الأستاذ صالح عشماوي
رائد الصحافة الإسلامية
أبو حفص
هو الأستاذ ، الداعية ، المجاهد ، رائد الصحافة الإسلامية .
ولادته ونشأته :
ولد الأستاذ صالح مصطفي عشماوي في القاهرة في 22 ذي الحجة عام 1328 هـ / الموافق 24/12/1910م .
دراسته :
وحفظ القرآن الكريم وهو صغير ، و تدرج في دراسته بتفوق ، حتى تخرج في كلية التجارة بجامعة فؤاد الأول ( القاهرة حالياً ) عام 1932م وكان أول دفعته .
أعماله :
عمل بالمصرف الأهلي لمدة سنة واحدة ثم تركه لتعامله بالربا ثم عمل بالأعمال الحرة ،وسافر إلى السودان عام 1934م ، وعمل على توثيق العلاقات بين الشمال والجنوب ، وكان من أثر دعوته إنشاء البعثة الاقتصادية سنة 1935م ، والتي عملت على زيادة وتنسيق التبادل التجاري بين مصر والسودان .
ثم عاد إلى مصر سنة 1936م ، فسكن في شارع 22 صبري بالظاهر .
بين الصفوف المؤمنة :
اتصل بدعوة الإخوان المسلمين عام 1937 وأسند إليه رئاسة تحرير مجلة " النذير " التي صدرت عام 1938 م ، غير أنه تركها عندما آلت إلى جمعية شباب محمد عام 1940 م .
وتولى رئاسة تحرير مجلة " الإخوان المسلمين " الأسبوعية سنة 1943 .
ثم تولى رئاسة تحرير الجريدة اليومية سنة 1946م ، وقام الأستاذ صالح عشماوي بمهمته خير قيام .
ورأس تحرير مجلة " المباحث القضائية " ومجلة " الدعوة " سنة 1951م وظل يعمل بها حتى عام 1954 حين تم اعتقال الإخوان المسلمين ومصادرة مؤسساتهم وتعطيل نشاطهم ، إلا أنه ظل يصدر بعض الأعداد كل فترة حتى لا تسقط الرخصة .
وبعد خروج الإخوان المسلمين من السجون عام 1974م ذهب إلي الأستاذ " عمر التلمساني " المرشد الثالث للإخوان آنذاك ووضع نفسه ومجلته تحت تصرف الإخوان حيث تمت إعادة إصدارها سنة 1976م وظلت تعمل حتى عطلت وسحب ترخيصها عام 1981م .
اختير عضواً في مكتب الإرشاد أواخر عام 1939م ، بعد المؤتمر الخامس ، وظل في مكتب الإرشاد حتى عام 1953م ، وتدرج في دعوة الإخوان المسلمين حتى صار وكيلاً لها إبان وفاة الإمام الشهيد حسن البنا ، فتولي المسئولية أمام الإخوان لمدة 30 شهراً حتى تم اختيار الأستاذ حسن الهضيبي كمرشد عام للإخوان .
صالح العشماوي والنظام الخاص :
بجانب مهامه في الصحافة أسند إليه الإمام البنا الإشراف على النظام الخاص الذي أنشأه عام 1940 م بهدف : محاربة الاحتلال الإنجليزي لمصر ، والتصدي للمخطط الصهيوني في فلسطين ، حيث دعا الإمام حسن البنا خمسة من الإخوان ، وهم : صالح عشماوي ، وحسين كمال الدين ، وحامد شريت ، وعبد العزيز أحمد ، ومحمود عبد الحليم ، وعهد إليهم بإنشاء النظام الخاص وتدريبه ، ورتّبت القيادة ، بحيث يكون صالح عشماوي الأول ، يليه حسين كمال الدين ، وقد وضعوا برنامجاً للدراسة داخل النظام الخاص مثل : دراسة عميقة للجهاد في الإسلام من خلال القرآن والسنة والتاريخ ، والتدريب على الأعمال العسكرية ، والسمع والطاعة في المنشط والمكره .
وبرز هذا النظام في حرب تشرين عام 1948 م حيث ضرب أروع الأمثال في الجهاد وكبد الصهاينة خسائر فادحة ، وقاد الأستاذ صالح عشماوي المظاهرات التي خرجت فيها جموع الإخوان عام 1947م وقف الأستاذ صالح عشماوي خطيباً وسط المتظاهرين يحثهم على العمل من أجل فلسطين. ...
كما برز دوره في حرب قناة السويس عام 1951م .
صالح عشماوي مبعوثاً خاصاً لباكستان :
ولم يقتصر دور صالح عشماوي على ذلك فحسب ، بل كان مبعوث الإخوان المسلمين لدولة الهند وباكستان عام 1947 م حيث توجه وهو يحمل رسالة من الإمام البنا للرئيس الباكستاني محمد علي جناح ، وقد زار المدارس وبعض المنشآت الباكستانية ، وفي هذا يقول : لقد أتيت إلى الهند لكي أنشر دعوة الإخوان المسلمين ، وأفتتح فروعاً للإخوان والأخوات فيها ، وقال الإمام البنا في رسالته إلى الرئيس محمد علي جناح : وإني أقدم إلى حضراتكم الأخ المجاهد الأستاذ صالح عشماوي وكيل الإخوان المسلمين ورئيس تحرير جريدتهم – التي لا تدع فرصة تمر دون القيام بالواجب في تقوية الصلة بين مصر وباكستان .
رشح نفسه للانتخابات البرلمانية في مصر عام 1945م ، كما ترشح يومها من الإخوان الشيخ محمد الحامد أبو النصر ولكن الحكومة زورت الانتخابات فلم ينجح العشماوي فيها .
اعتقاله :
واعتقل بعد حل الإخوان في 8/12/1948م أيام حكم محمود فهمي النقراشي ، ثم قتل الإمام ، وخرج الإخوان من السجن فواصل الأستاذ صالح عشماوي كفاحه حيث تولى قيادة الإخوان وراح يعمل على إلغاء قرار حل الإخوان ، وقاد المظاهرات في 8 إبريل عام 1951م ، حتى سقط الأمر العسكري بحل الجماعة في 30 إبريل 1951م .
واستمر وكيلاً للجماعة من 1946م بعد فصل أحمد السكري حتى عام 1953م ، وقاد الجماعة حتى انتخاب الإمام حسن الهضيبي ، ثم حدث فتنة النظام الخاص ، فكان له وجهة نظر مختلفة عن رأي القيادة ، حيث فصل مع الأستاذ محمد الغزالي ، وسيد سابق ، وعبد الرحمن السندي ، ومحمود الصباغ ، وأحمد عادل كمال ، وغيرهم .
غير أنه عاد إلى أحضان دعوته وإخوانه بعد خروجهم من المعتقل في السبعينات ، وظل محافظاً على صحيفة ( الدعوة ) حتى خروج قادة الحركة من السجن ، فقدم الصحيفة لهم ، لتكون ناطقة باسم الجماعة .
وذهب مع الأستاذ محمد الغزالي واعتذر إلى الإمام حسن الهضيبي ، وضرب مثلاً رائعاً في التوبة .
يقول الداعية محمد أحمد الراشد : ( وقد ضرب الأستاذ صالح عشماوي رحمه الله مثلا لهؤلاء ، لعلّهم بقصته وتوبته يقتدون.
كان الأستاذ رحمه الله ورفع درجته من قدماء الدعاة ورجال الرعيل الأول، ولبث مع الإمام المؤسس دهراً كأحسن ما يكون الداعية عملا ، وأصبح عضو المكتب ، فلمّا قتل الإمام رحمه الله والمحنة جاثمة: اختلطت أوراق ، واشتبهت أمور ، وتحرّكت وساوس ، فافتتن نفر ، وجعلوا الأستاذ رأسا عليهم ، ثم مرّت السنوات الحالكة، وطالت المحنة، فندم على ما كان منه، وطلب أبلغ صور التوبة النّصوح .
وقد زرت دار مجلّة الدعوة يوما فوجدت شيخا وقوراً يجلس بتواضع على كرسي خيزران قديم خارج باب الشقّة كأنّه بوّاب، ولكنّه مهيب، وله طلعة نورانية .
فسلّمت عليه واستأذنته، فأذن، فدخلت، فقال لي أخ ممّن هناك: هل عرفت ذاك الرجل المحترم الذي كأنّه بوّاب.
قلت: لا، لكنّه استرعى اهتمامي.
قال: ذاك صالح عشماوي، يرى نفسه استروحت يوم جعله المشاكسون رأسا ونادوا به أميراً، وعزم على أن يرجع جنديا في آخر الصف، ويصرّ على أنّ ذلك من تمام توبته، فأختار أن يكون بوّابا، ولو يعلم أنّ هناك منزلة أدنى من منزلة البوّاب لسارع إليها، يلغي بذلك ما سلف منه من تطلّع للصّدارة
فعجبت ودهشت لهذه الرّوح الصّافية والقلب الكبير
ثمّ قال لنا الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله: دعونا له، ودعوناه أن يكون أخا لنا يشارك كالآخرين، ويتوب الله على مَن تاب، ولكنّه أبى ورفض، وأصررنا وبلغنا غاية الجهد في إقناعه، لكنّه أصر إصراراً على أن يعاقب نفسه بالتأخير
ثمّ خطبنا الأستاذ عمر رحمه الله بعد سنوات فقال: لقد تاب الأستاذ صالح عشماوي توبة أحسبها لو وزّعت على دعاة الإسلام في القاهرة جميعا لوسعتهم .
رائد الصحافة الإسلامية:
لقد كان الأستاذ صالح عشماوي بحق رائد الصحافة الإسلامية، فقد قام بتطويرها وبذل كل جهد مستطاع، لتحويلها من صحافة تقليدية، إلى صحافة حديثة، ملتزمة بمنهج الإسلام ومستفيدة من الفن الصحافي المعاصر، الذي يُعنى بالإخراج والخبر والتحقيق الصحافي ويتابع الأحداث ويحللها ويعلِّق عليها، مع الأَبواب المتنوعة التي تُغطي جوانب المعرفة وتقدِّم للقراء أحدث الأخبار وأدق التعليقات، وأعمق التحليلات، مع الصورة المشرقة، والفن الرفيع، والعرض الشيِّق، الذي يجذب القارئ ويشوِّقه لقراءة موضوعاتها في صفحاتها المتنوعة، ذات الطابع الإسلامي المعاصر، في عرض الخبر الصادق، بعيداً عن التهويل والمبالغة والتشويش والإثارة التي تلجأ إليها بعض الصحف متخذة الوسائـل غير المشروعة للـتسويق.
وكان الأستاذ صالح عشماوي صاحب قلم متمرِّس بالكتابة لأنه الصحفي الإخواني الذي تولى التحرير لصحافة الإخوان المسلمين منذ صدورها إلى توقفها في عهود الظلم والطغيان، وكم من مرة عطلت الصحيفة وأودع الأستاذ صالح في السجن، ولكن لم يضعف ولم يتوقف عن قول كلمة الحق ابتغاء مرضاة الله تعالى.
وقد اهتم في مقالاته بكل نواحي مجالات الكتابة ، فقد كتب في الأمور السياسية ، والإصلاح الاجتماعي وانتقد أفكار هدى شعراوي التحررية ، ورد على الذين طالبوا بتغيير اسم الإخوان ، وكتب عن حياة الإمام حسن البنا وجهاده ، وتحدث عن جهاد الإخوان ضد الصهاينة في فلسطين ، ...
أخلاقه وسماته :
وهو رجل ضعيف البنية يعيش بكلية واحدة ، ولكنه قوي الإيمان ، ثابت الجنان ، فيه سمات الزاهدين والعارفين بالله ، مع الحزم والصلابة والشجاعة والصبر والثبات.
وقد حاولت الدولة احتواءه ، ولكنه صمد أمام كل المغريات ، ورفض إغراءات المناصب بكل شمم وإباء ، وظلَّ على وفائه لدعوته ، رغم ما وقع من خلاف بين الإخوان ، بشأن الموقف من انقلاب عبد الناصر وزمرته .
منزله دار ندوة للإخوان :
ولقد زاره الأستاذ المستشار عبد الله العقيل مع الشيخ أبي الحسن الندوي أكثر من مرة في بيته ومكتبه بالقاهرة سنة 1951م..وكان بيته قبلة يؤمه الدعاة والعلماء ، ويجدون في منزله الإكرام والاحترام ...
اعتقاله في زمن السادات :
وكذلك سجن الأستاذ صالح عشماوي إبان قرارات سبتمبر 1981م في عهد الرئيس السادات ..وبعد مقتل السادات أفرج عنه .
وفاته :
انتقل إلي جوار ربه عن عمر يناهز 72 عامًا يوم الاثنين 8 ربيع الأول عام 1404 هـ / الموافق 11/12/1983م ، تاركًا ولداً ، وبنين .
قالوا عنه :
يقول الأستاذ صلاح عبد المقصود في مجلة «الإرشاد» اليمنية بعددها الخامس للسنة السادسة سنة 1404هـ: «انتقل صالح عشماوي ـ رائد الصحافة الإسلامية عن عمر (72) عاماً ـ إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية في سبيل الله في يوم الأحد في السادس من ربيع الأول سنة 1404هـ، الموافق 11/12/1983م.
مضى بعد حياة كلها معاناة وتعب وجهاد... اضطُهد وسجن وعُذِّب وحُورب، فما وهن لما أصابه في سبيل الله، وما ضعف وما استكان وظل ثابتاً على العهد إلى أن لقي ربه... رافق الإمام الشهيد حسن البنا،وكان عضواً في مكتب الإرشاد العام، ثم وكيلاً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين... تولى قيادة الجماعة مدة عامين ونصف العام بعد استشهاد الإمام حسن البنا في 12 من شباط/فبراير 1949م إذ إنه ـ طبقاً لقانون الجماعة ـ عند غياب أو وفاة المرشد العام ينوب مكانه الوكيل العام للجماعة، وكان الأستاذ صالح عشماوي الوكيل العام للجماعة وقتئذ، وكانت هذه الفترة (30 شهراً) من أصعب الفترات في حياة الجماعة، إذ إنها كانت مليئة بالامتحانات، فبعد صدور الأمر العسكري، وحلِّ جماعة (الإخوان المسلمون) في 8/12/1948م، ومصادرة أملاكها ومؤسساتها وإلغاء صحفها وبعد اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا في 12/2/1949م رأى حكام ذلك العهد، أن الإخوان المسلمين حقيقة قائمة، وأمر واقع، لا مجال لإنكاره، ومن ينكره كان كمن ينكر ضوء الشمس في وسط النهار، فـحاولوا أن يتخلصوا من هذا الموقف، بإعادة الإخوان بغير اسمهم، فكتب الأستاذ صالح عشماوي مقالة قوية بعنوان «ثبات» جاء فيها: «إن الذين ملّوا الكفاح، وضعفوا عن أعباء الجهاد، ويريدون أن يستريحوا باسم غير اسمهم، وبوجـوه غيـر وجوههم ولأهداف غير أهدافهم، أمرهم إلى الله ونسأل لهم الهداية، ولهم أن يعتكفوا في صمت وهدوء، ولكن ليس لهم أن يحاولوا خداع أحد، أو يشقوا طريق المؤمنين الثابتين، أما المؤمنون الصادقون، فلن يعملوا باسم غير اسمهم، ولن يظهروا للناس بوجوه غير وجوههم، ولن يجاهدوا من أجل أهداف غير الأهداف التي قاتلوا في سبيلها، وسيفشـل معهم كل إغراء ووعد، كمـا فشـل مـن قبل كل بطـش ووعيد: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُون} [الروم: 60].
لقد ظل ـ رحمه الله ـ طوال نصف قرن يدافع بلسانه وقلمه عن دعوته.... دعوة الإسلام... يقول الحق ولم يخشَ في الله لومة لائم حتى لقي ربه».
إشادة الندوي به :
يذكر الـشيخ أبو الحسن الندوي في كتـابه القيِّم (مـذكرات سائـح في الـشرق العربي) عن الأستاذ الكبير صالح عشماوي فيقول:
«... كتبت من مكة المكرمة إلى الأستاذ صالح عشماوي أخبره بسفري إلى مصر، ورغبتي في الاجتماع به، وقد جاء الأخ عبد الله العقيل لزيارتي في السكن بالقاهرة وأخبرني بأنه سيصحبني إلى مكتب الأستاذ صالح عشماوي فخرجت معه وظل طول الطريق يتحدث عن حركة الإخوان المسلمين ورجالها البارزين. وقد جاء ببعض مؤلفات الأستاذ الغزالي هدية لي.
وقابلت الأستاذ صالح عشماوي وكلانا مشتاق إلى صاحبه، وتعانقنا وتعانقت القلوب الخفاقة مع الأجسام وكأننا أصدقاء من زمن طويل.
وفي يوم آخر اجتمعت مع الأستاذ صالح عشماوي في إدارة مجلة الدعوة وأطلعته على الكلمة التي أريد أن أوجهها إلى الإخوان المسلمين فاستحسنها واتفقنا على أن أُلقيها أولاً في حفلة خاصة للإخوان، ثم تنشر بعد ذلك في مجلة الدعوة وهي بعنوان «أريد أن أتحدث إلى الإخوان» وفي الغد زارنا الأستاذ صالح عشماوي والأستاذ سعد الدين الوليلي، ثم كان اجتماعي بعد ذلك مع أعضاء مكتب الإرشاد العام، أذكر منهم الأستاذ صالح عشماوي والأستاذ عبد الحكيم عابدين والأستاذ فريد عبد الخالق والشيخ أحمد حسن الباقوري والصاغ محمود لبيب والأستاذ منير دلة والأستاذ عبد الحفيظ الصيفي وآخرين.
وقدَّمني الأستاذ صالح عشماوي إلى الأساتذة وذكر أني قدّمت كلمة لهذه الجلسة ورحَّب الإخوان بها وقرأت هذه الكلمة «أريد أن أتحدث إلى الإخوان» فسمعوها بإصغاء تام، وإقبال عظيم، والأثر يبدو في وجوههم وعيون بعضهم، وبعدما انتهيتُ منها، تكلم الأستاذ عبد الحكيم عابدين، وألقى كلمة لطيفة في الترحيب بهذه الكلمة وأنه وجد فيها صورة صادقة لفكرة الأستاذ المرشد حسن البنا، ونفحة من نفحات تفكيره رحمه الله تعالى، وأنه وأصحابه مغتبطون جداً بهذا التوجيه الأخوي ومقدِّرون له، واستأذنني في نشر هذه الكلمة فقبلتُ ذلك بكل سرور» .
من أقواله:
في سنة 1938م كتب الأستاذ صالح عشماوي في مجلة «النذير» لسان الإخوان المسلمين وكان رئيس تحريرها آنذاك كلمة بعنوان: «كيف غيَّرتني دعوة الإخوان؟»، فقال: «وأخلو إلى نفسي وأسألها عن غايتها، فأراها كعهدي بها منذ عرفت الإخوان، حافظة للعهد، راسخة الإيمان، اتخذت من الله غايتها، وأسألها عن آمالها، فأجدها وجدت آمالها بعد أن حددت غايتها، فلم يبق لها إلا أمل واحد، وإنه كل أملي في الحياة، ولعلك تدهش ـ سيدي القارئ ـ إذا علمت أن هذا الأمل هو الموت في سبيل الله... نعم هو فناء ولكن في الحق.... لعمري إنه عين البقاء... ولست أدري هل قدّر لي الموت على فراشي كما يموت الجبناء؟! أم سيتم الله نعمته عليَّ فيلحقني بالشهداء... ذلك علمه عند ربي وما كنا للغيب حافظين...».
وبعد :
هذه لمحة عن أستاذنا الجليل الأستاذ صالح عشماوي شيخ الصحافة الإسلامية ورائدها عسى الجيل الجديد من أبناء الصحوة الإسلامية أن يعرف دور هؤلاء الرواد الأوائل الذين شقوا الطريق بكل عزم وإصرار وجرأة وثبات وإيمان ويقين فكانوا النماذج العملية للإسلام الحي المتحرك.
رحم الله أستاذنا المجاهد وبارك في جهوده، وحشرنا الله وإياه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقاً.
مصادر البحث :
أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين – جمعة أمين عبد العزيز – دار التوزيع والنشر الإسلامية بمصر .
النقط فوق الحروف – أحمد عادل كمال – الزهراء للإعلام العربي – 1989 .
الإخوان المسلمون : أحداث صنعت التاريخ – محمود عبد الحليم – دار الدعوة – 1985م .
صحافة الإخوان المسلمين – شعيب الغباشي – دار التوزيع والنشر الإسلامية – 2000م .
وسائل الإعلام المطبوعة في دعوة الإخوان المسلمين – محمد فتحي شعير – دار المجتمع – 1985م .
من أعلام الحركة الإسلامية – عبد الله العقيل – دار التوزيع والنشر الإسلامية .