الأديب العالم المحدث الدكتور سعيد الأعظمي الندوي

dfgfg1057.jpg

هو الشيخ الداعية والأديب العالم المحدث د. سعيد الأعظمي الندوي، رئيس تحرير مجلة البعث الإسلامي.

ولادته، ونشأته:

أبصر الدكتور الأعظمي النور في 14 / مايو عام 1934م، في “إله دادفوره” ببلدة مئو بمديرية أعظم جراه آنذاك، وقد استقلت مئو من أعظم جراه عام 1988م، حسب قرار حكومي، وبلدة مئو الآن مديرية مستقلة منذ أكثر من 28/عاماً

كان والد الشيخ الأعظمي فضيلة الشيخ محمد أيوب الأعظمي بن الشيخ محمد صابر محدثاً كبيراً، وعالماً فاضلاً، درس في دار العلوم ديوبند، وظل مديراً لجامعة مفتاح العلوم إلى 25 عاماً، ثم صار شيخ الحديث فيها إلى مدة عشر سنوات، وقد قضى سنتين في دار العلوم التابعة لندوة العلماء كأستاذ للحديث الشريف في الستينيات، ثم انتقل إلى جامعة تعليم الدين بدابيل بولاية غجرات، وكان على منصب شيخ الحديث فيها إلى مدة 21 عاماً، ولد عام 1317هـ، المصادف 1898م، وتوفي في 6 شوال عام 1404هـ، المصادف 6 / يوليو عام 1984م

تعليمه، ودراسته العلوم الإسلامية:

إن أسرة الشيخ الأعظمي أسرة علمية، فكان الأطفال الصغار في تربية صالحة جيدة، إن والد الشيخ محمد أيوب كان يذهب به إلى مدرسة مفتاح العلوم، فهنا يدرس من الأساتذة الذي يدرسون في الصفوف البدائية، فكان والده وأخوه الشيخ عزيز الرحمن الأعظمي يهتمان بتربيته وتعليمه، وكانا يشرفان على جميع شئونه.

دراسته في جامعة مفتاح العلوم:

أكمل الشيخ الأعظمي دراسته العالية في جامعة مفتاح العلوم ببلدة مئو، ثم ذهب إلى دار العلوم ديوبند في عام 1949م المصادف 1368هـ، لكن رجع بعد أسبوع، ولم يكمل دراسته هناك، بل أتم دراسة الصحاح الستة في جامعة مفتاح العلوم تحت إشراف والده الجليل الشيخ محمد أيوب وفضيلة المحدث الكبير الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي والشيخ عبد اللطيف النعماني، وتخرج من هذه الجامعة أثناء عام 1950-1951م.

دراسته في دار العلوم لندوة العلماء:

أرسل والده رسالةً إلى سماحة الشيخ العلامة السيد أبي الحسن الندوي عن التحاقه بدار العلوم لندوة العلماء، فرد العلامة الندوي على هذه الرسالة رداً شافياً، حتى استتب الأمر له أن يدرس في دار العلوم لندوة العلماء لكناؤ.

انخرط الشيخ الأعظمي في سلك الدراسة والتعليم بدار العلوم لندوة العلماء عام 1952م، وذلك في السنة الأولى للدراسات العليا من قسم الأدب، درس هنا بجهد وإتقان، حتى انتخب في السنة الثانية أميناً عاماً للنادي العربي، أساتذته في دار العلوم لندوة العلماء، وكان من أساتذته

فضيلة الشيخ المفتي محمد سعيد رحمه الله

فضيلة الشيخ عبد الله عباس الندوي رحمه الله

فضيلة الشيخ عبد الحفيظ البلياوي رحمه الله

فضيلة الشيخ أبو العرفان الندوي رحمه الله

فضيلة المحدث شاه حليم عطاء شيخ الحديث بجامعة ندوة العلماء

فضيلة الشيخ محمد إسحاق السنديلوي أستاذ الحديث والتفسير بدار العلوم ندوة العلماء

الشيخ محمد سميع الصديقي رحمه الله

الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي

المفتي محمد سعيد (مفتي دار العلوم لندوة العلماء)

الشيخ الدكتور عبد الله عباس الندوي

الشيخ عبد الحفيظ البلياوي

الشيخ أبو العرفان خان الندوي

الشيخ حليم عطاء (رحمه الله تعالى)

فضيلة الشيخ محمد إسحاق الصديقي السنديلوي

الشيخ محمد سميع الصديقي

استفادة الشيخ من العلامة السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي:

واستفاد بصفة خاصة من سماحة العلامة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وكان العلامة الندوي آنذاك لا يدرس كأستاذ نظراً إلى زحمة نشاطاته الدعوية وأشغاله العلمية، فكان الشيخ الأعظمي بعد صلاة العصر يذهب إلى مركز الدعوة والتبليغ بأمين آباد، حيث كان الشيخ نزيلاً، ويستفيد منه استفادةً، بحيث يجلس في درس القرآن الذي كان يلقي أمام الناس في المركز، وخاصة يستفيد منه من حيث اللغة العربية والأدب العربي والبلاغة وما إلى ذلك

الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي

قسم التكميل بجامعة ندوة العلماء:

بعد إكمال الدراسات العليا التحق الشيخ الأعظمي بقسم التكميل بجامعة ندوة العلماء، وكان يدرِّس الطلاب على سبيل التدريب، فحظي بالتوفيق والسداد من الله تعالى، واكتسب القبول بين الطلاب.

وكان من مقررات هذا القسم البيان والتبيين، والكامل للمبرد، وخزانة الأدب للبغدادي، وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، والبداية والنهاية لابن كثير، وكتب تاريخ الأدب العربي، وفيض الخاطر لأحمد أمين والنهاية لابن كثير وكتب تاريخ الأدب العربي، وفيض الخاطر لأحمد أمين ورسائل الرافعي، وعبقريات عباس محمود العقاد، وللتدريب على الكتابة العربية: رنات المثالث والمثاني، وحياتي لأحمد أمين، والنظرات والعبرات للمنفلوطي، ومرآة الإسلام وعلى هامش السيرة لطه حسين، ولتكوين الذهن الفكري والعلمي: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، والعدالة الاجتماعية في الإسلام، والإنسان بين المادية والإسلام، وتفسير ابن كثير، وفي ظلال القرآن وغيرها من الكتب العلمية

وكان الشيخ مع دراسة هذه الكتب يدرس في دار العلوم لندوة العلماء في الثانوية، أربع حصص على الأقل، ثم خمس أو ست حصص تعليمية، وكانت الحصة التعليمية تستغرق خمسين دقيقةً آنذاك، وكان من زملائه الشيخ وجيه الدين الندوي، الذي التحق بقسم التكميل الديني بجامعة ندوة العلماء، فكانت إقامة الشيخ في جنب القاعة الجمالية برواق شبلي – هكذا انقضت هذه السنة بكل هدوء مع دراسة تامة وتدريس كامل.

رحلته العلمية إلى بغداد:

وقد حالفه التوفيق أن يقضي سنة كاملة عام 1958م في تربية فضيلة العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي، وذلك بإيعاز من سماحة العلامة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، فقد سافر إلى العراق، وقضى أحد عشر شهراً في بغداد تحت تربية العلامة المراكشي، وتعلم منه أدباً وثقافةً وعلوماً.

يكتب الشيخ في مجلة البعث الإسلامي عن الاستفادة من الشيخ المراكشي.

“كان المجال الرئيس الذي توخيت عن استفادته فيه من العلامة الهلالي، هو مجال النحو والأدب والعربية والأدب العربي، وكم كنت سعيد الحظ بما قد تكرم به أستاذنا الهلالي من وضع برنامج لي تتيسر به الاستفادة فيه في مجال العربية والأدب والتعبير والإعراب، وخاصة بعد ما رأى حرصي وملازمتي إياه وانتهازي لهذه الفرصة التي أتاحها الله لي عنده، ولقد قرر لي كتاباً في النحو، وهو “شرح شذور الذهب” لابن هشام، أقرؤه عليه من التحقيق واستعراض مسائل الإعراب من كل باب، والتفهم لوجوه وفروق ومعاني النحو التي لها دور كبير في بلاغة الكلام وتذوق اللغة وصحة التعبير، وكتاباً آخر في الشعر العربي، إذ وقع اختياره على ديوان الحماسة الذي يُعتبر من أحسن دواوين الشعر العربي وأجمعها لأصناف الشعر وأبوابه.

 وذلك عدا الاستفادات المنوعة التي كنت أحظى بها مع ملازمتي إياه طوال أوقات عمله، فقد كنت أذهب معه إلى الجامعة، وأحضر معه في كل حصة دراسية، كان يدرس فيها درساً من الحديث والتفسير ويلقي فيها محاضرات حول مختلف المواضيع من العربية واللغة والإعراب، وكنت لا أفارقه حتى يأذن لي بالعودة إلى مقري، أو يشتغل هو بنفسه أو بأمور خاصة لا شأن لي بها”.

شهادة الدكتوراه:

وقد سافر الشيخ إلى مصر لزيارة الأزهر الشريف وتسجيل اسمه في مرحلة الدكتوراه إذ تيسر له الوقت في السبعينيات، لكن كثرة أشغاله في ندوة العلماء لم توفر له فرصة مكوثه هنا إلى إكمال رسالة الدكتوراه، فرجع إلى الهند.

وشاور الدكتور الأعظمي من العلامة الندوي في هذا الأمر، فأشار عليه بأن يكتب رسالة الدكتوراه في ندوة العلماء، فظل يفكر عن الموضوع، وكان أول موضوع خطر بباله هو “الإمام أحمد بن عبد الرحيم المعروف بولي الله الدهلوي أديباً إسلامياً”، ثم موضوع “شعراء الرسول في ضوء الواقع والقريض” والحمد لله تمت الموافقة على الموضوع الثاني، فجعل يعد بحثه العلمي تحت إشراف سعادة العلامة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله، وقد كملت هذه الأطروحة في سنة 1992م، وجرت المناقشة مع الأساتذة الكبار بجامعة علي كراه الإسلامية، الهند، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، وفوضت إليه شهادة الدكتوراه.

سعيد الأعظمي الندوي وجهوده في الصحافة العربية

د. محمد فرمان الندوي*

ملخص البحث: 

لم تخل الهند بعد ما أشرقت شمس الإسلام على أرضها من المولعين باللغة العربية والمشتغلين بالأدب العربي، وقد احتلت مكانةً بارزةً بإسهامات أبنائها في المجالات الكثيرة وخاصة في اللغة العربية والأدب العربي، بين البلدان الأخرى، حتى عُدت في رأس قائمة بلدانها التي اعتنت باللغة العربية. ومن المعلوم أن دار العلوم لندوة العلماء قد أنجبت العديد من العلماء والكتاب والأدباء والصحفيين الذين نالوا شهرة واسعةً بفضل ما بذلوا من جهود جبارة في مجالاتهم المعنية بهم. ويعد سعيد الأعظمي الندوي ممن لهم دور ريادي في مجال الصحافة العربية في الهند، فإنه علم من أعلام الصحافة العربية المعاصرة في الهند.

في هذه الورقة العلمية، سأتناول مختلف جوانب حياة الأعظمي الندوي مع التركيز الخاص على ما بذله من جهود قصوى في مجال تطور الصحافة العربية فضلا عن اللغة العربية وآدابها في الهند.

كلمات مفتاحية: الأعظمي، البعث الإسلامي، الدراسات الإسلامية، الرائد، الصحافة العربية، الندوي.

مقدمة:

لعبت الشخصيات الإسلامية دورًا هامًا في توسعة نطاق نشر اللغة العربية في أرجاء الهند، وكان منها أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن والشاعر أبو عطاء السندي والإمام رضي الدين والقاضي عبد المقتدر والشيخ أحمد التهانيسري والإمام علي بن حسام الدين المتقي والشيخ زين المخدوم وغلام علي آزاد البلكرامي والإمام ولي الله الدهلوي والشيخ محمد أعلى التهانوي والعلامة مرتضى الحسيني البلكرامي وصديق حسن خان القنوجي وفيض الحسن السهارنفوري.

في عصر الاحتلال الإنجليزي قام العلامة شبلي النعماني والإمام عبد الحي الفرنكي محلي والعلامة حميد الدين الفراهي والعلامة السيد عبد الحي الحسني والشيخ محمد أنور شاه الكشميري والعلامة السيد سليمان الندوي بجهود مشكورة.

وبعد تحرير الهند من براثن الإنجليز قام بمجهودات كثيرة في اللغة والأدب العلامة عبد العزيز الميمني والعلامة السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي والشيخ مسعود عالم الندوي والشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي والأستاذ محمد الحسني والمحقق أبو محفوظ الكريم المعصومي والسيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي، والشيخ سعيد الأعظمي.

رائد الصحافة العربية في الهند:

ومن هؤلاء الأعلام الدكتور سعيد الأعظمي الندوي، فإن حياته حافلة بإنتاجات أدبية، وثروات علمية، وقد جعل اللغة العربية والأدب العربي موضوعًا له منذ 1952م، واستفاد من المحدث، الأديب، الشاعر الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وأديب العربية الكبير العلامة تقي الدين الهلالي المراكشي والعلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي، ولا يزال يواصل سيره في هذا المجال، فكتب لمجلة البعث الإسلامي الصادرة عن ندوة العلماء، التي هو رئيس تحريرها، في 60 عامًا، 600 مقال أدبي وفكري باللغة العربية، ولصحيفة الرائد النصف الشهرية 1250 كلمةً (كلمة الرائد)، على أقل تقدير، ماعدا المقالات والبحوث التي كتبها للندوات الأدبية، والمقالات التي دبج يراعه حول وفاة العلماء والفضلاء والمفكرين المسلمين، أضف إلى ذلك تدريسه اللغة العربية والأدب العربي والنقد الأدبي، وعمادة كلية اللغة العربية وآدابها بدار العلوم لندوة العلماء إلى مدة، وخطابته باللغة العربية في جامع ندوة العلماء منذ أكثر من خمسين عاماً، وخطابته في حفلات النادي العربي بالمدارس الإسلامية، وخاصة في دار العلوم لندوة العلماء.

وهو أديب ضليع وصحافي بارع، ولغوي ماهر، وأستاذ جليل، درّس “شذا العرف في فن الصرف ” للشيخ أحمد الحملاوي و”قطر الندى وبل الصدى”، و”شرح شذور الذهب” لابن هشام، ولا يزال يدرس المعلقات السبع ودلائل الإعجاز للشيخ عبد القاهر الجرجاني و”المفصل في علم العربية” للزمخشري، ودواوين الشعر العربي وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، والصحافة العربية وغيرها. فتقديرًا لجهوده الأدبية نال جوائز أدبيةً كثيرةً، من بينها جائزة رئيس جمهورية الهند عام 1994م.

تعريف وجيز بالشيخ سعيد الأعظمي:

وُلد الشيخ سعيد الأعظمي الندوي في 14 مايو عام 1934م في “إله داد فوره” ببلدة مئو، أترا برديش، الهند. وكانت أسرته أسرةً علميةً، وكان أبوه المحدث محمد أيوب الأعظمي عالمًا كبيرًا، وظل مديرًا لجامعة مفتاح العلوم بمئو إلى 25 عامًا، وكان شيخ الحديث فيها إلى مدة عشر سنوات. كما كان أستاذ الحديث في دار العلوم لندوة العلماء، وشيخ الحديث في جامعة تعليم الدين بدابيل، غجرات. وكان أخوه الأكبر الشيخ عزير الرحمن الأعظمي عالمًا كبيرًا، وأخوه الأصغر الدكتور مسيح الرحمن الأعظمي متحليًا بالثقافتين الدينية والعصرية. وكان جده الشيخ محمد صابر أيضاً من أفاضل الأتقياء والأصفياء.

تعلم الشيخ عند والده الشيخ محمد أيوب وأخيه الشيخ عزيز الرحمن الأعظمي، ثم التحق بجامعة مفتاح العلوم، وتخرج فيها عام 1949م، ثم تخصص في الأدب العربي بدار العلوم لندوة العلماء عام 1952م، وكان من أساتذته الكبار في مئو الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، والشيخ عبد اللطيف النعماني، ووالده الشيخ محمد أيوب الأعظمي. وكان من أساتذته في دار العلوم لندوة العلماء، الشيخ المفتي محمد سعيد والشيخ عبد الله عباس الندوي، والشيخ عبد الحفيظ البلياوي، والشيخ أبو العرفان الندوي، والشيخ حليم عطاء، والشيخ محمد إسحاق السنديلوي، والشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي، واستفاد بوجه خاص من أبي الحسن علي الندوي. كما ذهب إلى العراق واستفاد من أديب العربية الكبير الشيخ محمد تقي الدين الهلالي المراكشي عام 1958م، وقضى عنده أحد عشر عاماً.

إن حياة الشيخ الأعظمي الندوي حافلة بالنشاطات والوظائف، فقد ساهم في إصدار مجلة “البعث الإسلامي” عام 1955م، كما ساعد في إصدار صحيفة “الرائد” عام 1959م، وفي صحيفة “تعميرِ حيات” باللغة الأردية عام 1963م، وظل إمامًا وخطيبًا في جامع ندوة العلماء منذ مدة لا بأس بها، وظل نشيطًا في توسعة نطاق رابطة الأدب الإسلامي العالمية، حتى كان عضو مجلس الأمناء لها، وكان المشرف الإداري لدار العلوم لندوة العلماء. كما كان عميد كلية اللغة العربية وآدابها. وبعد وفاة أبي الحسن علي الندوي اُنتخب مديرًا لدار العلوم لندوة العلماء، وأسس جامعة انتغرل بلكناؤ، ولا يزال باقيًا على منصب نائب الرئيس لهيئة التعليم الديني، وانتخب عضوًا لدار المصنفين وهيئة الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم الهند.

قام الشيخ برحلات كثيرة في الهند وخارجها، ومن أهم الدول التي سافر إليها، وقام فيها بالدعوة الإسلامية المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والكويت، وقطر، وعمان، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان، وبنغلاديش، ونيبال، وسنغافورة، وفيجي، وأستراليا، وبريطانيا، وتركيا وغيرها.

مجلة البعث الإسلامي وعلاقته بها:

صدرت عن ندوة العلماء عام 1932م مجلة “الضياء”[1]، تحت إشراف وتوجيه العلامة السيد سليمان الندوي، والعلامة الأديب الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي. وكانت هيئة رئاسة المجلة تتكون من الأستاذين الجليلين الشيخ مسعود عالم الندوي والشيخ أبي الحسن علي الندوي، واستمر صدورها إلى أربع سنوات، ثم احتجبت. ولم يكن لندوة العلماء لسان حال باللغة العربية، فظلت الحاجة باقيةً إلى مجلة تكون خير واسطة بين الهند والعالم العربي، وتكون منبرًا أدبيًا، تستطيع أن تبلغ به ندوة العلماء نداءها إلى الناس كافة.

وعلى كل، فقد كان في بداية الخمسينيات من القرن العشرين المنتدى الأدبي، الذي أنشأه الأستاذ محمد الحسني رحمه الله تعالى، وكان هذا المنتدى يعقد حفلات أسبوعية، ونشط أعضاؤه، وكان الشيخ سعيد الأعظمي من أعضائه المتحمسين له، وكان يكتب كل أسبوع مقالاً، فيقدم في الحفلات الأسبوعية.

ولما كثرت المقالات دار في خلد أعضاء المنتدى أن يهتموا بطباعتها، ويجعلوها ذكريات حلوة، فكان هذا الاقتراح قد أخذ بقلب الأستاذ محمد الحسني رحمه الله تعالى كل مأخذ، لكن تشاور الشيخ محمد الحسني والأستاذ سعيد الأعظمي في إصدار مجلة عربية لنشر أمثال هذه المقالات، وحينما قُدِّم هذا الاقتراح أمام أعضاء المنتدى لم يوافقوا عليه تماماً، واعتبروه محالاً، لكن رأي الأستاذ محمد الحسني لم ينثلم، واستشار في هذا الشأن والده الطبيب السيد عبد العلي الحسني فشجعه على هذا العمل، ووعد بتوفير كل نوع من المعونات. وفي جانب آخر، أخبر الأستاذ محمد الحسني والأستاذ سعيد الأعظمي بهذا الأمر الشيخ أبا الحسن علي الندوي، فكان تشجيعه وعنايته بالموضوع كثيراً، وهو الذي سمّى هذه المجلة بـ”البعث الإسلامي”.

صدور العدد الأول للمجلة:

صدر العدد الأول من المجلة في شهر أكتوبر عام 1955م[2]، المصادف صفر 1375هـ، وكان رئيس التحرير والمدير المسئول لهذه المجلة الأستاذ محمد الحسني، وكان الأستاذ سعيد الأعظمي والأستاذ محمد اجتباء الحسيني مديري التحرير لهذه المجلة، ومنذ فبراير عام 1959م استقل الشيخ سعيد الأعظمي بإدارة التحرير، لأن الأستاذ محمد اجتباء الندوي غادر إلى سوريا لمواصلة التعليم العالي. وظلت المجلة تصدر بانتظام واستمرار، حتى تلقت في مدة قريبة ثقة الخاصة والعامة.

لقد أبدى كثير من العلماء انطباعاتهم نثراً وشعراً، وقال الشيخ عبد اللة عبدالغني خياط (عضو هيئة كتار العلماء والخطيب في المسجد الحرام):

“الجهاد كما يكون بالسيف والسنان،…. يكون أيضاً بالحجة والبرهان، والحجة والبرهان تختلف فيهما الوسائل والدروب.

أنعت هذه المجلة بالمجاهدة، لأنها طيلة أيام، بل أعوام صدورها…. حتى الآن سائرة في جهادها، ماضية على المخطط الإسلامي المرسوم لها، لم تعقها العواصف الهوج إذ تهب عليها، ولا الأغراض السياسية التي كثيرًا ما تعرقل السير بسيرتها، ولا المصالح النفعية التي هي الهدف المنشود من وراء الإصدارات للمجلات أو الصحف.

كم تمنيت أن يكون لي شرف الانتماء إليها، والاندماج في سلك كتابها لأودي واجبًا إسلاميًا، لكني كثيراً ما تصرف الظروف، بل الواجبات الإسلامية الأخرى.

إني أبارك خطواتها المسددة الموفقة العظيمة الهادية في خدمة الإسلام والدعوة إلى الله على هدى وبصيرة”[3].

أصدرت مجلة البعث الإسلامي أعداداً ممتازة خاصة بموضوعات مهمة، خلال رحلتها العلمية، وهذه الأعداد تسلط ضوءاً كاشفاً على خبايا زواياها، وتبين حقائقها. وصدرت هذه الأعداد الخاصة تحت رعاية الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي إلا العدد الأول الممتاز عن الدعوة الإسلامية، فقد كان خلال إعداده في رحلته إلى العراق، ولاشك أن إصدار هذه الأعداد لجهاد طويل في مجال الصحافة يخلد به الزمان على مر العصور.

دراسة لافتتاحياته ومقالاته المنشورة في البعث الإسلامي:

كان الشيخ سعيد الأعظمي الندوي عضواً في أسرة المجلة منذ أول يومها، فكان مدير التحرير في المرحلة الأولى، وكان أول مقال نُشر في العدد الأول للمجلة هو: الشاعر محمد إقبال يناجي العرب[4]. وأول افتتاحية كتب الشيخ لمجلة البعث الإسلامي هي في المجلد الثالث حول “من عام إلى عام”[5].

وتدل نظرة على الافتتاحيات والمقالات على أنها كتبت في فترات مختلة، وكلما نشبت فتنة أو ثارت ثائرة أو اشتبكت طائفية رد عليها الشيخ الأعظمي رداً شنيعاً، ودفنها في عقر دارها، ومعلوم أن الافتتاحيات تكون ترجماناً للأوضاع الحاضرة وتعبيراً عن الظروف الجارية، وهذه الأوضاع تتجدد وتتنوع، وتتأزم وتتعقد، فلابد من معالجتها وحل معضلاتها في ضوء الإسلام وشريعته الغراء.

الإسلام هو الملجأ الوحيد للإنسانية جمعاء:

صدر في الآونة الأخيرة كتاب بقلم صوئيل هنجتون، واسمه: صراع الحضارات، فقد أبدى فيه صاحبه هذه الفكرة: إن المشكلة الأساسية للغرب ليست هي الأصولية الإسلامية، بل هي الإسلام نفسه.

فما إن صدر هذا الكتاب حتى نفشت ريشة قلم رئيس تحرير مجلة البعث الإسلامي الشيخ الأعظمي، وأثبتت أن الإسلام هو الملجأ الوحيد للإنسانية جمعاء، بدون نزاع ولا خلاف، وهو معقل الإنسانية، وموئلها الذي يأوي إليه كل من كان خائفًا مذعورًا، وهنا عدة افتتاحيات حول هذا الموضوع:

1

دين الاتزان والشمول

المجلد الثاني والعشرون

العدد التاسع

2

الرؤية الإسلامية في الحضارة الإنسانية

المجلد الثالث والعشرون

العدد الثاني

3

شريعة الله لا تتطور مع المفاهيم المتطورة

المجلد الثامن والعشرون

العدد الثاني

4

إلى الإسلام من جديد، لماذا؟

المجلد التاسع والعشرون

العدد الأول

5

الإسلام والعالم المعاصر

المجلد الثلاثون

العدد العاشر

6

الأمة الإسلامية وشريعة الله والمسلمون التقدميون

المجلد الحادي والثلاثون

العدد الأول

1.

جرِّبوا الإسلام من جديد

المجلد الثالث والثلاثون

العدد الثاني

2.

لا تحسروا مد الإسلام الحضاري

المجلد السادس والثلاثون

العدد السادس

3.

الإسلام في مواجهة الحقد العالمي

المجلد التاسع والثلاثون

العدد الثالث

4.

الإسلام والصراع الحضاري

المجلد الحادي والأربعون

العدد الرابع

قضايا العالم الإسلامي وموقف المسلمين نحوها:

العالم الإسلامي محدق بالأخطار والتحديات المتنوعة، فهناك قضايا دولية، وقضايا إقليمية، ويعيش المسلمون حياة الذل والاضطهاد، فما من قطر في العالم الإسلامي إلا ويتعرض أهله للشدائد والمحن، لكن شيخنا متفائل في مثل هذه الأوضاع، بشرط أن يكون الإيمان والعمل الصالح، فكتب افتتاحيات لمجلة البعث الإسلامي، وهي تسلط ضوءًا كاشفًا على هذا الجانب المهم:

1

قصة الإيمان مع أهله

المجلد الثاني عشر

العدد الثالث

2

لا داعي للتشاؤم

المجلد السابع

العدد العاشر

3

جبهة واحدة يا دعاة الإسلام!

المجلد السابع عشر

العدد السابع

4

أول ثمرة للمشروع الأمريكي

المجلد الخامس عشر

العدد الثالث

5

مقياسنا للانتصار

المجلد الخامس عشر

العدد السادس

6

مشكلاتنا ثمرة لشتاتنا

المجلد الثامن عشر

العدد الثامن

7

المطامع الماركسية في باكستان وأفغانستان وإيران ودول الخليج

المجلد الثالث والعشرون

العدد الثامن

8

مؤامرة مكثفة لتصفية العناصر الإسلامية

المجلد الخامس والعشرون

العدد الأول

9

هذا هو الاستشراق فما عدتنا نحوه؟

المجلد السادس والعشرون

العدد التاسع

10

الفاشية الإسلامية وزعماء الحضارات المادية

المجلد الثاني والخمسون

العدد الخامس

11

واقدساه! ومن للمسجد الأقصى

المجلد الخامس والعشرون

العدد الثالث

12

ثورة إيران في ميزان الواقع والتاريخ

المجلد السادس والعشرون

العدد الرابع

13

محاولات مسلحة ومخططات مدبرة للقضاء على الإسلام

المجلد السادس والثلاثون

العدد الأول

14

مأساة البوسنة والهرسك الجديدة

المجلد السابع والثلاثون

العدد التاسع

15

المسجد البابري، له الله وحده

المجلد الثامن والثلاثون

العدد الثامن

16

محنة الشيشان وسياسة تكميم الأفواه

المجلد الخامس والأربعون

العدد الثاني

17

صلبيات جديدة في عصر العلوم والانفتاح

المجلد التاسع والأربعون

العدد التاسع

18

تشكيلة جديدة للمناهج الدراسية الإسلامية

المجلد التاسع والأربعون

العدد العاشر

19

برامج علنية لهدم الإسلام

المجلد الثالث والخمسون

العدد السادس

20

أحلام مزعجة يعيشها الغرب

المجلد الثالث والخمسون

العدد الأول

الأدب الإسلامي: حاجته ومعنويته:

اللغة وسيلة من وسائل البيان، ميّز الله تعالى بها الإنسان وفضله بها على المخلوقات الأخرى، وهي صفة مميزة بين الحسن والقبيح، ويعبر بها الإنسان عما في ضميره من المشاعر والأحاسيس، قال الله تعالى: “الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ خَلقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ” (الرحمن:1-4)، فهناك أربع صفات بارزة: الرحمة، وهي أوسع صفة من صفات الرحمن، فالله هو الرحمن الرحيم، ثم القرآن، وهو مهيمن على الكتاب السابقة، والإنسان وهو أشرف المخلوقات الأرضية والسماوية، والبيان وهي أعلى صفة تميز بها عن غيره من المخلوقات.

فاللغة هي طريقة أداء ما في قلب الإنسان بأسلوب بسيط، أما الأدب فهو الطريقة المؤثرة التي تبلغ كلام المتكلم إلى نفوس المخاطبين، فاللغوي يحتاج إلى تركيب الألفاظ والكلمات وحفظ المفردات في ضوء القواعد، أما الأديب فهو يستعمل طرقًا مؤثرة من البلاغة: البيان والمعاني والبديع، فإن استعمال هذه الأدوات يجعل كلام جميلاً، بذلك يصل الكلام إلى القلب.

هذا في جانب، وفي جانب آخر، قد استعمل الأدب آلة لتسلية النفس واللذة الفنية والمتعة الذوقية، وقد احتكره المغرضون من الأدباء، فقدموا نظرية الأدب للأدب، لا للكون والحياة والإنسان، فشاع سوء التفاهم وسوء الاستعمال لهذا المصطلح، وأورث فساداً شاملاً ودمارًا كبيرًا.

إن الشيخ الأعظمي أديب العربية، يعرف خطورة هذا الموضوع، ويعرف كيف يستعمل هذا المصطلح للأغراض الخسيسة والأهداف التافهة، فكتب في مجلة البعث الإسلامي عدة افتتاحيات، وهي كما يأتي:

1

أدب الحوار في خدمة الدعوة

المجلد الخمسون

العدد الثامن

2

الفكر الإسلامي وصلته بالأدب والبيان

المجلد الخامس والأربعون

العدد العاشر

3

بين أدب الأصالة وأدب الحداثة

المجلد التاسع والثلاثون

العدد الرابع

4

الأدب الإسلامي الرائد ووظيفته في بناء الإنسان

المجلد الثامن والثلاثون

العدد الثامن

5

الدعوة والأدب صنوان متعاضدان

المجلد السابع والثلاثون

العدد العاشر

6

الأدب والإيمان نعمة من الله على الإنسان

المجلد السادس والثلاثون

العدد الثامن

7

أدب الدعاء والذكر والرسول صلى الله عليه وسلم

المجلد الثالث والثلاثون

العدد التاسع

8

الأدب والدين والحياة

المجلد الثاني والثلاثون

العدد السادس

9

رابطة الأدب الإسلامي وتطلعات المستقبل

المجلد الثلاثون

العدد التاسع

10

الأدب الإسلامي وحاجته ودوره في الحياة

المجلد السادس والعشرون

العدد الواحد والثاني

الشخصيات الدينية ودورها في بناء السيرة:

يعتقد الشيخ سعيد الأعظمي أن الشخصيات المثالية تكون نموذجاً عالياً في بناء السيرة، لأن الدين الإسلامي قد انتشر بجهودهم، فقد واصلوا الليل بالنهار، والنهار بالليل، وسهروا الليالي، وقد استناروا من النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان أسوة حسنة، قال الله تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنةٌ” (الأحزاب:21)، وقد صحب الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم والتزموا بصحبته، وهكذا نال التابعون التربية من الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك الأئمة المجتهدون والعلماء الفطاحل، حتى وصل الدين إلى العصر الحاضر، فالشخصيات الإسلامية هي الأساس في تربية الأجيال، وإذا فقدت الدنيا هذه الشخصيات حرمت نماذج وأمثلة، وبقيت النظريات والأفكار والأيدلوجيات فقط، فالحاجة ماسة إلى أن يتكرر ذكر هذه الشخصيات أمام الأجيال الناشئة، وقد وقف الشيخ الأعظمي مواهب وصلاحيات لبيان سيرة هذه الشخصيات، فكلما انتقلت شخصية إلى رحمة الله تعالى كتب محاسنها وتراجم حياتها، ونبذة من سيرتها العطرة، حتى يستفيد القراء من هذه الشخصيات، فأول مقال نشر في مجلة البعث الإسلامي في العدد الأول هو “الشاعر محمد إقبال يناجي العرب”، ثم كتب حول إقبال الشاعر بمناسبة ذكرى وفاته في فبراير عام 1978م، وإلى القراء بعض هذه المقالات:

1

وداعاً شيخ الأزهر د. عبد الحليم محمود

المجلد الثالث والعشرون

العدد الرابع

2

إلى الرفيق الأعلى محمد الحسني

المجلد الرابع والعشرون

العدد الأول

3

إنا لله وإنا إليه راجعون (أبو الأعلى المودودي)

المجلد الرابع والعشرون

العدد الرابع

4

لماذا يبكي المسلمون على ضياء الحق

المجلد الثالث والثلاثون

العدد السابع

5

عبد العزيز بن باز فقيد العلم والدين والدعوة إلى الله

المجلد الرابع والأربعون

المجلد السابع

فقيد الأمة الإسلامية وخسارة القدوة الإيمانية (الشيخ أبو الحسن علي الندوي)

المجلد الخامس والأربعون

المجلد السابع

وفي طليعة هذه الشخصيات سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكتب عدة افتتاحيات حول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، منها: نبي الرحمة وازدواجية العقيدة والشريعة، في المجلد السادس والأربعين، العدد السابع.

وقد خصّص الشيخ بابًا في مجلة البعث الإسلامي، باسم: إلى رحمة الله تعالى، فيذكر فيه كل من ارتحل إلى رحمة الله تعالى، من العلماء الربانيين، والمشايخ العظام والأدباء والشعراء والمؤرخين، والأساتذة الكبار وأعلام العالم الإسلامي. فمنذ سنة ديسمبر 1979م يكتب هذا الباب بقلمه السيال باستمرار، لا يدانيه فيه أحد، وإن ذكر أعلام هذا العمود يستغرق صفحات كثيرة وكثيرة.

وهناك موضوعات عديدة في مجلة البعث الإسلامي مثل: دراسات قرآنية، حديث وسيرة، عقيدة وعبادة، دعوة وتوجيه، الشباب المسلم، الإسلام والحضارة الإسلامية، فقه وتشريع، اقتصاد، تعليم وتربية، دراسات وأبحاث، تاريخ وحضارة، رجال من التاريخ، لقاءات ومشاهدات، طب وعلوم، ديانات ومذاهب، الفن واللغة والأدب، الأدب الإسلامي، القومية الغربية، الحضارة الغربية والغزو الثقافي، العالم الإسلامي والعربي، أوروبا وأمريكا، الاستشراق والاستعمار، الاشتراكية والشيوعية، المرأة، قضية فلسطين، شاعر الإسلام محمد إقبال، نافذة على تاريخ الهند، رجال من الهند، جهود الشيخ الندوي، واحة ندوة العلماء الخضراء، خدمات البعث الإسلامي، موضوعات عامة.

فكرة إنشاء صحيفة “الرائد”:

إن دار العلوم لندوة العلماء مؤسسة تعليمية، وحركة توجيهية، تعنى بتربية الطلاب وتثقيفهم علمياً عملياً وخلقياً ودينياً، فقد تنوعت نشاطاتها بعقد حفلات عربية أسبوعية، على مستوى الصفوف، وشهرية على مستوى ندوة العلماء، وكانت الحاجة ماسة إلى منصة عربية يتمرن الطلاب من خلالها على تعلم اللغة العربية كتابةً وصحافةً، فصدرت صحيفة “الرائد” عن ندوة العلماء تحقيقاً لهذا الغرض السامي، عام 1959م.

جاءت هذه الفكرة في ذهن السيد محمد الرابع الحسني الندوي، وكان قد سمى هذه الصحيفة “الرائد”، واستشار في هذا الأمر من الشيخ سعيد الأعظمي الندوي، فقام بتأييده، وحصل المسئولون عن الصحيفة على الترخيص من الحكومة، وتمت جميع إجراءات الصحيفة خفيةً، وكان كاتبها الشيخ عليم الدين، وطبعت الصحيفة في مطبعة تنوير، بلكناؤ. ولما طبعت الصحيفة ورآها الناس اعتبروها مفاجأةً، وكان صدورها مفاجأة للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي.

كان صدور هذه الصحيفة تحت إشراف النادي العربي، بدار العلوم ندوة العلماء، وما زالت تصدر بكل استمرار. وكانت مساهمة الشيخ سعيد الأعظمي منذ بدايتها ملموسة بارزة، من ترتيب المقالات وكتابتها، وقراءة الملازم، وتصحيحها واشتراء الأوراق وإرسالها إلى الطباعة ثم كتابة عناوين المشتركين وإيصالها إلى صندوق البريد، ولم يأل الشيخ جهداً في إنجاز هذه الأعمال.

قد ذكر الشيخ سعيد الأعظمي عن صحيفة “الرائد”:

“هي جريدة نصف شهرية، ونستأنف الآن السير إلى رحاب ندوة العلماء، ودار العلوم التابعة لها في عام تسعة وخمسين وتسع مائة وألف، وفي نفس هذا العام في شهر يوليو صدرت جريدة الرائد نصف شهرية، نظراً إلى حاجة طلاب دار العلوم الذي كانوا في مراحل النمو، وكانوا مقبلين على تعلم اللغة العربية وإتقانها كتابةً وخطابةً، فكانوا لابد لهم من صحيفة. تكون لهم بمنزلة معلم، أو مدرسة تشرف على عملهم الأدبي، وعلى مدى تعلمهم هذه اللغة الشريفة وأداء دورها في الحياة والمجتمع.

أما الأهداف التي سجلت وراء إصدار هذه الصحيفة والأسباب التي كانت تدعو إلى ذلك فلنستوحيها من خلال ما كتبه رئيس تحرير الجريدة في أول عدد صدر في شهر يوليو لعام تسعة وخمسين وتسع مائة وألف سعادة الأديب الكبير رئيس قسم اللغة العربية يوم ذاك، سعادة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء اليوم”[6].

ويقول الأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي:

“هذا يوم كانت هذه الصحيفة ملكاً شخصياً ولكنها سرعان ما تحولت إلى ندوة العلماء التي اتخذتها وسيلة لعرض النشاط الإسلامي والعربي على البلاد العربية والتعريف بندوة العلماء إلى العرب الذين كانوا لا يعرفون عنها شيئاً، ومن ثم كان دور هذه الصحيفة في مجال الصحافة العربية في الهند دوراً مشرفاً وموضوعياً ومخلصاً، وكان سبباً لطول عمرها واستمراريتها لتحقيق الأهداف التي ذكرناها.

صدرت الرائد في عام 1959م، ولا تزال تصدر مرتين في الشهر بانتظام واستمرارية، يرأس تحريرها الآن فضيلة الأستاذ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي، من كبار أساتذة اللغة العربية وآدابها، وعميدها إلى مدة لا بأس بها، وقد يحل الآن منصب رئيس الشؤون التعليمية لندوة العلماء، وله براعة كبيرة في مجال الصحافة العربية وتجربة فريدة فيها منذ مدة طويلة، لا يدانيه في ذلك أحد في الهند اليوم”[7].

كلمة الرائد وموضوعاتها المتنوعة:

كتب الشيخ الأعظمي عمود “كلمة الرائد” بكل استمرارية، ولا تزال تستمر هذه السلسلة، فهو يكتب مقالتين في شهر، تتنوع الكتابات في هذا العدد، فهناك سياسية، ودينية وقومية ووطنية، إنّ قائمة لكلمات الرائد نسردها سرداً إجمالياً حتى تتجلى مساهمة الشيخ الأعظمي في تطوير اللغة العربية والأدب العربي والصحافة العربية في العالم الإسلامي.

صدرت صحيفة “الرائد” النصف الشهرية عن ندوة العلماء، وحظيت بالقبول، ولقيت ترحاباً كبيراً من جميع الأوساط العلمية والأدبية، وذلك لأنها كانت ترجماناً لعواطف القراء، وضمائرهم. وقد كانت هنا مجلات، لكنها تشتمل على دراسات وبحوث، ولم تكن هنا صحيفة تعنى بالأجيال الناشئة، وتقدم لها غذاءاً دسماً، ومادة غزيرة للغة والأدب، حسب مستواها وذوقها، فكان صدورها مفاجأة سارّةً لها، فجاء في أوانها وفي مكانها.

ومما يبعث على الفرح والسرور أن المشرف على “ركن الأطفال” كان شيخنا سعيد الأعظمي، فكانت منه عناية فائقة بالموضوع، وكان في دار العلوم لندوة العلماء مجلس عربي باسم “النادي العربي”، ومن نشاطات هذا المجلس إنشاء ملكة اللغة العربية كتابةً وخطابةً ونطقاً وحواراً، وقد شقت ندوة العلماء طريقاً جديداً لإنشاء هذه المواهب في الطلاب، فأحرزت النجاح مأةً في المائة، ولما صدرت هذه الصحيفة كان من ورائها أن يتدرب الطلاب على تعلم اللغة العربية كتابةً وخطابةً ونطقاً وحواراً، فوجدوا مجالاً أوسع من خلال هذه الصحيفة. وكان منشئ الصحيفة ورئيس تحريرها الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، وكان مساعده الخاص في إصدار هذه الصحيفة الشيخ سعيد الأعظمي الندوي.

فإن الدكتور الأعظمي لا يزال يكتب من العدد الأول في هذه الصحيفة من دون انقطاع. أولاً كان مشرفاً على “ركن الأطفال”، ويكتب فيه ما يدور في خاطره من الأحاسيس والانطباعات الموافقة لأذهان الطلاب، ثم تعين له عمود خاص، وهو “كلمة الرائد” تحت هذا العمود لا يزال يكتب منذ مدة غير قصيرة.

نذكر هنا بعض موضوعات كلمة الرائد:

الشخصيات الإسلامية:

يعرف الشيخ كل المعرفة أن الشباب يتأثرون كثيراً بالرجال البارزين، فيقلدون حياتهم، فأحب أن يقدّم أمام الطلاب تحت هذا العمود عدداً من تراجم هؤلاء الرجال البارزين، فكتب حول هذه الشخصيات، وذلك في أسلوب يوافق تماماً نفسية الشباب الجدد.

فاجعة عظيمة تنزل بندوة العلماء (وفاة الدكتور السيد عبد العلي الحسني) 29/ذو القعدة 1380هـ.

دقائق مع إقبال (أول أكتوبر 1964م)

عبرة على السباعي (10رجب 1384هـ)

الأستاذ عبد الباري في ذمة الله (15صفر 1396هـ)

هلا نتعظ بذكرى الشيخ عبد السلام القدوائي الندوي(8 شوال 1399هـ)

الشيخ معين الدين السجزي (10 ذو القعدة 1399هـ)

ساعة مع الشيخ أحمد السرهندي (26 ذو الحجة 1399هـ)

فضيلة الأستاذ أديب العربية الشيخ محمد ناظم الندوي (27/صفر 1421هـ).

فضيلة الأستاذ شفيق الرحمن الندوي (4/جمادى الأولى 1423هـ).

مأمون الهضيبي المرشد السادس للإخوان (9 ذو الحجة 1424هـ).

في ذمة الله الملك فهد (25 جمادى الثانية 1426هـ)

أمير الكويت الشيخ جابر (15/ذو الحجة 1426هـ)

حاكم دبي الشيخ مكتوم بن راشد (15 ذو الحجة 1416هـ)

المناسبات الإسلامية:

إن المناسبات الإسلامية مثل الهجرة، وولادة الرسول صلى الله عليه وسلم والإسراء والمعراج، ورمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى والحج وما إلى ذلك لها قيمة كبيرة في تنشيط الحياة الإنسانية، وقد أدت هذه الأعمال في كسب الحسنات وادخار الأجر والثواب في ميزان العمل دوراً ملموساً، ولاشك أن الله قد وضع هذه الأوقات المستجابة والأيام الحانية والساعات المباركة في نظام الليل والنهار، فإن رجلاً كان ضئيل الأعمال الحسنة، لكنه اغتنم رمضان وساعاته الميمونة فعمل الأعمال الصالحة ونجح نجاحاً باهراً، وقد استعمل القرآن الكريم لانتهاز هذه الفرص كلمة التذكير، فقال: “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ”(الذاريات:55).

اختار العلماء في كل زمان ومكان موضوع التذكير، فكلما جاءت هذه المناسبات قاموا بتذكير الخاصة والعامة نحو هذه المناسبات بالكتابة والخطابة، فلم يكن الشيخ سعيد الأعظمي مقصرًا في هذا الجانب، فقد انتهج منهج الخطابة والكتابة كلتيهما، أما الخطابة فقد توافر له منبر جامع ندوة العلماء، وقد خطب أيام الجمع من على هذا المنبر، فجُمعت خطبُه في صورة كتاب: باسم “خطب الجمعة في ضوء الكتاب والسنة” وهي الآن تحت الطبع.

أما الكتابة فقد اختار لها صحيفة “الرائد”، وكتب مقالات كثيرة حول هذا الموضوع، وهي حول العام الهجري والهجرة النبوية والسيرة النبوية، ورمضان شهر الصيام والقرآن والحج والتضحية، وجُمعت هذه المقالات في صورة كتاب باسم “صور من واقع الدين”، نذكر أهم موضوعاتها:

تحية العام الجديد (أول يوليو 1965م، صفر 1385هـ)

مرحباً بالعام الهجري الجديد (ذو الحجة 1424هـ)

ذكرى محمد صلى الله عليه وسلم (يوليو 1965م، وربيع الأول 1385هـ)

المقياس الجديد(أول يوليو 1966م)

من حضيض الجاهلية إلى قمة المعنوية (ربيع الأول 1424هـ)

ربيع القلوب (رمضان 1393هـ)

صلتنا برمضان (رمضان 1393هـ)

سلاح الصيام في وجه الطغيان (شوال 1389هـ)

إلى بيت الله العتيق (ذو الحجة 1411هـ)

لا سعادة بدون التضحية (ذو الحجة 1414هـ)

الدعوة الإسلامية:

الدعوة الإسلامية حاجة الساعة، ونداء الوقت، ولن يفلح قوم نبذوا الدعوة الإسلامية وراءهم ظهرياً، لا سعادة ولا كرامة في الدنيا بدون الدعوة الإسلامية، كانت الأمم والجماعات في العالم كثيرة وكثيرة، ولم تكن الوظائف والمناصب شاغرةً، وكانت التجارة والزراعة والصناعة والفلاحة على قدم وساق، وكان لها ذيوع وشيوع، الشيء الذي فقده المجتمع الإنساني وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبعث الله تعالى لهذه الغاية أمة بأسرها، قال الله تعالى: “كُنتُمْ خيْرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلناسِ تأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتنهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتؤْمِنونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكَانَ خيْرًا لَهُمْ مِنهُمُ الْمُؤْمِنونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” (آل عمران:110).

كتب الشيخ الأعظمي مقالات كثيرةً حول هذا الموضوع، وجُمعت هذه المقالات الدعوية في صورة كتاب، والكتاب في 300 صفحة، وطُبع من مكتبة الفردوس، لكناؤ، الهند. وصدرت له طبعتان، الطبعة الأولى في عام 2007م، والطبعة الثانية في عام 2008م.

موضوعات هامة:

كما كتب الشيخ الأعظمي حول قضايا العالم الإسلامي، ومسئولية الشباب نحو الأوضاع الراهنة، وقدسية الحرمين الشريفين، والدفاع عن جزيرة العرب، وحضارة الإسلام وحضارة الغرب، وصدام الحضارات. وتناول أيضا الأمراض المنتشرة في المجتمعات المسلمة، ووقوع الناس فريسةً لها، فاستنكر هذه الأمراض، وقدّم حلولاً ناجعة للابتعاد عنها. يعتقد الشيخ الأعظمي بأن العدو الأكبر هو الغرب المتحضر الذي هجم بخيله ورجله على المجتمعات الإسلامية، فحرمها من الطهارة والأخلاق، والتقوى، والصبر والإخلاص، وأوقع الناس في كثير من البليات المتفشية مثل الحسد والحقد والضغينة والخيانة والغل، فلابد من التنبيه لخيراته ومآسيه، حتى يأخذ الإنسان ما كان صافيًا نزيهًا، ويبتعد عن كل ما كان نتنًا وقذرًا، نظرًا إلى هذه القاعدة: خذ ما صفا، ودع ما كدر.

لكن بالرغم من كون الغرب معارضًا للإسلام لابد لنا من الاعتناء بإصلاح نفوسنا، وإصلاح مجتمعاتنا، لأن العدو يعيش في داخل نفوسنا، وقد أوصى سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله أحد عماله: “فإن الذنوب أخوف عندي على الناس من مكيدة عدوهم. وإنما نعادي عدونا، ونُنْصر عليهم بمعصيتهم”[8].

خاتمة البحث:

هذا غيض من فيض ذلك البحر الذي تتلاطم أمواجه في الأدب العربي، ولو أحصينا جميع ما كتب وألف الشيخ الأعظمي لاستغرق ذلك سفرًا كبيرًا، ومجلدًا ضخمًا، غير أننا نقدم في خاتمة البحث النتائج التي استخرجناها من حياته وجهوده الصحافية الأدبية:

إن الشيخ الأعظمي رجل دؤوب، مشتغل بأعماله لا يكل ولا يمل ولا يضطرب ولا يئن، بل يؤدي مسئوليته بكل أمانة ودقة.

هذا العصر الذي تجمعت فيه وسائل الشر، ولا تزال تجري الغارة ضد الأدب، ويستخدم الأدب لغرض خسيس، ولمطلب حقير، فالحاجة إلى أن يجعل الأدب موضوعاً مستقلاً وتدرس جميع نواحيه، حتى يتمكن المشتغل به من الدفاع عن حوزة الإسلام بهذا الطريق أيضًا.

الصحافة الهادفة هي خير وسيلة لإبلاغ الرسالة إلى الآخرين، فالشيخ بدأ حياته بالصحافة، وهو يركّز جميع عنايته على الصحافة كوسيلة من الوسائل لإيصال كلامه إلى الآخرين.

إن الثقة بالنفس هي العمدة في استمرار الأعمال، ذلك لأن الإنسان إذا فقدها حرم خيراً كثيراً، تتجلى هذه الميزة في حياة الشيخ الأعظمي.

ظل منصب الأستاذية أشرف المناصب في كل عصر، شغل الشيخ هذا المنصب، وهو يفتخر بأن يكون أستاذاً، ومدرساً للطلاب.

ما زالت اللغة العربية والأدب العربي موضوعه الخاص طول حياته، فلم يكتف بتدريس الكتب في اللغة العربية فقط، بل ألقى محاضرات وخطب الجمع باللغة العربية، وآثر أن يكون كلامه في عامة الأحوال باللغة العربية. وقد كتب مقالات كثيرة تبلغ إلى أكثر من ألف، وآلاف من الصفحات. وهذا كله في سبيل ترويج اللغة العربية والأدب العربي. هذا ما ظهر لي، وأدعو الله أن يكثر أمثاله فينا، ويوفقنا للسير على طريقه المعبد بفضله ومنه، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.

المصادر، والمراجع:

القرآن الكريم

أحمد، أشفاق، النثر العربي المعاصر في الهند، نيو دلهي، دار عمر للطباعة والنشر، 2013م.

الفاروقي، جمال الدين والآخران، أعلام المؤلفين بالعربية في البلاد الهندية، دبي، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، 2013م.

الندوي، أبو الحسن علي الحسني، مختارات من أدب العرب، الجزء الثاني (تعليق: أبو الفضل عبد الحفيظ البلياوي)، لكناؤ، مؤسسة الصحافة والنشر، 2011م.

الندوي، د.سليم الرحمن خان، الصحافة الإسلامية في الهند: تاريخها وتطورها،لكناؤ، المجمع الإسلامي العلمي، ط1، 2010م.

الندوي، سعيد الرحمن الأعظمي، 48 سال شفقتون كى سايه مين، لكناؤ، مكتبة الفردوس الإسلامية، 2012م.

الندوي، سعيد الرحمن الأعظمي، الصحافة العربية: نشأتها وتطورها، لكناؤ، مؤسسة الصحافة والنشر، 2010م.

الندوي، محمد فرمان، مولانا داكتر سعيد الرحمن اعظمي ندوي كي علمي وادبي خدمات ايك نظر مين، لكناؤ، لك مروه ايجوكيشنل فاونديشن.

الصحف والمجلات:

صحيفة “الرائد” (نصف شهرية) لكناؤ، مؤسسة الصحافة والنشر، دار العلوم ندوة العلماء.

مجلة “البعث الإسلامي”،(مجلة شهرية) لكناؤ، مؤسسة الصحافة والنشر، دار العلوم ندوة العلماء.

مجلة “التنوير” (مجلة علمية وأدبية سنوية)، حيدر آباد، قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة العثمانية، 2016م.

الهوامش:

[1] أحمد، أشفاق، النثر العربي المعاصر في الهند، (نيو دلهي: دار عمر للطباعة والنشر، 2013م)، ص: 238.

[2]-الندوي، د.سليم الرحمن خان، الصحافة الإسلامية في الهند: تاريخها وتطورها، (لكناؤ: المجمع الإسلامي العلمي، ط1، 2010م)، ص: 297.

[3] مجلة البعث الإسلامي، ج28، 4/ محرم الحرام 1408هـ / أكتوبر ونوفمبر 1983م.

[4] المرجع نفسه، أكتوبر 1955م، ص: 23.

[5] المرجع نفسه، أكتوبر 1957م، ص: 1-4.

[6] الندوي، سعيد الرحمن الأعظمي، الصحافة العربية: نشأتها وتطورها، (لكناؤ: مؤسسة الصحافة والنشر، 2010م)، ص: 68-69.

[7] المرجع نفسه، نفس الصفحة.

[8] الندوي، أبو الحسن علي الحسني، مختارات من أدب العرب، الجزء الثاني (تعليق: أبو الفضل عبد الحفيظ البلياوي)، (لكناؤ: مؤسسة الصحافة والنشر، 2011م)، ص:54.

* أستاذ الأدب العربي بدار العلوم لندوة العلماء، أترا براديش، الهند، ومساعد التحرير لمجلة “البعث الإسلامي” الصادرة عن مؤسسة الصحافة والنشر، ندوة العلماء، لكناؤ، الهند.

وسوم: العدد 1057