الشاعر الطبيب أنور محمد الحجي
هو الشاعر الدكتور . أنور الحجي من مواليد قارة قرب دمشق في سورية عام ١٩٥٥م.
كتب شعرا كثيرا تحدث فيه عن قيم الإسلام والتوحيد والمديح النبوي ...وله شعر سياسي أشاد فيه بالثورات مما يندرج تحت مسمى شعر الجهاد.
الدراسة، والتكوين:
درس أنور محمد الحجي في مدارس قارة الابتدائية والإعدادية، وحصل على الشهادة الثانوية ( الفرع العلمي) بتفوق عام ١٩٧٦م.
ثم درس في كلية الطب البشري في جامعة حلب، وتخرج منها عام ١٩٨٣م.
الوظائف، والمسؤوليات:
عمل د. أنور الحجي مديرا لمشفى قارة لمدة 20 عاما
وكان عضوا في اللجنة الإدارية المؤسسة لنادي قارة الرياضي .
وصار عضوا، ثم رئيسا لشعبة الهلال الأحمر في قارة منذ بداية الثورة السورية المباركة .
وكان عضوا في منتدى القلمون للشعر .
تنقل بين البلدان وحاليا يعيش في اسطنبول.
شاعريته:
كانت البداية الشعرية منذ المرحلة الثانوية، ثم الجامعية، ولكن الإنطلاق الواسع للشعر كان في مرحلة الثورة السورية ومعظم الشعر في هذه المرحلة متعلق بالثورة وبأحداثها.
تأثر د. أنور الحجي بشعراء كبار أمثال: نزار قباني، ومحمود درويش، والجواهري، وكان لعمه الشاعر ناصر الدين الحجي ( رحمه الله ) دور كبير في حبه للشعر وكذلك كان لأخيه الشاعر فيصل الحجي ( رحمه الله )، ولعمه الشاعر عبد الرحمن حيدر ( أدام الله عليه الصحة والعافية ) دور كبير في صقل وتوجيه هوايته الشعرية.
دواوين الشعر:
لديه أكثر من ديوان شعر :
١- ديوان ( صهيل الحروف ): مطبوع.
٢- وله ديوان آخر تحت الطبع ( أزهار من ربيع العمر )
٣- ويتم حاليا العمل على إصدار ( 4 دواوين) معظمها متعلق بالثورة السورية.
ومما يؤسف له أن شعره لم يتناوله أحد من النقاد بالدراسة النقدية، وإنما كان يتم ذلك عبر وسائل التواصل الإجتماعي بشكل فردي ولقصائد بعينها
الاتجاه الإسلامي في شعر د. أنور الحجي:
وقد كتب الشاعر الحجي الشعر منذ شبابه المبكر ، وتناول فيه الأغراض المختلفة من دين وسياسة واجتماع ...
ومن شعره الإسلامي، قوله تحت عنوان (ســــبـحــــــان ربـي):
سُبحـــانَ مَن صَعَــدَ البِحــارَ سَحـابـا
سَـحَـــرَ العُـيــــونَ وَحَـيَّــرَ الألـبـــابا
فهو يبدأ قصيدته بالتصريع على عادة القدماء بين ( سحابا، الألبابا)؛ ليكسب النص موسيقا محببة ويجذب انتباه السامعين:
وَيُعـيـدُها مَـطَـــراً تَســــارَعَ هَطـــلُهُ
لا يُـبـقِ سَـهـــــلاً أوْ يَعُــفُّ هِضـــابا
سُبحـــانَ مَن أجـــــراهُ دَمعـــا مالِحـاً
وَعَلى اللِّســـانِ حَــــــلاوَةً وَرِضـــابا
وَتَــراهُ في لُـــــجِّ البِـحـــارِ أجـــاجَـةً
وَتَراهُ في الـيُـنـبـوعِ لَــــذَّ وَطــــــابَا
سُـبحــــانَ مَن أنـــــداهُ دَمـعَ سَحــابَةٍ
جَعَـــلَ الـوُرودَ وَســـــائِــداً وَرِكــابـا
وَتَـــراهُ ثَلجــــاً مِن بَـــديـعِ صَـنـيعِـهِ
وَتَـــــــــراهُ إنْ رامَ السِّـقــــــاءَ أذابَ
وَيَهـيـمُ في الـوديـــانِ سَـــيلاً جـارِفـاً
في دَربِ خَـيــــرٍ إذ يَطــــوفُ عُبـابا
وبعد أن عدد أنواع المياه من حلو ومالح ...راح يقتبس من القرأن قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )، فيقول:
سُـبحــــانَ مَن جَـعَــلَ الحَـيـاةَ بِمــائِهِ
في كُـــــلِّ حَيٍّ نَــــــــوَّعَ الأســبــابـا
فــانْظُـرْ لِجِسـمِكَ قَـــدْ جُـبِلتَ بِمـــائِهِ
إنْ جَـــفَّ مــــــاؤكَ تَسـتَحـيـلُ يَـبـابا
وانْظُرْ إلى الأنهارِ تَجري في الرُّبى
في كُـــــلِّ حَـــدبٍ كالـفُـــراتِ عِـذابا
وَثِمـــــارُهُ تُســقى بِـمــــــاءٍ واحِـــــدٍ
سُــبحـــــانَـــهُ فَـتَـنَـوَّعَـتْ أطــيــــابـا
سُـبحــــــانَ رَبّي حُـكِّــمَــتْ آيــــاتُــهُ
وَبَـديــــعُ خَـــلـقٍ يَستَفيضُ عُجــــــابا
ويشاهد الشاعر المسلم هجمة الأعداء على تشويه صورة الرسول القدوة، من خلال الرسوم المسيئة، فيقول د. أنور الحجي في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم تحت عنوان (هذا رسول الله يا سقط العـدا):
مـاذا أقـولُ وَنـارُهُـم في صَـدرِهِمْ
وَنُفـوسُهُم تَرجـو رِضـى الشَّيطانِ
مَهمـا تَمــــــادَوا في أذاهُ فـــإنَّـهُـمْ
كــالـقَشِّ يَدفَـعُ صَــولَــةَ الطَّوَفـانِ
أو كالـعِــواءِ يِصُدُّ جَيشَ عَـرَمرَمٍ
أو يَسـتَـعـيـنُ بِنَـعـقَــةِ الـغِــربــانِ
وسوف يبقى رسول الله سيد الأمة ورحمة للعالمين:
هـوَ سَـيِّـدٌ مَهمـا عَــلَـتْ أصواتُهُم
هـوَ سَـيِّـدُ الـــدُّنيـا مِــنَ الــرَّحمَنِ
هــوَ رَحـمَــةٌ لِلعــالَـمـيـنَ بِـدَربِـهِ
زَرعَتْ زُهــورالحُـبِّ والإيمــانِ
وَتَـلألأتْ بِـالـعِـلمِ تَنشُــرُ نُــــورَهُ
فَيَضـــوعُ مَرحَمَةً مَـدى الأكـوانِ
قَدْ صـــاغَ في سِفرِ الأمـانَةِ إسمَهُ
فَغَـــدا الأميـنُ صَـدىً بِكُلِّ لِســانِ
ما قَـبـلَ دَعــــوتِـهِ تَنــاهى طَـيـفُهُ
عِطــــراً كَـريحِ المِسكِ والرَّيحانِ
هَــــذا مُحَمَّـدُ لا يُـطـــالُ لِإســمِـهِ
إلّا سُـمُـوُّ الـنَّـفسِ لِـلإنســــــــــانِ
لقد كان الرسول كما وصفته السيدة عائشة (خلقه القرأن)، فهو قرأن يمشي على الأرض:
أخـلاقُــهُ القُـرآنُ أفضَـلُ مَنْ أتى
لِلعالَـمـيـنَ بِطــــاعَـةٍ وأمـــــــــانِ
فاخْتارَهُ الرَّحمَنُ خَيرَ بَني الوَرى
يَهــــدي بَني الإنســــانِ لِلــدَّيــانِ
حَتّى غَـــدا لِلـعــالَمينَ مَـنــــــارَةً
كـــالـبَـدرِ يَهــدي ظُلمَةَ الرُّكـبـانِ
وَيَجيءُ بِالـوَجـــهِ المُنيرِ رِســالَةً
كَـي يَسـتَـقـيـمَ السَّـطـرُ بِـالعِـنوانِ
وَيَظَـلَّ مـا أرســاهُ خَـيـرَ هِــدايَـةٍ
في غُـربَــةِ الــدُّنيـا وَبَـعـثٍ ثـاني
كَمْ حــارَبُـوهُ وَكَــذَّبـوهُ وأسـرَفـوا
واسْتَـبـدَلـــوا بُشــراهُ بِالطُّغـيـــانِ
فَمضى بِـكُـــلِّ عَـزيـمَــةٍ لا يَنثَني
بِالحَــقِّ يَـطــوي ظُـلـمَـةَ الأوثـانِ
مـا ضَــرَّهُ لَـهَـبٌ بِنــارِ أبي لَهَـبْ
أو غَــــدرُ ذي جُمَـحٍ وَسَـمُّ أتـــانِ
كَـم مـاكِــرٍ قَـدْ خابَ مَكرُ صَنيعِهِ
كَـم ظـــالِمٍ قَــدْ حِـيـقَ بِـالـخُسرانِ
والآنَ في بـــاريسَ جـيءَ بِمــاكرٍ
قَــــدْ فــــاضَ سُـــمُّ غَلـيلِهِ بِلِسـانِ
والحِـقـدُ في نَفـسٍ تَفــوحُ نَـتـانَـــةً
وَتَحـوفُــهُ عُصَـبٌ مِـنَ الجِــرذانِ
هَـــذا رَسـولُ اللهِ يـا سَـقطَ الـعِــدا
مــا ضَــرَّهُ إن سِـيـمَ بِـالـخُـــذلانِ
ويرد على الرئيس الفرنسي ماكرون الذي ظهرت أحقاده جلية ضد الإسلام وتذرع بحجة حرية الرأي والتعبير :
الحِـقـدُ يـا ماكـــرونُ أنتَ لِـبـاسُهُ
لا تَـذكـــرِ الإرهــابَ أنتَ الجاني
أنتَ الَّـذي صُغتَ الجَـــريمَةَ كُلّها
وَمَحـوتَ لَــــوثَ يَـديـكَ بِالبُهتـانِ
هَــــذا رَسـولُ اللهِ فـافْعَلْ ما تَرى
فـالـنُّـــورُ أبـلـجُ مـا لَـهُ مِـن واني
لتنال من طعم الهوى وتثاب:
ويقول الشاعر في قصيدة أخرى، مبينا طريق النجاة:
إنْ كُـنـتَ تَـرجــو للنَّجـــاةِ مَفــــازَةً
فــاسْـألْ لِأهــلِ الــــــدّارِ أيـنَ البابُ
أو كُنتَ تَـبــغي لِلحَضــــــارَةِ مَعلَماً
تُنبيـكَ دَربَ بُـلــوغِــهـــا الأسـبـابُ
ويعتقد الشاعر أن الصلاة راحة المؤمن فهي الصلة بين العبد وربه:
أو كُنتَ تَرجـو في صَــلاتِكَ راحَــةً
يُهــديكَ قِـبـلَـةَ سَـعـيِهـا المِحـــرابُ
أو كُنتَ لِلآنـــــــــامِ تَرجــو رَحمَـةً
فَالمُصطـفى لِلعــــــالَمـيــنَ رِحــابُ
أو كُـنتَ تَرجـو مِن مَليـكِـكَ تَــــوبَةً
فَطـــريقُ أحـمـدَ وَحــــــــدُهُ الأوّابُ
فَهـوَ الَّـــذي أهـــداكَ دَربَ هِــــدايَةٍ
فَتَـنـافَسَتْ في مَدحِــهِ الأحـبـــــــابُ
فَيَخـيـطُ بَيتُ الشِّـعـرِ أجـمَــلَ حِـلَّــةٍ
وَتَصُــكُّ مِـن ألــبــابِهــا الألــبــــابُ
لِـتَـخُـطَّ في حُــبِّ الـنَّـبـيِّ مَطـــالِـعاً
تَحـكي الـقُـلـوبُ فَتَكـتُـبُ الأهـــدابُ
بِمِـــــدادِ دَمــعٍ مِــنْ حَنينِ عُـيـونِها
وَعَـلى الخُــــــدودُ بِلَهـفَـــةٍ يِنســابُ
فَـتَـخُطُّ أعــــذَبَ ما تَـقـولُ صَحائِفٌ
أو أســهَـبَـتْ في شَرحِها الكُــتّـــابُ
مـا أجمَـلَ العَـبـراتُ إنْ كَتَبَتْ لَــــهُ
يَحـتـــارُ في إعــــرابِهـا الإعـــرابُ
وَيَعـــودُ أســتـــاذُ الـبَــلاغَةِ طـالِــباً
فَـــالكُــــلُّ فـي كُـــتّـابِـهــــا طُــلّابُ
هي دَمعَةٌ في العَينِ مِن فَرطِ الهَوى
يَحـكي بِـهــا الغُـلـمـــانُ والشُّــيّــابُ
فــاكْتُبْ على الخَـدَّينِ أسْطُرَ عـاشِقٍ
لِـتَـنــالَ مِــن طَـعـمِ الهَـوى وَتُـثـابُ
ويكتب د. أنور الحجي قصيدة تتجلى فيها القيم الإنسانية في شعره، وهذا ليس بمستغرب عليه فهو طبيب وانسان مسلم، جاء فيها:
كَـمْ طـــارِقٍ في اللَّـيـلِ أيقَـظَ غَفوَتي
بِـدُمـــوعِ مَـلـهـوفٍ وَصَــوتِ تَــأَلُّـمِ
أضـنــاهُ مـا أضنـاهُ في لَـيـلِ الـدُّجى
وَكــــأنَّ ذي كَـبِـــدٍ أُذيـــــقَ بِمِـنسَـمِ
هَـروَلــتُ في عَجَــلٍ أُتَمتِـمُ داعـــيــاً
يــا رَبُّ إنْ حَــكَـمَ القضــــاءُ فَسَــلِّـمِ
وأتَـيـتُ ذي أَلَــــــمٍ وأرسُـــمُ بَسـمَـةً
لِأُزيــــــلَ هَـــــمَّ تَـــوَجُّــــعٍ بِتَبَسُّمي
وَرَشَـفـتُ أدويَـةَ الـعِـــــلاجِ بِمِحقَني
وَطَعَـنـتُ طَـعــنَ مُبَـسـمِـلٍ بِتَوَسُّـمي
إذْ يَسـتَـعـيـدُ الـبِـــرءَ أقـفِـلُ راجِـعــاً
لِأعـــــودَ في نَـومي فَـتَسـهَرُ أنجُمي
وأذوقُ سُــهـــداً والوِسـادَةُ شـاهِــدي
ضـاقَــتْ بِـوَقــعِ تَـقَـلُّـبي وَتَـظَــلُّـمي
وأفـيـقُ صُـبحـاً والفِـــراشُ يَشُـــدُّني
وَتَـغوصُ أطرافُ اللِّحافِ بِمِعصَمي
لَكِـنَّـهُ هَـيـهـــاتَ صــاحَـتْ شَـمسُـنـا
قُـــمْ لِلعَـنـــاءِ فَـمــا خُـلِـقـتَ لِـتَـنـعَـمِ
وَأقــومُ أسـأَلُ مـــا جَـرى لِمَـريضِنـا
لَمّـا خَـبِـرتُ شِـفــــاهُ فُــزتُ بِمَغنَمي
الأجـرُ رأسُ الأجـرِ بِـرءٌ مِـن بَــــلا
في خِــدمَــةِ الإنســـانِ تَعـلو أسهُمي
انه طبيب مسلم إنسان يفرح عندما يرى مريضه يبرأ، وتعود إليه العافية.
الاتجاه السياسي في شعر د. أنور الحجي:
لقد كتب الشاعر الإسلامي د. أنور الحجي شعرا سياسيا واكب فيه الأحداث، ولا سيما ما يتعلق بالثورة السورية المباركة.
ويفضح شاعرنا الطواغيت في الشام وغيرها، ويكتب قصيدة تحت عنوان (ما العــــــــــار في الـــذئب)، يقول فيها:
ما العــــــارُ في الذِّئبِ إنْ آذى فَريسَتَهُ
أوْ كَــرَّ لَـيـــــلاً على الأغنامِ واغْتَصبا
هَــــذي طَبيـعَـتُهُ قَـــدْ صِـيغَ مِـن بُـهُـمٍ
وَلَيـسَ يَلـقى عــلى أفـعـــــالِـــهِ عَـتَـبـا
وليس غريبا أن يكون الذئب مفترسا فهذه طبيعته والشيء من معدنه لا يستغرب ولكن الغريب أشد الغرابة أن يتلذذ الضحية بهذه الجرائم....
العـــارُ راعٍ وَضــــيعُ النَّفسِ مُنـهَـــزِمٌ
أغــرى الذِّئــــــابَ بِلَحمِ الشّاةِ واغْتَرَبا
والعــــــارُ بـاغٍ طَغى في شَـعبِهِ وَقَسـا
وَكُـــــلَّ شَـــــرٍّ إلى أوطــانِهِـمْ جَــلـبـا
انه من العار المخزي أن يذل الطغاة لأعداء الأمة بينما يستبسلون في قتل شعوبهم:
والعــــارُ قـــادَةُ أوطـــــــانٍ بِـلا خَجَلٍ
تَحني الــرِّقـــــــابَ لأعـــداءٍ لَـنا عَجَبا
لَمْ يُـبـقــوا لِلـعــــارِ في أعناقِهِمْ حِجَجاً
إلّا وَزادوهُ مِــــــــن إذلالـِـهِــمْ طَـــلـبـا
يــا مَـنْ تَـبــــاهى عـلى شَـعبي بِعَلقَمَةٍ
إنَّ الخـيــــــانَــةَ لا تَعـلـو بِــهِ نَسَـــــبـا
ولا يُـــواري مَـديـــــحُ الـقَـولِ فِعـلَـتَـهُ
وَلَيـسَ يُنسى مع الأيـــــــام ما انْكَـتَـبَ
كَـمْ كــــانَ فِـرعـونُ في أتبـاعِـهِ رَهِـباً
في رَهـبَـةِ المــاءِ لَـمْ يــأمَـنْ لَــهُ رَهَـبا
وَكَــمْ تَفَـاخَرَ طـاغــــوتٌ بِجُـــرحِ أسىً
وَكَـمْ تَبــــاهى عـلى الأيَّــامِ مـا ارْتَكَبَ
حَتّى أتَـتْـهُ سُـيـوفُ الـحَـقِّ فـــاحْتَكَمَتْ
وَجــــاءَ فَـجـــرٌ بِلَـيـلِ ظَــــلامِـهِ فَخَبـا
هَـــذيْ الحَـيــاةُ ولا تُهـمِـــلْ إذا مَهَـلَتْ
وَلَـيسَ تُبـقي عـلى أعـــــذارِهِـمْ سَـبَـبـا
يـامَـنْ تَنــادى لَــهُ الطّــاغوتُ يَحـرُسُهُ
وَصــــارَ إبليـسُ إبـــنَ صَنيـعِـهِ وأبـــا
مَهما تَمــادى طُـغــاةُ الظُّـلـمِ في بَلَـدي
وَصــارَ لِلـــوَحشِ في أوطــانِـنـا ذَنَـبـا
سَـنَـقطَـعُ الــوَحشَ والأذيــــالُ تَـتـبَـعُـهُ
إلـى المَقــابِــرِ أو تَــذهَــبْ كَـمـا ذَهَـبـا
فــامْــرَحْ بِغِــيِّـكَ وانْهَــلْ مِن فَظــاظَتِهِ
واشْـبَـعْ بِمَـكـرِكَ واسْـتَـوفـيـهِ مُـرتَكَـبـا
فــالصُّبحُ آتٍ وَنـــورُ الصُّـبـحِ مُنـبَــلِجٌ
والفّجـرُ رَغـمَ ظَــــلامِ اللَّيلِ قَــدْ قَـرُبَ
ويرى الشاعر أن الحق سوف ينتصر لا محالة:
إنّـي أراهُ بِـنـــــورِ الـحَـــــقِّ أسـمَـعُــهُ
لا يُهــزَمُ الحَـقُّ إنْ دربُ الخُــيـولِ كَبا
ولا يُـــدانــيـــهِ في عَـلـيــــــــائِـهِ عَـلَمٌ
وَلَيـسَ يَشــكو بِطـــولِ ظَـــلامَةٍ وَصَبا
وأكد أن الشام لا تخضع لطاغية:
هَـــذي هي الشَّـــامُ لا تَركُـــنْ لِطـاغيَةٍ
مَــنْ دارُهُ الشَّــامُ مـا اسْتَغفى وما غُـلِبا
نفوق القاتل سليماني:
ويكتب قصيدة أظهر فيها فرحته بمقتل السفاح سليماني الذي قتل الملايين من أهل السنة في العراق وسورية واليمن....
إسْــأَلْ جَهَنَّمَ هَــلْ فـــاحَـتْ بِإنتــانِ
إذْ صَبَّحــوها بِـرجسٍ مِن سُليماني
وَهَـــلْ يُنَظِّـفُ لَسـعُ الـنَّــارِ جيفته
وما تَغَشّــاهُ مِـن كِـبْــرٍ وَطُـغـيـــانِ
فَـكَـمْ صَغـيـرٍ ثَـوى مِن حِقــدِهِ أَلَماً
وَكَـــمْ كَبـيــرٍ على بَلـــواهُ أبكــاني
وَكَــمْ فَـتــاةٍعلى أحقـــادِهِ اغْتُصِبَتْ
وَكَمْ رَضـيعٍ قَضى حَـــرقـاً بِنيرانِ
فــاجْــرَعْ لِسُـمِّـكَ نـاراً لاقَـرارَ لَها
مِـنْ خُـبـثِ سُـمِّكَ أسْمَـوهُ سُـليماني
خَسِــرتَ دُنـيــا بِغِــلٍّ لا حُــدودَ لَهُ
والآنَ أُخــــرى تُـلاقـيـهـا بِخُسرانِ
يؤكد الشاعر د. أنور الحجي في قصيدته السالفة فرحته لرحيل الطاغية سليماني الذي قتل المرأة والطفل والشيخ العجوز ....
لَـيـــلَـةٌ في خَيمَةِ نُـــــــــزوح:
ويصور الشاعر أنور الحجي مأساة النازحين في مخيمات اللجوء:
وَتَـئِــنُّ خَـيمَـتُـنـا بِلَـيــــلٍ عــاصِفٍ
تأتي الرِّيـــــاحُ غَـضـــوبَـةً فَـتَمـيـلُ
وَأرى وَميضَ الـبَــــرقِ في جُنُباتِها
والـــرَّعــــدُ يَنشُــرُ رُعـبَـهُ وَيُطـيـلُ
وَكــــأنَّني في المــاءِ أسْــبَـحُ نـــائِماً
والمـــــاءُ مِن حــولِ الفِراشِ يَسـيلُ
وأنــا أُتَمـتِـمُ بِالـــدُّعــــاءِ تَضَــرُّعاً
والقَـلبُ مِن هَــولِ الـهُـمــومِ عَلـيـلُ
حَولي الصِّغــارُ كَـقِـــطَّةٍ مِن حَولِها
زُغُــبٌ أنـــــامَ عُـيـونَها التَّــرحـيـلُ
وَالأُمُّ في رُكـــــــنٍ تُلَمـلِـمُ بَعـضَـها
في خِــرقَــةٍ قَــــــدْ سَـــامَها التَّنكيلُ
والبالُ يَحصُـــــرُني بِصُـبحٍ قــــادِمٍ
الـزُّغـبُ جَـــوعى والطَّعــامُ قَـلـيـلُ
وأنـا أُحــــارِبُ لَيـلَـتي في بَـــردِهـا
والـفَقـرُ صَـعـبٌ والـقَـلـيـــلُ ثَـقـيــلُ
مـاذا سـأحكي لِلصِّغـــارِ إذا غَـــــدا
يَــومي وَجَيبي فـــــــــارِغٌ وَكَـلـيـلُ
وَأتى على الإصباحِ يَطرُقُ جُوعُهُمْ
وَيَصُـمُّ أُذني صَــرخَـــةٌ وَعَــويـــلُ
والطِّفلُ مِن صَفوِ السَّريرَةِ واضِــحٌ
في عُـمـــرِه لا يُعــــرَفُ التَّـمـثـيـلُ
وأنـــــا أُلَمـلِـمُ غَـفـوتي مُـتَـــــدَثِّــراً
وَعَـلى الضُّــلـوعِ تــــأَلُّــمٌ وَسَـلـيـلُ
والفَجـرُ في كُـتُـبِ الـبَـلاغَةِ فَـرحَةٌ
يَمحي الظَّــــلامَ بِـنــــورِهِ وَيُـــزيلُ
لَكِـــنَّ فَـجــري أظـلَـمَـتْ أنــــوارُهُ
فَـبَـــدا كَـلَـيـلٍ خــــــانَــهُ الـتَّـظـلـيـلُ
وَتَـغــارَبَتْ شَـمسي بِسُودِ سَحــابَـةٍ
فـي الـنَّـفسِ غَـمٌّ مـالَــــهُ تـــــأجــيـلُ
ويفضح الشاعر الحضارة الغربية التي جاءت بالموبقات:
والعــالَمُ المَجـنـونُ في أفــــــراحِــهِ
من طَـبـعِـهِ الـتَّــزييفُ والـتَّـــدجـيـلُ
ما هَـمَّـه مَــوتي وَهَـــدمُ حَضـارتي
تِلكَ الأوابِـــــــــــدُ مـــا لَـهُـنَّ مَثـيلُ
والآنَ تَقــذِفُـني حَضـــــارَتُهُمْ هُـنـا
كَـم في الــــدُّروبِ مُهَجَّـــرٌ وَقَتـيـلُ
حَـقُّ الحِـمــايَــةِ كِـذبَةٌ في عَصرِنا
الحــــــــالُ مُـــرٌّ والشِّـعـارُ جَمـيـلُ
لَيسَتْ حَضـــارَةُ إذْ يَكـونُ نِتـــاجَها
الـمَـــوتُ والتَّهجـيـرُ والـتَّـنكـيــلُ
ثورتي صارت صبية:
وينظم الشاعر أنشودة تحت عنوان ( ثورتي صارت صبية)، جاء فيها:
ثَــورَتي صــارَتْ صَبـيّـةْ بِنـتَ عَشـــرٍ سَــرمَـديّـــةْ
ثـَــورَتي بَـــــوحُ الصَّبـايا في حِكــــايــــاتِ الـعَشِـيّةْ
ثَـــورَتي قِصَّـــــةُ شَـعـبٍ رَفـَــــعَ الهـــــــــامَ عَـلِـيّـا
ثَــــورَتي ثَـــــورَةُ شَــعبٍ أدمَــنَ الـعِـــــــزَّ مَــلِــيّــا
واسْتَـوى فَــــوقَ الـثُّـــرَيّا جَعَــلَ الشَّــمــسَ مَـطِــيـّةْ
ثَورَتي صـــــارَتْ صَبِـيّـةْ
ويسترسل الشاعر في تصوير الثورة السورية التي صمدت أكثر من عشر سنوات:
ثَــورَتي صَـــوتٌ تَعـــالى
فـي تَـرانـيــــمٍ بَهِــيّـــــــةْ
وانْتَشـــى يَهـتِـــفُ حُــبّــاً
حُـــــبَّ أرضٍ وَقَـضـيّـــةْ
يـــا صَبــــاحـــاتُ بِـلادي
يــــا مَســــــاءاتي الهَـنِـيّة
حَـيـثُ صــارَتْ ذِكـرَياتي
دَمـعَــــــــةً تَهـمي نَـقِـيّـــةْ
حَيثُ كــانَ العُـرسُ يــأتي
بِــشُـــــــمـــــوعٍ ذَهَـبِـيّــةْ
والــرّؤى أحـــــــلامُ غِـيـدٍ
والمُـنـى نَـفـــسٌ رَضِـيّــةْ
ثَــورَتي صــــارَتْ صَبيّةْ
ورغم كثرة الشهداء والأرامل والأيتام والجرحى إلا أن الثورة مستمرة بخطى واثقة بنصر ربها تبارك وتعالى:
رَغـــمَ آلافِ الضَّـحــــايـا
رَغـمَ أحــــــزانٍ شَـجـيّــةْ
رَغـمَ طُغـيـــانٍ تَمـــــادى
رَغــمَ غَـــــولِ الجّـاهِلـيّـةْ
رَغـمَ حِزبِ اللّاتِ حَصراً
رَغـــمَ إيــــــــرانَ البَـغيّةْ
رَغـــمَ روسـِـيٍ حَـقـــــودٍ
جــــــــاءَ يَسقيني المَـنــيّةْ
رَغمَ غَـــربٍ غَضَّ طَرفـاً
واكْـتَـــفى يَـنــــــــدُبُ فيَّ
رَغــــمَ عُــــربٍ أغـفَلوني
أجْــــــــــرَعُ السُّـــمَّ فَـتـيّـا
رَغــــمَ آلامِ المَــهــــاجِـرْ
حَـفَـرَتْ في الـــرّوحِ شَيّـا
ثَـورَتي صــــــارَتْ صَبيّةْ
لقد تروت أرضنا بدماء الشهداء الزكية :
رَغـمَ أرضٍ قَــــدْ تَــرَوَّتْ
مِن دِمـــــــا طُهــرٍ زَكـيّةْ
رَغـمَ بَحـــرٍ مـِن ضَحــايا
سَـرَقَ الــــــــرّوحَ سُـقِـيّـا
رَغـــــمَ خَــــــوّانٍ أثـيـــمٍ
بـــاعَني مِـثــــــلَ البَـقـيّـةْ
رَغـــمَ آلافِ المَكـــــائِــــدْ
سَـرَقـَتْ مِـنّي الـهَـــــويّــةْ
رَغـمَ مَوتِ الجّـــوعِ أفنى
في دَمي ألـــــفَ ضَـحـيّـةْ
رَغـمَ والـــرَّغـمُ كَــــواني
حَطَّـمَ المِـجـــــــدافَ غِـيّـا
سِـــرتُ يَهــديني شِـراعي
لِـغَـدٍ يَـبـــــــــدو جَــلِــيّـــا
يَصــنَعُ الأحـــــلامَ شَـعبٌ
يـَـرسُـــمُ الـمَـجــــدَ أبِــيّــا
في مـــآسِـيـهِ بِـنـــــــــــاءٌ
قَـــدْ طـَـــــوى الآلامَ طَـيّا
فَــرحَةٌ قَــــــدْ عــــاوَدَتني
أقطِـفُ الـحَــــــرفَ نَـديّــا
طَيفُ شِعـرٍ قـَــــدْ أتـــاني
في دُجى اللَّـيـــــلِ عَطِـيّـةْ
يــا صَبـاحــــــاتُ بِــلادي
أنتِ لِلــــــرّوحِ هَـــــدِيّـةْ
فَـــــانْظُروهــا نَسـتـَقـيـهـا
مِـثـلـمـا كـــــــانَتْ صَفِـيّـةْ
ثَــورَتي صـــــارَتْ صَبيّةْ
وهذه الثورة تشبه الفتاة الحوراء الجميلة، فخصرها سور يحمي الوطن وعيونها أشد فتكا من السهام:
لَهـــا طـــولٌ مِـن كِـفـــاحٍ
لَهـــا أهــــــدابٌ عَـصـيّــةْ
لَهـــا عَـيــنٌ مِـــن حَـكـايا
لَهـا في الصَّـبــرِ سَـجـيّــةْ
خَصـرُهـــا ســـورُ شــــآمٍ
عَـيـنُهـا عَـيـنٌ سَــخــيّــــةْ
ثَـغـــرُهـــا صَيـحَــةُ حُــرٍّ
في دُجى الـظُّـلمِ قَــــــويّـةْ
ثـــورتي صـــارت صبية
وهذه الأنشودة تصلح أن تكون أغنية ترددها شفاه الأحرار.
إلى حــــــوران:
ويمجد الشاعر د. أنور الحجي أيقونة الثورة حوران، فيقول:
إلى حَـــورانَ تَــرتَحِــلُ القُـلـوبُ
وَفي مُهَــجِ الدُّروبِ هَـوىً تَذوبُ
إلى حَــورانَ دَمـــعٌ في المَــــآقي
بِمــاءِ الشَّـوقِ سـاقَـتــهُ الــدُّروبُ
هُنـاكَ غَـدوتُ مِن دَرعــا وأهـلي
مَتى سـامَتْ مَــدارِجَهـا الخُطوبُ
ويتذكر الشاعر بدايات الثورة وهتاف الشهيد القاشوش:
رأيتُ الشَّــامَ عـادَتْ مِن جَـنـوبٍ
صَدى القــاشوشُ في نـغـم يطيبُ
هُنــا حَــورانُ ما هــــانَتْ لِـبــاغٍ
وَما هَـــدَّتْ عَـزائِمَها الحُــروبُ
كــأنَّي والـحَـيــاةُ هُـنـا اسْـتَفـاقَـتْ
وَطَلْـعُ الصُّبحِ مِن دَرعا يَـؤوبُ
فَـيـا بُشـرى زَغـــاريـــدُ الصَّبـايا
لِصَـــولاتٍ تَمــــورُ فَــلا تَخـيـبُ
ومن عَــزْمِ الرِّجـالِ يَفيضُ مَجْــدٌ
وَطيبُ الــرُّوحِ ما سَـــاواهُ طِـيبُ
وَحَـمـزَةُ حــائِمٌ كــالطَّـيــرِ يَعـلـو
بِجَـنّــــاتِ الخُـلــودِ لَـــهُ نَصـيـبُ
بِــلادُ الشَّـــامِ يا شــــامُ الغَيــارى
دَمُ الشُّـهــداءِ أضـنـــاهُ الصَّـبـيـبُ
فَـصَـبَّ على رَبـيـعِــكِ خَيـرَ سُقيا
لِـيَـزهو في مَـرابِـعِــكِ القَـشـيــبُ
سَـيَغـدو اللَّـيــلِ في الأيــامِ ذِكرى
وَفَـلــجُ الصُّبـحِ يا وطـني قَــريبُ
القدس:
والمجاهد يقاتل في سورية وعينه على القدس، فهو يتعاطف مع أحزان (حارة الشيخ جراح )، ويصور جراحهم، فيقول:
وفي الجَّــــــراحِ بَلسَمَةُ الجِـــــراحِ
وَنامـــــوسُ الرِّجــــــالِ لِكُلِّ سـاحِ
فمــا هـــــانَتْ عَلى الـبَـلوى جِبــاهٌ
وما كَبَتِ الجِـيــــــادُ على البِطــاحِ
عَـهِـدنـاكُمْ جِـبـــــــالاً مِن جِـبـــالٍ
وَإشْــراقَ الصَّبـاحِ على الصّبـــاحِ
وَلِلأعـــــــداءِ سَـيفاً مِـن إبـــــــــاءٍ
وَلِلطّــاغــوتِ كــالإعصارِ مــاحي
وفي أكـنــــافِ مَقـــدِسِــنـا شَــبابٌ
تَهِــبُّ إلى الـمَـــلاحِــمِ كـــالـرِّماحِ
وإنْ تـــــأتِ المَـنِـيَّـةُ جـــــابَهـَتْـهـا
بِـإيمـــــانِ الـعَـــــدالَــةِ والـفَــــلاحِ
فَقـوموا لِلـغُـــــزاةِ كمـالـمَـنـــــايــا
بصَــوتِ الحَــقِّ هَيّـا على الكِفــاحِ
فَهَـذي الأرضُ رَغمَ البَغيِ أرضي
سَـلِ الـحَصباءَ كَـمْ شَرِبَتْ جِراحي
سَـلِ الـتَّـــاريخَ مــــا دامَتْ لِــبــاغٍ
ومــا ســــادَ الفَســادُ على الصَّلاحِ
وَمـا لِــدُوَيـلَـةِ الأنجــــاسِ عُـقـبـى
وَقَــــدْ وُلِــدَتْ سِـفــاحـاً مِن سِفـاحِ
فِلَسطيني وَجُـرحُكِ نَـزفُ جُــرحي
وَراحُ القُــــدسِ مُلتَصِقٌ بِـــــراحي
وَفي الشِّـريـانِ من دَمِـنـــا صَـلاحٌ
وَخـــــالِــدُ كــــالــرِّيـــاحِ بِكُلِّ ناحِ
فَهـــاكِ الصُّبحُ أشــرَفَ في بُـزوغٍ
وَلَـيـــــــلُ الظّـــالِمـيــنَ إلى رَواحِ
فَـيـــا رَبّــــــــاهُ أكـــرِمـنـا بِـنَـصرٍ
فَـقَــدْ عَـمَّـرتُ بِالـتَّـقــوى سِـلاحي
ويكتب د. أنور الحجي قصيدة (ردا على ما قاله محمود الزهار : الذين فرحوا لاغتيال قاسم سليماني هم شواذ هذه الأمة)، يقول فيها:
أنتَ الشَّـــواذُ وأنتَ القَـيـحُ والــدَّرَنُ
وَفي الرُّجــولَةِ أنتَ المَسـخُ والعَـفَـنُ
قَـدْ زَيَّفـــوكَ بِمَحمـودٍ وَلَســـتَ لَـــهُ
وَفي بُـيـوتِ بَني الــزَّهــــارِ مُمتَهَنُ
شَـعبُ الـعُــروبَـةِ مــا ذَلَّـتْ مَواكِـبُهُ
إلّا لِــــــرَبٍّ لَـــهُ الأرواحُ تُـرتَـهَــنُ
ويحذر الزهار من بطش الفرس:
لا لا لِفــارسَ مِـن كِسـرى وَشِيمَتُهُمْ
غَـدرُوا الحُسينَ وَقَـــدْ باؤوهُ واحْتَزنوا
طَـبـعُ الخِـيــانَـةِ يـــا زَهّـــارُ دَيدَنُهُمْ
سَلْ ما جَنَوهُ مَــدى التّـاريخِ وافْتَتَنوا
ما كـانَ مِنهُمْ بِنَسـلِ المُصطفى أحَــدٌ
مِنّـا الحُسَـينُ الَّــذي خـانوهُ والحَسَنُ
العَــلقَمِيُّ سَـلـيـلُ الـفُــرسِ تَـعــرِفُهُ
وَفي الـتَّـقـيَّـةِ أخـفـوا مـا لَــهً كَمَـنـوا
بِكَــمْ شَـرَوكَ لِتَخفي جُـــرمَ قــاتِـلِهِمْ
نَفــسُ الأُبــــاةِ مَـنــوعٌ مـــا لَها ثَمَنُ
الخُمسُ رِجسٌ خَسيسُ الـرِّبحِ مَغنَمُهُ
فَكيفَ تَرضى خَسيسَ المَـالِ يا فَطِنُ !ّ
والقاسم سليماني سليل الأسرة الساسانية والصفوية التي ظهر منها الطوسي وابن العلقمي الذي ذبحت على يديه بغداد...
سَـلْ في الشّآمِ وَكَمْ عَذراءٍ اغْتُصِبَتْ
وَكَــمْ ثَكـــولٍ طَـواهـا الهَمُّ والحَـزَنُ
وَكَـمْ رَضيعٍ ثَــوى مِن حِقْـدِ قاسِمِهِمْ
سَـلِ المَـــلايينَ تـاهَـتْ مـا لَها وَطَنُ
إنْ كُـنْـتَ تَــرمي لِـحَــقٍّ أنتَ جاهِلُهُ
بَغــــدادُ تُنبيكَ مــا الإجـرامُ أو عَدَنُ
في كُـــلِّ حَـــدبٍ بِــلادي لا أُفَــرِّقُها
القُــدسُ كـــانَتْ أمْ الفَـيحـاءُ أمْ يَمَنُ
في غَــــزَّةَ الـعِــزِّ شَعبُ في ثَوابِـتِـهِ
مـا طـــالَـهُ عَـبَـثٌ أو غَـــرَّهُ زَمَـــنُ
لَكُـمْ حُــروفي وَشِعـري ألفُ قـافِـيَـةٍ
لَمّـا فَـرِحـنـا بِـيَـــومٍ حُـطِّـمَ الـوَثَـــنُ
جرح السودان جرحي:
ويصور الشاعر جراح المسلمين في العالم من الشام واليمن والسودان حيث انقلب العسكر على ثورة الشعب..
وَجُـرحُ المَاءِ في السّودانِ جُرحي
وَجُـرحُ الـعُـربِ لَيسَ لَــهُ بَــواكي
فَـــلا الأعــرابُ يُعنيهِمْ صُــراخي
ولا مــاكـرونُ يُشـغِلُـهُ ارْتِـبـــاكي
فَـــلا نــانْسي تُـــلاقِــيـهِ احْتِضـاناً
ولا بِــالـــدَّمــعِ تُـغــرِقُــهُ الشَّواكي
أخـي فــي زَورَقِ السّــــودانِ عذرا
فَـفـي الأحزانِ مــا فـــادَ الـتّـبــاكي
اختر لموتك ميتة الأعلام:
ويصور حال العبيد الذين رضوا بحياة الذل والهوان:
إنَّ العَــبـيـــدَ إذا تَـفَـــلَّــتَ لَجـمُـهـا
صـــاحَتْ (أيــــا غوثاهُ أينَ لِجامي)
شُــدّوا على عُـنُقي بِطَوقِ لِجامِكُمْ
وَتَـثَـبَّـتـوا الأَرســـــانَ بِــالإحـكــامِ
وَتَبــــادَلوا ظَـهــري لِـكُـــلِّ مَطِـيَّةٍ
الـــذُّلُّ عِشقي والهَــوانُ غَـــرامي)
لَـو أمطَـرَتْ سُحُـبُ السَّماءِ مَعـاتِقاً
رَفَــــعَ العَـبـيـدُ مِظَـلَّــةَ الإعصــامِ
فَـرَشـــوا دُروبَ الـــذُّلِّ كُـلَّ عَشِيَّةٍ
يَتَـقــاسَـمـونَ الغُـبــنَ كــالأنـعــــامِ
يــا مَـــنْ جَعَـلـتُمْ لِلـمَـداسِ رِقـابَكُمْ
والشـَّــارِبَ المَخـــزول لِلأقــــــدامِ
بِئسَ الـرِّجـــــالِ إذا تَعـاظَـمَ حُلمُها
نـالَـتْ وُعـــــودَ فُضـالَـةٍ بِكَــــلامِ
وَتَلَعـثَمَـتْ بِالــذُّلِّ تَشــرَبُ مــاءَهـا
والضَّيمُ مَجـبـــــولٌ بِبُخسِ طَـعــامِ
يـا شـارِبينَ الــــذُّلَّ طـــالَ مَقـيـلُكُمْ
فـــاسْـتَـبشِــروا ذُلّاً بِـطَــعــمِ زُؤامِ
مَـنَ عــاشَ في هَــذي الحَياةِ بَقِـيَّـةً
أو هــامِشاً يُطـوى بِطـرفِ تَعـامي
فَكَـــــــأنَّـهُ مـــا عــاشَ إلّا بُـغــتَــةً
أو جِـيـفَــةً تـــاهَتْ مِـنَ الأرحــــامِ
وَيســيلُ في دَربِ المَــزابِلِ غُسـلَةً
أو قِشَّـــةً تُــــذرى مـــعَ الأنســــامِ
هَـــذي الحَيـاةُ لِمَنْ يَفــورُ شَـكيـمَةً
وَيخــوضُ أحصِنَةَ الــوَغى بِلِجــامِ
وَيهُــبُّ جُلمـــوداً لِعــاصِفَـةِ الرَّدى
عَلَمـاً يُــرَفــرِفُ في ذُرى الآكـــامِ
هُـوَ ذاكَ لَونُ الحُـــرِّ لَـونُ طُموحِهِ
رَقـَمٌ يَطــولُ على مَــدى الأرقــامِ
ما هَـــابَ مَعمَعَةَ المَنـونِ بِهَــولِها
مـا هَـــابَـهُ جَـيشٌ مِـنَ الـظُّـــــلامِ
جَـعَـلَ الحَـيــاةَ لِمــــا يَـرومُ مَطِـيَّةً
رَكِـبَ الــرَّدى واخْتـارَ خَـيرَ خِتـامِ
فالـمَــــوتُ آتٍ لا خـيــارَ لِــوَقــتِـهِ
فـاخْـتَــرْ لِمَـوتِـكَ مِـيـتَــةَ الأعـلامِ
وَعِشِ الحَـيـاةَ وَإنْ دَهَـتـكَ كَـريمَـةً
والـنَّـفسُ خـــالِــيَـــةً مِــنَ الآثـــــامِ
إرْفَـعْ شُموخَ الهـامِ ما فَـوقَ الذُّرى
واصْـبُغْ جَبـيـنَ الشَّمسِ بِالإقـــــدامِ
فـالحُــرُّ مِن رَحِـمِ الحَـرائِـرِ قَــدْ أتى
مِـن صُلبِ نــاموسِ الإبـاءِ السّامي
والعَـبــــــدُ أوّابٌ لِـنَــفسِ بَـغِــيَّــــةٍ
حَمَـلَـتْ بِبَصـقَـةِ فـــاجِــرٍ بِظَـــلامِ
القدس تنبت للرجال غراسا:
ويكتب الشاعر قصيدة يخاطب فيها الإمام ياسين ويطلب منه أن يعيد لجماعته روح الجهاد، والحماسة والثورة:
يـاسينُ قُـــمْ أَعِــدِ الحَمــــاسَ حَمـاسا
وارْسُــمْ لِــدَربِ الـتَّـــائهينَ مَــداسـا
مـا كــــــانَ دَربُ الـقُـــدسِ إلّا سَــيِّدٌ
لا يَـــرتَضي إلّا الـــرِّجــــالَ مَقــاسا
لا يَـــرتَضي إلّا فَــــوارِسَ حُـجِّـلَـتْ
مِــن نَســلِ أطـهــــارٍ تَـمُـدُّ أسـاســـا
مِنْ نَسـلِ فــاروقُ العَــــدالَــةِ إذْ أتى
بِمُــرَقَّعٍ يَطـــوي الــــدّروبَ لِـبـاســا
مِنْ نَســلِ صِــدّيقٍ تَـنــــاهى ذِكـــرُهُ
لا يَــرتَـضي بِـنَــبِــيِّــهِ إمســـــاســـا
مِنْ نَسـلِ ذي النّورَينِ أفـــرَجَ عُسرَةً
وَكَـفــا الجُـيــوشَ أَعِـــدَّةً وَعَــــواسا
مِـنْ نَســـلِ كَـــرّارٍ بِخَيبَرَ أرعَـــدَتْ
سُـحُـبُ السَّـمــاءِ وَأَنجَـبَـتْ أفـــراسا
هُــمْ مِـن جُــنـــــودِ اللهِ جُـنــدُ نَـبِـيِّـهِ
وُلِــــــدوا لِسُـنَّـةِ صــــــادِقٍ حُــرّاسا
وشتان بين جنود الرحمن من أمثال الفاروق وخالد وعثمان وعلي وبين جنود ابن العلقمي والطوسي:
لا نَسلُ عَلقَمَـةِ المَجــوسِ إذْ ارْتَضى
طَعـمَ الـهَـــوانِ وَأرْخَصَ الإحسـاسـا
طَعَـنــوا بِجُــنــدِ اللهِ أفضَـلِ صُحـبَـةٍ
شـانـوا الحُـروفَ وَشَوَّهوا القِرطاسَ
لَبِـسوا العَـمــامَـــةَ والـــرِّداءَ تَـقِــيَّـةً
وَبَـقَــوا لِكِســرى عُـصـبَـةً أنجــــاسا
هوَ ذاكَ دَربُ القُــدسِ دَربُ جُـنـودِهِ
كَـمْ مِـنْ حَـقـــودٍ خـــاسَـــهُ وَتَخاسى
فــانْـظُـرْ دَعـيّـاً قَـــدْ تَمــادى خُـبـثُـهُ
مَـــلَأَ المَـنــابِــرَ والصَّــدى أهــلاسا
عَــــاثَ الــبِـلادَ بِكُــلِّ حَدبٍ غِـيــلَـةً
وِلِـدَربِ قُـدسي عــافَـــهُ وَتَـنـــــاسى
صُهيونُ عــــاثَتْ بِالــدُّروبِ بِعُصبَةٍ
والـفُـــرسُ خــانـوا دَربَـهــا أخمـاسا
لِلـقـُـــدسِ أطفــــــــالٌ إذا مـا أَشـبَلَتْ
كُــــلُّ الطُّـغــــاةِ تَســاكَـنــوا أرمـاسا
وَتَـبــــادَلوا لَـغَـطَ الـحَــديـث تَهـامُساً
كَتَـمـوا على خُـبـثِ الـطِّــوى أنفـاسا
لا تَشـكُــرِ الأغـــــرابَ إنَّ لِطَــبعِهِمْ
مِــن غـــابِــرِ الأيّــــامِ كــانَ خُساسا
واشْـكُــرْ لِأكـنــــافٍ إذا مــا أنْجَـبَـتْ
لَبِـسَ الــوَلـيــدُ مِـنَ الـفِـــــداءِ مِراسا
واقْــرأْ أحـــاديثَ الـرَّســــولِ لِأكنُفٍ
الـقُـــدسُ تُـنـبِـتُ لِلــــرِّجـــالِ غِراسا
مهزلة العدل الدولية:
ويسخر الشاعر الإسلامي د. أنور الحجي من العدالة الدولية التي أصبحت في الحضيض:
قِـصَّتُـنــا مَــــــوتٌ لِقَـضِـيّـةْ
مِـنْ قِصَصِ الـمَـوتِ اليَومِيّةْ
والقـــــاتِــلُ تَـعــرِفُهُ الـــدُّنيا
تَحمـيـهِ الـنُّـظُـمُ المَــــرعِـيّـةْ
والعَـــــدلُ بِــوَطَني مَحـكومٌ
بِســــــلاحٍ ضِـــدِّ الشَـرعِـيّةْ
فَـتَـنــادى الـقَـــــومُ بِـطِيبَتِهِمْ
وَبِـنَــوبَـةِ جَـهـــلٍ عَـفــــويّـةْ
الـعَـــــدلُ هُـنـــاكَ وَتَحـمـيـهِ
مَحكَـمَـةُ الـعَـــــــدلِ الـدُّوليّةْ
وَتَــــوالى دَهــــرٌ مِـن زَمَـنٍ
بِجُــهـــودٍ قـــــالوا مُضنِيّــةْ
واجْتَمَـعَ القَـــومُ على الرّائي
مـــا بَـيـنَ صَبــاحٍ وَعَشِــيّـةْ
حَتّى مـــا إنْ نَطَـقَ القـاضي
وَتَـــلا بِكَـمـــــالِ الأهـــلِـيّـةْ
القـــــاتِـلُ مُعـتــــاشٌ أعمى
أَكَـلَـــتـــــهُ دُروبٌ بَــــــرِّيّـةْ
والـــــــدَّربُ تَخَـفّى بِـدُروبٍ
في شُـعَـبِ ضَيــــاعٍ مَنسِـيّـةْ
والشُّعَبُ تُسـافِرُ إنْ ضـاعَتْ
فـــي غُـرَفِ نَــــوايــا سِـرِّيّةْ
ذُهِـــلَ الحُضّارُ كَــأنْ سُكِبَتْ
في الـمُـخِّ مِـيــــــــاهٌ ثَـلجِـيّـةْ
ما بَيـــنَ الـنّــاسِ بَــــدا شَيخٌ
في هَـيـبَـةِ هـــــــامٍ عَـرَبِـيّـةْ
هَمساً قَــــدْ أسمَعَ مَنْ كـــانوا
وَبِـنَـبــرَةِ حَـــــقٍّ عُـمَــرِيّــةْ
إنْ تَـرجــو الحَـــقَّ تُضَيِّـعُـهُ
مَـهــــزَلَـــةُ العَـدلِ الــدّوَلِـيّةْ
قافية الحروف:
وكتب د. أنور الحجي قصيدة (بمناسبة يوم اللغة العربية )، يقول فيها:
حَلِّـقْ بِحَـرفِـــكَ وانْشُــرِ الأحـــــلاما
وارْسُـــمْ دُروبَ العـــــالَمينَ سَــــلاما
ما كــــانَ حَــــرفُ الضَّــادِ إلّا سَـيِّــداً
مَــــلأَ الـــزَّمـــــانَ وَنَـــوَّرَ الأيّــــاما
فانْـفُــرْ إلى أَلِـــــفٍ تَســـامَتْ لِلعُــــلا
فاقَــتْ بِهـــــــامِ شُموخِها الأعــــلاما
واعْـبُـــرْ إلى بـــــــاءٍ تُــسَـربَلُ بِالـبَها
باعِـــدْ خُـطــوطَكَ واكْشِــفِ الإبهــاما
لِـتَـرى جَمــــــالَ الـتّـــاءِ في تَــأنيثِـها
غَمَـــــرَتْ حَيـــاتَـكَ مَسـكَـناً وَمَــراما
واسْمَـــعْ إلى ثـــاءِ الحُـــروفِ إذا ثَغا
فيـهـا الــرَّضيعُ تَقَـطَّــــرَتْ أنغـــــامـا
واكْبَــحْ جُـمــوحَ الجِـيمِ في جِـلجـالِها
تَبني الـبُـــروجَ وَتَـركَــــبُ الأَجــراما
وانْظُــرْ حَنينَ الحاءِ حَشرَجَةَ الحَصى
بِالحُــبِّ تَنشُــرُ لِلحَـيـــــاةِ غَــــــــراما
والخَيـــرُ مِن خــــاءِ الحُروفِ خُيوطُهُ
والــــدَّالُ تَــــدلـو دِيـمَــــةً وَغَــمـــاما
والـــذَّالُ تَـــذرِفُ مِن دُمـــوعِ سَخائِها
والـــــرَّاءُ تَقطِـــرُ لِلسُّطـورِ رِهــــاما
والــــــزّايُ زَهــــــرٌ لِليَــراعِ إذا هَـما
والسِّــيـنُ سَــــــقيٌ مِـن سِــقــاءٍ دامــا
والشِّـيـنُ تَـــرشُـفُها بِـريشَـةِ شـــــاعِرٍ
فَتَـصُـبُّ مِـــــن نَفَحـــاتِـهـا أقــــــلاما
وَتَصـوغُ صــاداً في مَتـاهاتِ الصَّدى
وَتَضُمُّ ضـــــــاداً لِلحُـــــروفِ ضِماما
واغْرُسْ بِريشِكَ حَيثُ طاءُ تَضَوَّعَتْ
والظَّـــاءُ مِـــن ظَمَـــأٍ تَفيضُ كَــــلاما
واسْكُـبْ على عَـيـــنِ العُــروبَةِ قَطرَةً
لِتَصيـرَ غَـيـنَ حُــــــروفـِهـا البَسّــاما
وامْـــدُدْ لِفـــاءٍ في الظِّــلالِ مَدى الفَلا
واقْعُـــدْ لِقــافٍ في المَـقـامِ قِـيــــــاما
وامْنَـحْ لِكــافٍ مـا اسْتَطَعـتَ بَــلاغَــةً
وابْــــــنِ على بَحـــــرِ القَريضِ اللّاما
واجْمَـعْ لِمـيـمٍ مِـن مَنــاراتِ الـمَـدى
وانْـثُــــرْ عـلى جُـنــحِ المُــدودِ يَمـامـا
واكْـتُـبْ على نُــــونٍ تَفـيـضُ بِحـارُها
والهَــــاءُ مِـن سَـقَـمٍ تَــبُــــــلُّ سِـقــاما
واجْمَـعْ على واوٍ تَقــــاطَــــرَ نَظـمُـها
لِتَخيطَ من يــــــاءِ الحُــــروفِ خِـتـاما
يـــــا رَبُّ تَمِّـمْ بِالكـمـــــــالِ تَـكَــرُّمـاً
واجْعَــلْ بِـــأنـــــوارِ الحُـروفَ وِساما
ويشيد بلغة القرأن والدين والبلاغة والفصاحة:
هيَ أحـــــرُفٌ سِيجَـتْ بِنُـــورِ كِـتــابِهِ
وَبِها أبــــــــانَ الــــدِّيـــنَ والإســـلاما
لُـغَــةُ العُــــروبَـةِ كَـمْ شَرِبتُ وَلَمْ أَزَلْ
عَطَشـــاً أتــــوقُ لِحَـرفِـهــا وَهِـيـــاما
لُغَـةُ العُــــروبَةِ يـــا مَنـــاراتَ العُـــلا
لَـمْ تُـــوفَ حَــقّـــاً أو تُطــــــالُ مَقـاما
يـا أحـرُفَ الإفصاحِ مَهمـا أغــــرَبَتْ
أو هَـجـــرُ ســـــامَ بَيـانَكِ الأثــــــلاما
سَــأظَــلُّ فـيــكِ على الـــــدَّوامِ مُتَيَّـمـاً
وَيَظَــلُّ حَـــــرفُـكِ في دَمي إلـهـــاما
بكــــت السطـــور:
وها هو يقول في قصيدته بكت السطور:
بَكَــتِ السُّطورُ وَتاهَتِ الأقـــــلامُ
وَملــوكُ يَعـرُبَ في القَـلـيبِ نيـامُ
مـالي أراهُـمْ والمَضارِبُ بُعـثِرَتْ
عـــادَتْ لِـيـومِ فُجـورِها الأصنـامُ
فَـهُـنـا أبـو جَهـلٍ يُجَعجِعُ صاخِـبـاً
وَهُـنــاكَ تَـرسُمُ يَـومَـنــــا الأزلامُ
وَالــدَّربُ مِن مَسَدٍ حِبــالٌ أُزلِفَـتْ
وَلَهـيـبُ حَطَّـابِ الــدِّمـاءِ ضِـرامُ
حَتّى حُـروفُ الضّادِ شابَ بَريقُها
والشِّـعـرُ لَـطـمٌ والعُكـــاظُ رُكـــامُ
صِـرنــا نُلَملِمُ لِلحُــروفِ وَسائِــداً
وَعَـلى الـهَـــوامِشِ عِـلَّــةٌ وَسُقـامُ
وَقَــوافِــلُ الأعـرابِ تــاهَ دَلـيـلُهـا
أينَ الـــمَـنـــارُ الـبيضِ أينَ الشَّـامُ
أينَ الـمَـديـنَـةُ إذْ تُشِــعُّ بِـقَــبــرِهـا
وَبـنــورِ مَـكَّــةَ تُشـرِقُ الأحــــلامُ
أينَ الخَـيـولُ تَمورُ مِلءَ ضُبـاحِها
أيـنَ الجَحـافِـلُ إذْ زَهـــــا الإسلامُ
صِـرنا مَـنــاذِرَةً هُـنــاكَ لِفـــارسٍ
لِتُخــومِ كِسـرى تُـذبَـــحُ الأيَّــــــامُ
وعلى مَشـارِفِ قَيصَـرٍ غَسَّـــانُهـا
طَـــوعُ الـبَـنـانِ جَـنــادِلٌ وَطَـعـامُ
فَــرِحينَ نَـدفَـــعُ صاغِـرينَ كَـأنَّنا
كـالـعَـبـدِ نَشــري سَـيِّــداً لِـنُضــامُ
وإلى بَني صُهـيـون نَحـبو طاعَـةً
وعلى الحُــــدودِ مَـــــوَدَّةٌ وَسَــلامُ
بِعـنـا فِلَسطينَ العُــروبَــــةُ بَعــدَما
صـارَتْ تَسوسُ بِــلادَنــا الأقــزامُ
والآنَ عَـيـنُ الشَّــامِ تَسكُبُ دَمعَهـا
لَـمّـا بَغَــتْ بِـديــــارِهـــا الظُّـــلامُ
وَتَطــــــالُ بَغـــدادُ الأبيَّـةُ عُصـبَةٌ
مِـنْ نَسـلِ كِسـرى تُـرفَـعُ الأعلامُ
وَهُـنـاكَ في اليَمـنِ السَّعـيـدِ مــآتِمٌ
في كُـــــلِّ حَـيٍّ مِبضَـعٌ وَسِـهــامُ
وَعَبيدُ مِصرَ اسْتَعـبَـدَتْ أحـرارَها
بِالـــدَّمعِ يَكتُبُ حُــزنَـــهُ الأهــرامُ
مــــالي وللأعــرابِ تَشهَـدُ مَوتَهـا
وَكـــــأنَّ يَعــــرُبَ للـرَّدى خُـــدّامُ
فـالطِّفـلُ يُـذبَـحُ لا أنـيــنَ لـِمـوتِـــهِ
تـاهَـتْ بِأعـــدادِ الــرَّدى الأرقـــامُ
أينَ الرِّجالُ تُميطُ عَن طِفلي الأذى
وَبِـــــلادُ يَعـــــرُبَ كُـلُّـهـا أيـتـــامُ
آهٍ على دَربِ العُــروجِ إلى العُــلا
ضـاعَ الهُــدى وَتَكَسَّـرَ الصِّمصامُ
ويحث العرب والمسلمين على العودة إلى أمجادهم الغابرة، فيقول:
عـودوا فَـقَـدْ تـاقَ الطَّــريقُ لِأهلِهِ
تـاقَـتْ لِتَكـبـيـرِ الـهُـــدى الآكـــامُ
شُـدّوا حِـبـــالَ اللهِ واعتَصموا بِها
بِحـبــالِـــهِ تَـتَـفـــاضَـلُ الأرحـــامُ
مصادر الدراسة:
١- رسالة من الدكتور أنور الحجي بتاريخ ٩ كانون الثاني ٢٠٢٢م.
٢- صفحة د. أنور الحجي على الفيسبوك.
٣- اتحاد كتاب سورية.
٤- مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 963