رئيس مَجمع الخالدِين" شاهد على العصر!
عندما بلغ الثمانين مِن العُمر؛ أصدر ديواناً شِعرياً، بعنوان (عند الثمانين بدأتُ شِعري) وقد صدّره بهذا الإهداء: "أُهدي ديواني الأول إلى ميدان التحرير بالقاهرة"!
وعندما شارفَ على التسعين مِن عمره؛ أصدر سيرته الذاتية، بعنوان: (حياتي في حكاياتي) قال بأنها: "نبشٌ في الذاكرةِ، ورقمٌ على الورق، أُريقُ فيه الحِبرَ الممزوجَ بالهمّ والأسى، والذات والأنا، والأمل والألم، رسالةً من جيلٍ ينزل على السفح إلى جيلٍ يَشرع في الصعود، وحواراً بين قرنيْن: العشرين والحادي والعشرين؛ وذلك بعد أن صافحتُ مِن عمري الخامسة والثمانين. قولوا: إنها شيء بين التاريخ والسيرة الذاتية، بين (الحكي العادي) و(القصص الفني)، بين (المحادثة الأخوية) و(الحكاية الأدبية)، وربما يأتي يوم يقول فيه قارئ أوْ مستمع: يرحمه الله؛ لقد أنصفَ نفسه وأنصفنا، وشقّ طريقاً جديداً في تقديم السيرة الذاتية. لمْ أتصنّع أوْ أتمنّع، إذْ وجدتُّ نفسي تدفعني إلى روايتها، وكلماتي تتجمّع لحكايتها، وقلمي يندفع -على غير عادته معي- ليُسجّلها، والحبر المسكين المراق يختلط بهمومي وهمّتي، وحُلمي وقصّتي، ووطني وأُمتي ... مزيجٌ من أُنس التواصل والبوح، و(الدردشة) والإفضاء، والحوار مع الأماكن والأشخاص، والأحداث والأشياء، أرجو ألاَّ يعدم قارئاً صديقاً يشاركني مرارة الشكوى، ويلمح في الوقت نفسه شرارة الفحوى".
نعم؛ إنها مِن ألطف السيَر الذاتية -التي ظهرت في السنوات الأخيرة- لعالِمٍ أزهريٍّ جليلٍ عاصرتُه وعرفتُه عن كَثَب، إذْ يَحكي قصّة حياته منذ شبابه الباكر في ظل الاستعمار الأوروبي، مرورًا بثورة يوليو 1952م، ورحلته العلمية، والابتلاءات التي تعرَّض لها من سجنٍ وتعذيبٍ، وغربةٍ واغترابٍ، ومجاهدةٍ واجتهاد!
في مذكّراتهِ، يقول عن نفسه: "عندما يتحدَّثُ عنِّي أحد زملائي أوْ تلامذتي أشعر بأنهم يتكلَّمونَ عن شخصٍ آخَر، فأنا أعرِف نفسي جيدًا، وأرجو ألاَّ يَخدعني هذا الكلام عن حقيقة نفسي، فأقرب الأشياء إليك نفسك التي بين جنبيْك، فأنا أشعر في بعض جوانب تجربتي أوْ رحلتي أنَّني مُقصِّر، وأنني شِبه مسئول عن الشباب المسلم الذي يعطي في نطاق العمل الإسلامي، ويبدأ من الصفر، وبعد أن تسيل الدماءُ وتُنفَق الأوقاتُ والجهود، قد تضيع على الأمة إرادات ونوايا أعتقد أنها صادقة، كما أؤكِّد أنَّ لديَّ إحساسًا بالذنب؛ لأنَّ اللهَ أعطاني لسانًا وقلمًا يمكن أن أُصوِّر بهما أعمال الآخَرين أوْ مواقفهم".
إنه العلاَّمة الدكتور (حَسن الشافعي) أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأول أزهري يرأس "مجمع اللغة العربية"؛ الذي جدَّد مجلسُ مجمع الخالدين الثقةَ فيهِ رئيساً للمجمع لفترة ثالثة، بعد إعادة انتخابه بالإجماع رئيساً للمجمع لمدة أربع سنوات مُقبِلة، وذلك في يوم الرابع والعشرين من شباط عام 2020م!
منذ أن كان طالباً يافعاً بالمعهد الأزهري؛ حدّد رسالته في الحياة، ووضع قطار أفكارهِ فوقَ القضبان الصحيحة، وأيقنَ أنَّ العِلْمَ سبيل الوصول إلى الحقّ، وأنَّ الحياة أعزّ وأكرم مِن التصفيق للطغيانِ. لذا؛ فإنه ظلَّ مجاهداً، ومؤازراً للحقّ في كلِّ واقعةٍ، وفي كلِّ موقف!
فمثلاً: عندما أُلغِيت معاهدة 1936م، وبدأتْ فصائلُ المقاومة من شباب الجامعات تندفّق نحو منطقة القناة لمجابهة المحتلّ الإنجليزي؛ رأى الشبابُ مِن بينهم طالباً نحيل الجسم بالمرحلة الثانوية الأزهرية، تملؤه روح الفداء والحماس الوطني؛ فاختاروه قائداً لإحدى تلك الكتائب المجاهدة، وقد أبلَى بلاءً حسنا ... إنه "حَسن الشّافعيّ"!
وذات يومٍ من أيام "الإضرابات الطلاّبية" في عام 1950م؛ اجتمع قادة "لجنة الإضراب" من طلاّب كلية الشريعة بالأزهر، وقد كان بينهم طالبٌ ثائر، بهيّ الطلْعة، يُلقِي كلمةً حماسيةً مِن شُرفة الكُليّة؛ حرّكت تلك الجماهير الغاضبة، وبمجرد أن فرغ من كلامه؛ تمَّ اعتقاله على الفور ... لكنه فرَّ هارباً من سجن سمالوط بالمنيا ... إنه "حَسن الشّافعيّ"!
في سنة 1954م، تردّدت الأنباء: أنَّ طالباً بالفِرقة الثانية بكلية دار العلوم وبالفرقة الثالثة بكلية أصول الدين في الوقت ذاته؛ تمَّ اعتقاله بدون سبب، وبعدها سِيقَ إلى المحاكمة العسكرية، وقد هدّده رئيسُ المحكمة، قائلاً: "إنت بالذات يا بن ال... هاديلك مؤبَّد"، وقد فعل!
ليقضيَ في السجن سِت سنوات عجاف، جرى فيها تعذيبه وضربه بالكرابيج التي لا تزال آثارها على ظهرهِ إلى اليوم؛ شاهدةً على حقبة الاستبداد ... إنه "حَسن الشّافعيّ"!
وفي سنة 1963م، نشرت الصحف: أنَّ طالباً صعيدياً أكملَ دراسته في الكُليتيْن أصول الدين بالأزهر الشريف، ودار العلوم جامعة القاهرة، وتخرّج منهما معاً، وحصل على مرتبة الشرف الأولى في كلية دار العلوم، ويتمّ تعيينه مُعيداً بقسم الفلسفة الإسلامية ... إنه "حسن الشّافعيّ"!
وفي سنة 1964م -أثناء دراسته للماجستير- تمَّ اعتقاله دونما سببٍ معلوم! وبعد أن ثبتت براءته وخرج؛ أُعِيد اعتقاله مرةً أخرى سنة 1966م!!
وفي هذا الصدد؛ يقول الدكتور/ السعيد بدوي-أستاذ اللغويات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- مُعلِّقاً على اعتقال صديقه: لقد رُمَيَ "حَسن الشافعي" المُعيد بكلية دار العلوم- في المعتقل سنوات مُجَرّمًا بلا جريمة، وبريئًا بدون حريّة، إلى أن دار الزمانُ دورته وبَصَقَ العدوّ في وجه الوطن، بعد أن سبقه الساحر وبَصَقَ في وجوه المواطنين! ولكنه خرج من السجن بعد أربع سنوات أخرى أثناء دراسته للماجستير، وهو أعزّ نفْساً وأرسخ إيماناً مِمَّن سجنوه ظلماً وعدوانا، عاد بالرغم من القسوة والظلم والتعذيب أقوى عزيمةً وإصراراً على مواصلة الكفاح!
يقول الدكتور عبد اللطيف عامر: لقد الْتقينا بعد هذه المرحلة وبعد انقشاع دخانها، فكأنها لم تفعل شيئًا، وكأنها لم تنقص مِنّا إلاَّ كما ينقص المخيطُ إذا أُدخِل البحر!
لقد عاد "الشافعيّ" للدراسة أصلب عوداً وأشدّ إصراراً على التحمُّل والمثابرة، حتى حصل على درجة الماجستير سنة 1969م في الفلسفة الإسلامية من كلية دار العلوم. كما حصل على بعثة إلى بريطانيا لنيْل الدكتوراه، فدرس هنالك بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، وأتقنَ الإنجليزية، واطّلع على مصادر الفكر الغربي، ثمَّ عاد أستاذاً للفلسفة الإسلامية بدار العلوم.
مَن هو "حَسن الشّافعيّ"؟
إنه الأزهري الدرعميّ الذي لا ريْبَ فيه، والأكاديمي الموسوعي؛ الذي نشر ألوانَ المعرفةَ في آسيا وأفريقيا وأوربا، والمُحقّق الفيلسوف، والعالِم الصوفي الزاهد التقيّ؛ القائل: "العالِمُ الحقّ هو مَن يعمل بعلمه، وليس مَن يُدوِّن الكُتُبَ والحواشي"!
يقول عنه المفكّر الإسلامي "محمد عمارة": الدكتور الشافعي تمتّع بِعشْر خصالٍ طيّبة: فقد
جمع بين الأزهر ودار العلوم، جمع بين الأصالة والتجديد، جمع قلب الصوفي وعقل الفيلسوف، جمع بين التحقيق والتأليف، جمع بين الإبداع الأكاديمي والعمل الدعوي، جمع بين صناعة الفكر وتربية الشباب، عشِقَ العربية، وأبدع في الإنجليزية تأليفًا وترجمة، جمع بين صلابة أهل الصعيد، ودماثة الحضَر وأبناء الوجه البحري، جمع بين الوطنية والعروبة والإسلامية والإنسانية، جمع بين الحُبّ لله والحبّ لخَلْق الله!
وها هو ذا تلميذه الدكتور "عبد الباري محمد الطاهر" يصفه لنا عن قُرب، فيقول: إذا نظرتَ إليه رأيتَ الابتسامةَ الحانية تكسو جبهته، وغمرتكَ بالسعادةِ طلعته، يُبادركَ بالسلام، ويَشدّ على يديْك بِحبٍّ واحترام، يسألكَ عن أحوالك وأحوال ذويك، ويَذكُر لك طرفًا من آخِر لقاء بينك وبينه، فيُشعركَ أنك به موصول، وأنك لم تغِب عن ذاكرته وإنْ طال الزمان، وإنْ كنتَ تلقاه لأول مرة، تشعر أنك تعرفه منذ فترة طويلة، وأنَّ صلتك به حميمة، فإذا عرف اسمكَ حُفِرَ في ذاكرته، فيبادركَ في اللقاء الثاني بادئًا باسمك. أمَّا دعواته الطيبة التي تلاحقك وتحُفّكَ من كل جانب فهيَ دعوات تخرج من قلب صادق محبّ، تعرفها حين يتحقّق ما يقدّره اللهُ لكَ منها في الدنيا، ساعتها تجزم أنَّ الرجل من عباد الرحمن المخلصين حقاً".
وعن "مفتاح شخصيّة حسن الشافعي"؛ يقول الدكتور/ عبد اللطيف محمد عامر: يتجلّى ذلك جيداً في علاقاته بزملائه ومرءوسيه: تصوُّف أدى إلى (حلول) بالجامعة الإسلامية في إسلام آباد وواجباتها وأعبائها، و(وَجْد) دعاه إلى قضاء معظم وقته بها، ونسيان حقوقهِ الخاصة لأجل حقوقها، و(توكُّل) أدى إلى إيمان بالثمرة المرجوّة من هذه الجامعة الناشئة، والْتزام أدى إلى سهر على مصلحتها وقضاء معظم الوقت فيها، وقد ظلَّ (القَبول) الذي أنعمَ اللهُ بهِ عليه هو البوصلة التي ضمت إليه ما تناثَر، وجمعت عليه ما تفرّق، وجذبته من جديد إلى أيدي إخوانه، كما جذبت أيديهم إليه.
هذا؛ وللدكتور حسن الشافعي إنتاج علمي غزير، حيث أصدر عشرة كُتب بالعربية في الفلسفة الإسلامية والتوحيد وعِلم الكلام والتصوف، وأكثر من 30 بحثاً علمياً في الدوريات العلمية في مصر والخارج، وحقّق خمسة نصوص تراثية، وترجم أربعة كتب إلى الإنجليزية، هذا فضلاً عن الإشراف والتحكيم في عشرات الرسائل الجامعية في مصر والجامعات العربية والإسلامية. ومن مؤلفاته المميّزة: الآمدي وآراؤه الكلامية، عِلْم الكلام بين ماضيه وحاضره، فصول في التصوف، التيار المشائي في الفلسفة الإسلامية، أبو حامد الغزالي.. دراسات في فكره وعصره وتأثيره، الإمام محمد عبده وتجديد عِلْم الكلام، حركة التأويل النسوي للقرآن والدين، تجديد الفكر الإسلامي، البيوتات العلمية بين مصر وتونس، وغيرها.
* * *
لمْ يكد "الشافعي" يحصل على الدكتوراه حتى تلقّفته الجامعات الإسلامية للتدريس بها، فلم يَملِك إلاَّ أن يُلبي تلك الدعوات، ففي عام 1979م عمل بالجامعة الإسلامية بأم درمان بالسودان، وفى عام 1981م أُعير إلى الجامعة الإسلامية بباكستان، وصار عميداً لكلية الشريعة بها، ثمَّ عميداً للشئون الإسلامية، ثم نائباً لرئيس الجامعة للشئون الأكاديمية حتى عام 1988؛ ثمَّ عاد للتدريس بكلية دار العلوم بالقاهرة، وأصبح وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا حتى عام 1994م، وفى ذات العام اختير عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ثمَّ عاد إلى الجامعة الإسلامية بباكستان رئيساً لها حتى عام 2004م. ثمَّ عاد للتدريس بدار العلوم –مرةً أخرى!
لقد بذل "حسن الشافعي" جُهداً كبيراً في إنشاء وتطوير الجامعة الإسلامية بإسلام أباد منذ إعارته إليها عام 1981م، فقد شارك في صياغة دستور الجامعة وإرساء قواعدها، وتنظيم مناهجها وتحديد سياستها وفلسفتها، والتوجُّه الذي ينبغي أن تأخذه، والمدى الذي ينبغي عليها أن تصل إليه في اتّكائها على أصالة الماضي وتناغمها مع متطلبات الحاضر، واستجابتها للضرورات التي تفرض نفسها على المسلم المعاصر.
وهكذا هيَ حياته؛ لا يخلُد إلى الراحة، فمن سجنٍ إلى سجن، ومن جامعة إلى جامعة، ومن بلدٍ إلى آخَر! أوْ كما قال عنه الدكتور السعيد بدوي: (الشافعي .. شاهد يحمل شهادته على ظهره) يجوب العالَمَ العربي والإسلامي، يُلبّي لا يرفض، يُعطي لا يأخذ، إنه حقاً يُدرك أنَّ العِلْم أمانة يجب أن يؤديه لأهله.
وقد استفاد "الشافعي" من أسفارهِ ورحلاته، حتى صار حلقة وصْل بين الشرق والغرب! وعن
رأيه في ذلك التواصل الثقافي، يقول: التواصل بين الثقافات أمر محمود ومطلب منشود، وفي الظروف الراهنة بات أمرًا واقعًا لا مفرّ منه، لأنَّ التواصل الثقافي الرشيد يتجاوب مع طبيعة ثقافتنا العربية الإسلامية التي تؤمن بوحدة الإنسانية وصدورها عن أصل واحد، وإنَّ تَعدُّد الشعوب وتنوّعها مدعاة للتعارف والتواصل لا الصراع والتنافُر. وإنَّ الثقافة الإسلامية لا تخشى التواصل ولا تتردَّد في ممارسته، بلْ هي مرشحة له ذاتيًا ومدعوَّة له من واقع تراثها الحضاري وذاتيتها الخاصة، لا استجابةً لضغوط طارئة أو دعوات مستحدثة كالعولمة مثلاً.
* * *
عندما وقعتْ أحداث سنة 2013م بمصر، لم يقِف "الشافعي" موقفاً سلبياً، بلْ وقف نصيراً للحقّ –كعادتهِ- وقد أدلى بشهادته، وجهر بالحقّ المُر؛ رافضاً المجازر ضد الأبرياء، قائلاً: "يا عباد الله في كل مكان، أنكِروا المنكر الغليظ الواضح المتبجِّح، فالساكت عن الحقّ شيطان أخرس، هل نقبل أن نكون شياطين وخُرسًا ... اللهمَّ إني لا أملِكُ في شيخوختي إلاَّ الإنكار والبراءة. أبرأُ إليكَ مِن فعل هؤلاء. وما التظاهُر في الساحات بجريمةٍ تستوجب كل هذا القتل بمشروعية التفويض المزعومة لاستباحة الدماء المعصومة ... اللهمَّ إنَّ هذا منكَرٌ لا يُرضيك".
عندئذٍ؛ انطلقَ السفهاءُ وربائبُ ابن سلول، وصوّبوا سهامهم الطائشة في وجه "الشافعي" بسبب موقفه من الطغيان، وعدم اعترافهِ بالسلْطة المُنقلِبة الغاشمة، لدرجة أنَّ "رئيس جامعة القاهرة الأسبق" -تحت مظلّة "النفاق السياسي" أوْ "المكايدة السياسية"- تجرّأَ على إنهاء خدمة الدكتور الشافعي بالجامعة، بدعوى جمعهِ بين وظيفتيْن (العمل بالجامعة، ورئاستهِ لمجمع الخالدين)! لكن مجلس الدولة بعد مرور بضع سنوات ألغى ذلك القرار الجائر. وبُناءً عليه؛ فقد رُدَّت للشافعي كافة استحقاقاته المالية التي لدى الجامعة -منذ أغسطس 2015م وحتى مارس 2020م، فما كان مِن الشافعي إلاَّ أن تبرّع بكافة مستحقّاته ل"صندوق تحيا مصر"؛ لمواجهة فيروس "كورونا"!
وما فتئَ الزمانُ يدور حتى أُقيلَ "رئيس الجامعة" الأرعن، وذهبَ إلى أهلهِ يتمطّى، ونسج عليهِ العنكبوت، وطواه دُجى النسيان، وبقيَ "حَسن الشافعيّ" راسياً كالجبال، عالياً كالسحاب، باسقاً كالنخيل، مِعطاءً كالنهر الجاري، عاطراً فوّاحاً كالروح والريحان ... فبأيّ آلاء ربّكما تُكذّبان!