الأديب السياسي يحيى إبراهيم حسن السنوار
(29 أكتوبر 1962-معاصر )
هو الأديب السياسي الفلسطيني، والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ورئيس المكتب السياسي لها في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017م.
وأحد مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس والذي تم تسميته جهاز الأمن والدعوة (مجد)، عام 1985.
والمخول بملاحقة جواسيس الاحتلال الصهيوني.
وتضع إسرائيل يحيى السنوار هدفاً استراتيجياً لعملياتها الأمنية والاستخباراتية بالنظر إلى وزنه ونفوذه الكبير داخل القطاع.
النشأة، والتعليم:
وُلد يحيى بن ابراهيم حسن السنوار في 29 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس، وتعود جذوره الأصلية إلى مجدل عسقلان المحتلة عام 1948م، فاتخذ أهله من مخيم خان يونس مسكناً لهم.
تنقل يحيى في مدارس مخيم خان يونس حتى أنهى دراسته الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بغزة، فحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، حيث عمل في مجلس الطلاب خمس سنوات، فكان أميناً للجنة الفنية، واللجنة الرياضية، ونائبًا للرئيس، ثم رئيساً للمجلس ثم نائبا للرئيس مرة أخرى.
تأخر زواجه كثيراً بسبب أنشطته العسكرية واعتقاله الطويل، وبعد اطلاق سراحه في عام 2011، عقد قرانه على «سمر محمد أبو زمر صالحة» من مدينة غزة.
وقد كان عقد قرانه يوم الاثنين 21 نوفمبر 2011 م، في مسجد النور والإيمان بمنطقة المقوسي بمدينة غزة بعد صلاة العصر مباشرة.
حركة حماس:
بعد الإفراج عن السنوار في صفقة شاليط عام 2011 عاد إلى مكانه قياديا بارزا في حركة حماس ومن أعضاء مكتبها السياسي.
فقد شغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي لحماس وقيادة كتائب عز الدين القسام، بصفته «ممثلا للكتائب» في المكتب السياسي لحماس.
وكان السنوار قد أمر عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 بإجراء تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.
أدرجت الولايات المتحدة في سبتمبر 2015 اسم السنوار على الفائمة السوداء للإرهابيين الدوليين، إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس هما القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى.
في 13 فبراير2017، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، فيما اختير خليل الحية نائبا له.
وجاء اختيار السنوار رئيسا لحماس في غزة بانتخابات داخلية للحركة أجريت على مستوى مناطق القطاع المختلفة. وتستكمل حماس انتخاباتها الداخلية في الضفة الغربية وخارج فلسطين قبل انتخاب رئيس المكتب السياسي منتصف مارس 2017.
اعتبرت صحيفة الغارديان في مقال لها عام 2017 أن وصول السنوار لقيادة حماس سيضع حدًّا للمنافسة الداخلية في حماس بين الجناحَيْن السياسي والعسكري، ويُعيد تعريف سياسة الحركة، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها غزة. وأضافت الصحيفة البريطانية أن انتخاب السنوار جاء إشارة واضحة على أولوية غزة، إذ يرى الرجل في القطاع أولوية للنشاط السياسي والعسكري على خلاف النهج السابق الساعي للتقارب مع قيادة السلطة الفلسطينية.
في 16 مايو 2018، في إعلان غير متوقع على قناة الجزيرة، صرح السنوار أن حماس ستتبع "المقاومة الشعبية السلمية" مما يفتح احتمال أن تلعب حماس، التي تعتبرها العديد من الدول منظمة إرهابية، دورًا في المفاوضات مع إسرائيل. وقبل ذلك بأسبوع كان قد شجع سكان غزة على كسر الحصار الإسرائيلي، قائلاً: "إننا نفضل أن نموت شهداء على أن نموت قهراً وإذلالاً"، مضيفاً: "نحن مستعدون للموت، وسيموت معنا عشرات الآلاف".
وفي مارس 2021، تم انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات رئيسًا لفرع حماس في غزة في انتخابات أجريت سرًا. وهو المسؤول الأعلى رتبة في حماس في غزة والحاكم الفعلي لغزة، وكذلك ثاني أقوى عضو في حماس بعد اسماعيل هنية.
في 15 مايو 2021، أفادت التقارير أن غارة جوية إسرائيلية أصابت منزل زعيم حماس، ولم تكن هناك تفاصيل فورية عن أي وفيات أو جرحى. ووقعت الغارة في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة وسط توتر متزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي الأسبوع التالي، ظهر علنًا أربع مرات على الأقل. وكان أوضحها وجرأتها ما جاء في مؤتمر صحفي يوم 27 مايو/أيار 2021، عندما ذكر (على الهواء) أنه سيعود إلى منزله بعد المؤتمر الصحفي (سيراً على الأقدام)، ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لاتخاذ قرار الاغتيال.
عليه خلال الـ 60 دقيقة التالية حتى يصل إلى منزله. وأمضى السنوار الساعة التالية، وهو يتجول في شوارع غزة ويلتقط صورًا ذاتية مع الجمهور.
بعد ثلاثة أسابيع من الصراع في الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2023، اقترح إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المختطفين في الصراع.
تأسيس جهاز "مجد":
في الثمانيات كان رأي السنوار القيادي الفلسطيني أن كسر الاحتلال لن يتم إلا بالقضاء على جميع أدواته، منها العملاء والجواسيس. واقترح السنوار على الشيخ أحمد ياسين وقتها بعض الأفكار التي من شأنها تعزيز الجانب الأمني للمقاومة، وأبرزها تأسيس جهاز الأمن والدعوة "مجد"، الذي تولَّى الملفات الأمنية الداخلية. وتمكَّن السنوار حينها من قيادة مجموعة من الكوادر الأمنية وتتبُّع عدد من العملاء الذين عملوا لصالح إسرائيل، وتحول لاحقا "جهاز مجد" نواة أولى لتأسيس النظام الأمني الداخلي لحماس، وصار دورها بجانب إجراء التحقيقات مع عملاء إسرائيل هو اقتفاء آثار ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية نفسها.
اعتقالاته:
كانت أول تجربة اعتقال للسنوار عام 1982، وأبقته قوات الاحتلال الإسرائيلي رهن الاعتقال الإداري أربعة أشهر.
عام 1985 اعتقل مجددا ثمانية أشهر بعد اتهامه بإنشاء جهاز الأمن الخاص بحركة حماس الذي عرف باسم «مجد».
عام 1988، اعتقل السنوار مجددا وصدر عليه حكم بالسجن أربعة مؤبدات. بعد أن وُجِّهَت له تُهم تتعلَّق بتأسيس جهاز أمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة الذي عُرَف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"
أفرج عن السنوار عام 2011 خلال صفقة "وفاء الأحرار"مع أكثر من ألف أسير فلسطيني في مفابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وعقب خروجه من السجن، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحماس سنة 2012، وفاز حينها بعضوية المكتب السياسي للحركة، كما تولَّى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري لكتائب عز الدين القسام.
في السجن:
خلال سنوات السجن كان السنوار متابعا للمجتمع الإسرائيلي، وواظب على متابعة ما صدر في الإعلام العبري باستمرار، كما اطلع على الكثير من الدراسات المكتوبة بالعبرية التي تناولت الوضع الداخلي الإسرائيلي، وهو ما انعكس كثيرا على أسلوبه وتعاطيه مع مجتمع الاحتلال. كما أصبح السنوار أحد كبار مسؤولي حماس المسجونين، كما أمضى ساعات في التحدث مع الإسرائيليين، وتعلم ثقافتهم و"كان مدمنا على القنوات الإسرائيلية"، كما يؤكد مسؤول كبير سابق في خدمة السجون الإسرائيلية للصحيفة.
المراجع:
١_ الموسوعة التاريخية الحرة.
٢_الموقع الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين.
٣_مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1066