بابكر صديق
مبدعوا الزمان الجميل
سليمان عبد الله حمد
لقد افرد استاذنا /مصعب الهادي هذا البوح الجميل لما يعرف ضد النسيان والبوح به بهمس لجيل الحداثة من يبدا هذا الابداع الفنى الجميل ذاك عصر قد مضى وطوي معه كل الجمال ...
حيث صاغ هذه الكلمات لسيرة بابكر صديق بدأ بـ (دنيا الفنون) عبر تلفزيون الجزيرة، وتحول إلى (محراب الآداب والفنون) ثم ما لبث أن جاء بعد ذلك إلى الخرطوم في العام (1986) ليُكمل المسيرة ببرنامج (أصوات وأنامل)، فاهتمامه بالإبداع فتح كثير من الأشرعة والمنافذ لشباب لم تتح لهم فرصة الإطلالة عبر المنابر لذا كان برنامج (نجوم الغد) فرصة لظهورهم مجدداً، ولكن فى السنوات الأخيرة افتقد البرنامج بعض بريقه ودار حول جداوه الكثير اللغط، فما كان منا إلا وأن أجلسنا (بابكر صديق) على كرسي الحوار، نحاول أن ننتزع منه بعض الاعترافات من خلال الأسئلة الساخنة، فوجدناه رحب الصدر (طويل البال...
بدءاً ما هي معايير الاختيار للبرنامج؟
بالطبع المواصفات غير بدنية، فأولا لابد من سلامة الصوت، ومن ثم الاختبار دون موسيقى وأخيراً يأتي التفضيل مقارنة بما تم اختياره، أما عن باقي الإبداعات فهي تعتمد على المقياس الحسي الفني بعيداً عن التصنع وعميقة من الإحساس، وتشمل كل الإبداعات بالإضافة للغناء، وتشرف عليهم لجنة مختصة لذلك.
لكن البرنامج ليس كما كان في السابق؟
كل تجربة من البرامج تخلتف عن سابقتها، فإلى الآن لم يقل أداؤنا، وهنا لا أبرر لأحد، أضف إلى ذلك المسخ الذي حدث في القنوات باستنساخهم للفكرة فى العديد من البرامج وكثرة الغناء غير الهادف، لذلك تجد ترخيص الشيء هو تكثيفه، كما لا ننسى وسائط التواصل التي أخذت المشاهد، فتغيير الزمن والإيقاع ليس تقدير كاف لمحاكمة البرنامج.
مع كل هذه الشمولية أين البرنامج من "الدراما"؟
لا يوجد برنامج تلفزيوني بهذه المساحة بأي قناة فى العالم، وبفتكر أنه ليست ممن مسؤوليتنا تحقيق رغبات وطموحات بهذا التصور، فنحن مقيدون بميول وأهداف ومرامٍ، ونعتقد أن من تخرجوا من البرنامج سواء كانوا فنانين أو شعراء أوغيرهم مبدعين بالقدر الكافي، ونحن فقط نصقل موهبتهم.
تهتم بالغناء دون غيره؟
ليس بفحوى الجملة، ولكن لأن جل الشعب السوداني يهتم بالغناء أكثر من الإبداعات الأخرى. فالسؤال موجه لمن يتساءلون عن تقصيرنا في المناحي الأخرى ما دوركم ودور المجتمع، افيدونا لأن الفن وجهة نظر.
أين مؤسسة نجوم الغد؟
المؤسسة قائمة لرعاية الموهوبين في كل المجالات، ونافذة لمن يأنس في نفسه الكفاءة.
المشاركة في البرنامح هل تحتاج واسطة؟
بالنفى والقطع لا، وكل من يملك دليل إثبات عليه أن يأتي، ونحن مستعدون للحوار معه أمام الشعب السوداني.
أصبح طابع البرنامج تجارياً؟
شخصي ليس سوى منتج، كما لا توجد قنوات تنتج دون مقابل، لكن هذا الكلام غير صحيح ومجرد اجتهادات.
هاجم بعض أئمة المساجد برنامجكم؟
حديثي واضح، وأكرر للأئمة أن يجمعوا على فتوى بالدليل وبالنص القرآني والأحاديث النبوية المثبتة تقول بأن الغناء حرام، أنا أقولها بالصوت العالي، ومستعد أن أوقف البرنامج بموجب هذه الفتوى، وتاني ماعندي كلام أقولو ليهم.
والنقاد والأقلام الصحفية؟
كل الشكر لمن ينتقد بتصحيح المسار، وأما من ينتقد دون منهجية وبطريقة هدامة فأهديه بيت (الشابي) الذي يقول (لا الأفق يحضن ميت الطير/ ولا النحل يلسع ميت الزهر)، وإذا كانت تحليلاتهم تتحدث أن البرنامج سيئ وميت، فما في داعي يخسروا حبرهم فيهو.
والعمالقة الذين قللوا من شأن البرنامج؟
هل هذا يعني أن البرنامج لم يقدم طيلة الفترة السابقة أي إضافة؟ قطعا الانطباعية والمزاج لا يصلحان لقياس الرأي، فلا يمكنك أن تعتمد على رأي دون علمية.
بعض الموسيقيين، قالوا إن أصوات المشاركين في البرنامج (منشزة)؟
دا كلام عام، ونأسف ومعول للتكسير، أقول لهم إذا كان الموضوع (هايف) لما كل هذه الضجة؛ إيضاح آخر بأن "90%" من الساحة في قبضة مشاركي نجوم الغد، فإذا كانت الأصوات نشازاً يبقى المجتمع كلو "مُنشز" لأنهم من لدنه.
هل أضافت اللجنة الجديدة شيئاً للبرنامج؟
اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فاللجنة الجديدة أضافت ما يحسب لصالح البرنامج، لأن التجديد في وجهات النظر وإبداء الرأي من مجموعة حكام في تقييم تجربة المشاركين محمدة.
تستولي على الأضواء أكثر من المشاركين؟
ما يضحك أنني عكس هذه النظرية، سخف الاهتمام بأشياء محض خيال "فمجمل البرنامج ساعتين"، ليس لدى مانع أن نأتي بالشريط التسجيلي، ونرى (بابكر صديق) تحدث به كم مرة، وقال شنو؟
ولم لا يوجد "نجم" يلفت في الدفعات الأخيرة؟
التعميم غير صحيح، والنجم من يطل كثيرة للناس، فالنجومية جهد فردي يتضمن الحركة والتأثير، فعدم فاعلية من تخرجوا ليست من مسؤوليتنا، والحكم بما كان غير مجزٍ.
برأيك ما الذي أضافه البرنامج وأفاد به المجتمع؟
فتح نوافذ مشرعة للشباب وأصحاب المواهب بالمتنفس لما يودون أن يشاركهم فيه المجتمع، حتى وإن كان البعض منهم ليس باتجاهه إكمال المسير.
وما هي الخريطة المستقبلية لتطوير البرنامج؟
لا أود أن أسبق الأحداث، فقط اختصر الحديث أن يتابعوا البرنامج، ويرى الناس بأنفسهم ويحسوا بذلك. اليوم التالي
ليت لو اعاد بابكر صديق حلقات من برنامجه انها دنيا الفنون - محراب اداب ودنيا للفنون واصوات وانامل تلك الحلقات السابقة من برامجه لم يشهدها كثير من جيل الحداثة ... يا ليت يوجد الزمان بمثلها لتعم الفائدة ...