بطرس البستاني
المعلم والموسوعي والمؤرخ
محمد فاروق الإمام
[email protected]
بطرس البستاني ويلقب بالمعلم بطرس. هو أديب وموسوعي ومربي ومؤرخ
لبناني
أدخل المدارس الوطنية وألف أول
موسوعة
عربية سماها
دائرة المعارف.
وكان المعلم بطرس البستاني والمتوفى سنة 1883م أول من أسس مدرسة وطنية عالية راقية،
وأول من أنشأ مجلة هادفة سامية وأول من ألف قاموساً عربياً عصرياً مطولاً، وأول من
ابتدأ بمشروع دائرة معارف باللغة العربية فكان بحق واحداً من أكبر زعماء النهضة
العربية الحديثة.
كنيته "البستاني" هي لقب لأسرة مارونية مشهورة أنجبت رجالاً عدة
أدوا للغة العربية
والأدب خدمة جليلة. ولد بطرس البستاني في قرية
الدِّبِّيَّة
من مناطق الشوف في لبنان في 1 أيار عام 1819م. تلقى علومه في مدرسة"عين ورقة" وكانت
كبرى مدارس ذلك الوقت. وتعلم فيها لغات عدة كالسريانية
واللاتينية
والإيطالية
إلى جانب الفلسفة واللاهوت والشرع الكنسي ودّرس الإنكليزية على نفسه. وفي
عام1840م
ذهب إلى بيروت واتصل ببعض المبعوثين الأمريكيين يعلمهم العربية ويعرب لهم الكتب
واستعانوا به على إدارة الأعمال في مطبعتهم.
عين أستاذ في مدرسة "عبية" عام 1860م فمكث فيها سنتين، ثم عين
ترجماناً للقنصلية الأمريكية في بيروت.
كما ترك عدداً من الخطب والمحاضرات والمقالات التي كان يلقيها
في المنتديات والجمعيات ويدبجها في الجرائد والمجلات.
كذلك أنشأ مستعيناً بابنه الأكبر "سليم" أربع صحف بالإضافة إلى
"نفير سورية" وهي: "الجنان" و"الجنة" و"الجنينة" وكانت جميعها صحفاً سياسية،
وتجارية، وأدبية أسبوعية أو يومية .
أما أعظم أثاره على الإطلاق فهي "دائرة المعارف" التي عرفها
بقوله "إنها قاموس عام لكل فن ومطلب". وقد صدر منها في حياته ستة أجزاء، وصدر منها
بعد وفاته خمسة أجزاء. واشتغل فيها أبناؤه وبخاصة سليم ونسيبه "سليمان خطا
البستاني" وتوقف العمل قبل أن يكمل المشروع وتعد هذه الموسوعة فعلاً أول موسوعة
وطنية قائمة على المنهج الحديث في التأليف.
أما الأثر الثاني له، والباقي أيضاً فهو "معجم محيط المحيط" وهو
أول قاموس عصري في اللغة العربية طبعه في مجلدين كبيرين في بيروت عام 1870م ورفعه
إلى السلطان العثماني، فنال عليه الوسام المجيدي الثالث ولا يزال هذا المعجم أحد
أهم المعاجم العربية الحديثة، يحتاج إليه كل عالم لغة وطالب بحث، رغم مرور أكثر من
مئة عام على تأليفه وذلك لأنه رتبه على حروف المعجم باعتبار الحرف الأول من الثلاثي
المجرد وجمع فيه كثيراً من مصطلحات العلوم والفنون سواء منها القاموسية أم المعّربة
وشرح أصول بعض الألفاظ الأجنبية وجمع كثيراً من الألفاظ العامية الحية وفسرها
واعتمد المعاجم القديمة الموثوقة واستخدم العبارة السهلة البسيطة.
توفي المعلم بطرس البستاني في 21 أيار عام 1883م