وداعا الشاعر طلعت سقيرس
داعس أبو كشك
لقد فقدت الحركة الثقافية الفلسطينية ثلة من فرسان الكلمة على مدى الاعوام الماضية وتركوا بصماتهم واضحة في فضاءات تلك الحركة ،وكانوا ضمير هذا الشعب والمعبر عن امالهم وطموحاتهم ومعاناتهم ،فكتبوا عن نضال هذا الشعب والتحفوا بمعاناته وقدموا للحضارة العالمية ابرز انتاجهم الادبي ولم تغرهم حياة البذخ والترف ،امثال غسان كنفاني وفدوى طوقان ونوفيق زياد واميل حبيبي ومحمود درويش وعبد اللطيف عقل ويوسف الخطيب وغيرهم كثيرون ،ونحن لا نعترض على حكم الله فالاعمار بيده والموت حق ،ولكن غيبهم الموت قبل ان يروا تحرير فلسطين التي كانت رمز توهجهم وابداعاتهم ،واخيرا افتقدنا الشاعر والاديب طلعت سقيرس حيث انتقل الى الرفيق الاغلى يوم الاحد الموافق السادس عشر من تشرين اول عن عمر يناهز ثمان وخمسون عاما .
و لد في طرابلس لبنان يوم 18 آذار 1953، نشأ منذ الطفولة في دمشق وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية، حيث درس بعدها في جامعة دمشق وحاز على الإجازة في الأدب العربي عام 1979..
-عمل في الصحافة -ومازال- منذ العام 1976.. وهو المسؤول الثقافي في مجلة ((صوت فلسطين)) منذ العام1979..
-ومدير مكتب /سورية ولبنان/ لجريدة ((شبابيك)) الأسبوعية التي صدرت في مالطا منذ العام1997 ثم مستشار التحرير فيها حتى توقفها عن الصدور..
-ومدير دار (المقدسية) للطباعة والنشر والتوزيع في سورية حتى العام 2001م..
-صاحب ورئيس تحرير مجلة ((المسبار)).... ..رئيس رابطة المسبار للإبداع العربي ...
-صاحب دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع ..
-صاحب موقع أوراق 99 الالكتروني ..
توزعت كتاباته بين الشعر والقصة والرواية، والقصة القصيرة جدا، والنقد الأدبي، كما كتب المسرحية ذات الفصل الواحد، وقد قدم بعضها على خشبات المسرح، وكتب الأغنية الشعبية التي غنتها فرق كثيرة وقدمت في الإذاعة والتلفزة في عدة دول عربية.. كتب في الكثير من الصحف والمجلات العربية.. كما أذيعت بعض أعماله الشعرية والنقدية من عدة إذاعات.. تناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة العربية.. أجريت معه حوارات كثيرة تناولت أدبه في التلفزة والإذاعة والصحف والمجلات .. عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.. عضو اتحاد الصحفيين في سورية..عضو اتحاد الكتاب العرب ..
-عضو رابطة الأدب الحديث / مصر...
-ترجمت بعض أشعاره وقصصه إلى الإنكليزية .. من الجوائز التي نالها جائزة تحية لأطفال الانتفاضة / وزارة الثقافة في سورية 2001... /
من أعماله:
في الشعر:
• ((لحن على أوتار الهوى)) 1974..
• ((في أجمل عام)) 1975..
• ((أحلى فصول العشق)) 1976..
• ((سفر)) قصيدة طويلة 1977..
• ((لوحة أولى للحب)) 1980..
• ((هذا الفلسطيني فاشهد)) 1986
• (( أنت الفلسطيني أنت)) 1987
• ((أغنيات فلسطينية)) شعر محكي/1993
• .. ((قمر على قيثارتي)) 1993
• "طائر الليلك المستحيل" 1998
• ((ومضات)) شعر/بطاقات ديوان مفتوح زمنيا ـ صدرت منه بطاقات متفرقة في الأعوام 1996، 1997، 1998 ،19999 ،2000
• ..((القصيدة الصوفية)) 1999
• "خذي دحرجات الغيوم" / وزارة الثقافة 2002
• "نقوش على جدران العمر" 2008 / دار المسبار
في الرواية:
• ((أشباح في ذاكرة غائمة)) 1979
• ((أحاديث الولد مسعود)) 1984
في القصة القصيرة:
• (( الأشرعة )) اتحاد الكتاب العرب بدمشق/1996
• ((احتمالات)) اتحاد الكتاب العرب 1998..
• ((الريشة والحلم )) اتحاد الكتاب العرب / 2001..
• (( امرأة تسرج صهوة الروح )) اتحاد الكتاب العرب / 2003
في القصة القصيرة جدا:
• ((الخيمة)) 1987..
• ((السكين)) 1987
ببلوغرافيا:
• " دليل كتاب فلسطين " دار الفرقد 1998
نقد:
• ((الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني)) اتحاد الكتاب العرب / 1993....وطبع عدة مرات في الوطن المحتل ..
• ((عشرون قمراً للوطن)) دار النمير- دمشق 1996
• ((الانتفاضة في شعر الوطن المحتل )) دار الجليل /1999
نصوص:
• .. (( زمن البوح الجميل )) / مشترك مع ليلى مقدسي/1999....
• .. " إشارات " زوايا صحفية / نشر الكتروني / 2001
قصص للأطفال:
• .. " هيفاء وضوء القمر " / نشر الكتروني / 2000.
ونعى اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب الفلسطيني ووزارة الثقافة الفلسطينية الكاتب والأديب طلعت سقيرق الذي توفي صباح الأحد عن عمر ناهز الثامنة والخمسين عاما قضاها في خدمة الأدب والقضية الفلسطينية.
وقال الاتحاد في بيان له إن المشهد الثقافي والأدبي في سورية وفلسطين فقد واحدا من أهم المشتغلين في حقل الأدب والثقافة والصحافة التي كانت في جوهرها تخدم قضية فلسطين التي حملها إنتاجه الأدبي الكبير شعرا وقصة وكتابة.
ولد سقيرق في طرابلس بلبنان عام 1953 ثم انتقل إلى دمشق وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية حيث درس بعدها في جامعة دمشق وحاز إجازة في الأدب العربي ليعمل فيما بعد في الصحافة في مجلة صوت فلسطين وجريدة شبابيك الأسبوعية التي تصدر في مالطا.
وتوزعت كتاباته بين الشعر والقصة والرواية والقصة القصيرة جدا والنقد الأدبي كما كتب المسرحية ذات الفصل الواحد والأغنية الشعبية وتناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة وهو عضو اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين وعضو اتحاد الصحفيين في سورية وعضو رابطة الأدب الحديث في مصر.
وقال الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في تصريح لوكالة سانا إن الاتحاد خسر أديبا وباحثا وكاتبا مبدعا استطاع أن يثبت حضوره ويعزز تواصله مع المتلقي على عدة صعد شملت الاتجاه الشعري والنقد الأدبي.
وأشار جمعة إلى أن الأديب الراحل كان صاحب تجربة شعرية متميزة وتميز نقده بالخوض في آفاق جديدة في الموضوع الذي ينقده والعمق في تناوله ومعالجته من جوانب شتى.
وللأديب الراحل حوالي عشرين مؤلفا في الشعر والقصة القصيرة والنثر الأدبي والمسرح من أبرزها نحن على أوتار الهوى, في أجمل عام, لوحة أولى للحب, الخيمة, أغنيات فلسطينية.سانا .
من كتاباته:
هل نكتب على جدران الوطن بأصابعنا أم قلوبنا أم أرواحنا كل عام وأنتم بخير..؟؟ ماذا نقول في دخول عام آخر رسمنا على صوته قبل أن يأتي أننا مسكونون بفلسطين أكثر من أي وقت مضى..؟؟ أنفتح نبض القصيدة كي تنبت حلماً وعصافير شوق وحكايات ذكرى..؟؟ أم نروح في بحر الكلمة مُصرين على أنّ الحروف روحٌ تكبر على شاطئ الوطن وتصير حين تُعانق كل زهرة من أزهار الوطن أكثر ميلاً نحو الدخول في تفاصيل حب لامرأة مشغولة بوردة العشق وعبير الحنين وعلو قامة النهار..؟؟ أم علينا أن نُدرك قبل أن تطوي شهرزاد دفتر الصباح شهوة ليالينا كلها لقصة واحدة ممهورة بفصول وصولنا إلى السحر، كل السحر، في فلسطين، ولا شيء غير فلسطين..؟؟
يُضحكني الخيال الجامح المريض، حين يظنّ أنّ الوطن مفكرة تُطوى، وأنّ الأرض صورة تُهدى، وأن الهواء الفلسـطينيّ أنفاسٌ يُمكن أن تُوزع على اللصوص القادمين من آخر الدنيا..!! وأنّ الوقت الفلسـطينيّ يُمكن أن يُنسـى حين ندخل في لعبـة التقسـيم والطرح والتغيير والتبديل..!! هذا الخيال المريض ينسـى أو يتناسـى أنّ البصمات التي حملتها فلسـطين منذ أول التاريخ كانت لأب فلسـطيني، وجد فلسـطينيّ، وولد فلسـطيني، وحفيد فلسـطينيّ، وأنّ مثل هذه البصمات أكبر بكثير من قانون الإمحاء لأنها هي التي أنبتت الشـجر، ومدّت الأرض بالروح، وعلّمت البحر كيف يُعطي الزُرقـة المتصلـة بالسـماء صفـة الوجد الفلسـطينيّ.. ومن شـاء، وهي ليسـت قصـة خرافيـة، فليسـأل كل سـمكـة من أسـماك بحرنا عن الأصل والفصل والتواصل مع البصمات، سـتحكي له بشـكلٍ سـاحرٍ أخـّاذٍ أنّ ماء البحر الذي يدعون أنـه لا يحفظ البصمات، ماء مركب من بصمات الفلسـطينيّ، وأن كل السـمك لا يتنفـس ويعيـش في هذا الماء إلا لأنـه يحمل هذه البصمات الفلسـطينيـة رائعـة الامتداد، شـديدة العطاء، رائعـة البقاء والتواجد والحنان..
بصمات الفلسطينيّ حكاية تُحكى.. كلّ أرض فلسطين تعرف ذلك.. ومما تحكيه الجدات عن الجدات، أنّ الأرض قبل أن تضمّ رفات أي إنسان تتأكد من هويته وتُعطيه كل ذاتها حين تكون بصماته فلسطينية أو عربية.. وكما يقول العارفون بأسرار الأرض فإن التربة الفلسطينية تكره الغرباء الغاصبين لذلك تراها عند دفن الغاصب تُعلقه خارج روحها..!! وقد روى واحد من هؤلاء العارفين أنّ أحد الغرباء اكتشف شيئاً بسيطاً من هذا، فظن أنه كلما حفر أعمق ليدفن أحد موتاه فسيكون داخل روح الأرض.. لكن هذا الغريب حمل ذات يوم كل ما يملك ومضى بعيداً وقبل أن يرحل سألوه لماذا..؟؟ قال: مهما فعلنا، حفرنا أو نبشـنا، ذهبنا عميقاً أو بقينا على السـطح، فهذه الأرض أذكى من الخديعـة؛ إنها ترفضنا ما أن تتعرف على بصماتنا.. ولما اتهموا هذا الغريب بالجنون، قال قولتـه الشـهيرة: غداً سـتعرفون، وعندها سـتحملون أرجلكم وأرواحكم وأنفسـكم، وتبتعدون قدر المسـتطاع لأن عذاب دفن الغريب في أرض لا تُريده لا يُمكن أن يُماثلـه عذاب..
إنه العام الجديد، وبصماتُ الفلسطينيّ تزداد وضوحاً ورسوخاً وعمقاً وبروزاً، ولأنها كذلك يصعب أن تكون فلسطين لغير صاحبها الفلسطينيّ مهما تطاول الخيال المريض واستبد..!! هذه البصمات مكتوبة بالحب، ممهورة بالوعد، راسخة بالقسم والعطاء والدم.. كل قطرة دم كانت تزيد هذه البصمات إشراقاً وتوهجاً وإيماناً بأنّ الشمس الفلسطينية ستُشرق لأنها عاشقة لبصمات كل فلسطينيّ ،وانني اتوجه الى وزارتي التربية والتعليم والثقافة واتحاد الكتاب وبيت الشعر الفلسطيني العمل على جمع تراث هذا الاديب الذي حلق في فضاءات الادب الفلسطيني وكرس حياته من اجل الوطن والقضية وكتب بحبره الكنعاني مسيرة الوحدة والحرية .