الشيخ الوزير الداعية الدكتور عبد العزيز كامل
مقدمة:
إن الموت قدر محتم على كل حي، لا ينجو منه كبير ولا صغير، غير أن رحيل العلماء وهم بمثابة بركات الأرض ورحمات السماء، ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار، كما ذكر الحسن البصري.
مولده؛ ونشأته:
على شاطي مدينة الإسكندرية حيث الأيام الجميلة على شواطئ البحر الساحرة، والهواء النظيف، والشمس الساطعة ولد الدكتور عبدالعزيز كامل في 29 أكتوبر 1919م.
بدأ حياته التعليمية في رحاب مداريها قبل أن ينتقل إلى القاهرة ويقطن في إمبابة بمحافظة الجيزة، ويلتحق بقسم الجغرافيا في كلية الآداب جامعة الملك فؤاد الأول (القاهرة حاليا)؛ والتي تخرج فيه عام 1939م.
عمل في بداية حياته مدرسا ومنها في معهد شبين الكوم العالي للتربية قبل أن يحصل على الدكتوراه ويعمل أستاذ الجغرافيا البشرية بنفس الجامعة، وظل كذلك حتى تم اختياره في عهد عبدالناصر اختير نائب كرئيس الوزراء للشئون الدينية ووزير الأوقاف، ثم أسند إلأيه العناية بشئون الأزهر الشريف في مارس 1968م.
سافر إلى الكويت وعمل مديرا لجامعة الكويت 1972-1973، كما اختير كمستشار بالديوان الأميري بالكويت، وعضو اللجنة العالمية لتاريخ الإنسانية الثقافي والعلمي اليونسكو - باريس، وعضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية مؤسسة آل البيت عمان- الأردن، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة، وقائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر.
وسط الإخوان:
ويقول القرضاوي:
تميز عبد العزيز كامل بالثقافة العالية فتعرف في بداية حياته بجماعة أنصار السنة المحمدية، فاستفاد من مصادرها واهتماماتها السلفية، وتعرف على مدرسة ابن تيمية وابن القيم، كما كان على اطلاع على الفكر الغربي ومدارسه، وعني كذلك بالفكر التربوي وفلسفته وأصوله النظرية، وتطبيقاته العملية.
تعرف على الإخوان المسلمين من خلال مصاحبته للأستاذ محمد عبدالحميد أحمد زعيم الطلبة الإخوان بكلية الآداب بجامعة القاهرة، والذي عرفه بالأستاذ حسن البنا عام 1936م حيث اختاره بعد تخرجه عام 1939م في المركز العام، خاصة فيما يتعلق بتربية الأفراد ومما حكاه الأستاذ عبد العزيز كامل أنه صاحَب صنف من الإخوان عاش يحمل أمانة الإسلام، ويبذل من ذات نفسه، وقوت أولاده، وعصارة حياته، يعمل جاهدًا فى تكوين نفسه، وصياغة بيته على أساس دينه، ويتحرى وجه الحق ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
ومن المواقف أن أخًا كان يقتسم راتبه مع أخ من إخوانه تعطل عن عمله، وسأله ذات يوم: كيف استطعت أن تنظم أمرك بنصف مرتبك؟ فابتسم قائلا: وكيف يعيش أخى دون مرتب؟ كان كامل من المقربين للأستاذ البنا، وذوي الحظوة عنده، كما كان موضع ثقة وتقدير عند النظام الخاص ورئيسه عبدالرحمن السندي. وكان مقبولًا محببًا من جمهور الإخوان.
في 1944م اختير كمسئول عن قسم مدارس الجمعة الذي أسسته الجماعة، كما اختير عام 1945م في الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين
حتى أنه اهتم بالكتابة للإخوان العاملين؛ ومنها:
إلى الإخوان العاملين تحدث فيها عن الدعوة وعن صفات العاملين فيها وعن طبيعة الطريق والمرحلة ومما جاء بها:
أن البلاء الذى ينزل على أهل الدعوات لايقتصر فحسب على ما يقع من أعدائهم ولكن يشمل ما يصيبهم من أنفسهم، وبسبب أعمالهم وبعدهم عن الله وعن المنهج.
أن كل قائد لابد أن يتعرف على جنوده وأن يدرك إخلاصهم فيتقى الله فيهم كما أنهم يدركون إخلاصه فلا يتغافلون إن دعى ولا يبخلون فى مواطن البذل والفداء.
محنته عام 1948م:
اعتقال بعد حل الجماعة عام 1948م حيث سجن مع العديد من قيادات الإخوان في سجن الطور، ويصور الأمر الدكتور القرضاوي بقوله:
قُدِّر لي أن ألتقي بالأستاذ عبد العزيز ازداد إعجابي به، وحبِّي له، وقد كان أول لقاء لي به حينما زارنا في طنطا قبل حل الإخوان الأول بقليل، وألقى محاضرة مؤثرة في دار الإخوان بطنطا، وكان في ذلك الوقت معلِّمًا بمعهد شبين الكوم العالي للتربية، ولم يكن قد حصل على الدكتوراه بعد.
كانت معرفتي به حين لقيته في معتقل الطور، واستمعنا بشغف إلى أحاديثه العميقة، وكنا نسمع من إخوان القاهرة:
أن الأستاذ البنا كان يعدُّه ليكون (المرشد) من بعده. وبعد الإفراج عن الإخوان زرته أكثر من مرة في بيته أنا والأخ أحمد العسال. وتوثقت هذه الصلة أكثر حين كان مسؤولًا عن (قسم الأُسَر) بالمركز العام للإخوان، وقد اجتهد أن يرقى بهذا القسم، وأن يقيمه على دعائم راسخة من العلم الشرعي، والثقافة التربوية، وكان معنيًّا بالتأصيل أكثر من اهتمامه بالتفريع، ولا سيما فكرة المحاسبة للنفس أو النقد الذاتي للجماعة؛ فإن الله لم يجعل العصمة إلا لمجموع الأمة، أما أي جماعة فيمكن أن تخطئ كما يمكن أن تصيب.
وعندما قمت أنا ومجموعة من شباب الأزهر آمنوا بربهم ورسالتهم، وآلوا على أنفسهم أن يرفعوا صرح الأزهر عاليًا أو يموتوا تحت أنقاضه، بعمل لجنة البعث الأزهري، وقد كلفني الإخوة الزملاء مؤسسو اللجنة أن أبدأ بكتابة الرسالة الأولى من رسائلها المعرِّفة بها والمعبِّرة عن مهمتها، (رسالتكم يا أبناء الأزهر).
وقد عرضتها على الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي ليقرأها ويبدي ملاحظاته عليها، فأجاب ذلك مشكورًا، وقرأها، وقال عنها: إنها من أمتع ما قرأت، فكرة وعاطفة وأسلوبًا. وعرضتها كذلك على الداعية والمربي الجليل الأستاذ عبد العزيز كامل، فسُرَّ بها كثيرًا، ولكنه نصحني بأن أخرِّج أحاديثها، حتى تأخذ الصبغة العلمية.
وبدأ بنشر سلسلة تنويرية للإخوان سماها: (نحو جيل مسلم) لا تستنكف أن تضمن النقد لبعض للأفكار، وبعض السلوكيات السائدة في الجماعة.
يقول القرضاوي:
كان كثير من الإخوان يرشحون الأستاذ عبد العزيز كامل ليكون خليفة للمرشد العام الأول الإمام حسن البنا؛ لمَّا رأوا فيه من مواهب وفضائل، ربما لا تتوافر في غيره، ولمَّا رأوا قربه من الأستاذ البنا، بل قيل: إن الأستاذ البنا نفسه كان يرشحه لهذا المنصب في وقت من الأوقات.
وكان آخرون يعيبون على الأستاذ عبد العزيز الغموض في موقفه من بعض القضايا الكبرى داخل الجماعة، ومحاولته أن يمسك العصا من الوسط، وأن يرضي جميع الأطراف، وربما كان هذا ناشئًا عن خلق الرفق واللين عنده؛ فهو لا يحسم الأمر حيث ينبغي أن يُحسَم، ولا يعلن موقفه الصريح حين ينبغي أن يعلن
مع الهضيبي:
عادت الجماعة بعدما حكمت المحكمة بإلغاء قرار الحل حيث تم اختيار المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما لجماعة الإخوان المسلمين، فكان لعبدالعزيز كامل دور كبير في مواجهة الفتن التي واجهتها الجماعة خاصة فتنة قادة التنظيم الخاص الذين فصلوا من الجماعة وعلى رأسهم عبدالرحمن السندي وذلك في نوفمبر 1953م
حيث حاول رأب الصدع. وكان مكتب الإرشاد قد شكل لجنة تحقيق العضوية، وقد تكونت من الإخوة الأساتذة عبد العزيز كامل وحسني عبد الباقي وعبد الله عامر وحامد شريت وسعد الدين الوليلي ومحمد الغزالي ومحمود عبد الحليم حيث قامت بالتحقيق مع المفصولين.
اختير عضو في الهيئة التأسيسية واختير كعضو مكتب إرشاد في عهد المستشار حسن الهضيبي. وشارك في كثير من الأحداث، كما كان على علم بالنظام الخاص للجماعة.
محنته عام 1954م:
اعتقل عبدالعزيز كامل بعد حادثة المنشية عام 1954م حيث زج به في السجن الحربي حتى خرج منه وقد تغيير فكره ومنهجه حيث أصبح صديقا مقربا من عبدالناصر وتولى منصب وزير الأوقاف في حكومة عبدالناصر، وقد هاجم الجماعة في بعض الأحيان سواء في عهد عبدالناصر أو في مذكراته بعنوانه نهر الحياة.
يقول القرضاوي في مذكراته:
انضم إلى ركب الثورة، وقرر أن يسلك سبيل التعاون معهم، لا المعارضة لهم. وقد عرفت من الأستاذ محمد فريد عبد الخالق أنه أخبره في أواخر أيامه في السجن الحربي أنه سيعمل وحده بعيدًا عن الإخوان، وكلَّفه أن يبلغ ذلك إلى الإخوان، وأنه استخار الله في ذلك وصمَّم عليه، ويبدو من هذا: أنه رأى أن يغير خطه بعد خروجه من السجن، وأنه لا فائدة من الصراع مع الثورة، وأن العمل معهم أجدى من الصراع ضدهم.
وكان هذا اجتهادًا منه رحمه الله، رضيه منه رجال الثورة، وعُيِّن على أساسه وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر، ثم نائبا لرئيس الوزراء لهذه الشؤون الدينية. ولم يرض ذلك منه جمهور الإخوان، واعتبروه قد خان الدعوة، التي نشأ فيها، وسار في ركاب أعدائها، وهذه قسوة في الحكم.
ورأيي أن الناس تتفاوت طاقاتهم في احتمال البلاء والصبر عليه، وهذا أمر مشاهَد ومتفَق عليه، وأن من ضعف احتماله عن السير في الطريق إلى نهايته، فمن حقه أن يستريح ويُريح، ولا يكلف نفسه ما لا تطيق. وفي الحديث الشريف: "لا يحل لمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه يا رسول الله؟ قال: يحملها من البلاء ما لا تطيق". والقرآن يقول: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" "البقرة:286". وفي آية أخرى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا" "الطلاق: 7".
والعمل الجماعي لخدمة الإسلام يقوم على الإرادة الطوعية الاختيارية، وهي مبنية على اقتناع الإنسان بأهمية هذا العمل وقدرته على الإسهام فيه، فإذا تغير هذا الاقتناع، ورأى المرء المسلم أن وجوده في العمل الجماعي غير نافع له، بل ربما أضر به، أو أنه لم يعد قادرا على الإسهام فيه؛ فلا جناح عليه أن يعمل بما يقدر عليه من وسائل، وفقًا لقوله تعالى: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" "التغابن:16". وقوله عليه الصلاة والسلام: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".
انقلاب ضد عبد الناصر:
اتهم عبد العزيز كامل في قضية انقلاب عسكري ضد جمال عبدالناصر عام 1962م غير أنها لم تسفر عن شيء وأعاد له جمال اعتباره مرة أخرى
حيث يقول الدكتور القرضاوي:
ثم توثقت العلاقة أكثر حين جمعنا السجن الحربي، والمحن بطبيعتها تجمع ولا تُفَرِّق، وبعد خروجنا من السجن كنتُ أتردد عليه أنا وأخي العسَّال للاقتباس منه، والاقتطاف من ثمار معرفته وخبرته.
وهذا الاتصال به كان سببًا في اعتقالي أنا والعسال، حينما تم اعتقالنا صيف سنة 1962، بعد وصولنا من قطر إلى مصر بعد عدة أيام، ولم نعرف سبب اعتقالنا إلا بعد الإفراج عنا؛ فقد كان عبد العزيز كامل وحسن عباس زكي وعمر مرعي وآخرون متهمين مع بعض الضباط في الجيش المصري بعمل انقلاب ضد عبد الناصر.
وأننا- باعتبارنا في الخليج- كنا همزة الوصل لتمويل هذا الانقلاب المزعوم، الذي لم نعلم عنه شيئًا، إلا بعد خروجنا من سجن المخابرات! مع أني لم يكن لي في الخليج إلا بضعة أشهر، فبعد أن ذهبنا إلى مبنى المخابرات المصرية، وقد بدأوا سؤالي: هل تعرف أحدًا في الدُّقي؟ قلت: نعم أعرف جماعة سعودي: الحاج سعودي وإخوانه. قالوا: ألا تعرف أحدًا آخر؟ قلت: لا أذكر الآن.
قالوا: ألا تعرف عبد العزيز كامل؟ قلت: بلى، أعرفه جيدًا. قالوا: فلماذا تنكر، وقد زرته أكثر من مرة؟ قلتُ: لم أنكر، ولو سألتموني مباشرة لأجبت بالإيجاب، وهل في معرفة عبد العزيز كامل أو زيارته تهمة؟ على أن عبد العزيز كامل عاش دهرًا وهو من سكان إمبابة، وهو حديث عهد بسكنى الدقي؛ ولذا لم يخطر ببالي لأول وهلة. قالوا: هل تعرف أحدًا من ضباط الجيش؟
قلتُ: لا أذكر أحدًا غير معروف الحضري، وقد كان معنا في السجن الحربي. قال: عادتكم تنكرون كل شيء، وليس هناك طريقة تنطقكم غير طريقة حمزة البسيوني والسجن الحربي.
قلتُ: وماذا أنكرتُ أنا حتى تقول هذا الكلام؟ قال: ألا تعرف الضابط محمود يونس؟ قلت: بلى، أعرفه. قالوا: فلماذا ادعيت أنك لا تعرف أحدًا؟ قلت: لو سألتني عن معرفة محمود يونس ما أنكرت، ولكن هذه معرفة قديمة، ولم أره منذ سنين، وصلته بالأخ العسال أقدم وأوثق.
قالوا: وهل تعرف صلة محمود يونس بعبد العزيز كامل؟ قلت: أظنه كان يريد أن يتزوج ابنة أخته أو نحو ذلك، فهذا هو سر صلته به فيما أعلم. قالوا: أهذا كل صلته بعبد العزيز كامل؟ قلت: هذا كل ما أعلمه عن صلته به، وأي صلة يمكن أن تكون بين يونس وكامل؟ قال أحدهم: هكذا أنتم أيها الإخوان، تتخذون دائما سبيل الجحود والإنكار، ما لم تُستخدم معكم أدوات تجبركم على الكلام.
قلت له: والله ما عندي شيء أخفيه. وسألوني بعض الأسئلة عن قطر، وعن عملي في قطر.. ثم أمروني بالانصراف، وأنا لا أدري شيئًا عن هذه الأسئلة التي وجهت إليَّ، ولماذا سئلت عن عبد العزيز كامل ومحمود يونس دون العالمين؟ وهل انتهى التحقيق معي أو لم تزل له بقية؟
كل هذه الأسئلة بقيت معلقة لم أجد لها جوابًا. وما هي إلا أيام حتى عرفت من الناس التهمة التي أخذت بها، وهي شبهة المشاركة في انقلاب ديني الطابع، دبَّره بعض الضباط في الجيش، مع فئة من القيادات الدينية الصوفية، وعلى رأسهم: الدكتور حسن عباس زكي وزير الاقتصاد السابق، والأستاذ عمر مرعي، شقيق السيد مرعي رئيس مجلس الشعب، ومعهما الأستاذ عبد العزيز كامل.
الأوسمة وجوائز تقديرية:
وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات.
وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من الرئيس محمد حسني مبارك.
وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.
علامة إقبال وجائزة تقديرية من الباكستان عن إسهاماته فى الكتابة عن إقبال.
جائزة أرسطو من اليونسكو عن المشاركة فى كتابة الجزء الرابع من مجلدات التطور العلمي والثقافي لتاريخ الإنسانية وذلك بعد وفاته. وذلك ضمن 40 كتاب من العالم كله.
أوسمة مختلفة من جامعة الأزهر وجامعة القاهرة والدراسات العليا لضباط الشرطة.
مؤلفاته:
(دروس من سورة يوسف).
و(الإسلام والمستقبل)
و(الإسلام والعصر)
و(خطوات نحو القدس)
و(نحو تخطيط علمي لدراساتنا الإفريقية)
و(أحاديث رمضان)
و(الدين والحياة.)
(دروس من غزوة أحد)
و(مواقف إسلامية)
و(مدخل جغرافي إلى قصص القرآن الكريم)
(ومذكراته نهر الحياة)، وغيرها كثير.
قالوا عنه:
كتب عنه الدكتور القرضاوي حينما التقاه في الأربعينيات؛ فقال:
عرفت عبد العزيز كامل أول ما عرفته من قراءتي لمقالاته في مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية، وكنت من المعجبين بهذه المقالات، والمداومين لقراءتها، هي ومقالة الشيخ الغزالي، وإن كان لكل منهما طابعه المتميز، ومذاقه الخاص.
فقد كان الشيخ الغزالي يكتب - عادة - للمسلمين عامة، وكان عبد العزيز كامل يكتب للإخوان خاصة، بل كثيرًا ما يكتب للإخوان العاملين منهم. كان الغزالي يركز على التوعية العامة، وكامل يركز على التربية الخاصة، بغرس الجانب الرباني في تكوين الشخصية المسلمة، وكانت له سلسلة مقالات تحت عنوان: (كونوا ربانيين).
كما كتب سلسلة مقالات عن (البناء والهدم في الدعوات) وعن (المحن في الدعوات) كان لها تأثيرها في إضاءة العقول بالمعرفة، وإنارة القلوب بالإيمان.
وكتب أيضًا تحت عنوان (في صميم الدعوة) مقالات توجيهية تربوية، تهدف إلى تصحيح مفاهيم الدعوة عند الإخوان، ودفعهم إلى السلوك القويم، والبذل من أجل الدعوة والتآخي عليها. وكان له نَفَس خاص في مقالاته، لا يكاد يوجد عند غيره.
والعجيب أن هذه المقالات التي كتبها عبد العزيز كامل لم يسعَ أحد لجمعها ونشرها؛ ليستفيد الناس منها؛ فالأفكار لا تموت بموت أصحابها. بل يموت العلماء وتبقى آثارهم حية.
وفاته:
توفى د. عبد العزيز كامل _إلى رحمة الله تعالى_ يوم الأربعاء 2 أبريل 1991-17 رمضان 1411 ه.
أصداء الرحيل:
كتب الشيخ الداعية د. يوسف القرضاوي يقول:
( أحد الأقلام الأولى التي غيرت الفكر الإخواني، حتى رشحه عدد من الإخوان مرشدا بعد البنا، تولى وزارة الأوقاف، وشارك في وزارات محمود فوزي وعزيز صدقي والسادات، وعُيِّن نائبًا لرئيس الوزراء عام 1974م.
سافر د. كامل بعد ذلك إلى الكويت، وبقي فيها ستة عشر عامًا مدرِّسًا ومديرًا لجامعتها ومستشارًا لأميرها.
وكان مشاركًا نشطًا في الحوار الإسلامي المسيحي، إيمانًا بإمكان إيجاد قاعدة مشتركة من التعاون يجري من خلالها إسهام المسلمين في بناء ثقافة عالمية مؤمنة.
كما تعاون مع اليونسكو؛ وشارك في أنشطتها. وأسهم في الرد على ما اشتملت عليه الطبعة الإنجليزية من المجلد الثالث من كتاب (تاريخ البشرية) من أخطاء ومغالطات، وتجنٍّ على الإسلام وتاريخ أهله، وعن القرآن الكريم.
معرفتي بعبد العزيز كامل:
عرفت عبد العزيز كامل أول ما عرفته من قراءتي لمقالاته في مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية، وكنت من المعجبين بهذه المقالات، والمداومين لقراءتها، هي ومقالة الشيخ الغزالي، وإن كان لكل منهما طابعه المتميز، ومذاقه الخاص.
فقد كان الشيخ الغزالي يكتب- عادة- للمسلمين عامة، وكان عبد العزيز كامل يكتب للإخوان خاصة، بل كثيرًا ما يكتب للإخوان العاملين منهم.
كان الغزالي يركز على التوعية العامة، وكامل يركز على التربية الخاصة، بغرس الجانب الرباني في تكوين الشخصية المسلمة، وكانت له سلسلة مقالات تحت عنوان: (كونوا ربانيين). كما كتب سلسلة مقالات عن (البناء والهدم في الدعوات) وعن (المحن في الدعوات) كان لها تأثيرها في إضاءة العقول بالمعرفة، وإنارة القلوب بالإيمان.
وكتب أيضًا تحت عنوان (في صميم الدعوة) مقالات توجيهية تربوية، تهدف إلى تصحيح مفاهيم الدعوة عند الإخوان، ودفعهم إلى السلوك القويم، والبذل من أجل الدعوة والتآخي عليها. وكان له نَفَس خاص في مقالاته، لا يكاد يوجد عند غيره.
والعجيب أن هذه المقالات التي كتبها عبد العزيز كامل لم يسعَ أحد لجمعها ونشرها؛ ليستفيد الناس منها؛ فالأفكار لا تموت بموت أصحابها. بل يموت العلماء وتبقى آثارهم حية.
لقاءاتي به رحمه الله:
عندما قُدِّر لي أن ألتقي بالأستاذ عبد العزيز ازداد إعجابي به، وحبِّي له، وقد كان أول لقاء لي به حينما زارنا في طنطا قبل حل الإخوان الأول بقليل، وألقى محاضرة مؤثرة في دار الإخوان بطنطا، وكان في ذلك الوقت معلِّمًا بمعهد شبين الكوم العالي للتربية، ولم يكن قد حصل على الدكتوراه بعد.
كانت معرفتي به حين لقيته في معتقل الطور، واستمعنا بشغف إلى أحاديثه العميقة، وكنا نسمع من إخوان القاهرة: أن الأستاذ البنا كان يعدُّه ليكون (المرشد) من بعده. وبعد الإفراج عن الإخوان زرته أكثر من مرة في بيته أنا والأخ أحمد العسال. وتوثقت هذه الصلة أكثر حين كان مسؤولًا عن (قسم الأُسَر) بالمركز العام للإخوان، وقد اجتهد أن يرقى بهذا القسم، وأن يقيمه على دعائم راسخة من العلم الشرعي، والثقافة التربوية، وكان معنيًّا بالتأصيل أكثر من اهتمامه بالتفريع، ولا سيما فكرة المحاسبة للنفس أو النقد الذاتي للجماعة؛ فإن الله لم يجعل العصمة إلا لمجموع الأمة، أما أي جماعة فيمكن أن تخطئ كما يمكن أن تصيب.
وعندما قمت أنا ومجموعة من شباب الأزهر آمنوا بربهم ورسالتهم، وآلوا على أنفسهم أن يرفعوا صرح الأزهر عاليًا أو يموتوا تحت أنقاضه، بعمل لجنة البعث الأزهري، وقد كلفني الإخوة الزملاء مؤسسو اللجنة أن أبدأ بكتابة الرسالة الأولى من رسائلها المعرِّفة بها والمعبِّرة عن مهمتها، (رسالتكم يا أبناء الأزهر)، وقد عرضتها على الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي ليقرأها ويبدي ملاحظاته عليها، فأجاب ذلك مشكورًا، وقرأها، وقال عنها: إنها من أمتع ما قرأت، فكرة وعاطفة وأسلوبًا. وعرضتها كذلك على الداعية والمربي الجليل الأستاذ عبد العزيز كامل، فسُرَّ بها كثيرًا، ولكنه نصحني بأن أخرِّج أحاديثها، حتى تأخذ الصبغة العلمية.
وبدأ بنشر سلسلة تنويرية للإخوان سماها: (نحو جيل مسلم) لا تستنكف أن تضمن النقد لبعض للأفكار، وبعض السلوكيات السائدة في الجماعة.
ثم توثقت العلاقة أكثر حين جمعنا السجن الحربي، والمحن بطبيعتها تجمع ولا تُفَرِّق، وبعد خروجنا من السجن كنتُ أتردد عليه أنا وأخي العسَّال للاقتباس منه، والاقتطاف من ثمار معرفته وخبرته.
وهذا الاتصال به كان سببًا في اعقتالي أنا والعسال، حينما تم اعتقالنا صيف سنة 1962، بعد وصولنا من قطر إلى مصر بعد عدة أيام، ولم نعرف سبب اعتقالنا إلا بعد الإفراج عنا؛ فقد كان عبد العزيز كامل وحسن عباس زكي وعمر مرعي وآخرون متهمين مع بعض الضباط في الجيش المصري بعمل انقلاب ضد عبد الناصر. وأننا- باعتبارنا في الخليج- كنا همزة الوصل لتمويل هذا الانقلاب المزعوم، الذي لم نعلم عنه شيئًا، إلا بعد خروجنا من سجن المخابرات! مع أني لم يكن لي في الخليج إلا بضعة أشهر، فبعد أن ذهبنا إلى مبنى المخابرات المصرية، وقد بدؤوا سؤالي: هل تعرف أحدًا في الدُّقي؟ قلت: نعم أعرف جماعة سعودي: الحاج سعودي وإخوانه. قالوا: ألا تعرف أحدًا آخر؟ قلت: لا أذكر الآن. قالوا: ألا تعرف عبد العزيز كامل؟ قلت: بلى، أعرفه جيدًا. قالوا: فلماذا تنكر، وقد زرته أكثر من مرة؟ قلتُ: لم أنكر، ولو سألتموني مباشرة لأجبت بالإيجاب، وهل في معرفة عبد العزيز كامل أو زيارته تهمة؟ على أن عبد العزيز كامل عاش دهرًا وهو من سكان إمبابة، وهو حديث عهد بسكنى الدقي؛ ولذا لم يخطر ببالي لأول وهلة. قالوا: هل تعرف أحدًا من ضباط الجيش؟
قلتُ: لا أذكر أحدًا غير معروف الحضري، وقد كان معنا في السجن الحربي. قال: عادتكم تنكرون كل شيء، وليس هناك طريقة تنطقكم غير طريقة حمزة البسيوني والسجن الحربي.
قلتُ: وماذا أنكرتُ أنا حتى تقول هذا الكلام؟ قال: ألا تعرف الضابط محمود يونس؟ قلت: بلى، أعرفه. قالوا: فلماذا ادعيت أنك لا تعرف أحدًا؟ قلت: لو سألتني عن معرفة محمود يونس ما أنكرت، ولكن هذه معرفة قديمة، ولم أره منذ سنين، وصلته بالأخ العسال أقدم وأوثق. قالوا: وهل تعرف صلة محمود يونس بعبد العزيز كامل؟ قلت: أظنه كان يريد أن يتزوج ابنة أخته أو نحو ذلك، فهذا هو سر صلته به فيما أعلم. قالوا: أهذا كل صلته بعبد العزيز كامل؟ قلت: هذا كل ما أعلمه عن صلته به، وأي صلة يمكن أن تكون بين يونس وكامل؟ قال أحدهم: هكذا أنتم أيها الإخوان، تتخذون دائما سبيل الجحود والإنكار، ما لم تُستخدم معكم أدوات تجبركم على الكلام.
قلت له: والله ما عندي شيء أخفيه. وسألوني بعض الأسئلة عن قطر، وعن عملي في قطر.. ثم أمروني بالانصراف، وأنا لا أدري شيئًا عن هذه الأسئلة التي وجهت إليَّ، ولماذا سئلت عن عبد العزيز كامل ومحمود يونس دون العالمين؟ وهل انتهى التحقيق معي أو لم تزل له بقية؟
كل هذه الأسئلة بقيت معلقة لم أجد لها جوابًا. وما هي إلا أيام حتى عرفت من الناس التهمة التي أخذت بها، وهي شبهة المشاركة في انقلاب ديني الطابع، دبَّره بعض الضباط في الجيش، مع فئة من القيادات الدينية الصوفية، وعلى رأسهم: الدكتور حسن عباس زكي وزير الاقتصاد السابق، والأستاذ عمر مرعي، شقيق السيد مرعي رئيس مجلس الشعب، ومعهما الأستاذ عبد العزيز كامل.
سعة ثقافته الإسلامية:
من عرف عبد العزيز كامل واقترب منه، وجده من أوسع الناس ثقافة؛ فرغم أنه خريج الجامعة المصرية من قسم الجغرافيا بكلية الآداب، تجد ثقافته العربية والإسلامية مؤسسة تأسيسا قويا، وقد نشأ في الإسكندرية قريبا من جماعة أنصار السنة المحمدية، فاستفاد من مصادرها واهتماماتها السلفية، وتعرف على مدرسة ابن تيمية وابن القيم، كما كان على اطلاع على الفكر الغربي ومدارسه، وعُني كذلك بالفكر التربوي وفلسفته وأصوله النظرية، وتطبيقاته العملية.
المؤتمر العالمي للسيرة النبوية:
ومما أذكره حضور الأستاذ عبد العزيز للمؤتمر العالمي للسيرة النبوية، الذي استضافته دولة قطر، بفضل جهود صديقنا العالم الجليل الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري رحمه الله، وتجاوب المسؤولين في دولة قطر، وكان هذا المؤتمر قد عقد مرتين قبل ذلك: مرة في باكستان، ومرة في تركيا. وأرادت قطر باستضافة هذا المؤتمر: أن تكون بداية احتفالات الأمة الإسلامية بمقدم القرن الخامس عشر الهجري. واقترحنا أن نستعين ببعض الشخصيات البارزة، منهم: الدكتور عبد العزيز كامل في الكويت، الذي كان له إسهامه البارز في المؤتمر، وقد اقترح إضافة كلمة في غاية الأهمية إلى عنوان المؤتمر، وهي كلمة (السنة) فبدل أن كان اسمه (المؤتمر العالمي للسيرة النبوية) يجب أن يكون اسمه (المؤتمر العالمي للسنة والسيرة النبوية) فالسنة أعم وأشمل من السيرة، وهي في حاجة إلى خدمة وعناية كبرى، والسيرة جزء منها. وينبغي على هذا المؤتمر أن يكون تركيزه على النهوض بالواجب نحو السنة وعلومها، نهوضا يليق بإمكانات العصر. واستجابت اللجنة لاقتراحه فورا، وغيرت عنوان المؤتمر.
عبد العزيز كامل والإخوان:
كان كثير من الإخوان يرشحون الأستاذ عبد العزيز كامل ليكون خليفة للمرشد العام الأول الإمام حسن البنا؛ لمَّا رأوا فيه من مواهب وفضائل، ربما لا تتوفَّر في غيره، ولمَّا رأوا قربه من الأستاذ البنا، بل قيل: إن الأستاذ البنا نفسه كان يرشحه لهذا المنصب في وقت من الأوقات.
وكان آخرون يعيبون على الأستاذ عبد العزيز الغموض في موقفه من بعض القضايا الكبرى داخل الجماعة، ومحاولته أن يمسك العصا من الوسط، وأن يرضي جميع الأطراف، وربما كان هذا ناشئًا عن خلق الرفق واللين عنده؛ فهو لا يحسم الأمر حيث ينبغي أن يُحسَم، ولا يعلن موقفه الصريح حين ينبغي أن يعلن.
وبعد ذلك غيَّر أكثر الإخوان موقفهم منه، حين انضم إلى ركب الثورة، وقرر أن يسلك سبيل التعاون معهم، لا المعارضة لهم.
وقد عرفت من الأستاذ محمد فريد عبد الخالق أنه أخبره في أواخر أيامه في السجن الحربي أنه سيعمل وحده بعيدًا عن الإخوان، وكلَّفه أن يبلغ ذلك إلى الإخوان، وأنه استخار الله في ذلك وصمَّم عليه، ويبدو من هذا: أنه رأى أن يغير خطه بعد خروجه من السجن، وأنه لا فائدة من الصراع مع الثورة، وأن العمل معهم أجدى من الصراع ضدهم.
وكان هذا اجتهادًا منه رحمه الله، رضيه منه رجال الثورة، وعُيِّن على أساسه وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر، ثم نائبا لرئيس الوزراء لهذه الشؤون الدينية، ولم يرض ذلك منه جمهور الإخوان، واعتبروه قد خان الدعوة، التي نشأ فيها، وسار في ركاب أعدائها، وأنه قد أحبط عمله، وضيع تاريخه، وختم حياته خاتمة سوء، وإنما الأعمال بالخواتيم.
والإخوان بهذا قساة في حكمهم على إخوانهم الذين يختلفون معهم.
ورأيي أن الناس تتفاوت طاقاتهم في احتمال البلاء والصبر عليه، وهذا أمر مشاهَد ومتفَق عليه، وأن من ضعف احتماله عن السير في الطريق إلى نهايته، فمن حقه أن يستريح ويُريح، ولا يكلف نفسه ما لا تطيق. وفي الحديث الشريف: "لا يحل لمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه يا رسول الله؟ قال: يحملها من البلاء ما لا تطيق". والقرآن يقول: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]. وفي آية أخرى: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7].
والعمل الجماعي لخدمة الإسلام يقوم على الإرادة الطوعية الاختيارية، وهي مبنية على اقتناع الإنسان بأهمية هذا العمل وقدرته على الإسهام فيه، فإذا تغير هذا الاقتناع، ورأى المرء المسلم أن وجوده في العمل الجماعي غير نافع له، بل ربما أضر به، أو أنه لم يعد قادرا على الإسهام فيه؛ فلا جناح عليه أن يعمل بما يقدر عليه من وسائل، وفقًا لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]. وقوله عليه الصلاة والسلام: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".
والأجدر بالمسلم أن يحسن الظن بالمسلمين عامة، ولا يظن بهم السوء، ويحمل تصرفاتهم على الوجه الحسن ما استطاع؛ فقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات:12]. وقال عليه الصلاة والسلام: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" .
وهذا في المسلمين عامة؛ فكيف بإخوانك الذين عرفتهم وخبرتهم، ولم تعلم عنهم طوال تاريخهم إلا خيرًا؟ فهم أولى بحسن ظنك بلا ريب، وقد قال بعض السلف: ألتمس لأخي من عذر إلى سبعين، ثم أقول: لعل له عذرا آخر لا أعرفه! والمؤمن أبدا يلتمس المعاذير، والمنافق يبحث عن العثرات.
على أن المسلم إذا اضطرته الظروف أن يغير موقفه من إخوانه ومن دعوته ومن الآخرين، فعليه أن يتقي الله في التاريخ وألا يغير الحقائق والوقائع لإرضاء الوضع الجديد. فكل شيء يجب أن يكون دينيًا ومضبوطًا ومشهودًا له أو عليه بالقسط والعدل، لا يحيف ولا يهمل لطرف على طرف، كما قال تعالى: { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [المائدة: 2]
مؤلفاته:
(دروس من سورة يوسف).
و(الإسلام والمستقبل)
و(الإسلام والعصر)
و(خطوات نحو القدس)
و(نحو تخطيط علمي لدراساتنا الإفريقية)
و(أحاديث رمضان)
و(الدين والحياة.)
(دروس من غزوة أحد)
و(مواقف إسلامية)
و(مدخل جغرافي إلى قصص القرآن الكريم).. وغيرها كثير.
ولا نملك إلا أن ندعو للأخ الكبير الدكتور عبد العزيز كامل- وإن اختلفنا معه في مواقفه الأخيرة- أن يغفر الله له ويرحمه، ويتقبله في الصالحين من عباده، ويجزيه خيرًا عمَّا قدم لدينه وأمته، وألا يحرمه أجر المجتهد المخطئ فيما أخطأ فيه من مواقف، ويجعلنا وإياه من الذين رضي الله عنهم، ورضوا عنه، أولئك لهم مغفرة من ربهم، وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، ونعم أجر العاملين.
مصادر الترجمة:
١_ الموسوعه التاريخيه الحرة.
٢ - الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
٣_ مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1026