إلى الألعاب إلى المسابقات الثقافية.
في الجانب الفكري تضمن البرنامج ثلاث ندوات، أدير فيها الحوار عموما حول موضوع الهوية الإسلامية النابعة من سماحة الإسلام و وسطيته و قيمه الإنسانية الراقية و أهمية الانفتاح على المجتمع الأوروبي و الاندماج الإيجابي فيه . و كان محور الندوة الأولى "مفهوم هوية المسلم وشروط تحقيقها" قدمها د. الإدريسي الذي شد المشاركين بسعة ثقافته وعمق تحليله. واعتبر أن الهوية الإسلامية لها ثلاث عناصر أو مقومات أساسية غير قابلة للمساومة والاشتراك بالنظر إلى خصوصيتها، اثنان منهما يعتبران مكوّن صلب وهما الدين واللغة، والثالث مكوّن مرن وهو التراث. و في إطار الهوية تطرق الأستاذ الزمزمي إلى موضوع "التآخي ومساهمته في بناء الهوية الإسلامية" مستعرضا صورا من التآخي بين المسلمين الأوائل وبين المهاجرين والأنصار.
أما الندوة الثانية فكان محورها "واجب المسلم تجاه الإنسانية" شارك فيها كل من د. الادريسي ود. الخضر، الذي ركز على أهمية الحفاظ على سمعة المنهج الإسلامي في التعامل مع الآخرين، وعلى ضرورة الانطلاق من منطلق عقدي في عملية الإصلاح باعتبارنا أصحاب مشروع إسلامي إصلاحي ذي بعد إنساني. أما د. الادريسي، فقد قسّم دور المسلم تجاه الإنسانية إلى ثلاث مراتب، أولها كفّ الشر عن الناس و ثانيها التعاون معهم فيما يخدم المصلحة العامة والقضايا الإنسانية بروح من التميّز بعيدا عن المذموم، وأخيرا هدايتهم إلى الخير .
وأما الندوة الثالثة فقد تناولت موضوع " إثراء مشاركتنا في مجتمع متعدد الثقافات", شارك فيها كل من الأستاذ محمود سيفي ود. محمد الغمقي مع تعقيب قيم للدكتور الادريسي.
وشدد الأستاذ سيفي على أهمية الانفتاح على الآخر والتعامل الرحيم معه انطلاقا من فلسفة الإسلام ورسالته التي تقوم على محبة الخير لكل البشر. وأشار د. الغمقي إلى أن مشاركة المسلمين في بناء المجتمعات الأوروبية الغربية تعود إلى تاريخ بعيد، أهم معالمها العطاء الحضاري الأندلسي. وتفاعلت هذه المشاركة منذ نهاية الخمسينات مع الحضور الإسلامي الذي انتهى إلى توطين الإسلام في أوروبا. والمطلوب هو إثراء المشاركة بالمساهمة في إعادة التوازن بين المادي والروحي في الغرب الذي تسود منظومته العالم، وذلك عن طريق تصحيح التصورات والمفاهيم، علاوة على المساهمة في تحويل الإسلام إلى مطلب حضاري بعد ترتيب البيت الداخلي وإنشاء المؤسسات المتخصصة.
وتناول المهندس حسن حمدي سويد موضوع "أولويات الشباب المسلم الأوروبي" وأكد على أهمية وجود حصانة إسلامية، والانتقال من الكلام إلى الفعل، والحفاظ على وحدة القلوب، وربط جسور التعاون بين الجيل الناشئ وبين من يملكون خبرة الحياة، والتعرف على الواقع، وحل القضايا التي تهم الشباب مثل الزواج..
وبالنظر إلى كون البرنامج الفكري والثقافي باللغة العربية، تم بالتوازي تنظيم جلسات تربوية وفكرية خاصة بالشباب غير المتقن لهذه اللغة بهدف تعميم الفائدة.
و مما ميز هذا المخيم حضور العنصر النسائي والمشاركة الفاعلة للشابات، حيث ساهمت السيدة ثريا من أصل أرتري في تسيير المخيم بصفتها نائبة لرئيس المخيم، وألقت شابة هولندية من أصل فلسطيني كلمة ترحيبية بممثل البلدية باللغة الهولندية، و أشرفت السيدة بسمة الرمضاني على إدارة الحوار خلال إحدى الندوات، إلى جانب المشاركة
الفعالة في إعداد ورشة العمل التي نظمها نادي صناع الحياة بفرنسا وتجاوب معها الحاضرون من الشباب.. وكان محور هذه الورشة "كيف ننهض بمسلمي أوروبا في المستقبل" وتم التطرق خلالها إلى الأولويات والأهداف المرحلية.
و اختتم المخيم فعالياته ظهر الأحد في أجواء إيجابية عبّر خلالها المشاركون فتيانا و فتيات عن سعادتهم و عن استفادتهم من المشاركة في المخيم و تمتعهم بأنشطته المختلفة.
( ممثل بلدية لون أوب زند في الوسط يتسلم باقة من الزهور من رئيس المخيم د. الغمقي بحضور الأستاذ خميس قشة مدير المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا )
(جانب من الندوات المسائية خلال كامل أيام المخيم بمشاركة شيوخ ودعاة من أوروبة والمغرب)
(السيدة بسمة الرمضاني تشرف على إدارة الحوار خلال الندوة التي شارك فيها كل من د. الادريسي ود. الخضر)