الأستاذ الكبير أنور الجندي، المفكر الإسلامي والمؤلف الموسوعي
(1335 - 1422هـ / 1917 - 2002م)
مولده ونشأته
ولد الأستاذ أنور الجندي في مدينة (ديروط) بمحافظة أسيوط بمصر في 5/ 3/ 1335هـ، 1917م في بيت علم ودين، ومن الأشخاص الذين تأثر بهم: شيخ العروبة أحمد زكي باشا، وأحمد تيمور، وشكيب أرسلان، ومصطفى صادق الرافعي، وحسن البنا، وعبد العزيز الثعالبي، وعبد العزيز جاويش، وأمين الرافعي، ومحمد فريد وجدي.
ودرس في مجالي التعليم التـجـاري والصحفي، واتصـل بعـدد من الـجامعات الـمصرية والأجـنبيـة، والتحـق بالعمل ببنك مصـر، وعمـل بالـصحافة، حيث كتب في الصحف المصرية والعربية، وعكف على تأليف الكتب، وانبرى للتصدي لموجة التغريب التي غزت مصر والعالم العربي بمعاونة الاستعمار وحركات التبشير التي اجتاحت العالم الإسلامي بعد سقوط الخلافة العثمانية، واستعمار الدول العربية، وتقسيمها إلى مزق وأشلاء.
سكن في حي (الطالبية) وهو من أحياء القاهرة الشعبية الفقيرة في بيت قديم متهالك، كثيرًا ما ينقطع عنه الماء كسائر بيوت الحي، وكان الأستاذ أنور الجندي كما روت ابنته الوحيدة يقوم بملء البراميل، وتوزيعها على الجيران بنفسه، وكان يستعمل الحافلات العمومية في تنقلاته، وليس لديه سخان للماء في البيت.
بدأ الكتابة وعمره 18 عامًا، ويروى أن أول من شجعه على الكتابة هو الإمام الشهيد حسن البنا الذي رافقه في رحلة الحج سنة 1946م، وكانت بواكير كتبه: مع بعثة الحج للإخوان المسلمين، اخرجوا من بلادنا، الإخوان المسلمون في ميزان الحق... إلخ.
معرفتي به
عرفت الأستاذ أنور الجندي في وقت مبكر سنة 1946م، حين كنت طالبًا بالمدرسة المتوسطة بالبصرة، حيث كان ينشر مقالاته في مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، وبعد إصداره كتبه: مع بعثة الحج للإخوان المسلمين، اخرجوا من بلادنا، الإخوان المسلمون في ميزان الحق، حسن البنا قائد الدعوة.. وغيرها، فكنت مع إخواني في البصرة والزبير: عبدالواحد أمان، خليل العقرب، عبدالقادر الأبرشي، يعقوب الباحسين، عبدالرزاق المال الله، عبدالجبار المال الله، عبدالعزيز الربيعة، وعمر الدايل وغيرهم، نتدارس هذه الكتب مع كتب أحمد أنس الحجاجي، ومحمد لبيب البوهي، وصابر عبده إبراهيم؛ لأنها من المقررات الدراسية بالأسر الإخوانية.
وقد أعجبنا بوصفه لبعثة الحج للإخوان المسلمين ودورها الدعوي وسط حجاج بيت الله الحرام القادمين من أنحاء العالم، كما أثلج صدورنا بكتابه الذي يطالب فيه الإنجليز بالخروج من مصر ويهيب بالشعب المصري للتصدي للمستعمر المحتل.
وفي كتابه الذي يرد فيه على الشيوعي المصري الذي هاجم الإخوان بكتاب اسمه (الإخوان المسلمون في الميزان) لمؤلفه حسن أحمد، فقد أنصف الأستاذ أنور الجندي بكتابه الرائع (الإخوان المسلمون في ميزان الحق)، كما حبب إلينا قائد الدعوة الإمام الشهيد حسن البنا في حديثه عنه في كتابه (قائد الدعوة).
ثم كانت لقاءاتي به في مصر حين ذهبت إليها للدراسة الجامعية سنة 1949م. وبعد التخرج انقطعت الصلة إلا من خلال ما نقرؤه له من كتب استمر في إصدارها للتصدي لموجة التغريب، ومؤامرات المبشرين، وأكاذيب المستشرقين، وخطط المستعمرين، ومؤامرات اليهود والصليبيين والشيوعيين والعلمانيين والحداثيين وغيرهم.
ثم أكرمني الله بلقائه في الرياض في مؤتمر الإمام محمد بن عبد الوهاب سنة 1978م الذي أقامته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فكانت فرصة طيبة لأبثه عواطفي ومشاعري نحوه، والثناء على جهوده المباركة في الميدان الثقافي والفكري الإسلامي.
وكنت وما زلت مكْبِرًا لهذه الجهود الجبارة التي اضطلع بها بمفرده وبجهوده الذاتية وسط هذا الخضم من الأعداء في الداخل والخارج الذين تسنموا أعلى المناصب في الإعلام والثقافة، وأصبحوا يقربون أتباعهم ويحاربون ذوي الخط الأصيل من المفكرين والأدباء والشعراء المسلمين أمثال: أنور الجندي، محمود غنيم، علي أحمد باكثير، نجيب الكيلاني، وغيرهم. وأغرقوا الأسواق بالقصص الماجنة والأدب الرخيص والشعر الهزيل واللغة الركيكة، وكانت الدولة ترعاهم من الداخل وتغدق عليهم الأموال والجوائز وتفتح كل الأبواب أمامهم، وكذا كان هناك الدعم الخارجي لكل الكتَّاب الذين يحاربون الفكر الإسلامي واللغة العربية.
وكان آخر لقاءاتي به في القاهرة حين حضوري ممثلاً رابطة العالم الإسلامي في مؤتمر المنظمات الإسلامية، وقد بان عليه كبر السن، ولكن عزيمته وهمته كانتا عزيمة الشباب وهمتهم.
من أقواله
- "أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلاً فيها من بضع وأربعين سنة، حيث أُعدُّ لها الدفوع، وأقدم المذكرات بتكليف بعقد وبيعة إلى الحق(تبارك وتعالى)، وعهد عليَّ بيع النفس لله، والجنة سلعة الله الغالية هي الثمن لهذا التكليف: {ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ} (التوبة: 111).
- "لقد كان طه حسين هو قمة أطروحـة التغـريب وأقـوى معـاقلها، ولذلك كان توجيه ضربة قوية إليه هي من الأعمال المحرِّرة للفكر الإسلامـي من التبعية".
- "قرأت بطاقات دار الكتب، وهي تربو على مليوني بطاقة، وأحصيت في كراريس أسماءها، راجعت فهارس المجلات الكبرى كالهلال والمقتطف والمشرق والمنار والرسالة، والثقافة، وأحصيت منها بعض رؤوس موضوعات. راجعت جريدة الأهرام على مدى عشرين عامًا، وراجعت المقطم والمؤيد واللواء والبلاغ، وكوكب الشرق، والجهاد، وغيرها من الصحف، وعشرات من المجلات والدوريات التي عرفتها بلادنا في خلال هذا القرن، كل ذلك من أجل تقدير موقف، والقدرة على التعرف على (موضوع) معين في وقت ما".
- "حسن البنا نموذج من النماذج النادرة التي عرفها تاريخ الإسلام الطويل، فهو من الدعاة الأبرار والمصلحين الربانيين، الذين عرفتهم الأمة الإسلامية، فصححوا مسيرتها، وغيَّروا أعرافها، وطبعوها بطابع الحق، وأعادوها إلى الصراط المستقيم، هؤلاء قد أحدثوا دويًا عاليًا في آذان الدهر وأسماع الناس، فهم يبرزون فوق الأحداث، ولا يخضعون لمقررات الوراثة، ولا يستمدون مقدرتهم من بيئة أو أسرة، وإنما هم صبغة الله ومظهر إرادته البالغة، ذكاء غاية في الذكاء، وعزيمة آية في الصدق، وبراعة أداء وبلاغة بيان. ولقد عاش حسن البنا بضعة وأربعين عامًا، وتألق وهو لما يبلغ الثلاثين، وحمل رسالة الإسلام إلى العالمين في شجاعة المؤمن، وبراعة القائد، وحكمة المجاهد، وصدق الداعية، فلم يلبث أن استمعت له الدنيا، واجتمعت حوله القلوب، فهزَّ دوائر الأحزاب وجماعات السياسة، وأزعج الزعماء، وأقض مضاجع المستعمرين، وتكالبت القوى كلها على الخلاص منه؛ ذلك أن الصوت الذي كان يتحدث به هو صوت الحق، والكلمة التي كان يقولها هي الكلمة التي يخشاها الاستعمار".
مؤلفاته
للأستاذ أنور الجندي أكثر من مئتين وخمسين مؤلفًا في مختلف الموضوعات وتناسب مختلف الأعمار، وكانت كتبه ورسائله تمثل الزاد المتجدد لحماية عقول الشباب من التيه والزيف، حيث قدم خدمات جلَّى بالغة التميز خدم فيها الفكر الإسلامي المعاصر والثقافة العربية والإسلامية وتاريخ الأدب العربي واللغة العربية، بحيث كان مدرسة في التأليف الموسوعي والدفاع عن الفكر الإسلامي بمنهج رشيد وأسلوب حكيم، يتسمان بالاعتدال والوسطية، ومن أهم مؤلفاته ثلاث موسوعات متميزة، هي:
1 - معلمة الإسلام، في خمسين جزءًا.
2 - موسوعة المناهج، في عشرة أجزاء.
3 - في دائرة الضوء، في خمسين جزءًا.
كما أن له مؤلفات في مواضيع شتى نذكر طائفة منها، وهي:
1. اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار
2. أقباس من السيرة العطرة
3. السلطان عبدالحميد والخلافة الإسلامية
4. عبد العزيز الثعالبي
5. عبدالعزيز جاويش
6. القيم الأساسية في الفكر الإسلامي والثقافة العربية
7. قضايا الشباب المسلم
8. قضايا العصر ومشكلات الفكر تحت ضوء الإسلام
9. يوم من حياة الرسول، الوجه الآخر لطه حسين
10. وحدة الفكر الإسلامي
11. وذكرهم بأيام الله
12. هزيمة الشيوعية في عالم الإسلام
13. نوابغ الإسلام
14. نحن وحضارة الغرب
15. مؤلفات في الميزان
16. الاستشراق
17. الإسلام تاريخ وحضارة
18. الإسلام في أربعة عشر قرنًا
19. نظرية السامية
20. موقف الإسلام من العلم والفلسفة الغربية
21. التبشير الغربي
22. مناهج الحكم والقيادة في الإسلام
23. من طفولة البشرية إلى لطف الإنسانية
24. كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة الأخطار؟
25. مقدمات العلوم والمناهج
26. آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في عالم الغرب
27. الإسلام في مواجهة الفلسفات القديمة
28. الإسلام في وجه التغريب
29. أخطاء المنهج الغربي الوافد
30. ابتعاث الأسطورة
31. نحو بناء منهج البدائل الإسلامية للنظريات الغربية
32. الإسلام والدعوات الهدامة
33. الإسلام في وجه التيارات الوافدة
34. الإسلام وحركة التاريخ
35. الإسلام والعالم المعاصر
36. الإسلام نظام مجتمع ومنهج حياة
37. أسلـــموا المناهج والعلوم والقضايا والمصطلحات المعاصرة
38. أضواء على الأدب العربي المعاصر
39. إطار إسلامي للفكر المعاصر
40. الإسلام
41. إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام
42. اعرضوا أنفسكم على موازين القرآن
43. أعلام الإسلام: تراجم الأسماء البارزة منذ عصر النبوة إلى اليوم
44. أعلام القرن الرابع عشر الهجري: أعلام الدعوة والفكر
45. أعلام وأصحاب أقلام
46. الانقطاع الحضاري
47. أهداف التغريب في العالم العربي
48. البطولة في تاريخ الإسلام
49. بماذا انتصر المسلمون؟
50. بناء منهج جديد للتعليم والثقافة على قاعدة الأصالة
51. تاريخ الإسلام في مواجهة التحديات
52. تاريخ الدعوة الإسلامية في مرحلة الحصار من حركة الجيش إلى كامب ديفيد
53. تاريخ الغزو الفكري والتخريب: خلال مرحلة ما بين الحربين العالميتين 1920 - 1940م
54. تأصيل اليقظة وترشيد الصحوة
55. التبشير الغربي
56. تحديات في وجه المجتمع الإسلامي
57. تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي
58. التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام
59. ترشيد الفكر الإسلامي
60. تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث: السلطان عبد الحميد والخلافة الإسلامية
61. تصحيح المفاهيم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية
62. التغريب: أخطر التحديات في وجه الإسلام
63. الثقافة العربية الإسلامية أصولها وانتماؤها
64. جوهر الإسلام
65. جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام
66. حتى لا تضيع الهوية الإسلامية والانتماء القرآني
67. حركة تحرير المرأة في ميزان الإسلام حركة الترجمة
68. حركة اليقظة الإسلامية في مواجهة النفوذ الغربي والصهيونية والشيوعية
69. حقائق عن الغزو الفكري للإسلام
70. خصائص الأدب العربي
71. خصائص الأدب العربي في مواجهة نظريات النقد الأدبي الحديث
72. الخلافة الإسلامية
73. الخنجر المسموم الذي طُعن به المسلمون
74. الاقتصاد الإسلامي
75. الأصالة في مواجهة المعاصرة والاقتباس وسلم القيم
76. النفس
77. الفرويدية
78. سقوط العلمانية
79. سقوط نظرية دارون
80. السلطان عبد الحميد
81. صفحة ناصعة من الجهاد والإيمان والتصميم
82. سموم الاستشراق والمستشرقين
83. سيكولوجية الفروق بين الأفراد والجماعات
84. الشباب المسلم: مشاكله وقضاياه في مواجهة تحديات العصر
85. شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي
86. شبهات في الفكر الإسلامي
87. الشبهات المطروحة في أفق الفكر الإسلامي
88. الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي
89. شخصيات اختلف فيها الرأي
90. الشرق في فجر اليقظة
91. صورة اجتماعية للعصر من 1921م إلى 1939م
92. الشعوبية في الأدب العربي الحديث
93. الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية
94. الصحافة والأقلام المسمومة
95. الصحوة الإسلامية: منطلق الأصالة وإعادة بناء الأمة على طريق الله
96. صفحات مجهولة من الأدب العربي المعاصر
97. صفحات مضيئة من تراث الإسلام
98. الطريق إلى الأصالة
99. الطريق إلى الأصالة والخروج من التبعية
100. الطريق أمام الدعوة الإسلامية
101. طه حسين: حياته وفكره في ميزان الإسلام
102. العالم الإسلامي والاستعمار السياسي والاجتماعي والثقافي
103. عالمية الإسلام
104. عقبات في طريق النهضة: مراجعة لتاريخ مصر الإسلامية منذ الحملة الفرنسية إلى النكسة
105. عقيدة الكاتب المسلم
106. على الفكر الإسلامي أن يتحرر من سارتر وفرويد ودوركايم
107. العودة إلى المنابع: دائرة معارف إسلامية
108. الفصحى لغة القرآن
109. الفكر الإسلامي والتحديات التي تواجهه في مطلع القرن الخامس عشر الهجري
110. الفكر البشري القديم
111. الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا
112. الفنون الشعبية
113. في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي في الشباب
114. القاديانية: خروج على النبوة المحمدية
115. كتاب العصر تحت ضوء الإسلام
116. الضربات التي وجهت للانقضاض على الأمة الإسلامية
117. ماذا يقرأ الشباب المسلم؟
118. محاذير وأخطار في مواجهة إحياء التراث والترجمة
119. المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مئة عام 1840م - 1940م
120. المخططات التلمودية الصهيونية اليهودية في غزو الفكر الإسلامي
121. المد الإسلامي في مطلع القرن الخامس عشر
122. المدرسة الإسلامية: على طريق الله ومنهج القرآن
123. المرأة المسلمة في وجه التحديات
124. مصابيح على الطريق
125. مصححو المفاهيم: الغزالي، ابن تيمية، ابن حزم، ابن خلدون
126. الدعوة الإسلامية في عصر الصحوة: قضايا السياسة والاجتماع والاقتصاد
127. الإسلامية نظام مجتمع ومنهج حياة
128. الأعراض موسوعة طبية أمريكية
129. المثل الأعلى للشباب المسلم
130. المساجلات والمعارك الأدبية في مجال الفكر والتاريخ والحضارة
131. المسلمون في فجر القرن الوليد
132. المعارك الأدبية في مصر منذ 1914 ـ 1939م
133. المعاصرة في إطار الأصالة
134. معالم تاريخ الإسلام المعاصر
135. معالم التاريخ الإسلامي المعاصر من خلال ثلاث مئة وثيقة سياسية ظهرت خلال القرن
136. معلمة الإسلام
137. مفاهيم النفس والأخلاق والاجتماع في ضوء الإسلام
138. مؤامرة تحديد النسل وأسطورة الانفجار السكاني
139. المؤامرة على الفصحى: لغة القرآن
140. كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية
141. أحمد زكي الملقب بشيخ العروبة: حياته ـ آراؤه ـ آثاره
142. فضائح الأحزاب السياسية في مصر: السياسة والزعماء.. والرشوة واستغلال النفوذ
143. مستقبل الإسلام بعد سقوط الشيوعية
144. أصالة الفكر الإسلامي في مواجهة التغريب والعلمانية والتنوير الغربي: قضايا الأدب
145. قراءة في ميراث النبوة: إطار إسلامي للصحوة الإسلامية
146. حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد
قالوا عنه
يقول د. مصطفى الشكعة:
"إذا كان المفكر الكبير أنور الجندي قد لاقى صنوفًا من المضايقات والإهمال، فإن له عظيم المكانة - إن شاء الله - في الآخرة، وحسبه أنه وقف مدافعًا بمفرده عن العربية السليمة، والشريعة الإسلامية الغراء التي أراد أن يتربص بها الرويبضة والمنافقون. إنه من معدن نفيس، معدن ورثة الأنبياء، وهو من حملة مشاعل الحق والهدى والفضيلة والعلم إلى البشرية.
أنور الجندي علم ساطع مرموق في سماء الفكر العربي الإسلامي في قرننا هذا، وهو مثال واضح للعمل الدؤوب والتخطيط المنظم، والتأصيل غير المسبوق، وغزارة الإنتاج".
ويقول د. شوقي ضيف:
"عرفت أنور الجندي بعد مشاكساته الحادة ومواجهاته القوية للدكتور طه حسين ورده عليه، وعكوفه على استخلاص نماذج أصيلة من التراث العربي الإسلامي، وتقديمها في العصر الحديث، كمثال جيد على روعة حضارتنا وعظمتها وحيويتها في كل العصور والأزمنة.
إن أنور الجندي لا يقل في كتاباته وما توصل إليه من نتائج باهرة عن العلماء الأفذاذ في تاريخنا، فهو يماثل الجاحظ والأصمعي وابن تيمية وابن القيم في موسوعية المعرفة، والجهاد الطويل بالنفس والروح والوقت لنصرة الإسلام وقضاياه المصيرية".
ويقول د. حسين مجيب المصري:
"لقد عاش لقضيته مدافعًا صلبًا لا يلين، وتخصص في علوم كثيرة يعجز المعاصرون عن الإلمام بها، أنور الجندي علامة في هذا العصر، وهو الذي أعاد للإسلام رواءه وحيويته وتجدده مرة أخرى بعد أن كثرت سهام المغرضين فيه.
عصامي في مدرسة المجددين المسلمين، علم نفسه من خلال قراءاته المتشعبة الموسوعية واستنتاجاته الفذة، وإصراره على دحض التنصير والمستشرقين وأنصارهم في البيئة العربية الإسلامية.
أنور الجندي كان جامعة قائمة في رجل واحد تخرج فيها آلاف المثقفين بفضل كتاباته العميقة، وريادته لحقل الفكر الإسلامي".
ويقول عنه د. حسن حبشي:
"إن إنتاج أنور الجندي يمتاز بالتوثيق الدقيق، والحس التاريخي، والضلوع في فهم تاريخنا عبر حقبه الطويلة، وإجادته للربط بين أكثر من فن وعلم، كما أن دراساته تقع موقعًا متقدمًا في المكتبة العربية ولاقت استحسان المتخصصين في الفكـر والأدب والـتاريخ والدين والحضارة".
ويقول د. يوسف القرضاوي:
"مسكين أنور الجندي، لقد ظلمته أمته ميتًا كما ظلمته حيًا، فلم يكن الرجل ممن يسعون للظهور وتسليط الأضواء عليه، كما يفعل الكثيرون من عشاق الأضواء الباهرة، بل عاش الرجل عمره راهبًا في صومعة العلم والثقافة، يقرأ ويكتب ولا يبتغي من أحد جزاءً ولا شكورًا".
ويقول د.عبد الحليم عويس:
"إن أنور الجندي كان قلعة حصينة في حقبة مظلمة من تاريخنا، وكان يقف بالمرصاد لمحاولات التغريب ودعاة العلمانية، أمثال طه حسين، وخلف الله، ولويس عوض، وغيرهم.
وقد سعى أنور الجندي بالتعاون مع كوكبة من كبار المصلحين إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل، فكان رائدًا كبيرًا في قافلة، روادها حسن البنا ومحمد أبو زهرة، وفريد وجدي، ومصطفى صادق الرافعي، ومحمد الغزالي، وسيد سابق، وحسن أيوب، وسعيد رمضان، وسيد قطب، وغيرهم.
ويقول د. عبد المنعم يونس:
"إن أنور الجندي يقف دائمًا في مقدمة الصفوف ليمثل دائرة معارف إسلامية متكاملة للعلوم المعاصرة، ستظل تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، حيث البون شاسع بين شخصه الواهي، وفكره الذي شرَّق وغرَّب، حتى ملأ العالم، فكان وهو في صومعته وعزلته يخشاه الجميع على كراسيهم ومناصبهم، حيث كان ممثلاً للحق الذي لابد أن ينتصر، فقدّم النموذج الفذ لأمانة القلم في رسالة لم تتوقف عبر كتبه التي تجاوزت المئتين وخمسين، وفي حملة لم تنقطع عبر مقالاته وبحوثه التي تجاوزت الآلاف".
ويقول د. غريب جمعة:
"جاء الرجل من قريته "النخيلة" بمحافظة أسيوط إلى القاهرة ليعمل في مصرف مالي، ثم اجتذبته دعوة الإخوان المسلمين منذ البداية، وقد لا يعرف البعض أنه كان المسؤول عن خزينة الإخوان المسلمين، وكان يقوم بتسليم رواتب شهرية إلى أسر الضباط المحسوبين على الإخوان المسلمين ممن تعرضوا للاعتقال أو الفصل من الجيش. ولم يقف الرجل عند العمل المالي والإداري، بل اتجه إلى القلم، فكتب في موضوعات متعددة، ثم اشتغل بالعمل الصحفي، وتوالى ظهور كتبه في الأسواق، وكان يصف كل كتاب يصدر بأنه (مولود جديد)، وكنت أداعبه قائلاً: كم بلغ عدد مواليد حضرتكم الآن؟ فكان يقول: لقد رزقني الله بابنة واحدة، أما المواليد الآخرون فيحتاجون إلى قائمة؛ لأنهم تجاوزوا المئتين بين رسالة وكتاب وموسوعة".
ويقول الأستاذ محمود خليل:
"امتاز أنور الجندي (رحمه الله) بالضبط المنهجي، عبر رحلته العلمية الطويلة في كشف أخطاء المنهج الغربي الوافد في العقائد والتاريخ والحضارة واللغة والأدب والاجتماع، حيث قام بعملية فرز منهجي لكتابات (أرنولد توينبي) و(بروكلمان) و(مرجليوث) و(لامنسي)، وكذلك كتابات (فيليب حتى) و(لويس شيخو)، و(وليم وليكوكس) في التاريخ، وكذلك اعتمد اعتمادًا أساسيًا في نقده لمشروعات التغريب والتذويب، على نقض الأسس العلمية التي تبنى عليها، حيث قام بنقض نظرية "فرويد" في الجنس، ونظرية (دوركايم) في الاجتماع، ونظرية (تين ويبرنتير) في الأدب، مع تقديم البديل الإسلامي فيما يتناوله من مفاهيم ونظريات".
حضوره المؤتمرات
شارك الأستاذ أنور الجندي في كثير من المؤتمرات الإسلامية والفكرية في الجزائر والرباط ومكة المكرمة والخرطوم وعمان والإمارات والرياض وإندونيسيا والقاهرة وغيرها. وكان عضوًا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وحصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1960م.
وفاته
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الثلاثاء 15/11/1422هـ، عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عامًا، وكان عدد المشيِّعين لا يتجاوز الخمسين فردًا فقط!!!
هذا هو عملاق الفكر الإسلامي المعاصر الذي يدافع عن قيم الإسلام ويتصدى للتغريب ودعاته طيلة أكثر من نصف قرن.
يقول الأستاذ صلاح الرشيد:
"كشمس الشتاء في خفوتها وضعفها وهوانها على البرد القارس، كان مشهد المفكر الإسلامي الرائد أنور الجندي وهو يترك الحياة الدنيا وشقاءها. كان مشهد الجنازة دليل إدانة لعصر تجاهل عطاء وإنتاج وفكر أنور الجندي صاحب الدراسات الوافية والموسوعات الضخمة والاستنتاجات الدقيقة والمعارك التي خاضها في سبيل الله والحق والإسلام، ومن أجل الذود عن حوض الإيمان وصرح اللغة العربية والفكر القويم، أكثر من نصف قرن من العطاء وأكثر من مئتين وخمسين كتابًا من التأليف بعد البحث والمثابرة والتأصيل، والمقابل هو جحود مستبين، ونكران واضح، وكأن الزمان في أيامنا هذه لم يعد يلتفت للعلماء الموسوعيين، ومن هم في قامة أنور الجندي".
عمل رائع
ولقد أصدرت جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت (موسوعة قضايا الدعوة الإسلامية من اليقظة إلى الصحوة) للكاتب الراحل، وهي موسوعة تتناول المؤامرات ضد الدين والإسلام كمنهج حياة، ومعالم الصحوة الإسلامية، وموقف الإسلام من التغريب والعلمانية، والحداثة والمبادئ الهدّامة. وإنه لعمل رائع تُشكر عليه الجمعية، وهكذا يكون الوفاء للرجال الأفذاذ، وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون.
رحم الله أستاذنا الكبير أنور الجندي، وحشرنا وإياه في زمرة الصالحين من عباده، مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 822