الشيخ أحمد داود
( 1900م – 1958م)
محمد فتحي محمد فوزي
الشيخ العالم/ محمد أحمد داود
أخرج البخارى أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه قال:" أرقبوا محمدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فى أهل بيته".
وأخرج الإمام الترمذى والطبرانى وأبو يعلى وإبن أبى شيبة عن سلمة بن الأكوع رضى الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتى أمان لأمتى".
عرفناك كالروض الندى جمالا وكالصبح فى وقت الربيع جلالا
عرفناك فينا كالنسيم وداعة وكالماء يجرى صافيا سلسالا
هو الفقيه: أحمد بن محمد بن أحمد بن آل داود، وُلد بمدينة الرمادى قبلى من مركز إدفو بأسوان عام1900م جعفرى النسب الممتد للأمير حمد بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام الحسين- رضى الله عنهم – تعلم وتخرج من الأزهر الشريف بحصوله على شهادة العالمية فى( 1929)م فانخرط فى سلك الوعظ والإرشاد بوزارة الصحة وكان لا ينقطع عن إلقاء الدروس والمواعظ فى المساجد والمحافل الإقليمية بمحافظتى قنا وأسوان فى وقت كانت تعز فيه وسائل الإنتقال بين القرى وبعضها فضلا عن المدن المختلفة بين المحافظتين وحقن دماء أبناء القبائل بالجنوب بصلحهم وحل مشاكلهم الناجمة عن الثأر.
نال حب الجماهير- رحِمه الله- بعلمه وعمله وكان سالكا للطريقة النقشبندية الصوفية ولا يأبه بالمجاهرين بالمعاصى وارتكاب المحرمات من الأثرياء والمتكبرين والمكابرين.
قال فيه الشاعربيومى حسن الزناتى:
سكنت قلوب الناس فاهنأ بودهم ولا تخشى للود المقيم زوالا
فسر نحو إدفو وانشر العلم إنها تريدك فيها واعظا فعالا
وصلها كفى هجرا طويلا فإنها تريد من الشيخ الجليل وصالا
من نصائحه:" كُتر مال العاِلم المحافظة على كرامة العلم والعلماء".
وعندما سُئل عن سبب إجهاد العلماء فى تأليف كُتُب الفقه رغم إفاضة كتب الأئمة بها فقال:" إن لكل قوم خطايا ولكل زمان لسانا ولكل أوان اصطلاحات فى المكاتبة والمخاطبة والمفاهمة وخير التأليف ما كان بلسان أهل الزمان الذى فيه يعيشون وبلهجته يتكلمون وباصطلاحاته يتخاطبون". وقوله عن الإمام مالك- رضى الله عنهما- :" فما من أحد بأصغر ممن يعين ولا بأكبر ممن يعان... إن تجد عيبا فسد الخللا.. جل من لا عيب فيه وعلا."
من مؤلفات العالِم الفقيه مصنفات : عبقرية الجعافرة فيما ينجى من العقائد فى الآخرة فى علم التوحيد – الرياض الباقرية فى إسراء خير البرية – المرآة فى أحكام الصلاة ( مالكى المذهب) – صفوة الكلام فى أحكام الصيام – التوضيح والإبانة فى تفسير آية الأمانه – مشاهداتى فى الأراضى الحجازية وأحكام الحج والعمرة والزيارة النبوية – مناقب الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه.
ترك الفقيه من الذكور ثلاثة أبناء مباركين الأستاذ الحاج كمال أحمد محمد داود مدير إدارة مدرسية أسبق ، والمهندس صلاح الدين أحمد داود بهندسة العطوانى بإدفو ، والأستاذ محمد الأمير أحمد داود مدير مدرسة بالتربية والتعليم وداعية إسلامى كبير. وأربع إناث مباركات مبرورات.
وقد انتقل عالمنا الجليل الفقيه المربى إلى مثواه الأخير مكللا بالعطور والرياحين فى جوار ربه يوم عيد فى السماء وجمعة فى الأرض بشهر ديسمبر ( كانون أول ) 1958م.
فسلم يا بن داود تريد فراقنا وتزمع عن أحبابك الترحالا
عجبت لهذا الدهر يسعى مفرقا سريعا ويبدى فى الوصال مطالا
فهيهات أن ننسى زمان وجودكم بإدفو وإسنا وإن حال الزمان وطالا
عن السخاوى ...عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من ورخ – أرخ – مؤمنا فكأنما أحياه".