أمسية شعرية في رابطة الأدب الإسلامي
( تغطية صحفية محلية )
أمسية شعرية في رابطة الأدب الإسلامي
تحت عنوان ( عرس الشهداء ) أقامت رابطة الأدب الإسلامي في مقرها في عمان أمسية شعرية مساء يوم السبت 10/4/2004 ألقى فيها عدد من شعراء الرابطة قصائد تتغنى بالشهادة وتمجد البطولة والفداء وتستنهض الهمم وتبشر بالمستقبل وتـنتـقـد الواقع المتخاذل وتستـنكر السكوت على جرائم الأعداء الذين اغتصبوا الأرض والمقدسات في فلسطين والعراق وسائر أوطان المسلمين التي تتعرض للاحتلال والانتهاك .
وقد كان استشهاد الشيخ أحمد ياسين محورا أساسيا في الأمسية حيث توجهت أكثر قصائد الشعراء إلى رثائه واستلهام الدروس والعظات من جهاده وصبره وشخصيته القيادية الفذة .
وفي مستهل تقديمه للأمسية قال الدكتور عمر الساريسي :
" نحن في هذه الأمسية الطيبة على موعد مع الكلمة الطيبة ، في إثر استشهاد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله تعالى ، هذا الرجل الذي كان عظيما في حياته ، وكان أعظم في استشهاده ، ولا نقول إنه ولد حين استشهد كما هو الحال مع كثير من الناس في بلادنا الذين تبدأ حياتهم بعد أن تكتب وفاتهم ، بل إن الشيخ أحمد ياسين منذ أن برز مجاهدا مناضلا صامدا في فلسطين وهو بعون الله ورضاه يصنع سنة الصمود والثبات في أرض الإسلام ، وهو في استشهاده أعظم منه في حياته :
وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أعظم منك حيا " .
الكاتبة القاصة جهاد الرجبي كانت لها مساهمة نثرية نقتبس منها : " تسير نار في العروق والدمع يغلي في أعين تشهق بالغضب .. أسير كرسيه والروح حرة لا يخيفها اللهب .. قولوا لعدوه حررت أحمد من كرسيه وأطلقته طائرا فوق عواصم العرب .. لم ينله البرد وإن هدأ الجسد " .
ومن قصيدة للشاعر خالد فوزي عبده :
كيف أبكيك أو أبث لم يمت من رحيله الفذ أحيى لم يمت من سما بأخلد ذكر أيه ياسين ما تغيبت عنا |
رثائي
|
وعزائي وأنت في الأحياء أمل الليل في انبثاق الضياء في ضمير الحمى وأبقى ثواء أنت فوق الردى وفوق الفناء |
ومن قصيدة مُـنْـيَـة الــروح للشاعر صالح البوريني :
ابتسم للنجوم حي إنه المجد عند بابك يجثو إنه الكون في رحابك أمسى كل شوق إلى الجنان علي |
الثريـا
|
وارق ياسين في السماء إنه العز قد أتاك سنيــــا طوع من بات للألـه وليا سوف يطوي بك المسافة طيا |
رقيا
ومن قصيدة في رثاء الشيخ أحمد ياسين للشاعر صالح الجيتناوي :
استلم عرشك الذي لن عشت كالنسر في رحاب السماوات فوق كرسيك الزمان تجلى |
يزولا
|
وانتقل في الجنان عرضا قريبا مقربا موصولا بالكرامات يصنع المستحيلا |
وطولا
ومن قصيدة الشاعر ماجد المجالي :
لم ينصفوا فوفوا كما لو من أي جفن في عيونك تـذرف |
أنصفوا
|
فهم اللظى وهم الهدى وبأي جرح من جراحك تنـزف |
والموقف
ومن قصيدة للشاعر غازي الجمل يرثي الشيخ المجاهد أحمد ياسين :
يا صقر غزة بالأحرار عيونك الصدق بالإخلاص مفعمة لا ما رحلت عن الدنيا وما رحلوا نور القيام ونور الفجر يعقبه |
تزرعها
|
حتى غدت لعدو الله وكل ما فيك يحكي آي بارينـا ارواحكم سكنت يا سيدي فينا نور الدعاء فضج الكون آمينا |
سجينــا
ومن قصيدة رثائية للشاعر محمد الحسناوي بعنوان ( كل دروسنا ياسين ) :
شاخ الزمان ولم يشخ من عسقلان إرادة منحوتة جود الرجال من الكلام وجوده |
ياسين
|
وهو على أعقابــه نحت الحديد وصارم مسنون سكب الدماء عن الوفاء تبين |
شارون
أما الشاعرة نبيلة الخطيب فألقت قصيدة بعنوان ( ما غيبوك ) منها :
أغمضت عينك حتى نبصر يا من صنعت من القضبان مدرسة لملمت أمتنا قلبا على قســـم |
الألقا
|
ووهج نبضك من أعصابنا وهجعة القبر قد سويتها أفقـا لما تناثرت قربانا بها مزقا |
دفقا
ومن قصيدة الدكتور يوسف أبو هلالة :
بعطائكم عـز فدماؤكم قط سطرت وبها ارتوى عطش الفدا |
العطاء
|
وزلزلت جنـد المعاصي بالبذل ملحمة التواصي وجلت لنا درب الخلاص |
وألقى كل من الشاعر غازي الجمل والشاعر الدكتور يوسف أبو هلالة والشاعر صالح الجيتاوي والشاعرة نبيلة الخطيب والشاعر محمد الحسناوي .
مساهمة الكاتبة القاصة جهاد الرجبي
" يا شيخنا قل لي بربك يا شيخنا ، متى يكون الموت جميلا ! قل لي بربك يا فجرنا ، كيف يكون النور فينا ! وكيف تبكي السماء رجلا موته يبكينا ! من قهر الأسوار في قدس تئن صباح مساء ، من غضب البحر حين تباع أمواجه وهي تتقدم صوب شواطئ الدم في غزة ، من عراق اليد التي لم تلق عباءة العز وإن جرّحها السلاح ، من بغداد وقد هوت جبهتها سجودا فصارت فوق الجباه ، من مساجد الترتيل وقد خيم الصبر فوق الأفئدة في كل البقاع ، من رجال .. جمر في أفواههم .. وفي أكفهم الجمر يجرجرون الصمت ، والصدر يتوق للسلاح .. من صراخ الدم حين تحرقه الصواريخ وقد صارت أشلاء تتنفس الموت بين الأشلاء .. تسير نار في العروق والدمع يغلي في أعين تشهق بالغضب .. أسير كرسيه والروح حرة لا يخيفها اللهب .. قولوا لعدوه حررت أحمد من كرسيه وأطلقته طائرا فوق عواصم العرب .. لم ينله البرد وإن هدأ الجسد .. فدفئه فينا نار تكوينا. ألبوسنا القهر يا ألله .. وما حاكه عدو.. فحياكه منا وفينا .. حرعونا السم يا الله .. ونصنعه بأيدينا .. من لذلنا ؟! وقد تنفس هواءنا ووسوس لنا بالانحناء ..من لصوتنا وعارنا ؟! وقد حركنا كيف شاء .. من لنا وقد توالت على الوجوه الصفر الصفعات ! وحاورتنا مخاوفنا وألقت برد الكلام في عمق الحدقات؟! يسفك عدونا دمنا ، يقتـّـلنا يرهب صغارنا .. ييتم الزهر على شرفات قلوبنا ، ويثكل الأمهات .. ما مات شيخنا .. وكل من رضي بصمته مات .. أرهبتهم العين المنطفئة حين القلب أضاء .. ومزقوه على كرسيه فصار للدم مضاء .. واشتعل البحر ..اشتعل البحر باللحية البيضاء وبأشلاء من تناثروا كشهب السماء .. غادر كرسيه .. بالدمع لا تكفنوه .. لا يكفن الشهداء .. غادر أعيننا .. بأفئدتكم أسكنوه ، وليكن الصدر سماء .. توضأ وصلى وارتحل فظل تكبيرا حارقا يثير الأرض فتـنجب الشهداء .. كتائب العز بدمها تمضي صقورا من لهب الله في وجه الغاصب ، يحييها الغضب ، وبغير نصر الله لن ينطفئ لها لهب " .
قصيدة الشاعر خالد فوزي عبده
كيف أبكيك أو أبث لم يمت من رحيله الفذ أحيى لم يمت من سما بأخلد ذكر أيه ياسين ما تغيبت عنا لم يزل أفقك الرحيب مضيئا إن تغب في التراب حبات قمح ونرى الزهر في زجاجة عطـر لم يزل منك في الفداء عبير لم يزل عزمك الفريد نشيدا كم طرقت القلوب بالصرخة بعد أن هدهدت على الهون نوما كم توضأت بالدموع وصعدت حين أرثت جذوة من شعور رب تكبيرة تهيب بشعب غردت في مسامع الطفل والصخر ونيوب الأطماع يشحذها الحقد والمنى تدفع القنوط فتـ طرب الحق من ترانيم جرح و كلما غيب الضلال شهيدا أيه ياسين كنت تدري يقينا يوم نادت مروءة الشرق وغْـدًا عرف الذئب كيف يخفي دماء ودرى بالرياء كيف يداري ودرى كيف يستر القبح زيفا ويوشي وعوده ويرجي حين ظُـن السلام خير دواء بورك الداء حين يصبح أحنى إيه ياسين شمس غزة ظلـت مذ وعاك الضمير والخطب نبلا ووعتك السنين تعطي لحق رشفتك الأحزان من منقــع كنت تعتز بالعروبة مجــدا ترتمي فوق حضنها مستجيبـا كم تحديت علـة وكـلالا نال من خطوك السقام ولكن كم خطىً حولك استحالت بت بالأصغرين آية بأس إذ فلسطين في فؤادك جرح إنما الجرح بالبطولات يشفى أي جود أجل من بذل نفس أمنا الأرض وهي تعلم أنا مجدنا سفر أمة تتباهى حقنا شأونا وأكرم بدرب |
رثائي
|
وعزائي وأنت في الأحياء أمل الليل في انبثاق الضياء في ضمير الحمى وأبقى ثواء أنت فوق الردى وفوق الفناء بالمروءات والخلال الوضاء اشرقت في السنابل الخضراء قبلت بالشذا جبين السماء أزلي مضمخ بالعطاء عربي الشموخ والكبرياء الحرى فهبت على دوي النداء سرمدي الأحلام والإغفاء صلاة محمومة بالدعاء في ربوع تمور بالأشلاء فهي رعد يضج بالأصداء وغنت من لوعة وبكاء فتمضي تغوص في الأحشاء ذروه هشيما مبعثرا كالهباء انتشى الترب من طهور دماء أنبت الحق ألف ألف رجاء عن سلام الطغاة والأعداء لسلام وألفة وصفاء في بطون المخالب الحمراء ومضة الشر في عيون الدهاء ببرود الخديعة الحسناء بسراب المنى شفاه الظماء سوف يشفي العليل من كل داء من سموم مدسوسة في الدواء بجلال السناء والـلألاء مشرقا في المآثـر الغراء روح بـذل وعـزة وفداء الخطب رحيقا معطرا بالنقاء وافتخـارا وتزدهي بانتماء لحنـين ولهفـة ووفـاء وعنـاء بهمـة الأقويـاء لم ينل من عزيمة ومضاء عثارا إذ تجر القيود باستخفاء فهما الحافزان في العظماء طاهر النزف خافق بالإباء ما لجرح بغيرها من شفاء حين هابته أنفس الجبناء خير من أنجبت من الأبناء بازدحام الأباة والأسماء مهدته قوافل الشهداء |
قصيدة الشاعر ماجد المجالي
لم ينصفوا فوفوا كما لو من أي جفن في عيونك تـذرف كل الذين تحبهم ذهبوا ومـــا لم يبق في مدن الخيانة غير مـا الله يغضب حين نقسم باسمــه متأمركي حاراتنا الدول التــي واحتـل أمريكاننـا عزماتنـا غلمان أمريكا الصغار تكشفـوا والشاهدون عليهـم شهـداؤنا ما للحقائق من رواة غيــره ودم الشهادة صادق ومحقق متطرفون نعـم لماذا غيرها فالحاكم العربي إما بائــع يا أم رامز لو شهدت معاركا والطائرات تصب حقد أتونها والراجمات بها الصواريخ التي والشمس تخلط بالشعاع دموعها لكن قلب فتـاك ظل معلقـا كانت فلسطين به وبخليلهـا يا أم رامز لو رأيت أكفــه وأنامل الفنان كيف هيامها عيناه كالصقر المحلق كانتا صلب العزيمة والفؤاد وجفنه كلف بألوان الحياة وإنـــه هم فتية صدقوا وكل سلاحهم شهداؤنـا أجسادهـم ببلادهـم ودماؤهم عربية قدسيــــة أحياء هم والميتون سراتنــا هذا العراق عراقنـا ولأجلـه هو أول الآتين هـب فراتـه هو ظافر هو ناصر هو عازم هو نخلة هو دجلة أرضنــا |
أنصفوا
|
فهم اللظى وهم الهدى وبأي جرح من جراحك تنـزف أبقوا على شيء سوى ما يقرف على من أو على ما تأســـف فبأي أرباب الخيانة نحلـــف ثرواتها بقمـارهم تستنــزف وتهـودوا وتخوفوا أو خوفـوا وتأقلموا مع خزيهـم وتكيفـوا نطق النزيف توقفي يا أحـرف فدم الشهادة حين ينزف يكشـف وفم الخيانة كـاذب ومزيــف لخيانـة وخساسـة يتطـرف متجـول أو خانـع ومسـوف حضر النزيف بها وغاب المسعف والقاذفات إذا تغيـر وتقـذف هدمت وقضت أو تزيل وتجرف والأرض من هول القنابل ترجف بهوى الخليل وبالعراق يغلـف وجنينهـا بالأعظميـة تحلـف والأربيجي لهب وحس مرهـف بالأربي جي تحنو عليه تهـدف تتحديان وكل شيء ينـــف ما رف خوفا والحتوف ترفرف بالموت دون القادسية أكلــف عزماتـهم وتوقـد وتلهــف ترقــى لتبقـى لا خلايا تتـلف وعن الثرى العربي ليست تنشف فهم الخيانة والهوان الأعجــف رخص المغلى والنجيـع الأشرف بالعون والمعروف ليس يعــرف هو ناقم هو قادم هو يزحـــف هو عزنا هو رمزنا هو يوســف |
والموقف