الحاج أمين الحسيني
(1314/1887-1394/1974)
مفتي فلسطين ورئيس علمائها ، رئيس (المجلس الإسلامي الأعلى) 1340/1922 الأب الروحي للحزب العربي الفلسطيني ، رئيس اللجنة العربية العليا 1355/1936 ورئيس(الهيئة العربية العليا لتحرير فلسطين) 1365/1946 عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة ، ومجمع بغداد العلمي 1386/1966 عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ، أحد أعلام العقيدة والجهاد الإسلامي في أرض الحشد والرباط .
ينتمي إلى الأشراف الحسينيين شيوخ القدس ، وأعيان علماء فلسطين ، ولد في القدس الشريف ، حفظ القرآن الكريم ، ودرس العربية على أبيه الذي عرف بالتقوى ، والصلاح ، وسعة الاطلاع ، وكان مفتياً للقدس.
سافر إلى القدس بعد انتهاء المرحلة الثانوية ، والتحق بالأزهر سنة 1329/1911 فنال حظاً وافراً من العلوم اللغوية والشرعية ، واتصل بالشيخ محمد رشيد رضا ، وتلقى منهجاً دعوياً في مدرسة (دار الدعوة والإرشاد) وتوثقت صلته بمرشد الإخوان المسلمين الإمام حسن البنا .
عاد إلى القدس بعد إعلان الحرب العالمية الأولى سنة 1332/1914 والتحق بالجيش العثماني برتبة ضابط بعد تخرجه من الكلية العسكرية ، وعمل في مراكز عسكرية على البحر الأسود حتى نهاية الحرب .
ثم انضم إلى جيش الأمير فيصل بن الحسين سنة 1334/1916 وقام بجمع المتطوعين من أهالي فلسطين ، ثم اشتغل بالتعليم ، وتربية الأجيال على النضال ، وأسس (النادي العربي) بمساعدة أصدقائه ، ونادى بوحدة سوريا الكبرى سنة 1337/1919 .
عاصر سقوط القدس بيد الإنجليز سنة 1335/1917 وبدأ نشاطه السياسي بالظهور بعد صدور وعد بلفور سنة 1335/1917 ، وترأس بلدية القدس .
قاد المظاهرات الحاشدة ضدّ الاستعمار والاستيطان سنة 1338/1920 فحكم عليه بالأشغال الشاقة مدة عشر سنوات ، وعندها فرّ إلى الأردن بقارب قطع البحر الميت، ثم التحق بإخوانه في دمشق ، وشكل معهم منظمة (جمعية فتى فلسطين) وانتخب رئيساً لها.
ثم عفي عنه ، فعاد إلى القدس وتولى الإفتاء بعد وفاة أخيه الشيخ كامل سنة 1339/1921 ولبس الجبة والعمامة البيضاء وأطلق لحيته .
رفض مشروع الوكالة العربية سنة1341/1923 وانتخب رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى مدى الحياة .
واعتبره المسلمون رئيسهم الديني والسياسي ، حيث لا يمكن الفصل بين السياسة والشريعة ، وزاد نفوذه ومركزه الاجتماعي بسبب الوظائف التي شغلها ، واعتبروه رئيس الحكومة الإسلامية في فلسطين ، ولما كثر معارضوه وحاسدوه ، شكل محمد عزة دروزة حزباً لتأييد المفتي سمي (حزب الأهالي الديموقراطي) . واتهم بمساندة ثورة البراق سنة 1348/1929 .
فر إلى بغداد سنة 1358/1939 وكان له دور بارز في تأسيس (حزب الأمة العربية) الذي ضم عدداً من السياسيين العرب ، وتأليف (حزب الشعب) وإشعال ثورة رشيد عالي الكيلاني والدفاع عنها بكتيبة من المجاهدين الفلسطينيين ، وبعد فشل الثورة غادر العراق إلى إيران ، ووصل برلين عن طريق روما ، وأقام بها بين عامي (1941-1945) واتصل بهتلر وموسوليني لدعم قضية بلاده .
وكان تأسيس جيش عربي إسلامي يدافع عن القضايا العربية ، وخاصة قضية فلسطين أهم اهتماماته ، خلال إقامته ببلاد المحور ، وسعى لحماية البشناق من الإبادة بالتعاون مع ألمانيا .
فر بعد انتصار الحلفاء إلى فرنسا ومنها إلى مصر . واشترك في إنشاء (جيش الجهاد المقدس) الذي عقد لواءه لعبد القادر الحسيني . وكان على صلة قوية بالثورة السورية سنة 1343/1925 فلما وصل الشيخ عز الدين القسام إلى حيفا استفاد من مواهبه وإخلاصه للقضية الفلسطينية ، وكان الشيخ كامل القصاب صلة الوصل بينهما .
اشترك في مؤتمر الخلافة الذي انعقد في القاهرة في 22/4/1926 إثر قيام مصطفى كمال (أتاتورك) بإلغاء هذا المنصب سنة 1343/1924 .
قام بتنفيذ مشروع إعمار وترميم الحرم الشريف (قبة الصخرة والمسجد الأقصى) الذي استمر خمس سنوات ، وأصلح آثار الزلزال الذي ضرب القدس سنة 1346/1927 وجمع الأموال لمشاريع الإعمار ، من ملوك المسلمين وأثريائهم .
أقام علاقات متينة مع زعماء العالم الإسلامي ، وعندما جاء اللورد بلفور لافتتاح الجامعة العبرية بالقدس سنة 1344/1925 منعه من زيارة الحرم الشريف ، وكان الإنجليز يعتبرونه عقبة أمام أي تفاهم عربي يهودي ، وطالب الحكومة الإنجليزية بمنع بيع الأراضي لليهود ، ووقف الهجرة الصهيونية ، وقام بزيارة القرى المهددة بالبيع ، وطلب من العرب والمسلمين في العالم الدعم خوفاً من أن يفقدوا فلسطين كما فقدوا الأندلس واتهم الإنجليز بأنهم واقعون تحت تأثير الصهاينة، واحتج على اقتراح تقسيم فلسطين قائلاً :
-إن فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم ، بل هي لجميع الشعوب الإسلامية .
وفضح قرارات المؤتمر التبشيري الذي عقد في القدس سنة 1342/1923 ونشرها في صحف العالم الإسلامي .
وعني بالتربية والتعليم ، فأنشأ الكلية الإسلامية ، ومدرسة القضاء الشرعي ، ودار العلوم ، وكلية روضة المعارف بالقدس ، ومدرسة النجاح بنابلس ، وجمع أبناء المسلمين الأيتام في دار الأيتام الإسلامية الصناعية .
وشكل (منظمة الجوال المسلم) الجهادية ، وجمعيات (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وكان الجهة المجهولة وراء العصابات الوطنية التي قامت بعمليات التأديب ، والهجمات بالقنابل على المستعمرات ، ونصب الكمائن لدوريات الجيش البريطاني .
لم يساوم ولم يهادن ، وترأس مؤتمر علماء فلسطين ، وأفتى بتحريم بيع الأراضي لليهود .
وطاف العالم الإسلامي داعياً لقضية بلاده ، وترأس وفداً لإصلاح ذات البين بين الملك عبد العزيز والإمام يحي حميد الدين سنة 1353/1934 كللت مساعيه بالنجاح ، وحضر مؤتمر باندونغ سنة 1378/1959 .
نشر له عن القضية الفلسطينية (حقائق عن القضية الفلسطينية ) وهي عبارة عن تصريحات وأحاديث .
توفي ببيروت ودفن في مقبرة الشهداء بالحرج ، ولم يسمح لجثمانه بأن يدفن في بيت المقدس الذي وهبه حياته حسب وصيته .
أرخ له زهير مارديني في كتبه : ( فلسطين والحاج أمين الحسيني ) و (ألف يوم مع الحاج أمين الحسيني ) و(الحاج محمد أمين الحسيني – دراسة في نشاطه الديني ) وكتب إميل الغوري ( أعلام فلسطين : الحاج أمين الحسيني ) وعوني جدوع العبيدي صفحات من حياة الحاج أمين الحسيني ، وحسني أدهم جرار ( الحاج أمين الحسيني – رائد جهاد وبطل قضية ) ، تيسير جبارة ( الحاج محمد أمين الحسيني – دراسة في نشاطه الديني 1926- 1937 ) وفيليب مطر ( مفتي القدس- الحياة السياسية للحاج أمين الحسيني ) ويهودا تجار ( مفتي فلسطين والسياسة العربية الفلسطينية بين عامين 1930 –1937 ) .
وسوم: العدد 795