الشاعر الأديب الداعية محسن حمد خرابة
( 1946- 2018م )
هو الشيخ السيد الأستاذ المربي الفاضل، والعالم، والنحوي، والمحقق، والمدقّق، واللغوي الجامع، والأديب البارع الشيخ محسن حمد الخرابة البدراني -رحمه الله-، وأسكنه فسيح جناته، وهذه ترجمة موجزة عن حياته، أتمنى أن تتاح لي الفرصة للتوسع فيها بما يليق مع فضل الشيخ، وتبحره في العلوم الدينية والأدبية.
مولده ونشأته:
ولد العالم الفاضل محسن بن حمد بن حاج خرابة البدراني في مدينة دير الزور شرقي سورية عام 1946م، ونشأ في ظل أسرة مسلمة محافظة، من آل البدران تحبّ العلم، وتحترم العلماء .
دراسته ومراحل تعليمه:
وعندما بلغ الطفل محسن خرابة سنّ التعلم أرسله والده إلى المدارس الرسمية، فدرس الابتدائية والإعدادية والثانوية في بلدته.
ثم درس المرحلة الجامعية في كلية الآداب ( قسم اللغة العربية)، في جامعة دمشق، وتخرج فيها حاملاً الإجازة ( الليسانس ) في اللغة العربية .
ثم تابع الدراسات العليا، فحصل على دبلوم دراسات عليا (اللغويات) في كلية الآداب في جامعة دمشق.
ثم حصل على الماجستير في اللغة العربية / النحو والصرف / .
ثم تقدم للحصول على الدكتوراه، وكان عنوان رسالته ( ابن السمين الحلبي، ومنهجه في التفسير وإعرابه)، فأنجز الرسالة، ولكن لم تناقش بسبب النظام الجامعي الذي يطالب من الباحث لزوم اجتياز لغة أجنبية.
شيوخه وأساتذته:
وكان من حسن طالعه أن يتلقى العلم على يد جهابذة اللغة والأدب في ذلك العصر، عرف منهم:
1-العلامة المحقق أحمد راتب النفاخ: صاحب الردود المشهورة على طه حسين.
وكان أكثر أساتذته تأثيراً فيه وملازمة له حتى بعد تخرجه الأستاذ أحمد راتب النفاخ الذي كان فريد عصره ووحيد دهره في النحو والصرف وفي القراءات، وكان ثاني اثنين في سعة الاطلاع والتبحر في الأدب الجاهلي، والثاني هو العلامة الأديب اللغوي الكبير محمود شاكر المصري –رحمه الله-؛ وقد أفاد الأستاذ محسن خرابة من النفاخ كثيراً في تحقيق وتدقيق النصوص بالإضافة إلى علوم اللغة وعروض الشعر، وكان كثير الثناء على أستاذه الجليل أحمد راتب النفاخ محباً له معجباً به حريصاً على رؤيته واللقاء به كلما ذهب إلى دمشق؛ وكان الأستاذ أحمد راتب النفاخ يتردد على دار شيخ عالم جليل هو ( أحمد أكبازلي)، وكان الأستاذ النفاخ يجله، ويحترمه، ويشهد له بسعة العلم والاطلاع، وكان يصلي الجمعة في مسجده، ولا يصلي عند غيره؛ لأنه كان خطيباً بارعاً لا يلحن في خطبته، وهذا ما حببه في الشيخ، ونقل عن الأستاذ النفاخ أن هذا الشيخ لو ترك صلاة الجمعة لما صلى عند أحد غيره لغلبة اللحن على الخطباء في عصره، وكان هذا يغضبه كثيراً .
يعتبر الأستاذ محسن خرابة من نجباء تلاميذ أحمد راتب النفاخ وأكثرهم حظوة عنده وأقربهم مكانة من قلبه وتقديره؛ هذا أحد أساتذته الأعلام الذين تخرج عليهم فلنعم الأستاذ الحجة الذي قلّ نظيره، ولنعم الطالب الألمعي الذي يرفع المعلم رأسه مباهياً ومفاخراً به .
2-والأستاذ اللغوي الكبير سعيد الأفغاني: الذي لم يأت اللغة العربية أعلم منه منذ مئة سنة .
3-والدكتور مازن عبد القادر المبارك: رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق .
وللأستاذ محسن خرابة مشاركات أخرى في العلوم الشرعية، وإن كان غلب عليه الدراسات اللغوية .
4-فقد درس فقه الشافعية والحنفية، والتفسير والتجويد على يد الأستاذ العالم الفاضل ممدوح عبوش – رحمه الله – الذي تولى التدريس والخطابة في الجامع السليمي ردحاً من الزمن، وكان موظفاً في العدلية، وأصبح بعد ذلك الكاتب بالعدل .
5- وقرأ القرآن وجوده على فضيلة شيخ قراء الشام في زمانه الشيخ حسين خطاب – رحمه الله-.
6-والشيخ هاشم المجذوب الذي كان يلقب بالشافعي الصغير –رحمه الله-.
7- ودرس أيضاً على الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي علوم القرآن .
8- وتلقى علوم الحديث على العلامة محمد أديب الصالح – رحمه الله- .
أعماله ومسؤولياته:
عمل الأستاذ محسن خرابة مدرساً لمادة اللغة العربية لمدة عشرين سنة في ثانويات محافظة دير الزور .
ثم هاجر من سورية أثناء الثمانين في بلاد الله الواسعة، فاستقر في الحجاز، وراح يعمل مدرساً فيها، ثم عمل مدققاً لغوياً في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
مؤلفاته:
وهو كاتب مقلّ، ومن يطّلع على كتب الأستاذ محسن خرابة المحققة ومؤلفاته يجد أن قسماً منها في العلوم الشرعية، ومنها علوم القرآن وتفسيره. خذ مثلاً رسالة الدكتوراه، وهي بعنوان:
1-( ابن السمين الحلبي، ومنهجه في التفسير وإعرابه ) .
وله كتب محققة أخرى منها:
2-( المسائل البصريات في النحو ): لأبي علي الفارسي .
3-تحقيق كتاب ( المسائل والأجوبة ): لأبي محمد بن قتيبة ( عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري) توفي عام 213-276 هـ، محسن خرابة (محقق)، مروان العطية (محقق)، ط1، دار ابن كثير بدمشق عام، 1990 م، ويتناول الكتاب موضوع غريب الحديث، ويقع في
507 ص؛ 24 سم.
4-كتاب ( جمال القراء، وكمال الإقراء ): شيخ قراء مصر والشام، أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد الهمذاني المصري، علم الدين السخاوي، المتوفى 558-643 هـ، محسن خرابة (محقق)، مروان العطية (محقق) – ط1، دار المأمون في دمشق، عام 1997
ويتناول الكتاب القراءات القرآنية، ويقع في 2 جـ؛ 24 سم.
5-تحقيق كتاب ( فضائل القرآن ): لأبي عبيد القاسم بن سلّام الهروي. الطبعة الأولى، عام ١٤١٥هـ- ١٩٩٥م، تحقيق: مروان العطية، ومحسن خرابة، ووفاء تقي الدين، دار ابن كثير دمشق – سوريا.
6- وتحقيق كتاب موسوعة الأسماء والأعلام المبهمة في القرآن الكريم المسمى ( ترويح أولي الدماثة بمنتقى الكتب الثلاثة في الأعلام المبهمة في القرآن الكريم ): عبد الله بن عبد الله بن سلامة الأُدكاوي الشافعي المصري الشهير بالمؤذن . تحقيق، وشرح مروان العطية، محسن خرابة; مراجعة وإشراف خالد محمد الحتين، مكتبة العبيكان بالرياض عام, 2001م، ويقع الكتاب في 286 ص، 24 سم .
والكتب الأربعة الأخيرة قام بتحقيقها بالاشتراك مع الدكتور مروان عطية .
وقد درّس طلابه تفسير الزمخشري، وهذا كله يدل على معرفته واطلاعه على علوم القرآن وتفسيره .
وله كتب أخرى تحت الطبع منها:
7-كتاب الضرورة الشعرية في الأدب العربي – تحت الطبع .
8-وكتابان محققان في العروض، وهما:
1 ـ رفع حاجب العيون الغامزة، عن خبايا الرامزة: لمحمّد الدَّلَجي (860- 947هـ، 1456-1540م) : وهو محمد بن محمد بن محمد الدلجي العثماني، شمس الدين: فاضل مصري، من الشافعية، ولد، ونشأ بدلجة (من قرى مصر)، وتعلم بالقاهرة، ثم بدمشق، وأقام بهذه نحو 30 سنة. وسافر إلى بلاد الترك، واجتمع بسلطانها (بايزيدخان)، وعاد إلى مصر، فتوفي بالقاهرة.
وقد حققه محسن خرابة مع رفيقه مروان الظفيري على ثلاث نسخ خطية .
2- شرح القصيدة؛ المعروفة بالخزرجية: للشَّرِيف الغَرْناطي (697-760 هـ، 1297-1359 م) . وهو محمد بن أحمد بن محمد الحسيني، أبو القاسم، المعروف بالشريف: قاض أندلسي. من الفضلاء الأدباء ولد، ونشأ بسبتة، وولى ديوان الانشاء بغرناطة، ثم القضاء الخطابة فيها. وولى القضاء وادي آش، ثم أعيد إلى غرناطة، وتوفي بها، وهو على قضائها.
وقد حققه الأستاذ محسن خرابة مع رفيقه على أربع نسخ خطية، بالإضافة للنسخة المطبوعة قديماً.
9- وكتاب في الأخطاء الشائعة .
- وله مقالات عديدة منشورة في الصحف والمجلات العربية والإسلامية، مثل مجلة حضارة الإسلام (دمشق)، ومجلة الفيصل، وبعض المجلات الصادرة في الخليج.
وله أشعار كثيرة ، ولكنها لم تجمع في ديوان .
تلاميذه:
ينتشر تلاميذ الأستاذ محسن خرابة في البلدان، فمنهم من هو في سورية، ومنهم في السعودية، ومن أبرز تلاميذه:
1- الشاعر الإسلامي قاسم ميثاق الحسين: درس عنده النحو والعروض . وقد ذكر أنه استفاد منه كثيراً، وكان لا يجلس إليه إلا ويخرج بفائدة علمية .
2- وكان ممن يحضر دروسه الأستاذ محمد سعيد ابن الشيخ مهيدي الأشرم .
3- ومدير أوقاف دير الزور السابق ومفتيها إياد العزي النقشبندي .
4- والشيخ الدكتور سعد إياد العزّي .
5- الأستاذ جمعة الأشرم ..وغيرهم كثير في سورية، والسعودية .
أحواله الاجتماعية:
وهو متزوج ولديه عدة أولاد، هم: الدكتور محمد، والدكتور أيمن، والدكتور سعد، والمهندس عمار، وشقيقاتهم، وهو ابن عم الأستاذ المحامي زكي خرابة: الذي درس الحقوق في جامعة دمشق، وكان يعمل لدى هيئة التنسيق الوطنية الذي تلقى التعازي بوفاته، وشكر الناس الذين تقدموا بالتعزية، وحففوا مصاب الأهل سواء بالحضور أو الاتصال، وطلب من الله أن لا يفجعهم بعزيز، وله أقرباء مشهورين في دير الزور في سورية، وفي السعودية.
أخلاقه وصفاته:
يقول أحد تلامذته، وهو (الهادي الهادي) في صفحة علماء ومشايخ دير الزور وطلبة العلم: (ما جلست معه إلا واستقدت منه، وهو متواضع جداً، يحفظ أكثر من 100 ألف بيت من الشعر، يستحضر الشواهد القرآنية والشعرية أثناء استدلاله لأي إعراب). وكان يقرأ المسألة في النحو والصرف في أكثر من كتاب، فيستوعبها ويصبح حجة فيها .
وكان في أسلوب تدريسه جدة وطرافة ولم يكن أسلوباً خطابياً مباشراً .
وللأستاذ محسن خرابة مشاركات في العلوم الشرعية، فقد درس فقه الشافعية والحنفية، وقرأ القرآن وجوده على شيخ القراء حسين خطاب، والشيخ هاشم المجذوب كما درس على الشيخ سعيد ملا رمضان البوطي، وتلقى علوم الحديث على الشيخ د. محمد أديب الصالح- رحمه الله .
وكتب الأستاذ (فوزي المحمد) رسالة شعرية ( إلى أخي، وأستاذي محسن خرابة) يقول فيها:
يا محسن إني أكن لك الوفاء وأنا أودك دون كذب أو رياءْ
ما أنت إلا نجمة وسط الدجى أو أنك البدرُ الذي وسط السماء
إني رأيتك والرجولة كلها ورأيت فيك الصدق دينا والوفاء
إن التسامح من سمائك خلّةٌ ومراتب يسمو إليها الأولياء
يا محسن إن الحياة تعيسة ٌ يا محسن هذا زمانُ الأشقياءْ
وفاته:
توفي الأستاذ محسن خرابة – رحمه الله – في مدينة الرياض يوم الثلاثاء في 4 / 4/ 1440 ه / الموافق 11/12/ 2018م، ودفن في مقبرة النسيم بالرياض. وحضر جنازته عدد من إخوانه، ومحبيه، وتلاميذه، وعارفي فضله .
رحم الله الأستاذ الأديب الكبير رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً .
أصداء الرحيل:
ونعته أعداد من المؤسسات والمنظمات منها جمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية، والرابطة الرياضية للسودانية بالخارج ( الصالحية)، والملتقى السوداني الاجتماعي الثقافي الرياضي الذي ارتبط بهذه الكيانات، وشاركها فعالياتها، وقدم خلالها محاضراته القيمة الماتعة، وكتبت عنه صحيفة التحرير بالرياض مقالة نشرتها في عددها الصادر في 12 ديسمبر 2018م .
وكتب الأستاذ الشاعر ( قاسم ميثاق الحسين )، وهو ممن درس عليه، فقال:
( عرفته – رحمه الله تعالى- بادىء الأمر مدرسًا في الثانوية الشرعية، كان شاباً يتفجَّر حيويَّة ونشاطاً؛ متوقِّد الذهن، قويَّ الحافظة، موسوعي المعرفة وبخاصة في النحو والصرف وعلوم البلاغة وفي عروض الشعر. كان يستظهر بحور الشعر وجوازاتها وزحافاتها عن ظهر قلب دون أن يرجع إلى كتاب، يحفظ الآلاف من أبيات الشعر، ويستحضر الشواهد القرآنية والشعرية أثناء استدلاله لأيّ إعراب، كان يقرأ المسألة في النحو والصرف في أكثر من كتاب فاستوعبهما، وأصبح حجة فيهما.
أسلوبه في التدريس:
في أسلوب تدريسه جدّة وطرافة لم يكن أسلوبًا خطابيا مباشرًا. وإنما كان يحاورنا، ويناقشنا، وينتزع المعلومة منا استنتاجًا واستقراء؛ كانت مواضيع التعبير التي يكلفنا بها تشحذ الذهن وتنمِّي الخيال من هذه المواضيع مثلا (هب أنك دخلت الجنة فصف لنا شيئاً من نعيمها وأشجارها وثمارها وأنهارها ومن رأيت فيها ممَّن عرفت وما أسباب دخولهم )؟
وأحياناً يطلب أن نكتب الموضوع على نمط مقامات الهمذاني، ولا أبالغ إن قلت: إن بعض الطلاب كان يتحفنا بمقامات طريفة لطيفة بأسلوب شائق ساحر ساخر فتخال أنك تسمع لعبد القادر المازني أو لعبد العزيز البشري، وكان منهم الأخ الكريم عبد العزيز غضبان الذي أكمل دراسته في معهد الفتح الإسلامي في دمشق، وأصبح خطيباً مسقعًا ومتبحِّرًا في العلوم الشرعية.
كان الأستاذ الكريم محسن يثني علينا، ويشجعنا، وقد لقيتُ منه عناية بالغة واهتمامًا خاصًّا.
كان يستمع لشعري ناقدًا وموجِّهًا، بل كان يأخذ بعض قصائدي، ويعرضها على الطلاب في مدارس أخرى مفاخرًا بي؛ بل ذكر لي أحد الطلاب أنه كان يكلفهم بإعراب بعض الأبيات وتقطيعها؛ وبعد انقطاع عنه دام لأكثر من عشرين عاما أدهشني، وأنا أكلمه بالهاتف يذكر لي بعض أبيات من قصيدة لي كانت تعجبه كثيرًا ؛ ومن ودِّه ومحبته لي نشر منذ سنتين تقريباً قصيدة لي في الحنين إلى دير الزور في مجلة الفيصل السعودية ؛ فحبُّه لتلاميذه وحرصه على تعليمهم كان من أبرز شمائله ومناقبه وهذا ما جعلهم يحبُّونه، ويجلونه، ويثنون عليه الثناء العطر.
كان لا يبخل على أحد بعلمه في المدرسة أو في داره التي كانت مفتوحة للجميع ينهلون من معين علمه؛ درّس ألفية ابن مالك لما يقرب من خمسين أستاذاً في دير الزور،
ودرّس كتاب الكامل للمبرد، وتفسير الكشاف للزمخشري، وغيرهما لمجموعةٍ من الطلاب، وهم كثر منهم من أصبح طبيباً، ومهندساً، وشاعرًا، وأديبًاً ).
ورثاه الشاعر ضرار عبد الرزاق حنيش الحسيني، بقصيدة كتبها بتاريخ 12 / 12 / 2018م، فقال:
أبكيك لو نقع الفؤادَ نحيبُ وسحابُ قلبي عندمٌ مسكوبُ
نهرُ الفرات جسوره وتراثه أعلامه والربعُ وهو جديبُ
أين النجومُ الزهرُ تلمعُ في الدجى أين المنابرُ ساعرٌ وأديبُ
علماء دير الزور هم أعلامه لهفي على الأعلام كيف تذوبُ
كنا نعزّي فيك كلّ مودّعٍ ونقولُ حسبُ الدير حين تؤوبُ
كل البدور تعود بعد سريّها والعودُ أحمدُ والفراق صعيبُ
قد كنتَ سهماً، بل شهاب ثاقبٌ لكنّ سهمكَ في الفؤاد يصيبُ
جرحٌ على جرحٍ لعمري مؤلمٌ وفراقك الدامي وأنت غريبُ
ما كنتُ أحسبُ أن تضمّك غربةٌ والديرُ ليس لها لديكَ نصيبُ
كرسيُّ آدابٍ ونحو ٍ عرشهُ للجاهلية عالمٌ وربيبُ
ومنارةٌ ما تاه عنها سابحٌ أو طالبٌ للمجد أو مطلوبُ
المحسنون وأنتَ أحسنُ محسنٍ وأبو المحاسن هل تراه يغيبُ ؟
بحرُ المعارفِ والصدورُ وعاؤه ما ضاعَ نقشٌ في العلا مكتوبُ
ما كان من أهلِ العلا طلابه وكتابُه شمسٌ وليس تغيبُ
يا رب اسكنه فسيح فرادسٍ في الصالحين وللحبيب حبيبُ
أمطر شآبيبَ الضياء ورحمة والقبرُ فيها روضةٌ ورحيبُ
وابعثْ لأمتنا رجالاً مثله يا خيرَ مسؤولٍ وأنتَ تجيبُ
ورثاه الشاعر فوزي المحمد بقصيدة تحت عنوان: هوى عالم الإعراب، مهّد لها بقوله: إلى أستاذي، وأخي الكبير، وصديقي محسن خرابة، يقول فيها:
سقى الله قبراً فيه محسنُ نائمٌ ونام به الإقدامُ والحزمُ والفكرُ
توفي شمس العلم والشامخ الفتى وناحت بناتُ الدير إذ هبطَ الصقرُ
ولما علا صوتُ الغراب بنعيبه وقال: أبو الإحسان قد ضمه القبرُ
علا الشيبُ رأسي من مصابٍ أصابني وأصبحَ ثلجاً فوق هامتي الشعرُ
ضربتُ على الكفين حزناً ولوعة ً بكاء وعيني دمعُ حسرتها نذرُ
على محسنٍ يبكي الفراتُ وشطه كذاك بكاهُ النخلُ والماءُ والجسرُ
كريمٌ محبُّ الخير عذبٌ صفاتهُ وشهمٌ كريمُ الخلقِ ما عنده غدرُ
هو عالمُ الإعراب من رأس برجه ِ ومن حزنه العالي جرى دمعه الحِبرُ
أعزي أهالي الدير حزناً لفقده وأذودُ عليه الدمع ما طلع الفجرُ
فصبراً أحبّائي بنيه وصحبه لنا ولكم طولُ الترحّم والصبرُ
جزاك جنان الله يا طيّبَ النُّهى جزاكَ جنان الخلد يا أيها البدرُ .
مصادر الترجمة:
1- العالم المحقق اللغوي الأديب الشيخ محسن حمد الخرابة البدراني - بقلم تلميذه: قاسم ميثاق .
2- صفحة الأستاذ قاسم ميثاق الحسين على الفيسبوك.
3- رابطة العلماء السوريين.
4- صحيفة التحرير الصادرة في الرياض في 12 ديسمبر عام 2018م .
5- رسائل من الأخ أمين خرابة جزاه الله خيراً - بتاريخ الأربعاء 26 كانون الأول (ديسمبر) عام 2018م .
وسوم: العدد 805