(أستاذي أحمد البهكلي رحمه الله)
كم أتى إبداعه بالأجملِ
جمع المآثر
شعر: عبده بن علي العمري الفيفي - السعودية
---------------
فارس الشعر والنهى
(في رحيل أحمد البهكلي رحمه الله)
جبران سحاري - السعودية
--------------
كان نوراً في موكب الشعراء
(في رثاء أحمد البهكلي رحمه الله)
شعر: د.زاهر بن عواض الألمعي
جمع المآثر واكتوت بوفاته= عزُّوا المعالي هن بعض لِداتِهِ
البهكلي أبٌ ولم أفقد أبي= إلا كفقدي اليوم صنو صفاتِهِ
لو أن للنسيان سلطان الفنا= لا أنس ذاك الطود في وقفاتِهِ
من محتد سام كريم أصلهم= وتراهم في الليل من آیاتِهِ
يدعى بأوفر حظه من إسمه=والوجه أبدى القلب في قسماتِهِ
هو متزغ بالعلم ليس بصمته= عيٌّ کفی بالعيِّ بعض عداتِهِ
فإذا تحدث لم تشأ أن ينتهي= وإذا بثثت حواك في إنصاتِهِ
وإذا رفاق الشعر قاموا دولة=ألفيته رأساً على ساداتِهِ
تتخير الأوزان أحسن وقعها= لتنال حظوتها لدى كلماتِهِ
وترفرف الآمال حول رفيقها= أستاذها المعروف في صفحاتِهِ
تجد التوسط منهجاً يقفو به= أثر النبي فصار من عاداتِهِ
مترفقاً يأسو الجراح فما تری= توذي وقد صفدن في لمساتِهِ
حدِبٌ على الجيل الفتي يسوؤه= ألا يحاكوا الفهد في وثباتِهِ
متوشحاً همم الشباب كأنما= إخلاده قد ذاب في هباتِهِ
يلقاك وجهاً مشرقاً لم يقترب= يبس التجهم من ندى بسماتِهِ
فهو الحكيم إذا استشير وناصح= متلطف أكرم به وعظاتِهِ
وإذا امرؤ يوماً أسا أبدى له= صفحاً يقيده إلى حسناتِهِ
هو راسخ لم تستلبه المغريا= تُ ولم يقايضها ببيع ثباتِهِ
لا يشتري حب الخصام ولا يرى= للحق إلا الرفق بين دعاتِهِ
رباه وافدك استظل وقد طوى=سفراً كأبيضِ ثوبه وسماتِهِ
أنزله في الفردوس جيرة أحمد=مسك الختام لسعيه وحياتِهِ
رحم الله أحمدَ البهكليَّا= فارس الشعر والنهى اللوذعيَّا
كان رمزاً لخير جيل وكنزاً=للسجايا بكل خيرٍ حفيَّا
هو إنسان عصرنا في أمورٍ= حصرها عزّ في الرثاء عَلَيَّا
إن جازان قد بكت وستبكي=ه دموعاً سخيةً؛ عاش حيَّا
وبكته شتى ربوع بلادي= من شمالٍ إلى رياض العُليَّا
قدّم البذل للجميع حريصاً= أن يرى غايةً تضمُّ المغيَّا
في زمانٍ يضنُّ فيه فئامٌ= وهو يحمي للناس ماء المحيَّا
فلعمري لأنشرنَّ أموراً=كان رَقْمُ البيان عنها خفيَّا
ولعمري لأغلبنَّ دموعي= وأداوي الجروح لو كان كيَّا
ولعمري لأصرخنَّ بصوتٍ= يوقظ النشْءَ عالياً جهوريَّا
كان والله واصلًا ووصولًا=ومحبَّا لكم وبَرًّا تقيَّا
وغيورًا لدينه فإذا ما= حزن الشيخُ صاغ شعراً نقيَّا
كم همومٍ لأمةٍ كان عنها= مفصحاً خلتنا لديه بُكيَّا
وهو في الصبر آيةٌ ذو جلادٍ= مَعَ حبس الدموع عنا مليَّا
إن دعوناه لاجتماعٍ أتانا= أولَ القوم يستحثُّ المطيَّا
لا يبالي؛ يغالب الضغط حيناً= وطويلاً يغالب السكريَّا
إن فقداً له لفَقْدُ شعوبٍ= رحم الله أحمدَ البهكليَّا
هل نعزي معاشر الأنبياء= أو نعزي فطاحل العلماء؟
أو نعزي (المخلاف)؛ إذ غاب بدر= كان نوراً في موكب الشعراء؟
(أحمد البهکليُّ) يا من عرفنا= من سجاياه مسيرة العظماء
لغة الضاد كم تباكت عليكم= والقوافي في وحشة وبلاء
هدني الحزن في محافل قومي= رغم صبري وعزتي وإبائي
أنت كالطود شامخ عبقريٌّ= أنت كالبدر ساطع بالضياء
لم يزدك الرحيل إلا سمواً= في المعالي متوجاً بالثناء
نور الله في المقابر قبراً= قد حوى العلم والتقى بالرجاء
تتهادی سحائب فائضات= تملأ الأفق بالسنا والسناء
وتوالت على ثراك فيوض= من رضا الله في الضحى والمساء