الطبيب الداعية الدكتور محمد سعيد درويش
هو الطبيب الداعية الدكتور محمد سعيد درويش، وهو أحد أبناء الحركة الإسلامية في سورية.
المولد، والنشأة:
ولد الطبيب الداعية الدكتور أبو عمار محمد سعيد عبد
الله درويش عام ١٩٣٧ في مدينة ديرالزور في سورية.
الدراسة، والتكوين:
وتعلم في مدارسها للمراحل الابتدائية والإعدادية
والثانوية.
حصل على الشهادة الثانوية الفرع العلمي بتفوق عام
١٩٥٧م.
التحق بكلية الطب بجامعة دمشق، وتخرج منها عام
١٩٦٤م.
الوظائف، والمسؤوليات:
عمل طبيبا في مدينة الميادين بلا أجر مادي وفق ما ذكر
لنا معارفه...
التحق بالخدمة الإلزامية عام ١٩٦٦
عمل طبيبا في عيادته بمدينة ديرالزور
غادر سوريا إلى بريطانيا عام١٩٧١ بقصد الاختصاص
ومتابعة تحصيله العلمي.
وفي الثمانين انتقل بعد ذلك إلى المملكة العربية
السعودية، وسكن المدينة المنورة.
عمل في المدينة المنورة، وهام بها وبسكناها عشقا وحبا
وبقي فيها حتى قبل وفاته بثلاثة أشهر حيث سافر إلى
بريطانيا بقصد العلاج، وذكر بعض معارفه أنه وزع كل ما
يملك تقريباً للمحتاجين، وقال: لست بحاجة سوى لقبر
في البقيع.
كان رحمه الله يتمنى على الله أن يدفن في البقيع
ليجاور حبيبنا خير البرية محمد صل الله عليه وسلم،
وكان يحرص رحمه الله أن يسلم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر طوال فترة إقامته
بالمدينة إلا لأسباب قاهرة أو مرض شديد.
ولكن إرادة الله حكمت وشاءت غير ذلك وتوفي فجر
اليوم السابع من الشهر الثاني عشر عام ٢٠٢٠م.
يشهد له الجميع بالتقوى والأخلاق الإسلامية، ومحبة
الناس ومساعدة ما استطاع من الناس، ولا نزكي على
الله أحدا.
أصداء الرحيل:
جماعة الإخوان المسلمين في سورية تنعى الأخ “محمد
سعيد درويش – أبو عمار”
7 ديسمبر، 2020 إخوان سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً
مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))..
إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجل
مسمى..
تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية إليكم وإلى
كل العاملين في الحقل الإسلامي، الأخ الفاضل الدكتور
محمد سعيد درويش، من مواليد مدينة دير الزور، الذي
انتقل إلى رحمة ربه في مدينة مانشيستر/بريطانيا فجر
اليوم الاثنين ١٢ ربيع الآخر ١٤٤٢ هـ / ٧ كانون الأول
٢٠٢٠م.
غادر بلده سورية بسبب ظلم النظام وقهره، وتنقل بين
الأردن والعراق، ثم استقر في المدينة المنورة، حيث ذاع
صيته كطبيب أطفال متميز، وداعية صادق بحاله قبل
مقاله.
شغل رحمه الله أدواراً متقدمة في الجماعة، في القيادة
وفي مجلس الشورى، وشُهِد له بالصلاح والورع والخلق
الحسن، ومساعدة إخوانه، وقيامه على تفقدهم
ومواساتهم، أخ كبير في دعوته وحسن معاملته، وكان
من المضحين، وله مواقف مشهودة في الخير وقولة
الحق، معروف عنه حبه للجماعة وتفانيه في خدمتها..
حيث كان همّ الدعوة واهتمامه بشأن المسلمين ملازماً له
ولم يفارق برامج ومحطات حياته..
رحم الله أخانا أبا عمار، وجعل الجنة مثواه، مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
نتقدم بخالص العزاء لأهله وزوجته الفاضلة وأبنائه
الكرام وأقاربه وجميع إخوانه ومحبيه، ونسأل الله
سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته، وإنا لله وإنا إليه
راجعون.
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٧ كانون الأول ٢٠٢٠ م / ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٢ هـ
في وداع الراحلين :
الأخ الداعية العامل الدكتور محمد سعيد درويش / أبو
عمار في ذمة الله
وكتب الأديب الداعية زهير سالم يقول:
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا :
إنا لله وإنا إليه راجعون . وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
وتصبح الحياة بعد فقد مثل أبي عمار رحمه الله تعالى ،
مخوفة أكثر ، موحشة أكثر ، كئيبة أكثر ..
رحم الله أخي أبا عمار ، كان القريب من الروح ، والقلب ،
والعقل مع بعد الدار ، وشط المزار ..
حتى وهو على فراش الوداع ، أرسل له مطمئنا ، فيرد
عليّ ، يحمد الله على ما هو فيه ، بصوت ينبئك عن
حقيقة الحال ، ورحم الله الأخ أبا عمار ..
وعرفت وتعرفت في نصف قرن من الحياة الخاصة
والعامة برجال ورجال ورجال ..وكان أبو عمار واحدا من
مجموعة عندي عنوانها " رجال من الطراز الأول " خُلقا
والتزاما وقوامة على حق، واستقامة عليه ، وأخوة
ومودة وتقوى وإخلاصا.
ورجال الطراز الأول عندي لا يبلغون العشرة ، مع كثر ما
علمت من الرجال الرجال ..واختار الأخ أبو عمار جوار
الحبيب فكان كالعود الطيب يغمس في معدن الطيب .
مضت ساعات وقد بلغني النعي ، أستجمع نفسي لأكتب
عن الأخ الراحل الحبيب، ومع أن الأخ أبا عمار لم يكن
يشغل حيزا في فضاء الناس ، ولكنه بالنسبة إلى رجل
ضعيف مثلي كان حالي على ما قال الأول: بنيان قوم
تهدم، وما أكثر، ما اتصلت به في ساعات الليل والنهار
أستمد منه نورا لظلمتي، وقوة لضعفي ..وحزما وعزما
لترددي فأجد كل ذلك عنده ينفحه بكلمات من
ضياء ..ورحم الله أخي أبا عمار ..
والأكثر منه ما كان يطرق عليّ هاتفه ، في أطراف الليل
والنهار ، يقول لي : ذكرتك فأحببت أن أسلم عليك ،
فينفث القوة في ضعفي، والأمل في يأسي، ويزودني
ويزيدني، فأخرج بعد كلامه إنسانا آخر ، وإذا أنا ، وقد
نيّفت على الستين ثم على السبعين، بين يديه تلميذا
صغيرا يحتاج إلى التشجيع وإلى الترغيب والتثبيت
فيستشعر حاجتي، وقد خفيت على الكثيرين فيمدني .
وطالما اعتقدت أن أجمل بيت قالته العرب:
أرى حاجتي من حيث يخفى مكانها .. فكانت قذى في
العين حتى تجلت ورحم الله الأخ الحبيب محمد سعيد
درويش، رحم الله الأخ أبا عمار ..
وكان رجلا من " الطراز الأول " ولا يبلغ عديد الساعات
التي عشتها قريبا منه، المائة ساعة، فقط. مائة ساعة
توثقت فيه عرى عهدنا الأول يوم نودينا " ألست بربكم "
فقلنا بلى ، إلى أن نلقى الله على الحب فيه إن شاء الله .
وكثير من الرجال الذي أصنفهم رجال " الطراز الأول " لم
أعايشهم في عالم الفيزياء طويلا، ولكن كانت ألفتنا
امتداد لتعارفنا الأول وتوطيدا لما نطمع فيه، ونظل
ندندن وصحبنا عليه .
منذ عشرين سنة تقريبا، اتصل بي الأخ أبو عمار ، رحمه
الله تعالى، من دار إقامته في المدينة المنورة ، وقال لي
بلهجته الديرية المحببة " أخوي أريد أن تطلب مني
حاجة فأقضيها لك " قلت مبتهجا غير متردد : أريد أن
تسلم باسمي على صاحب الحضرة الشريفة حيث أنت،
فقال يصل إن شاء الله .
وكان في علمي من حال الأخ أبي عمار، أنه ينتظر
القائمين على المسجد النبوي حتى يفتح عند الفجر ،
فيكون من أول الداخلين في الصيف والشتاء ..ثم مرت
بضع سنين وعاد أبو عمار رحم الله الأخ أبا عمار يتصل ،
ويقول: ذكرتك فأحببت أن أسلم عليك ، ثم يضيف :
أخوي أريد أن تطلب مني حاجة فأقضيها لك . وعدت
إلى حاجتي الأولى، فقال تلك حاجة في ذمتي ما زلت
أقضيها منذ أوصيتني بها أول مرة ... وكم كان يمدني
بالعزم والحزم أن أعلم أن سلاما يرفع باسمي إلى حضرة
رسول الله، صلى وسلم وبارك على رسول الله كل
يوم ..ورحم الله أخي أبا عمار ..
لن يقرع جرس الهاتف فتسمع صوتا عذبا حنونا يقول
لك ، في وحشة هذا العالم : أحببت أن أسلم عليك .
وأحببت أن أطمئن عليك، فقد رحل اليوم الأخ الأستاذ
المعلم ألحبيب الغالي أبو عمار، ورحل قبله الأستاذ
المعلم الأخ الحبيب الغالي الدكتور علي الهاشمي، ورحل
قبلهما الأستاذ المعلم الأخ الكبير الغالي عادل كنعان ،،
ورحل قبلهم الأخ الأستاذ الأديب المعلم هاني الطايع
رحمهم الله تعالى جميعا.
ثم رحل ورحل اللهم احفظ لنا البقية ممن بقي وأمتع
بهم وأجر الخير على أيديهم ..
اللهم اغفر لأخينا الراحل الحبيب أبي عمار وارحمه وأعل
نزله.
اللهم إنه قد وفد عليك فاجعل قراه منك الجنة. وتقبل
منه واقبله .
وزده إحسانا وعفوا وغفرانا.
اللهم وأورثنا معه منابر المتحابين فيك ، المتصافين
فيك ، المجتمعين على الدعوة لدينك ، ونصرة شريعتك .
ربنا إنك تعلم أننا اجتمعنا عليك، على غير نسب قريب،
ولا أموال نتعاطاها، ولا دنيا نصيبها، ولا مكاسب نتطلع
إليها ؛ اللهم فاحشرنا على منابر النور التي وعدنا نبيّك،
ونعزي بالأخ أبي عمار أنفسنا، اللهم فاجبر كسر قلوبنا،
وثبتنا على الطريق الذي مضى عليه أولنا ، اللهم واجعل
عزاؤنا فيه مزيدا من الحب فيك، والوفاء لك ،ومن
الثبات على أمرك ودعوتك .
اللهم آجرنا في مصيبتنا خيرا، واخلفنا خيرا فيها ..
والعزاء موصول لأسرة الفقيد ولأخينا الحبيب ابن
الراحل الحبيب عمار ولا نقول إلا ما يرضي ربنا:
إنا لله وإنا إليه راجعون .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .
لندن.
21/ ربيع الثاني / 1442 7/ 11/ 2020
مصادر الترجمة:
١- مدير مركز الشرق العربي.
٢- موقع جماعة الإخوان المسلمين في سورية.
٣- موقع هنا دير الزور.
٤- مواقع الكترونية أخرى.