الشيخ الداعية المفكر محمد سرور بن نايف زين العابدين
(مواليد 1938 في حوران - 11 نوفمبر 2016)
محمد سرور.. رحيل مؤسس التيار "السروري"
13/11/2016
"محمد سرور" داعية ومفكر إسلامي سوري؛ انضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين ببلاده، ثم انفصل عنها. أقام في السعودية حيث مارس التدريس سنوات، وتبنى منهجا يجمع بين السلفية المحافظة والحركية السياسية نشأ منه تيار دعوي إسلامي أصبح يُنسب إليه ويُعرف إعلاميا بـ"السرورية". اشتهر بدعمه للثورة السورية وتحذيره من "الخطر الإيراني".
المولد؛ والنشأة:
وُلد محمد سرور بن نايف زين العابدين عام 1938 في قرية "تسيل" التابعة لمنطقة حوران جنوبي سوريا، وتربى في عائلة فلاحية محافظة.
الدراسة؛ والتكوين:
أنهى سرور تعليمه الابتدائي في قرية "الشيخ مسكين" بمنطقته، ثم غادر قريته إلى مدينة درعا عام 1951 حيث درس المرحلة المتوسطة والسنة الأولى من الثانوية، وفي عام 1958 انتقل إلى العاصمة دمشق لإكمال الثانوية في "الكلية العلمية الوطنية"، وبعد حصوله على شهادتها التحق بجامعة دمشق حيث تخرج في كلية الحقوق. وأثناء ذلك تلقى العلم الشرعي على عدة شيوخ.
التوجه الفكري:
انتسب سرور عام 1953 إلى الفرع السوري من جماعة الإخوان المسلمين التي كانت أحد التيارات الفكرية والسياسية الفاعلة في منطقته، وذلك بتوجيه من والده وتأثير من مدرّسيه الذين كان عدد منهم أعضاء في الجماعة.
انفصل سرور لاحقا عن "الإخوان" وأسس ما أصبح يعرف إعلاميا بـ"التيار السروري" الذي ينسب إليه ويعرَف به في الساحة الحركية الإسلامية. ومع ذلك وصف عام 2008 علاقته بالإخوان بالعميقة "لأنني ما عرفت الإسلام إلا عن طريقهم".
الوظائف؛ والمسؤوليات:
غادر سرور سوريا عام 1965 إلى السعودية حيث عمل مدرسا في خمسة من معاهدها العلمية الشرعية في حائل ثم منطقة القصيم وأماكن أخرى، كما مارس التدريس مدة 11 سنة في الكويت.
التجربة الحركية:
انخرط سرور وهو طالب بالمرحلة المتوسطة في صفوف حركة الإخوان المسلمين، فتتلمذ على كبار قادتها وخاصة مؤسس فرعها في سوريا الدكتور مصطفى السباعي والشيخ عصام العطار، وحين تعرضت الجماعة لحملة قمع أمنية شديدة -بعد وصول حزب البعث إلى سدة الحكم عام 1963- غادر البلاد إلى السعودية عام 1965.
في السعودية أقام سرور بعدة مدن مثل حائل وبريدة (عاصمة منطقة القصيم) والبكيرية حيث عمل مدرسا في معاهد علمية شرعية، وفيها أتيح له أن يلتقي مع "إخوان" البلاد العربية الأخرى الذين جاؤوا للعمل والدراسة فكان له منهم تلامذة وأتباع. ثم انتقل منها حوالي 1973 للتدريس بالكويت إثر خلافه مع الإخوان وانفصاله التنظيمي عنهم.
وفي الكويت وجد سرور بيئة مناسبة لنشر فكرته التي بدأ في بلورتها وهو ما زال في السعودية، ونشأ من خلالها ما أصبح يعرف لاحقا بـ"تيار السرورية"، الذي يصفه هو -متبرئا من التسمية التي تطلق عليه- بأنه "تيار يجمع بين الجانب الحركي الإخواني والاهتمام بقضايا العقيدة والأخلاق".
وفي عام 1984 غادر الكويت إثر ضجة أثارها نشر كتابه "وجاء دور المجوس" الذي تناول فيه "مخاطر الثورة الإيرانية"، ويعتبر البعض أنه "أول كتاب يستشرف خطر النظام الإيراني" على المنطقة العربية.
حط سرور رحاله في بريطانيا حيث أقام بوصفه "مستثمرا" في مجال التأليف والدراسات والنشر، فشارك مع آخرين في تأسيس "المنتدى الإسلامي" الذي صار مركزا مهتما بالتعريف بالإسلام وأوضاع المسلمين، كما أنشأ "مركز دراسات السنة النبوية" الذي تولى إدارته وكان يصدر مجلة "السنة" منذ 1989.
وفي لندن واصل رعايته عن بعد لتياره الفكري الحركي الذي أصبح يتمدد يوما بعد يوم حتى صار له -بعد حرب الخليج الثانية وتأثيراتها- وجوده المجتمعي والسياسي والثقافي في أغلب البلدان العربية خاصة دول الخليج ومصر واليمن، وقد استثمر سرور في جهده هذا علاقاته الواسعة التي بناها مع نشطاء الدعوة الذين التقى بهم طوال عقدين في السعودية والكويت.
ومع اعترافه بأنه "مؤسس هنا وهناك" لهذا التيار الذي يوصف بأنه مزج بين "حركية الإخوان وعلمية السلفية"؛ فإنه ينفي أنه كان "مسؤولا عن التنظيم"، ويقول: "في الحقيقة لم أكن يوما من الأيام مسؤولا تنظيميا في هذا التيار، لكنني أيضا لست نكرة فيه. تستطيع أن تقول إنني عضو مؤثر في هذا التيار لكن ليس لي فيه دور تنظيمي".
يُتهم سرور -الذي يقول محبوه إنه اشتهر "بمواقفه المبدئية الشجاعة في قضايا الأمة"- من بعض الإعلاميين السعوديين بأنه أحد مؤسسي ما يعرف في السعودية بـ"تيار الصحوة"، الذي يُدخلون في عداد أقطابه الشيوخ سفر الحوالي وسلمان العودة وعائض القرني وناصر العمر، والذي عُرف بمناهضته القوية لطلب استقدام القوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة لـ"حماية" السعودية إثر غزو العراق للكويت عام 1990.
ويقول هؤلاء الإعلاميون إن "التيار السروري" استطاع السيطرة على "كثير من المراكز الحساسة في الهيئات الدينية والخيرية والإعلامية بالمملكة (السعودية)، وتغلغل في المساجد والمدارس"، ويرون أنه "يشكل اليوم القطاع الأكبر والأكثر انتشارا في المملكة على وجه الخصوص ومنطقة نجد على الأخص".
انتقل سرور من بريطانيا إلى الأردن 2004 وظل هناك حتى غادرها إلى قطر بعد اندلاع أحداث الثورة السورية على نظام بشار الأسد عام 2011، حيث اشتهر بدعمه الإعلامي والشرعي للثورة ووقوفه إلى جانب فصائلها من أجل "تحرير البلاد من حكم الطاغية".
ففي مقابلة مع قناة الجزيرة نشرت يوم 29 يناير/كانون الأول 2013 قال سرور: "نحن نرفض المنطق الطائفي، ونقول كل من يشارك مع هذا النظام وثبت أنه ارتكب جريمة يجب أن يحول إلى محاكمة، سواءً كان نصيريا أو كان سنياً أو كان درزياً أو كان نصرانياً، المسألة هي الجريمة التي ارتكبها (بشار الأسد) وليست الطائفة التي ينتسب إليها".
وفي 9 أبريل/نيسان 2015 أعلن تأييده لعملية عاصفة الحزم التي قادتها السعودية في اليمن إثر استيلاء جماعة الحوثي وحلفائها في حزب الرئيس المخلوع علي صالح على السلطة في البلاد، معتبرا أن "العملية جاءت لتلبي رغبات العرب والمسلمين في الرد على المعتدي الإيراني"، الذي اعتبره مسؤولا عن تدمير سوريا وقتل أكثر من ربع مليون سوري وتهجير ثلث السكان بسبب دعم طهران لنظام الأسد.
المؤلفات:
أصدر سرور العديد من المؤلفات، منها:
"وجاء دور المجوس" الذي نشره باسم مستعار.
و"جماعة المسلمين"
و"التوقف والتبيّن"
و"اغتيال الحريري وتداعياته على أهل السنة"
و"أزمة أخلاق"
و" العلماء وأمانة الكلمة"
و" كتاب مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان"
و"الجيش والسياسة في سورية"
و" أحوال أهل السنة"
و"و"مذكراتي".
كما نشر العديد من البحوث والدراسات، وأجرى العشرات من الحوارات واللقاءات الإعلامية، وألقى مثلها من المحاضرات والدروس العلمية.
الوفاة:
توفي محمد سرور زين العابدين -بعد معاناة طويلة مع المرض- يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 في قطر، ودُفن في مقبرة أبو هامور جنوبي عاصمتها الدوحة.
أصداء الرحيل:
الشيخ الداعية المفكر رجل دين سوري نشأ إخوانياً حيث تربّى في جماعة الإخوان المسلمين ثم لما حصل انشقاق الجماعة في سنة 1969 مال إلى جناح عصام العطار.
غادر من سوريا بعد نكبة الإخوان المسلمين في الستينيات وذهب إلى السعودية وأصبح مدرساً في المعهد العلمي في بريدة في منطقة القصيم التابع لجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، وتتلمذ عليه مجموعة من الرجال الذين برزت أسماؤهم لاحقاً في العمل الإسلامي الجديد في السعودية، ومن أبرزهم سلمان العودة وهناك في السعودية تطعم فكره الإخواني بالسلفية.
انتقل بعدها إلى الكويت وبقي فيها ١١ سنة.
ثم انتقل إلى بريطانيا وهناك في برمنغهام أسس مركز دراسات السنة النبوية مظلته وواجهته البحثية.
وأصدر من هذا المركز مجلتي البيان؛ ومجلة السنة التي أصبح لها شأن كبير بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 لجهة صوغ الموقف السياسي للمحازبين له والمقتنعين بمنهجه في السعودية تحديداً؛ ثم ما لبثت أن أصبحت ممنوعة في معظم الدول العربية.
ثم انتقل إلى الأردن في خطوة مفاجئة.
ثم انتقل إلى قطر حتى توفي فيها.
يعتبر منهجه وآراءه مثيره للجدل، خصوصاً مع بقاء الغموض حول انتساب تيار منهجي كامل داخل البحر الإسلامي الحركي إليه. حيث حمل لواء المزج بين الجانب الحركي؛ والتوجه السلفي.
المولد؛ والنشأة:
ولد الشيخ محمد سرور بن نايف زين العابدين في حوران في سوريا سنة 1938م؛ ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة من بيت الحريري المشهورة والعريقة في النسب الشريف.
وكانت الوفاة في 11 نوفمبر 2016 (78 سنة) في الدوحة، قطر.
النشأة:
نشأ محمد سرور تحت جناح جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الذي كان يتزعمه مصطفى السباعي والذي وقع انشقاق داخله عام 1969 على خلفية فك الارتباط السياسي للوحدة العربية بين مصر وسوريا واستفراد البعثيين بالحكم السوري ووقعت خلافات بين الإخوان والنظام السوري على غرار ما وقع بين الإخوان ونظام جمال عبد الناصر في مصر، فانقسمت الجماعة إلى فصيلين أحدهما أخذ الجانب الصوفي بقيادة عبد الفتاح أبو غدة واستمر هذا الجناح تحت لواء التنظيم الدولي للإخوان؛ وأطلق عليه جناح حلب وحماة أما الجناح الآخر فكان له اتجاه قطبي نسبة إلى أفكار سيد قطب وتمثل في جماعة دمشق بقيادة عصام العطار؛ وهو الجناح الذي مال إليه محمد زين العابدين سرور الذي كان من القيادات الوسطى للجماعة في سوريا.
تشبع سرور بأفكار سيد قطب التي كانت منتشرة بشكل واسع في ذلك الوقت، كما تبنى أفكار شقيقه محمد قطب الشارح الأكبر لمؤلفات سيد قطب.
السعودية:
على خلفية هذا الصراع ووسط هذه البيئة انتقل محمد زين العابدين سرور إلى المملكة العربية السعودية للعمل هناك وبدأ نشاطه في منطقة القصيم واستطاع أن يجتذب الكثير من الأتباع، كما أسس وساهم في العديد من الجمعيات لنشر دعوته تحت غطاء العمل الخيري والنفع العام، إذ لم يكن هناك مجال للشعارات التي تطلقها الجماعة خارج السعودية نحو تطبيق الشريعة وغيرها، فالشريعة مطبقة في المملكة بشكل رسمي.
فبصفته مدرس سوري حزم محمد سرور أمتعته شاداً الرحال تجاه مدينة بريدة في وسط السعودية مدرساً لعلوم الرياضيات في معهد ديني متواضع هرباً من مضايقات أمنية يتعرض لها من نظام حافظ الأسد في دمشق ضاعف منها أنه أصبح غير مقبول من قيادات تنظيمه في حركة الاخوان المسلمين ما جعله يقرر سريعاً المغادرة ليوجد بذلك مكاناً لفكر كان غائباً عن معظم علماء وطلبة العلم في السعودية الفكر الحركي الإسلامي المستمد من تعاليم حسن البنا وكتابات سيد قطب.
حيث عمل على إحداث التزاوج بين الدعوة السلفية هناك والمنهج الإخواني وكان نشاطه ينطلق تحت ستار الجمعيات الخيرية فأثمر هذا النشاط بروز دعاة كثر أشهرهم سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر وبشر البشر. وفي حرب الخليج الأولى برز التباين الكبير بين العلماء في المملكة ممثلين في هيئة كبار العلماء وهؤلاء الدعاة وكان من نتائجه أن سافر سرور إلى بريطانيا حيث أنشأ المنتدى الإسلامي مع محمد العبدة ثم مجلة السنة التي كانت تبث عداءها الواضح لحكومة السعودية ولعلمائها وتؤيد الثورات التي كانت في الجزائر وفي غيرها.
الكويت
انتقل سرور إلى الكويت بعد طلب المملكة منه؛ والتقى هناك سيد عيد أحد كبار الإخوان والذي كان مسجوناً مع سيد قطب ثم اختلفا، وأسس كل منهما جماعة مستقلة، وتعاون سرور في الكويت مع الشيخ حسن أيوب؛ وغازي التوبة، وهما من جماعة الإخوان.
المملكة المتحدة:
اضطر سرور للخروج مغاضباً في بدايات العام 1991 عندما اشتدت عليه الضغوط مرة أخرى بسبب التأثيرات الكبيرة التي أحدثها وسط طلبة وعلماء الشريعة وفي نفوس معظم الشباب المتدين آنذاك ليذهب إلى لندن؛ ويبدأ من هناك مسيرة جديدة في حياته الدعوية والفكرية والسياسية غير أنها لم تكن أبداً بذات زخم فترة السعودية التي ذاع بسببها اسم سرور زين العابدين من مدرس متواضع إلى شخصية فكرية مؤثرة على امتداد العالم الإسلامي.
السرورية:
اسم السرورية الذي أطلق على تيار السلفية الاخوانية أو الاخوانية السلفية ليس إلا اسماً اصطلاحياً للتداول والتسهيل، ومن أجل وصف هذا المتحول الجديد في العمل الإسلامي الحركي.
وعلى هذا فإن منهج السرورية لا يصنف على منهج الإخوان المسلمين كما أنه من المؤكد انه شيء آخر غير السلفية التقليدية التي اعتدنا عليها، ومن أبرز ملامحها التجافي عن النشاط السياسي على المستويين النظري والعملي.
وطبقا لإشارة الباحث السعودي إبراهيم السكران فإنه - وحسب تجربته الخاصة مع السرورية - فإنه لم يكن واعياً بهذه التسمية أثناء الانغماس في «الدعوة إلى الله»، ولم يكن يشعر بشيء ما أكبر من كونهم «مجموعة دعوية مرنة». صحيح أنه كان هناك مستوى من التنسيق والمتابعة، غير أنه
لم يكن الحديث عن قصة إطار أو تنظيم. لاحقا حينما سمعت من زملاء لي، من نفس الخلفية التي مررت بها، عن ذلك أبديت دهشة، قوبلت بشفقة من قبل زملائي وقالوا لي: كلنا يعلم بوجود اطار تنظيمي، أو مؤسسي لنا، الا أنت!
سألت إبراهيم: ألا تعتقد ان كلمة «تنظيم» بدلالاتها الأمنية، هي التي جعلت المنتمين لهذا الإطار الحركي، يتوترون من إطلاق هذه الاوصاف الحزبية عليهم؟ لكن الأهم من التنظيم السروري هو «الفكر السروري» فهو المهيمن على مجمل الخطاب الصحوي في البلد.
من خلال اشرطة الكاسيت ورواد الخطب والمحاضرات والكتب.
فـ«عمليا» يصبح الأغلب مصبوبون على قالب السرورية منهجا وتفكيرا. يؤكد إبراهيم «وهذا هو الأهم: المنهج».
وعن ملامح المنهج السروري يقول السكران السرورية هي «منهج يختلف عن المنهج الاخواني والسلفي التقليدي، تقوم على المزج بين شخصيتين اسلاميتين هامتين هما: ابن تيمية وسيد قطب!».
ويتابع: أخذوا من ابن تيمية موقفه السلفي الصارم من المخالفين للسنة من الفرق والمذهب الأخرى مثل الشيعة، وبالتالي فهم استمدوا من ابن تيمية (المضمون العقائدي).
وأما سيد قطب فأخذوا منه (ثوريته) وآمنوا ايمانا تاما بمقولة الحاكمية لديه.
من أجل ذلك، ورغم عدم اتساق سيد قطب اتساقا تاما مع شروط العقيدة السلفية كما هي وفق التنظير الذي أصله ابن تيمية، من حيث وجود ملاحظات عقدية عليه، فانهم، خصوصا جناح الحمائم منهم، ماكانوا يتوقفون عند ذلك، وكانوا يغضون الطرف عنه من اجل مقولة الحاكمية. يبقى هناك جملة من الأسئلة حول رموز هذا التيار ونقاط اختلافه مع الاخوان والجامية والجهاديين السلفيين، علماً أن أبا محمد المقدسي سبق أن رد على محمد سرور بكتاب خاص، كما رد سرور على جماعة شكري مصطفى التكفير والهجرة.
وأخيراً موقف محمد سرور زين العابدين من إيران والخميني وطوائف لبنان، وعمر عبد الرحمن وقصة كتاب وجاء دور المجوس.
أصل التسمية:
حول أصل تسمية السرورين التي يرفضها أغلب إسلاميي السعودية؛ ويرفضها سرور نفسه يقول إبراهيم السكران:
أول مرة أسمع بهذا الاسم كانت أثناء حرب الخليج الثانية وأعتقد أن مصدر التسمية جاء من خصوم التيار السروري والمتضررين منه خاصة من تيار الإخوان المسلمين الذين رأوا في هذا التيار إهداراً لطاقات العمل الإسلامي.
والجامية هم الذين أشهروا هذا اللقب، وأذكر وبسبب هذه الحيرة في وصف التيار الإسلامي الجديد أن الاخوان كانوا يطلقون علينا في مدينة الرياض اسم جماعة فلاح نسبة إلى أحد رموز التيار.
السرورية والإخوان:
باحث آخر قال أن مظهراً من مظاهر الاختلاف السروري عن الإخواني في السعودية يتجلى من خلال اعتماد المراجع النظرية المنهجية على مستوى الكتب، فرغم أن التيارين:
الإخوان والسروريون يعتمدان سيد قطب وتفسيره في كتابه في ظلال القرآن أثناء الفهم الحركي للقرآن، إلا أنهم اختلفوا عندما وصلوا للسيرة النبوية وكيفية استثمارها والاعتبار بها حركيا.
عند الاخوان السعوديين كان كتاب فقه السيرة للإخواني السوري المقيم في السعودية منير الغضبان هو المعول عليه في تثقيف الشباب بسيرة النبي ولم يكن عند السرورين حديثي النشأة مرجع خاص يحتوي زبدة رؤيتهم وفهمهم المنهجي للسيرة النبوية فكان لزاماً إيجاد هذا المرجع. صحيح أنه كان هناك كتاب قبسات من السيرة لمحمد قطب لكنه لم يكن يشفي الغليل ومن هنا ألف محمد سرور زين العابدين كتابه حول فقه السيرة النبوية.
كان الكتاب منهلاً لكيفية استثمار السيرة من أجل الحركة وظروفها وتحولاتها عبر آلية الاستلهام وعليه مثلاً فان مرحلة الاستضعاف التي مر بها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وهي المعروفة بالفترة المكية - وكان محرماً عليه فيها القتال، ليست مجرد مرحلة تاريخية - حسب شرح سرور - بل هي حالة قد تمر بها الدعوة الإسلامية، وقد جسد سرور هذا المعنى أكثر أثناء حديثه عن أزمة الحركة الإسلامية في الجزائر بعد تعطيل الانتخابات واندلاع العنف المسلح، حيث يقول موجه نصيحته للإسلاميين الجزائريين: يا دعاة الجزائر لم يحن القطاف بعد. في مجلة السنة العدد 15 شهر صفر عام 1412 هـ.
المؤلفات:
دراسات في السيرة النبوية.
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.
حقيقة انتصار حزب الله.
العلماء وأمانة الكلمة.
وجاء دور المجوس
أزمة أخلاق.
مأسات المخيمات الفلسطينية في لبنان.
الشيعة في لبنان.. حركة أمل أنموذجاً.
سلسلة الحكم بغير ما أنزل الله ( جزءان)
مذكراتي 1-3
مساجد الضرار
اغتيال الحريري
أحوال أهل السنة في إيران.
رؤية إسلامية في الصراع العربي الإسرائيلي 1-2
رسالة إلى الجندي الجزائري
أأيقاظ قومي أم نيام
وفاته:
توفى محمد زين العابدين سرور عام 2016 وترك خلفه الكثير من المتأثرين بمنهجه في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ومنهم رموز ومشاهير يحملون ذلك الخليط من الحركية القطبية والسلفية العلمية، ومن رموز السرورية في المملكة كل من سلمان العودة وناصر العمر وعائض القرني ومحمد العريفي وغيرهم، وقد تأثر بهم الكثير من الشيوخ خارج المملكة العربية السعودية خاصة مصر؛ ومنهم الداعية محمد حسان؛ ومحمد حسين يعقوب؛ والشيخ مصطفى العدوي وغيرهم الكثير.
وعند وفاة الشيخ محمد سرور توافدت حشود المشيعين من كل مكان، وأقيمت مجالس العزاء في عدة دول، وتوالت التعازي من جميع الجهات وعلى شتى المستويات، ليس حباً ووفاءً للشيخ فحسب، بل تعبيراً كذلك عن مكانة النهج الذي انتهجه، والقيم والمبادىء التي تمسك بها الشيخ رحمه الله ودعا إليها، في نفوس الجميع.
بكته قلوب الأمة الإسلامية قبل عيونها، وهي تدرك المعنى المأثور عن ابن عباس ومجاهد في الآية الكريمة ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ بأنه موت العلماء والفقهاء. وأن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ولكن بقبض العلماء.
وفقيدنا الغالي غني عن التعريف، فقد بلغت شهرته الآفاق، وترك اسمه علماً بارزاً في سجل الفكر والدعوة والتاريخ الإسلامي، فقد جمعت كتاباته بين الوعي والعمق والتحقيق والدقة، وكان رحمه الله من أوائل من حذر الأمة من الخطر الصفوي الرافضي الباطني، وله في ذلك كتب عدة منها (وجاء دور المجوس)، وكان آخر ما نشره رحمه الله جزئين من مذكراته التي أرخ فيهما لحقبة مهمة من تاريخ سوريا والمنطقة العربية عموما، نرجو من الله أن يعين أبناءه البررة وإخوانه الكرام على إتمام نشرها لتعم بها الفائدة وتستفيد منها الناشئة والأجيال.
أصداء رحيل فضيلة الشيخ محمد سرور زين العابدين:
تأبين فضيلة الشيخ من قبل بعض المؤسسات والأفراد
ورابطة علماء المسلمين إذ تنعي الفقيد الراحل تدعو الله تعالى أن يتقبله في الأئمة الصالحين و أن يرفع مقامه في عليين ، وأن يربط على قلوب أهله و محبيه وطلبته أجمعين.
ونسأل الله أن يعوض الأمة في فقده خيراً إنه جواد كريم، وتذكر له مواقفه المشهورة والتصدي للمد الصفوي قبل نحو أربعين سنة وردوده على أهل الأهواء والغلو، وانتصاره لنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، وجهاده بالكلمة الصادقة النافعة ودعوته لجمع كلمة أهل السنة والجماعة وإثراءه المكتبة الإسلامية بمؤلفاته الأصيلة النافعة.
رابطة علماء المسلمين
وفقيدنا الغالي غني عن التعريف، فقد بلغت شهرته الآفاق، وترك اسمه علماً بارزاً في سجل الفكر والدعوة والتاريخ الإسلامي، فقد جمعت كتاباته بين الوعي والعمق والتحقيق والدقة، وكان رحمه الله من أوائل من حذر الأمة من الخطر الصفوي الرافضي الباطني، وله في ذلك كتب عدة منها (وجاء دور المجوس)، وكان آخر ما نشره رحمه الله جزئين من مذكراته التي أرخ فيهما لحقبة مهمة من تاريخ سوريا والمنطقة العربية عموما، نرجو من الله أن يعين أبناءه البررة وإخوانه الكرام على إتمام نشرها لتعم بها الفائدة وتستفيد منها الناشئة والأجيال.
المجلس الإسلامي السوري
بسم الله الرحمن الرحيم
((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))
بمزيد من الأسى والحزن تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية فضيلة الشيخ الداعية المفكر/ محمد بن سرور زين العابدين، والذي وافته المنية فجر يوم السبت ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٦ في الدوحة عن عمر يناهز ٧٨ عاما.
لقد كان الشيخ رحمه الله عالماً عاملاً في الدعوة الإسلامية في سورية وخارجها، قضى معظم حياته مهاجراً في سبيل الله ومجاهداً بقلمه ومواقفه، وقد كان الشيخ من الأوائل الذين واجهوا وفضحوا المشروع الإيراني في المنطقة، من خلال المؤلفات والكتابات المتنوعة، والتي كان لها الدور البارز في كشف خفايا خبث هذا المشروع وتوسّعه في المنطقة، إضافة إلى المؤلفات النوعية المميزة التي أثرى بها المكتبة الفكرية الإسلامية.
رحم الله الشيخ الفاضل، والعزاء لعائلة الشيخ وأقربائه ومحبيه وتلامذته وللثورة السورية كلّها، نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويلهم أهله الصبر والسلوان، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المكتب الإعلامي
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٢ صفر ١٤٣٨ / ١٢ تشرين الثاني
جماعة الإخوان المسلمين في سورية:
وقد فقدت الأمة بفقده علمًا بارزًا من أعلامها المؤثرين في الفكر الإسلامي وفي مسيرة العمل الإسلامي، ومربيًّا فذًّا بنى أجيالاً تحمل الحق وتنافح عنه وترفض الخضوع والاستكانة للباطل وأهله، وهمة عالية تتقاصر دونها همم الشباب إذ كان يجوب الأرض رغم شدة مرضه من أجل خدمة هذا الدين العظيم.
هيئة علماء فلسطين في الخارج:
عُرف الفقيد رحمه الله تعالى بمواقفه المبدئية الشجاعة في قضايا الأمة، التي غالبًا ما يعبر عنها بصراحة ووضوح تأييدًا أو رفضًا، الأمر الذي جعله مثابةً علميةً يرجع إليها كثير من طلبة العلم، ومرجعًا دعويًّا كان له أثر بالغ في انتشار تيار الصحوة الإسلامية في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الميلادي الماضي.
هيئة علماء المسلمين في العراق:
لقد كان الشيخ محمد سرور زين العابدين يمثّل تيارًا ناضجًا سياسيًّا من بين المشايخ وأهل العلم. جاهد أعداء الملة بقلمه وكتاباته، ومن أوائل من ناصر الثورة من أهل العلم. وكانت متابعته الحثيثة لواقع حوران مفخرة لنا وباعث اطمئنان. وكان الشيخ من أوائل أهل العلم الذين نبّهوا لخطر الخوارج في الشام ومن أوائل من حارب المجوس والروافض على مستوى المة جميعا. نسأل الله أن يتقبل منه صالح عمله وأن يعوض الساحة من يسدّ فراغه وأن يجعله في مرتبة الشهداء.
الهيئة الإسلامية الموحدة:
امتاز -رحمه الله- بوعيه السياسي وبعد نظره، فكان من أوائل من حذروا من خطر الثورة الخمينية في إيران على الإسلام والمسلمين
الاتحاد الإسلامي:
رحمه الله وغفر له وأسكنه فردوسه الأعلى، عمل واجتهد، ونفع الله به، وأسس مراكز مميّزة، وألّف كتبًا نافعةً
د. علي العمري
غفر الله له ورحمه وأحسن منقلبه، وتقبل دعوته وجهاده، وجعل ما أصابه كفارةً وطهورًا ورفعةً، فقد كان في مرضه صابرًا راضيًا
د. عبد الوهاب الطريري:
كنا نقرأ له ونحن في بداية الطلب، ونتسابق على نقل كلامه ودرره، أسأل الله أن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة
د. خالد الحسن:
لو اتخذت حكومات الخليج من هذا الشيخ مستشارًا وأمينًا لربما تفادوا ما يحدث الآن من رفع للرافضة وخفض للسُّنة
ربيعان الربيعان
رحم الله شيخنا أبا عصام محمد سرور بن نايف زين العابدين، عرفناه منذ الثمانينات مجاهرًا بالحق لا يخشى إلا الله
د. أحمد موفق زيدان
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، رحمك الله رحمةً واسعةً يا أيها الشيخ الجليل محمد سرور زين العابدين
كنتَ عقلاً لا يني عن التفكير، وعلمًا لا يني عن التعلم والتعليم، وقلمًا لا يني عن التأليف، ومخططًا لا يني عن التنظيم، وصاحب رأي لا يعرف التقليد.
قلتَ كلمة الحق فأخرجت من بلادك، فخرجت إلى أن دخلت الآخرة من غير بلدك، فرضيت بذلك، لأن الجهر بالحق وطنك
كنتَ ذا حدْس مرهف فما سبقك أحد في كتابك (وجاء دور المجوس) فصخب آنذاك بعضهم، وأقر الآن كلهم -على أنه من قبلك حذّر منهم الأولون كابن تيمية وغيره- إنتاجك غزير على مرضك الممض، فقد سمعت منك كلمةً وأنت على فراش المرض: (هكذا أنا عشتُ مريضًا) ، ربيت طلابًا عشقوا الحرية، وجاهدوا لأجلها مؤمنين بالله واليوم الآخر.
الشيخ كريّم راجح
رحمه الله رحمةً واسعةً وأحسن عزاء أسرته ومحبيه، فقد نصح في تحذيره من ثورة الخميني المجوسية، حين خدع به كثير من المسلمين
د. محمد البراك
العلم رحم بين أهله:
قال الشيخ عمر الأشقر: اختلفت معه، فلما قدمت قطر، فاجأني باتصاله بي ثم بزيارته لي رحمهما الله تعالى
محمد الشيب:
رحم الله فقيد الأمة الشيخ محمد سرور زين العابدين فقد جسد في كتابه (أزمة أخلاق) فجيعتنا وحمّل (العلماء مسؤولية الأمانة)
د. رياض حجاب
اختزال دور الشيخ في كتاب وجاء دور المجوس مع أهمية تنبيهه المبكر للمشروع الطائفي الإيراني لا يغطي جوانب شخصيته الأوسع
د. مهنا الحبيل
مثل الشيخ سرور مرجعية دينية في المنطقة العربية وكان ذا حدب وغيرة على الأمة يتألم لها تعازينا لأهله وطلبته
د. مهنا الحبيل
شاركت أمس في ندوة “جهود الشيخ محمد_سرور_زين العابدين في التجديد”وذكرت مما عايشته معه بنفسي حرصه وقدرته على استثمار الشباب في مشاريع الأمة
ياسر مقداد
الشيخ محمد سرور زين العابدين
كتب سفره العظيم وجاء دور المجوس قبل 30 سنة وضح فيه ما تفعله #إيران الآن ورفضت نشره في حينها كل دور النشر العربية
د. محمد الصغير
حذّر في مجلته “السنة” من الغلاة في الولاة، وحثّ على لزوم مذهب السلف، وصنّف عدة كتب عن مكر الرافضة.
فلا غرابة أن يكثر خصومه! حذّر من الطغاة وحذّر من الغلاة في التكفير وألّف كتابا عن جماعة التكفير والهجرة، وآخر عن جماعة التوقف والتبيّن.
عبد العزيز آل عبد اللطيف
بلغني في هذه اللحظة نبأ وفاة الأخ الصديق محمد سرور زين العابدين، رحمه الله تعالى. كان من أصدق من عرفت، وأفى من عرفت، وأشجع من عرفت، وأصبر من عرفت، وأكرم من عرفت، وأعلم من عرفت بسوريا وتاريخ سوريا ورجال سوريا وسكان سوريا، وأكثر من عرفت عطاءً لدينه وأمته وبلاده في الغربة والوطن، والصحة والمرض، والعسر واليسر، والسر والعلن
الأستاذ عصام العطّار
رحم الله الشيخ الداعية محمد سرور، وغفر له وجبر مصاب أهله، فقد كان رائد صدق أهله، في بيان خطر المجوس منذ عقود
أ.د ناصر العمر
.قبل 35 عامًا كان هذا الرجل يصرخ محذّرًا من خطورة مشروع الخميني على المنطقة وأمنها وشعوبها، فاستخفّوا بنداءاته، يرحمه الله
جمال سلطان
مات الذي سبق الزمان بفكره
مات الكبير بعلمه وبقدره
كم قد أماط عن النفاق قناعه
وأزاح عن (كسرى) عمامة مكره
مشعل المطيري
محمد سرور.. رحيل مؤسس التيار "السروري"
13/11/2016
"محمد سرور" داعية ومفكر إسلامي سوري؛ انضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين ببلاده، ثم انفصل عنها. أقام في السعودية حيث مارس التدريس سنوات، وتبنى منهجا يجمع بين السلفية المحافظة والحركية السياسية نشأ منه تيار دعوي إسلامي أصبح يُنسب إليه ويُعرف إعلاميا بـ"السرورية". اشتهر بدعمه للثورة السورية وتحذيره من "الخطر الإيراني".
المولد؛ والنشأة:
وُلد محمد سرور بن نايف زين العابدين عام 1938 في قرية "تسيل" التابعة لمنطقة حوران جنوبي سوريا، وتربى في عائلة فلاحية محافظة.
الدراسة؛ والتكوين:
أنهى سرور تعليمه الابتدائي في قرية "الشيخ مسكين" بمنطقته، ثم غادر قريته إلى مدينة درعا عام 1951 حيث درس المرحلة المتوسطة والسنة الأولى من الثانوية، وفي عام 1958 انتقل إلى العاصمة دمشق لإكمال الثانوية في "الكلية العلمية الوطنية"، وبعد حصوله على شهادتها التحق بجامعة دمشق حيث تخرج في كلية الحقوق. وأثناء ذلك تلقى العلم الشرعي على عدة شيوخ.
التوجه الفكري:
انتسب سرور عام 1953 إلى الفرع السوري من جماعة الإخوان المسلمين التي كانت أحد التيارات الفكرية والسياسية الفاعلة في منطقته، وذلك بتوجيه من والده وتأثير من مدرّسيه الذين كان عدد منهم أعضاء في الجماعة.
انفصل سرور لاحقا عن "الإخوان" وأسس ما أصبح يعرف إعلاميا بـ"التيار السروري" الذي ينسب إليه ويعرَف به في الساحة الحركية الإسلامية. ومع ذلك وصف عام 2008 علاقته بالإخوان بالعميقة "لأنني ما عرفت الإسلام إلا عن طريقهم".
الوظائف؛ والمسؤوليات:
غادر سرور سوريا عام 1965 إلى السعودية حيث عمل مدرسا في خمسة من معاهدها العلمية الشرعية في حائل ثم منطقة القصيم وأماكن أخرى، كما مارس التدريس مدة 11 سنة في الكويت.
التجربة الحركية:
انخرط سرور وهو طالب بالمرحلة المتوسطة في صفوف حركة الإخوان المسلمين، فتتلمذ على كبار قادتها وخاصة مؤسس فرعها في سوريا الدكتور مصطفى السباعي والشيخ عصام العطار، وحين تعرضت الجماعة لحملة قمع أمنية شديدة -بعد وصول حزب البعث إلى سدة الحكم عام 1963- غادر البلاد إلى السعودية عام 1965.
في السعودية أقام سرور بعدة مدن مثل حائل وبريدة (عاصمة منطقة القصيم) والبكيرية حيث عمل مدرسا في معاهد علمية شرعية، وفيها أتيح له أن يلتقي مع "إخوان" البلاد العربية الأخرى الذين جاؤوا للعمل والدراسة فكان له منهم تلامذة وأتباع. ثم انتقل منها حوالي 1973 للتدريس بالكويت إثر خلافه مع الإخوان وانفصاله التنظيمي عنهم.
وفي الكويت وجد سرور بيئة مناسبة لنشر فكرته التي بدأ في بلورتها وهو ما زال في السعودية، ونشأ من خلالها ما أصبح يعرف لاحقا بـ"تيار السرورية"، الذي يصفه هو -متبرئا من التسمية التي تطلق عليه- بأنه "تيار يجمع بين الجانب الحركي الإخواني والاهتمام بقضايا العقيدة والأخلاق".
وفي عام 1984 غادر الكويت إثر ضجة أثارها نشر كتابه "وجاء دور المجوس" الذي تناول فيه "مخاطر الثورة الإيرانية"، ويعتبر البعض أنه "أول كتاب يستشرف خطر النظام الإيراني" على المنطقة العربية.
حط سرور رحاله في بريطانيا حيث أقام بوصفه "مستثمرا" في مجال التأليف والدراسات والنشر، فشارك مع آخرين في تأسيس "المنتدى الإسلامي" الذي صار مركزا مهتما بالتعريف بالإسلام وأوضاع المسلمين، كما أنشأ "مركز دراسات السنة النبوية" الذي تولى إدارته وكان يصدر مجلة "السنة" منذ 1989.
وفي لندن واصل رعايته عن بعد لتياره الفكري الحركي الذي أصبح يتمدد يوما بعد يوم حتى صار له -بعد حرب الخليج الثانية وتأثيراتها- وجوده المجتمعي والسياسي والثقافي في أغلب البلدان العربية خاصة دول الخليج ومصر واليمن، وقد استثمر سرور في جهده هذا علاقاته الواسعة التي بناها مع نشطاء الدعوة الذين التقى بهم طوال عقدين في السعودية والكويت.
ومع اعترافه بأنه "مؤسس هنا وهناك" لهذا التيار الذي يوصف بأنه مزج بين "حركية الإخوان وعلمية السلفية"؛ فإنه ينفي أنه كان "مسؤولا عن التنظيم"، ويقول: "في الحقيقة لم أكن يوما من الأيام مسؤولا تنظيميا في هذا التيار، لكنني أيضا لست نكرة فيه. تستطيع أن تقول إنني عضو مؤثر في هذا التيار لكن ليس لي فيه دور تنظيمي".
يُتهم سرور -الذي يقول محبوه إنه اشتهر "بمواقفه المبدئية الشجاعة في قضايا الأمة"- من بعض الإعلاميين السعوديين بأنه أحد مؤسسي ما يعرف في السعودية بـ"تيار الصحوة"، الذي يُدخلون في عداد أقطابه الشيوخ سفر الحوالي وسلمان العودة وعائض القرني وناصر العمر، والذي عُرف بمناهضته القوية لطلب استقدام القوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة لـ"حماية" السعودية إثر غزو العراق للكويت عام 1990.
ويقول هؤلاء الإعلاميون إن "التيار السروري" استطاع السيطرة على "كثير من المراكز الحساسة في الهيئات الدينية والخيرية والإعلامية بالمملكة (السعودية)، وتغلغل في المساجد والمدارس"، ويرون أنه "يشكل اليوم القطاع الأكبر والأكثر انتشارا في المملكة على وجه الخصوص ومنطقة نجد على الأخص".
انتقل سرور من بريطانيا إلى الأردن 2004 وظل هناك حتى غادرها إلى قطر بعد اندلاع أحداث الثورة السورية على نظام بشار الأسد عام 2011، حيث اشتهر بدعمه الإعلامي والشرعي للثورة ووقوفه إلى جانب فصائلها من أجل "تحرير البلاد من حكم الطاغية".
رحمه الله رحمة واسعة؛ وأسكنه فسيح جناته.
المصادر:
١_ الموسوعة التاريخية الحرة.
٢_ الشيخ محمد سرور زين العابدين: سيرة ومواقف.
٣_ موقع الشيخ على الأنترنت.
٤_ مواقع رابطة علماء الشام.
٥_ موقع الجزيرة نت.
٦_مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1043