سماحة الشيخ العلامة سيد جلال الدين العمري أمير الجماعة الإسلامية في الهند
( 1354- 1444هـ)/(1935 – 2022م)
مقدمة:
الجماعة الإسلامية الهندية: هي منظمة إسلامية في الهند، تأسست كفرع للجماعة الإسلامية، والتي انقسمت إلى منظمات مستقلة منفصلة في كلٍ من الهند وباكستان وبنغلاديش وجامو وكشمير بعد تقسيم الهند في عام 1947.
مرت الجماعة «بتحول أيديولوجي» من العمل لجعل الهند دولة إسلامية إلى القتال من أجل دولة علمانية، مبدأها التأسيسي هو أن الإسلام طريقة كاملة للحياة، وليس مجرد مجموعة من الممارسات والعبادة، في سنواتها الأولى أدانت الجماعة كل من العلمانية والديموقراطية، لكن في وقت لاحق أصبحت تقبل العلمانية والديمقراطية في الهند ما بعد الاستعمار.
تضم الجماعة حوالي 10000 عضو و500000 من المتعاطفين بين مسلمي الهند البالغ عددهم 130 مليون مسلم، شاركت الجماعة في مختلف الأنشطة الإنسانية وجهود الإغاثة في أنحاء الهند.
تأسست الجماعة رسميًا في أبريل عام 1948، في اجتماع عقد في الله أباد بولاية أتر برديش.
حظرت حكومة الهند الجماعة مرتين على الرغم من إلغاء الحظر بقرارات المحكمة العليا في الهند.
وخلال منتصف الثمانينات سمحت الجماعة لأعضائها بالتصويت في الانتخابات في الهند، وبحلول عام 2002 وُصفت بأنها «حملة نشطة للدفاع عن العلمانية والديمقراطية وتعزيزهما» في مواجهة تقدم القوميين الهندوس.
وفي 18 أبريل 2011م ساهمت الجماعة في إطلاق حزب الرفاه الوطني تحت قيادة كبار المسؤولين في الجماعة، وأعضاء من المجتمع الإسلامي، كما ضم الحزب قس مسيحي، وفئات مختلفة من المجتمع.
مؤتمر الجماعة الإسلامية في الهند \ كونوا قوامين بالقسط\
عبد الله بن سليمان العتيق
27 شوال 1428هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شهدت ولاية أوترابراديش في الهند انعقاد مؤتمر الجماعة الإسلامية في الفترة من 18 - 20 نوفمبر الماضي وجاء المؤتمر تحت عنوان \" كونوا قوامين بالقسط\" الذي افتتح بعد صلاة الجمعة وأداها أكثر من أربعين ألفاً من المسلمين، ثم تتابعت الندوات والمحاضرات والنقاشات بين ضيوف المؤتمر وأعضاء الجماعة الإسلامية الذين توافدوا من شمال الهند، وقدر عددهم بعشرة آلاف بمن فيهم النساء.
واختار المؤتمر شعار إقامة العدل والقسط بين الناس لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لجميع الطوائف في الهند، وتناولت أهم محاضراته \"الإيمان بالله وأثره على الحياة\" التي ألقاها الشيخ سراج الحسن أمير الجماعة الإسلامية سابقاً، ومحاضرة \"كونوا قوامين بالقسط\" للشيخ جلال الدين العمري نائب أمير الجماعة الإسلامية ثم كلمة الرئاسة والتعليق لعبد الله سليمان العتيقي أمين سر جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت، وبين في الكلمة كيفية إقامة العدل بين المسلمين وأوضح أهميته فهو الهدف الأول الذي بعث الله الرسول {من أجله، فأمرنا الله بالعدل في أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا وفي حكمنا ومع أعدائنا.
كما ألقيت محاضرات أخرى عن \"وقفات مع القرآن الكريم\" للشيخ جلال الدين العمري و\"الشباب أمل الأمة\" للمختار كوست وادسرد و\"مسؤوليتنا في الأوضاع الراهنة\" للبروفيسور إعجاز أسلم مساعد الأمين العام للجماعة و\"العولمة وأثرها على المجتمع\" للدكتور حسين رضا أمير الجماعة الإسلامية لولاية جلال كند و\"كيفية النهوض بالأمة الإسلامية في ضوء الأقليات الإسلامية\" للأستاذ محمود الأعظمي.
كذلك عقدت ندوة عن \"التحديات الراهنة للأمة الإسلامية\" للدكتور محمد عبد الحق الأنصاري أمير الجماعة الإسلامية بالهند، وكلمة عن نفس الموضوع ألقاها كاتب المقال (عبد الله سليمان العتيقي) ذكر فيها بعض التحديات السياسية، وهي: عدم وجود كيان يجمع المسلمين، وتهديدات النظام العالمي الجديد، ووجود كيان صهيوني في قلب العالم الإسلامي. كما أشار إلى العديد من التحديات الاجتماعية كالتي تواجهها الأسرة المسلمة وما يعانيه الشباب من غياب الوعي الديني والقدوة الصالحة والتعرض لمسخ هويتهم، وتغيير المناهج الإسلامية البناءة والترويج للعلمانية على أوسع نطاق، وإيقاف المدارس القرآنية ونشر المخدرات بينهم وتعطيل زواجهم.
الغزو الثقافي:
أما التحديات الإعلامية فتتمثل في: قلة وجود الفضائيات الإسلامية الملتزمة، وخطط مواجهة الغزو الثقافي والتنصيري، وكيفية استخدام الوسائل الحديثة مثل الإنترنت وغيره لنشر الدعوة الإسلامية.
وفي ندوة أخرى تناول المؤتمر \"العدالة الاجتماعية.. لماذا؟ وكيف؟ \" للأستاذ سراج الحسين أمير الجماعة، وقد شارك في هذه الندوة مشاركون من غير المسلمين من الهندوس وغيرهم.
وبعد ثلاثة أيام من مناقشات المؤتمر تم الإعلان عن التوصيات، وهي:
إن هذا المؤتمر ينادي بالعدل والقسط وعدم الظلم بين الناس.
أعلن المؤتمر وقوفه مع حقوق المظلومين والمستضعفين المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق وغيرهم في أنحاء العالم الإسلامي.
يناشد المؤتمر جميع فئات المجتمع الهندي بذل الجهد المشترك ضد الظلم ولإقامة العدل.
أكد أن الإسلام يدعو إلى العدل وعدم الظلم فهو بين وواضح في نظامه، ودعا الشعب الهندي إلى دراسة هذا النظام والمساعدة في تطبيقه.
دعا الأمة الإسلامية إلى الاستيقاظ وتوحيد نفسهاº لأنها هي المنوط بها إقامة العدل وإزاحة الظلم بين الناس.
كما دعا ويدعو إلى الاهتمام بالمرأة المسلمة وحث النساء على التعليم والتدريس لرعاية الأبناء والأسرة، وأن يعملن في دوائرهن على نشر الإسلام والقيام بنشر العدل والقسط في المجتمع.
الجماعة الإسلامية في الهند:
الجدير بالذكر أن الجماعة الإسلامية في الهند هي من أبرز الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي ولها احترامها ومكانتها بين الجماعات الدينية الأخرى، وقد أسسها الراحل أبو الأعلى المودودي عام 1941م وبعد انتقاله إلى باكستان أسس الجماعة الإسلامية في باكستان، وقد استمرت الجماعة الإسلامية الهندية في النشاط والعمل في أغلب ولايات الهند لما لها من أنشطة دعوية مختلفة حيث ترجمت معاني القرآن الكريم إلى 15 لغة من اللغات الهندية حتى الآن وآلاف الكتب الإسلامية الهامة، كما تطبع وتنشر عدة مجلات إسلامية منها مجلة الواسطة وتصدر في ولاية تبراك وتطبع 200. 000 نسخة ومجلة التنوير Radiance ومجلة خاصة بالطلبة باسم مصباح العلوم وللمرأة باسم الحجاب وغيرها.
وتتناول الجماعة بين فترة وأخرى موضوعات عامة للنقاش في المحافظات (التي تنشط بها) مثل موضوع \"محمد رسول الله {للبشرية عامة\" و\"القرآن الكريم كتاب الله للجميع\" و\"حقوق الإنسان في الإسلام تشمل عموم البشر\".
كما تهتم الجماعة بالمرأة ومشاكل الأسرة والطفولة وتعمل على إيجاد الحلول لها، واهتمت كذلك بالطلاب والشباب من خلال إنشاء منظمة الطلبة، وبالتربية والتعليم ولها 9000 منفذ تعليمي من مدرسة وكلية وجامعة بمناهجها الخاصة والمعتمدة من الجماعة، إضافة إلى الأعمال الاجتماعية والخيرية والصحية، وأنشأت 3 مستشفيات في ولاية دلهي وكيرالا وحيدر أباد وأنشأت الصندوق اللا ربوي للقرض الحسن لأعضائها، ودار الأيتام والأرامل حيث يوجد الكثير دون مأوى أو رعاية، وهي بصدد إنشاء ملجأ للأرامل يحتاج إلى دعم المسلمين والمؤسسات الإسلامية الخيرية.
الاضطرابات الطائفية:
وتواجه الجماعة الإسلامية في الهند مشكلة الاضطرابات الطائفية ضد المسلمين منذ 14 عاماً فقد استشهد أكثر من2000 من المسلمين وأحرقت منازلهم في \"كوجرات\" وفي ولاية \"آسام\" وولاية \"أيوديا\" هدم مسجد البابري، وأخيراً في مدينة \"وراو\"، وقد قامت الجماعة بمساعدة المتضررين في كوجرات ولم تفرق بين أحد، وأعادت بناء أكثر من 550 منزلاً.
أما الجانب السياسي للجماعة فهو هام حيث لها أنشطة جماهيرية معلنة وقد عملت على تجميع المسلمين لانتخاب من يقف في صفهم ويناصرهم وإن لم يكن مسلماً للوصول إلى الحكومة المركزية، وقد نجحت في ذلك وعلى الرغم من هذا إلا أنها لا تستطيع إقامة حزب سياسي في الوقت الراهن، وتشعر الجماعة بأهمية تأهيل أعضائها للتعامل مع المستجدات السياسة وغيرها في المجتمع، لذا أنشأت مركزاً للدعوة والدعاة لتثقيفهم.
ويبلغ عدد أعضاء الجماعة الملتزمين 7000 عضو، ولها موقع على الإنترنت: www.jamaateislamihind.org
إن المسلمين في الهند ذوو طبيعة سمحة تكره العنف وتكافح الإرهاب والشر وتنادي بالعدل والأخوة والمساواة بين طوائف الأمة، ولهم صلة وثيقة بالعالم الإسلامي.
وكان أبو الليث الإصلاحي الندوي: أول أمير للجماعة في الهند، ثم ترك الإمارة، ثم أعيد انتخابه مرة ثانية.
ثم جاء بعده الشيخ محمد يوسف: عمل أميراً للجماعة بعد الفترة الأولى لأبي الليث.
وسيد أحمد عروج القادري: نائب أمير الجماعة حاليًّا، ورئيس تحرير مجلة زندنكي (الحياة)، وهي لسان حال الجماعة الإسلامية في الهند.
ثم استلم الراية الشيخ العلامة سيد جلال الدين العمري الذي كان داعية واسع العلم كثير الحفظ، متبحر في أصول الدين والشريعة، أغنت مؤلفات الشيخ العمري المكتبة الإسلامية والمنشورات الأردية واللغات المحلية وتوزع نتاجه بين الكتب والمقالات والدراسات والأبحاث والندوات والمحاضرات وغيرها ولم يبخل يوماً ولم يدخر جهداً في خدمة أمته ودينه وإيصال الرسالة التي أؤتمن عليها للناس ،جاب كثيرا من أقطار الهند وخارجها داعيا محاضرا، وهو مرجع مرضي لجميع فئات المسلمين على تباين مشاربها.
المولد، والنشأة:
ولد الشيخ سيد جلال الدين العمري في بداية عام 1935، في محافظة أركوت، ولاية تاملنادو، بجنوب الهند لأسرة متدينة ميسورة الحال حيث كانت أسرته معروفة بصلاحها وثقلها الاجتماعي والديني في القرية وأطرافها، وكان بعض أفراد الأسرة قد وصلوا إلى أماكن مرموقة في الحكومة الهندية قبل الاستقلال.
الدراسة، والتكوين:
حيث كانت أمه صاحبة تدين وعلم، وكانت تعد من النساء القلائل التي كانت لهن صلة بالعلوم الشرعية والقرآنية، فالتحق الشيخ بمدرسة الأم حيث تتلمذ عليها، وقرأ القرآن الكريم بإتقان، ودرس بعض المواد الدينية على يديها، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية في قريته بوتا غرام، و درس أغلب ما يدرس من العلوم في المدارس الهندية آنذاك قبل الاستقلال، ثم التحق بجامعة إسلامية عريقة- جامعة دار السلام عمرآباد – التي تعد من أهم الجامعات الإسلامية على غرار دار العلوم ديوبند، دار العلوم ندوة العلماء وغيرهما وقد قال عن هذه الجامعة الأستاذ العلامة سيد سليمان الندوي رحمه الله بأنها هي دار العلوم ندوة العلماء في جنوب الهند، واستفاد من مشايخها وأساتذتها البارعين مثل المحدث العلامة محمد نعمان الأعظمي تلميذ المحدث نذير حسين الدهلوي (شيخ الكل في الكل ) والعلامة المحدث غضنفر حسين شاكر نائطي – صاحب الأدبيات الرفيعة، والأستاذ الحافظ عبد الواجد العمري الرحماني، والأستاذ عبد السبحان الأعظمي – رحمهم الله جميعاً وتغمدهم برحمته الواسعة – .
سمع الحديث وأجيز فيه من عدد من المشايخ في شمال الهند وجنوبها وحفظ بعضها، كما أجيز في كتب الحديث كالصحيحين والسنن الأربع مثل المحدث الحافظ عبد الواجد الرحماني، والشيخ المحدث ظهير الدين الأثري تلميذ العلامة نذير حسين الدهلوي رحمهم الله جميعاً.
حصل على البكلوريا في اللغة الإنجليزية وآدابها وتخرج في كلية الآداب، جامعة علي جراه الإسلامية التي كانت الأوحد من الجامعات العصرية الهندية آنذاك حيث أصبح مجمع البحرين جامعا للعلوم الشرعية والعصرية، فجمعت في شخصيته الأصالة والمعاصرة، وأصبحت لديه وفرة كافية من العلوم الإسلامية والمقتضيات العصرية.
الانتساب للجماعة ومسؤوليتها:
الشيخ كان لديه إلمام على مقالات الأستاذ أبي الأعلى المودودي أثناء دراسته في جامعة دار السلام عمرآباد حيث تطلع جريدة ترجمان القرآن في مطلع كل شهر، وطبعت بعض كتب العلامة أبي الأعلى المودودي – رحمة الله عليه – فأثرت في نفسه، فالتحق بالجماعة الإسلامية بالهند بعد التحرير والانفصال في عام 1951 وأصبح عضوا أساسيا فيها في عام 1954 م، ثم انتقل إلى المقر الرئيسي للجماعة آنذاك “رامفور” وتفرغ للدعوة والتأليف، واستفاد من العلماء الكبار في الجماعة مثل:
العلامة المفسر أختر أحسن الإصلاحي تلميذ الإمام عبد الحميد الفراهي –رحمهما الله –
العلامة المفسر الحافظ العلامة جليل أحسن الندوي – رحمه الله –
الكاتب المفسر الأستاذ صدر الدين الإصلاحي – رحمه الله –
الداعية الكبير العلامة أبو الليث الإصلاحي الندوي – رحمه الله –
وكان من زملائه أثناء مكوثه في مركز الجماعة الإسلامية رجال قد اشتهروا بمساهماتهم في العمل الإسلامي في الهندو خارجها، أهمهم وأشهرهم:
الأستاذ الدكتور نجاة الله الصديقي – حفظه الله – الحائز على جائزة الملك فيصل الدولية.
البروفيسور عبد الحق الأنصاري – رحمة الله عليه – أمير الجماعة الإسلامية الاسبق.
الدكتور فضل الرحمن الفريدي – رحمة الله عليه = صاحب المؤلفات القيمة في الاقتصاد الإسلامي.
أما أهم المسؤوليات في الجماعة قد حمل الشيخ على عاتقه فهي كما يلي:
أمير الجماعة الإسلامية بالهند منذ أبريل 2007م إلى مارس 2019م.
نائب الأمير للجماعة الإسلامية بالهند منذ عام 1990 إلى أبريل 2007م.
عضو المجلس التشريعي للجماعة منذ عام 1960م إلى يومنا هذا.
عضو مجلس الشورى المركزي للجماعة منذ أربعة عقود.
أمير الجماعة الإسلامية وحدة جامعة علي جراه الإسلامية لثلات فترات متتالية.
العضوية في المجالس والمؤسسات:
رئيس جامعة الفلاح – وهي جامعة إسلامية أهلية تسعى لتخريج أعداد من العلماء المتبحرين في مختلف العلوم الشرعية، يدرس فيها أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة في التخصصات المختلفة.
رئيس مجلس الإدارة الأسبق لجامعة الصفة، ورنغل، ولاية تلنغانه في جنوب الهند.
رئيس جامعة سراج العلوم – علي جراه، أترابراديش
رئيس معهد البحث و التأليف الإسلامي في علي جراه، أترابراديش منذ عام 2001 – وهو معقل بحثي شامخ قد تخرج فيه أعداد هائلة من الكتاب و الباحثين منذ أربعة عقود ثم التحقوا فيما بعد بالكليات والجامعة والمعاهد البحثية .
نائب الرئيس لهيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند– وهي مظلة تنتسب إليها كبرى الحركات والمنظمات الإسلامية والمعاهد العلمية والمدارس الإسلامية في الهند.
رئيس اللجنة العليا – مجلس المشاورة في الهند وهو هيئة إستشارية تعمل للقضايا الطارئة لعموم مسلمي الهند
رئيس مجلس الإدارة الأسبق لأكاديمية البحث والتحقيق في دلهي.
رئيس التحرير لمجلة ” الحياة الجديدة” من عام 1986 إلى 1990 وهي مجلة شهرية تصدر من ستة عقود.
رئيس التحرير لمجلة “الدعوة ” في عام 2001-2003، وهي مجلة علمية محكمة كانت تصدر من المقر الرئيسي للجماعة الإسلامية بالهند.
رئيس التحرير لمجلة ” تحقيقات إسلامي ” وهي مجلة علمية محكمة تصدر فصلياً من معهد البحث والتأليف الإسلامي – علي جراه – منذ 37 عاما بدون انقطاع و لها ثقل كبير بين أوساط المثقفين في شبه القارة الهندية حيث تحتوي من أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات في الهند وباكستان.
الدعوة والترشيد والمشاركة في الندوات والمؤتمرات:
الشيخ العمري له جولات وصولات في حقل الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء الهند فلا تخلو ولاية من ولايات الهند إلا والشيخ وطأت قدماه فمنذ أربعة عقود بعد تحمله المسؤولية في مركز الجماعة الإسلامية بالهند سافر كثيرا لأجل الدعوة إلى الله فهو يدعى إلى الندوات العلمية ورئاسة المؤتمرات العالمية في المعاهد الجامعات وقد صاحب في بعض أسفاره الدعوية والمؤتمرات العلمية الشخصيات البارزة في العمل الإسلامي في أوساط المسلمين وغير المسلمين في الهند مثل:
سماحة العلامة أبو الحسن علي الحسني الندوي – رحمة الله عليه – (رئيس ندوة العلماء الأسبق)
سماحة العلامة القاضي مجاهد الإسلام القاسمي – رحمة الله عليه – (رئيس مجمع الفقه الإسلامي الهندي الأسبق).
سماحة العلامة الإمام أبو الليث الإصلاحي الندوي – رحمة الله عليه –(أمير الجماعة الإسلامية الهندية الأسبق).
سماحة العلامة المحدث مرغوب الرحمن – رحمه الله –( رئيس دارالعلوم ديوبند الأسبق ).
الأستاذ سيد حامد – رحمه الله – ( رئيس جامعة علي جراه الأسبق ) كما له لقاء أسبوعي في المسجد الكبير في المقر الرئيسي للجماعة حيث يحضره الناس للاستماع إليه من أماكن بعيدة فبلغت عدد المحاضرات التي ألقاها في مناسبات مختلفة من ندوات ومؤتمرات وجلسات وورش عمل إلى عشرة آلاف وأكثر .
إضافة إلى ذلك فقد سافر الشيخ إلى الدول العربية والأوربية في سبيل الدعوة إلى الله فقد شارك في مؤتمرات كثيرة من أهمهما:
1-مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
2-مؤتمرات الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة وإسطنبول.
3-مؤتمرات الندوة العالمية للشباب الإسلامي في دول الخليج وغيرها.
4-مؤتمراتUK Islamic Mission في إنجلترا
5-مؤتمرات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الكويت
6-مؤتمرات الجالية الهندية في قطر والكويت والمملكة العربية السعودية.
7-الندوات العلمية المنعقدة تحت إشراف المجمع الفقهي الإسلامي الهندي – دلهي.
8-المؤتمرات العامة المنعقد ة تحت هيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند.
9-مؤتمرات عامة للجماعة الإسلامية بالهند والمنظمة الطلابية الإسلامية بالهند.
المؤلفات، والإصدارات:
توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية وإصداراته من كتب ورسائل ومقالات طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها الأساتذة وطلبة العلم وعامة الناس على سواء فقد نشرت مقالاته في مجالات علمية وجرائد شهيرة مثل مجلة ترجمان القرآن لاهور، مجلة الفرقان لكناؤ، مجلة المعارف أعظم جراه ، مجلة البرهان دلهي ، حيث يمتد صدورها منذ قرن وقد بلغت مؤلفاته أكثر من 50 كتاباً ورسالة قد ألفها نظرا إلى احتياجات الساحة الهندية والعالمية وقد كتبها باللغة الأردية، وذاع صيتها، وقد ترجمت معظمها باللغة الهندية والإنجليزية واللغات المحلية الهندية إضافة إلى اللغات العالمية كالعربية والتركية والروسية ، وكان جولته في البحث والتأليف في مجالا ت عدة مثل القرآن والسنة والفقه والسيرة والحقوق المدنية والحركة الإسلامية
ومن أهم كتبه:
1-المعروف والمنكر
2-الدعوة إلى الإسلام
3-أنوار القرآن
4-أوراق السيرة
5-المرآة في الإسلام
6-المرآة المسلمة – الواجبات والحقوق
7-حقوق المرآة المسلمة – تفنيد الاتهامات والأكاذيب
8-الخدمات الاجتماعية في الإسلام.
9-الإسلام وحقوق الإنسان.
10-الإسلام ومهمة الدعوة.
11-المباحث الفقهية.
12-الاستسلام لأوامر الله.
13-علاقة المسلمين مع غيرهم وواجباتها.
14-الصحة والمرض وأحكامهما في الإسلام.
15-الهجرة والجهاد في ميزان الكتاب والسنة.
16-الشورى في الإسلام.
وقد زاد عدد كتبه على الثلاثين كتاباً.
منهجه في البحث والتأليف:
اعتمد الشيخ جلال الدين العمري في بحثه وتأليفه منهجًا يقوم على طرح التعصب للمذاهب مع عدم تجريحها، والاستناد إلى أدلة الكتاب والسنة والإجماع، وتبسيط العبارة للقارئ بعيدًا عن تعقيد المصطلحات، وعمق التعليلات، والميل إلى التسهيل والتيسير على الناس، والترخيص لهم فيما يقبل الترخيص، وحتى يحب الناس الدين، ويقبلوا عليه، كما يحرص على بيان الحكمة من التكليف، اقتداء بالقرآن في تعليل الأحكام.
وفاته:
انتقل السيد العلامة جلال الدين العمري إلى رحمة الله مساء يوم الجمعة 26 آب 2022م / الموافق 28 محرم 1444هـ،
أثناء تلقيه العلاج في مستشفى الشفاء التخصصي – دلهي الجديدة، وتمت الصلاة عليه في مسجد إشاعة الإسلام في المقر الرئيسي للجماعة الإسلامية بالهند صباح يوم السبت، ومن ثم يوارى الثرى في مقبرة شاهين باغ.
رحمه الله تعالى رحمه واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
أصداء الرحيل:
جماعة " الإخوان المسلمون " تنعي الشيخ جلال الدين العمري أمير الجماعة الإسلامية السابق بالهند
الجمعة 26 أغسطس 2022م
بسم الله الرحمن الرحيم
"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " (الأحزاب:23).
تتقدم جماعة "الإخوان المسلمون" بخالص العزاء والمواساة لعموم الجماعة الإسلامية في الهند ولمسلمي جمهورية الهند وعلمائها في وفاة العلامة الشيخ جلال الدين العمري، أمير الجماعة الإسلامية السابق في الهند الذي وافته المنية عن عمر يناهز 87 عاما.
وقد ارتبط الشيخ - يرحمه الله- بالجماعة الإسلامية الهندية خلال سنوات دراسته، وبعد الانتهاء من دراسته كرّس نفسه لقسم الأبحاث الخاص بالجماعة، وشغل منصب أمير الجماعة بمدينة "عليكرة"، إحدى مدن ولاية أتر برديش، لمدة عشر سنوات، ثم انتخب كنائب لأمير الجماعة في عموم الهند لمدة أربع فترات متتالية ( ستة عشر عاما )، وفي عام 2007م، انتخبه مجلس شورى الجماعة أميرًا لدورة مدتها أربع سنوات، ثم أعاد انتخابه في 2011، وفي 2015.
وللشيخ عدة مؤلفات باللغة الأردية، منها: "المعروف والمنكر"، "تصور خدمة الخلق في الإسلام".
وجماعة "الإخوان المسلمون" إذ تنعي هذا العالم الجليل؛ تتقدم بخالص العزاء إلى الجماعة الإسلامية في الهند وإلى عائلته وطلابه ومحبيه، في الهند وحول العالم، سائلين الله عز وجل أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي" ( الفجر: ٢٧ – ٣٠).
إنا لله وإنا إليه راجعون
جماعة "الإخوان المسلمون"
الجمعة: 28 محرم 1444.
مصادر الترجمة:
- الموسوعة التاريخية الحرة.
- موقع إخوان أون لاين.
- مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 995