عبد العزيز عودة

الزعيم الروحي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

عمر محمد العبسو

ولادته ونشأته :

ولد عبد العزيز عودة في فلسطين في منطقة بئر السبع عام 1948 م ،

وبعد النكبة هاجرت أسرته إلى قطاع غزة من منطقة وادي الحسا في قضاء بئر السبع بفلسطين عام 1948، وأقامت في مخيم جباليا للاجئين.

دراسته :

درس الأستاذ عبد العزيز عودة المرحلة الابتدائية ، حتى الثانوية في غزة .

ثم انتقل للدراسة العليا في مصر ، حيث حاز عبد العزير عودة على درجة الليسانس في العلوم العربية والإسلامية من دار العلوم بالقاهرة ، وكذلك على دبلوم في الشريعة الإسلامية.

أعماله :

 وعندما عاد عبد العزيز عودة إلى القطاع عام 1981. عمل محاضراً بالجامعة الإسلامية في غزة .

كما عمل إماماً في جامع الشيخ عز الدين القسام في بيت لاهيا ، ومارس الدعوة والوعظ والتحريض ضد العدو في المساجد .

- علاقته بالجماعات الإسلامية :

 اتصل أثناء دراسته في مصر بالجماعات الإسلامية التي خرجت عن الإخوان المسلمين ولا سيما الجهاد ، ومجموعة الكلية الفنية التي كان يقودها صالح عبد الله سرية ، وتبنى خطاً جهادياً ومرجعية الشيخ عز الدين القسام ، وكان بين الداعين الأوائل للخروج على الأفكار التقليدية للإخوان المسلمين ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي .

اعتقاله :

 وفي عام 1984 قامت السلطات الإسرائيلية باعتقال عبد العزيز عودة بتهمة التحريض ، وحكمت عليه بالسجن لمدة 11 شهراً .

 وفي شهر نوفمبر ( تشرين الثاني ) عام 1987 أصدرت السلطات الإسرائيلية أمراً بإبعاده عن وطنه .

 وبينما يعتبر الشقاقي المسؤول العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ينظر إلى عبد العزيز عودة على انه الزعيم الروحي للحركة .

 ويتمتع عودة بشخصية دمثة وجذابة ولديه قدرة فائقة على الوعظ والخطابة .

 وكان عبد العزيز عودة من الشخصيات الدينية التي تحظى بالاحترام .

الظاهرة الجهادية :

إن تصريحات قادة حركة الجهاد الإسلامي وأدبياتها تؤكد فهماً منسجماً مع الاتجاه العام لفلسفة الظاهرة الجهادية واستراتيجيتها ، فقد أوضح عبد العزيز عودة الذي يعتبر الزعيم الروحي لحركة الجهاد الإسلامي في لقاء مع صحافي بريطاني : إن الله يقول إذا هوجم المسلمون أو احتلت أراضيهم يتوجب عليهم المقاومة بجميع الوسائل الممكنة والمتاحة والجهاد فرضه الله للدفاع عن حقوق المسلمين في وطنهم والقرآن يذكر هذا ويوضحه .

ويضيف الشيخ عودة الذي أبعدته سلطات الاحتلال مع أول دفعة من المبعدين الفلسطينيين خلال الانتفاضة ، فيقول : إن القضية الرئيسية هي القضية الفلسطينية .

وعلى هذا الأساس يجب أن يكون الإسلامي في خدمة قضية فلسطين .

-يرى الشيخ في خطبة له تحت عنوان حقيقة التدين : إن التدين الحقيقي هو إدخال السرور إلى قلب كل مسلم ، والإحسان إلى الناس ، وقضاء حوائجهم ، وتفريج كربهم ...

- ويرى الشيخ عبد العزيز عودة : أن الحكم في الإسلام ليس نزهة أو رحلة ممتعة أو سفر قاصد ، الحكم في الإسلام هو حراسة للدين وسياسة للدنيا فإذا أخفق القائمون على الحكم في حراسة الدين وفي سياسة الدنيا فإنهم يفقدون المنصب الذي أناطته الأمة بأعناقهم ، الحكم حراسة لمصالح المسلمين وتيسير لأمورهم ، وليس فرصة لتحقيق المغانم ولتحقيق المصالح الذاتية والشخصية ، إنما هو أمانة ومسؤولية ...

ويرى الداعية أن الإسلام دين الرحمة فيقول :

لقد جاء الإسلام رحمة للعالمين ، جاء الإسلام هداية إلهية تحرر الناس من مخاوفهم وأحزانهم وآلامهم ، وتحقق لهم السعادة والاستقرار ، والناس لا يعرفون للسعادة طعما ولا للاستقرار معنى، إلا في ظل هدى الله تعالى وهذا ما قصده القرآن وهو يقول "فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" .

بقي أن نشير إلى أن الشيخ أصبح ظاهرة ومدرسة فكرية بارزة تتلمذ على أفكاره العديد من قادة الحركة الإسلامية في الوطن العربي ونذكر منهم الشيخ علي بلحاج الذي قرأ ما كتبه حسن البنا وسيد قطب وعبد العزيز عودة .

ولكن يبقى السؤال يلح علينا :

أين عبد العزيز عودة من حركة الجهاد الإسلامي الآن  ؟

طالما إن الحركة تعتبره  الأب الروحي لها ، فلماذا تغيبه الحركة عن الساحة ؟

اترك الإجابة للجميع ..... 

مصادر الترجمة :

-دراسات في الإسلام السياسي – فايز سارة – دار مشرق – مغرب ، في دمشق  – ط1 1994 م ، ص 102 

- موقع منبر القسام – فيه خطب الشيخ ودروسه وأخباره .

-القبس ( الكويت ) : 4/2/1988م .