رئيس وزراء العراق السابق عارف عبد الرزاق

محمد فاروق الإمام

رئيس وزراء العراق السابق

عارف عبد الرزاق

محمد فاروق الإمام

[email protected]

ولد عارف عبد الرزاق في قرية (كبيسة) إحدى قرى لواء الرمادي في الناحية الغربية بين سورية والعراق عام 1921م. فقد أبوه وعمره 10 سنوات، إلا أنه أكمل دراسته، حيث التحق في دار العلوم ببغداد وأنهى دراسته المتوسطة عام 1939م.

التحق في نفس العام بالثانوية العسكرية وتخرج منها برتبة ملازم عام 1943م.

التحق بعد ذلك بالقوات الجوية، وأوفد في تشرين الأول عام 1943م لدراسة الطيران في بريطانيا، وتخرج طياراً متقدماً في آذار عام 1945م.

عاد في نيسان من نفس العام إلى بغداد، وأصبح ضابطاً طياراً في القوات الجوية العراقية.

شارك للمرة الأولى كطيار قاصف في إخماد تمرد الأكراد بقيادة المُلاّ مصطفى البرزاني عامي 1945 و1947م، كما شارك في حرب العام 1948م كطيار مقاتل ضمن الجيوش العربية ضد إسرائيل.

وفي العام 1949م أصبح طياراً للعائلة المالكة في العراق وحتى العام 1951م، عاد مرة أخرى في أيلول عام 1953م كمرافق وطيار للملك فيصل الثاني وولي عهده الأمير عبد الإله، مما مكنه من الاقتراب من العائلة المالكة التي حكمت العراق بين عامي 1921 وحتى العام 1958م.

انتمى للتيار القومي العربي عام 1956م، وشارك في الانقلاب الذي أنهى النظام الملكي في العراق، وأعلن النظام الجمهوري وقاده عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف في الرابع عشر من تموز عام 1958.

أصبح بعد ذلك من المعادين لحكم عبد الكريم قاسم وشارك في محاولة الانقلاب التي قام بها العقيد عبد الوهاب الشواف ضد عبد الكريم قاسم في آذار عام 1959م، وقبض عليه، وقضى أكثر من ثلاثة أشهر في السجن، ثم أفرج عنه وأعاده عبد الكريم قاسم مرة أخرى إلى القوات الجوية، غير أنه سعى مع الكثيرين للتخلص من قاسم بعد ذلك، حتى نجح البعثيون في انقلابهم عليه بمشاركة القوميين في الثامن من شباط عام 1963م. عين عارف بعد ذلك قائداً للقوات الجوية العراقية، غير أنه سرعان ما قدم استقالته بعد عشرين يومياً بسبب الفوضى والصراعات بين الضباط الانقلابيين، لاسيما القوميين منهم والبعثيين.

عين في حكومة طاهر يحيى وزيراً للزراعة من العشرين من تشرين الثاني عام 1963م إلى الخامس عشر من كانون الأول من نفس العام حيث أعيد قائداً للقوات الجوية، وبقي في مصبه إلى الرابع من أيلول عام 1965م حيث عينه عبد السلام عارف رئيساً لوزراء العراق ووزيراً للدفاع حتى يحول بينه وبين محاولات انقلابية كان يسعى للقيام بها ضد عبد السلام عارف، غير أن ذلك لم يمنعه من السعي مباشرة لتنفيذ محاولاته الانقلابية بعد تعيينه رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع.

وفور سفر عبد السلام عارف إلى المغرب قام عارف عبد الرزاق بمحاولته الانقلابية التي كان مطمئناً إلى نجاحها بنسبة 100% باعتباره رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع في نفس الوقت، إلا أن محاولته فشلت، وفر بطائرة إلى مصر في الرابع عشر من أيلول عام 1965م.

بقي في مصر إلى الرابع من حزيران عام 1966م حيث رتب مع عبد الناصر القيام بانقلاب ضد حكم عبد الرحمن عارف الذي خلف عبد السلام عارف بعد مقتل الأخير في حادث طائرة، وعاد عارف عبد الرزاق سراً إلى العراق، ثم قام بمحاولته الانقلابية الثانية في الثلاثين من حزيران عام 1966م، إلا أنها فشلت كذلك، وقبض عليه وأودع السجن دون محاكمة حتى أفرج عنه عبد الرحمن عارف في الحادي والثلاثين من حزيران عام 1967م. تطوع بعد ذلك في قيادة القوات الجوية حيث وافق عبد الرحمن عارف على اشتراكه كقائد للقوات الجوية العراقية في جبهة الحرب العربية التي شكلت ضد إسرائيل تحت قيادة الفريق عبد المنعم رياض، والتي كان مقرها في الأردن.

عاد عارف عبد الرزاق إلى بغداد بعد هزيمة العام 1967م، وشكل مع آخرين حزباً قومياً سرياً يرتبط بالتنظيم الطليعي الناصري في مصر، غير أن انقلاب البعثيين في السابع عشر من تموز عام 1968م أطاح بآماله وآمال القوميين العرب في العراق.

قبض عليه في الرابع والعشرين من تشرين الأول عام 1968م، وبعد أربعة أشهر قضاها في السجن أضرب عن الطعام، فأفرج عنه في الحادي والثلاثين من كانون الثاني عام 1969م شريطة أن يغادر العراق ولا يقيم بها، فلجأ إلى مصر في التاسع عشر من شباط عام 1969م، تعرض بعد ذلك لمحاولة اغتيال فاشلة في القاهرة في السادس والعشرين من شباط عام 1972م. وبقي يعيش بين مصر وبريطانيا لأكثر من 37 عاماً بعد نفيه من العراق، لكن العراق بقي ساكناً في قلبه وذهنه؛ إذ كان يتصدر جميع أحاديثه مع الأقارب والأصدقاء في الخارج. وعرف عبد الرزاق بنزاهته وشجاعته وكفاءته كأبرز طياري العراق، كما أنه أقام في بريطانيا لسنوات طويلة، لكنه امتنع عن الحصول على الجنسية البريطانية، أملا بالعودة إلى وطنه. توفى عبد الرزاق في مستشفى «رويال بركشاير» في مدينة ردينغ البريطانية إثر نوبة قلبية مساء يوم الجمعة المصادف 30 آذار 2007م، حيث كان محاطاً بأفراد أسرته المقربين.