برقيات أدبية (57)
برقيات أدبية (57)
صدر بدعم من أمانة عمان الكبرى، مجموعة قصصية بعنوان: جرح كالنهر، تأليف القاص: نعيم الغول، في 95 صفحة من القطع العادي.
صدر ضمن منشورات جريدة السبيل في عمان، كتاب بعنوان: (معاً إلى الجنة: شهيد الفجر وصقر فلسطين) وهو الإصدار السابع لها والكتاب من تأليف الباحث المؤرخ الأديب: حسني أدهم جرار، وجاء الكتاب في 144 صفحة من القطع العادي.
صدر ضمن منشورات مكتبة دار الفتح في قطر، للأستاذ المربي محمد سعيد مبيض الكتب التالية:
1- آداب المسلم في العبادات والمعاملات والعادات المعاصرة، في 200 صفحة من القطع الكبير.
2- أخلاق المسلم وكيف نربي أبناءنا عليها في 300 صفحة من القطع الكبير.
3- آداب الطفل المسلم (عشر قصص) في 176 صفحة من القطع العادي.
4- أخلاق الطفل المسلم (عشر قصص) في 134 صفحة من القطع العادي.
صدر عن دار ابن حزم في الرياض-السعودية كتاب: (تطريز الكساء في التساوي بين أسماء الرجال والنساء) تأليف الأستاذ أحمد العلاونة، وجاء الكتاب في 339 صفحة من القطع الكبير.
أجواء رابطة الأدب الإسلامي تعبق بأشعار التل والبتيري
عمّان- من صالح البوريني
في مكتب رابطة الأدب الإسلامي فـي عمان ، وفـي جو مفعم برائحة الصدق ، عابق بأنسام الوداد والمحبة ، أنشد الشاعران علي البتيري ومحمود فضيل التل جملة من قصائدهما في أمسية تعانق فيها الشعر مع الأمل، وترجلت فروسية الشهادة عن صهوة الصمت ، والتحم فيها القصيد مع الفداء والبطولة والتضحية ، وتغنى فيها الصوت الشعري والحس الإبداعي بحب الأوطان وعشق فلسطين وطهر القدس ، وحلقت فيها الملكة التصويرية في رحاب الخيال الساحر الذي أعاد إنتاج الواقع في صور تعمل فيها الدهشة على مفاجأة الذوق ، وتفجر فيها القريحة مخزون الوجدان من العواطف الجياشة والمعاني السامية والقيم النبيلة .
ارتـقت اللغة الشعرية إلى مستوى تكامل عناصر التأثير ، وانتزع الشعر إعجاب المستمعين في أمسية السبت 3/7/2004 التي قدم فيها الدكتور مأمون فريز جرار صديقيه الشاعرين اللذين ينشدان لأول مرة في رحاب الرابطة . وقد حضر الأمسية عدد من أعضاء الرابطة ومن الشعراء والمهتمين الذين بدا إعجابهم بما سمعوا واضحا وقاطعوا الشاعرين بالتصفيق مرارا .
يستذكر الشاعر محمود فضيل التل أسوة المرسلين وصدق التائبين واستقامة السالكين في أبيات تـفيض بروحانية عالية ترتـقي فوق بشرية النفس وتسمو نحو مرضاة الله عز وجل وتستحضر نعم الله تعالى وتستشعر التقصير في الشكر وتـنطرح على باب المولى تدعوه وتبتهل إليه وتطلب الغفران والقبول بين يديه :
يا رب بين يديك الآن أبتهــل ما لي سواك مجير أو لنــا أمـل
أدعوك ربي دعاء العبد أحملـه بين الضلوع وبالأرواح يتصــل
مهما شكرت فشكري قاصر ولذا أنت العزيز وأنت الواحــد الأزل
فاقبل دعائي فللغفران مقتـدر ما شئت كان بهذا يشهــد الأول
من عهد آدم والإيمان رائدهـم هذا الطريق الذي سارت به الرسـل
إن أناجيك إني عاشق وإلــى بهاء وجهـك لا قصـد ولا دخـل
ومن ابتهال القلب وأشواق الروح وصدق المناجاة ينتـقل الشاعر التل إلى مقطوعة شعرية تـقف شاهدا على أن حيرة الإنسان وضياع ملامح الشخصية ومأساة فقدان الهوية محصلة حتمية لقسوة الهزائم وشدة النكبات واحتلال الأرض وامتهان الكرامة وتدنيس المقدسات والأوطان التي هي أمانة في الأعناق :
ما عادت الآفاق تهوى صوتنا
أو إن صرخنا ما بها معنى
كأنا في ظلام القبر نهوي
أو بأغلال السجون
مذ صارت الأوطان في أيامنا
جريحة غريبة مسلوبة
تلهو بها الأهواء من هواننا
لم يبق فيها أو بنا مما لنا
ألا المنون ..
وفي قصيدة ( يا أمة الصمت ) استـنكار للصمت ورفض للسكوت على جرائم اليهود ضد العرب والمسلمين في فلسطين وفي كل مكان ، ودعوة إلى نصرة الأهل في فلسطين والوقوف مع انتفاضتهم ودعم صمودهم حول بيت المقدس ، ودعوة إلى تجاوز استدعاء التاريخ للتغطية على هزائم الواقع والاحتماء وراء أمجاد الماضي لستر وجه الحاضر القبيح ، وتذكير بالقيام بالواجب وتحمل مسؤولية رفع العدوان والظلم عن القدس ، يقول الشاعر التل :
يا مشعل النار أشعل كيفما كانا من كان يهوى اشتعال النار قد هانا
فالنار عز إذا ما كنت مشعلهــا والنار ذل إذا سامتك ألوانا
من كان تاريخه حبرا على ورق يصير من شكه هذيا وبهتانا
نمحو ونشطب أياما وإن وقعت ونقبل الزيف لا نحتاج برهانا
ولست أحفل بالتاريخ في وطن قد أشبعت قدسه ظلما وعدوانا
أما في لامية الشاعر علي البتيري ( الفارس يترجل عن صمته ) فنقرأ إنكار الواقع ورفض العجز ومغالبة الهزيمة وتجاوز الجراح حتى في مرحلة حلاوة الروح حين يكابر الجرح ويستعلي على الاستسلام ، شعر يمتلئ إيمانا بالمقاومة إلى حد اليقين الراسخ بأنها الخلاص وأن كمال انتصار الإنسان يكون في تفاؤله وأمله وعزمه وإصراره واستعلائه على الإحباط واليأس والحزن والقهر والخذلان والخيانة والتآمر ، وحيث يتجلى حب الوطن ويتألق عشق الأرض والعروبة والانتماء للأمة ، قصيدة كلماتها ترفض الصمت وأبياتها تستنهض الهمم وعباراتها تستلهم العز الغابر من مواقف الخالدين وصورها الفنية تصنع موقفا يشيد بالسائرين على طريق الجهاد والتضحية والاستشهاد ، ومنها :
لا الدار نامت ولا عشاقها غفلوا فاحفر لحزنك قبرا أيها الرجل
يا فارس الصمت لا تصمت على نوب أقلها للسان الحر يعتـقل
ليسوا دعاة حروب غير أنهــم ببذل أرواحهم في الحرب ما بخلوا
وخلفهم أمة لـم تحـن هامتهـا دهرا ولا دب في أوصالها شلل
ما عاد ينقصها في ليل نكبتهـا خيل ولا أمـل يحـدو به أمـل
وجه الشهيد هو البدر الذي أخذت منه النجـوم سناها حيـن تكتحل
وتنهض الخيل من حطين عاديـة للقادسية يحيـى نقعهــا بطـل
ليلاي تعرف من في البيد فارسها والعشق يعرف من فينا هو الرجل
وتتوالى المعاني وتتوارد الخواطر في قصائد الشاعرين الكريمين ، وتسلط أضواء التصوير الفني على جراح الأمة وقضاياها الكبرى وهمومها المؤرقة ، تنتقد الواقع وتستـنكر التخاذل وتستـنطق الساكتين وتستـنهض الهمم وتدعو إلى إحياء الأمل والثـقة بالمستـقبل ، وتمجد التضحية والفداء وتـتغنى بانتفاضة الإباء والشرف على أرض الإسراء والمعراج ، وترسم أجمل لوحات الحب للعروبة والأوطان والقدس السليبة .. تغنى البتيري بالطفل مجاهد فقال :
رتلنا فاتحة القرآن
قلنا آمين
ومضينا من حين حكت أم مجاهد ؛
ولدي المحروس غفا من تعب
تحت لحاف الأرض فغطوه
وقوموا بحجارتكم مأجورين
خلوه قليلا بالله عليكم .. خلوه قليلا
لا يزعج أحد نوم حبيب القلب
على صدر فلسطين ..
ختم الشاعر البتيري الأمسية بلوحات ثلاث استظهرها من ذاكرته ، كانت منها لوحة بعنوان قلبي على القدس تقول :
حبيبتي القدس فوق العشق أعشقها أغلى على النفس في دنياي من نفسي
أم المدائن نور الله باركهــــا وكل صبح حكى يا ليتها شمســي
الأنبياء استراحوا في مداخلهــا والفاتحون انبروا بالسيف والتـرس
يجاهدون وعين الله شاهـــدة على مدى الفرق بين اليـوم والأمس
ورغم أن جمهور رابطة الأدب الإسلامي كان أقل من العادة بسبب اتجاه كثير من أعضائها إلى فعاليات رابطة الكتاب في ندوة ( الثفافة والمقاومة والعولمة في الوقت الراهن ) إلا أن تفاعل الحضور كان حارا وصادقا مع النماذج الشعرية التي ألقيت في الأمسية ، واتسعت مساحة التعقيب لكثير من الملاحظات الإيجابية والإشادة بمستوى الأبداع الذي قدمه الشاعران البتيري والتل شكلا ومضمونا .