الناقد والأديب الدكتور عصام قصبجي
عمل الدكتور عصام قصبجي أستاذاً في جامعة حلب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وتميز بحبه لمهنته وطلابه، فقدم عصارة فكره وجهده وعلمه لطلابه بكل أمانة وإخلاص، مساهماً في إغناء المسيرة العلمية والأدبية إذ تخرجت على يديه أجيال اتسمت بالمثابرة والجد.
ولد الدكتور عصام في عام 1948م. حصل على الإجازة في اللغة العربية سنة 1970م وكان الأول على دفعته التي تعد الدفعة الأولى في كلية الآداب، ثم عين معيداً في اختصاص الأدب الأندلسي والنقد العربي القديم.
أوفد إلى جامعة القاهرة، وهناك حصل على درجة الماجستير عن رسالة عنوانها «لسان الدين بن الخطيب» وكان المشرف على الرسالة المرحوم الدكتور عبد العزيز الأهواني، ثم حصل على درجة الدكتوراه عن رسالة «نظرية المحاكاة في النقد العربي القديم بين النظرية والتطبيق» برتبة الشرف الأولى سنة 1978م وكان المشرف على الرسالة الدكتور المرحوم شوقي ضيف، وقد أشادت لجنة المناقشة برسالة الطالب وتنبأت له بمستقبل علمي زاهر.
عاد بعدها إلى الوطن ليبدأ التدريس في كلية الآداب بجامعة حلب سنة 1978م، وأوكل إليه تدريس الأدب الجاهلي، والأدب الأندلسي، والنقد الأدبي القديم، فاتخذ لنفسه منهجاً ثابتاً يقوم على دراسة الشعر من خلال أبعاده النفسية والجمالية الواقعية والرمزية معاً، فكان يطيل الوقوف على أسرار الشعر الجاهلي، وإيحاءاته، ورموزه البعيدة المتصلة بالعلاقة بين الإنسان والوجود، مضيفاً إلى ذلك رؤية فلسفية شاملة تؤلف بين الشعر والفكر.
أعير إلى جامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية بين عامي 1983-1988م، ثم عين رئيساً لقسم اللغة العربية بجامعة حلب منذ سنة 1989حتى سنة 1995م حين أوفد للبحث العلمي.
أوفد إلى «الكوليج دوفرانس» بباريس في مهمة للبحث العلمي مدتها ستة أشهر أعد خلالها بحثاً بعنوان: «الصلة بين الفنون في الحضارة العربية الإسلامية».
عين في عام 1998م رئيساً لتحرير مجلة بحوث جامعة حلب، ثم عين وكيلاً لكلية الآداب للشؤون العلمية منذ سنة 1996 حتى سنة 2000م، وعميداً للكلية بين 2000-2001م.
كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والعربية والدولية ومنها:
- ندوة الثقافة العربية الإسبانية في دمشق، 1990م. وكان عنوان بحثه «فلسفة الحب في طوق الحمامة لابن حزم وأثرها في الأدب الأوربي».
- ندوة الثقافة الأندلسية بإشراف معهد سرفانتس، دمشق، 1998م. وكان عنوان بحثه «وحدة الوجود في فلسفة ابن سبعين».
- ندوة المؤثرات الأندلسية في الأدب الأوربي بإشراف معهد سرفانتس، دمشق 1999م. وكان عنوان بحثه «الأثر الأندلسي الصوفي في الأدب الأوربي».
- ندوة ابن عربي في جامعة حلب، 1999م. وكان عنوان بحثه «وحدة الوجود بين الفكر والشعر».
- مؤتمر الشعر العربي في القرون الوسطى في جامعة بولونية بإيطاليا عام 2000م. وكان عنوان بحثه «فلسفة الفن في الحضارة العربية الإسلامية».
- مؤتمر طريق الحرير في بيروت، عام 2000م، ضيف شرف.
- ندوة الموشح الأندلسي في باريس، 2001م. وكان عنوان محاضرته «التحليل النفسي للخرجة في الموشح الأندلسي».
- وكان آخر مؤتمر يشارك فيه هو مؤتمر عن النسيمي في أذربيجان.
وقد حاضر الدكتور عصام في جامعة ليون الثانية سنة 1991م مدة أسبوعين عن الثقافة الأندلسية وألقى خمس محاضرات منها:
1ـ «الطابع الصوفي في الموشحات الأندلسية».
2ـ «أثر الامتزاج الحضاري في الموشحات الأندلسية».
3ـ «وحدة الوجود عند ابن عربي».
درّس في دبلوم الدراسات العليا منذ عام 1980م وكان يعنى بالدراسات النفسية والجمالية والفلسفية التي أشرف على عشرات مشاريع التخرج فيها.
كما نشر الدكتور عشرات البحوث في مجلة بحوث جامعة حلب وأشرف على عشرات الرسائل في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في الجامعات السورية، بما يقارب 30 رسالة دكتوراه و40 رسالة ماجستير.
رحل عن هذه الدنيا يوم 8 آذار عام 2010م عن عمر ناهز الثانية والستين قضاها في العلم دارساً وأستاذاً ومبدعاً وناقدا.
وسوم: العدد887