تأملت هذي الحياة بعمق
عامر حسين زردة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين وآله وصحبه الغر الميامين ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد :
فإنني وكعادتي عندما أنتهي من قراءة ديوان من الشعر لابد لي أن أعارض الشاعر بقصيدة جذبتني إليها بحسن موضوعها وروعة نظمها ووضوح فكرتها وفصاحة ألفاظها
ولكن الحالة الفريدة النادرة هي هذه القصيدة .
لقد بدأت بقراءة ديوان الشاعر الكبير وليد الأعظمي مجدد شعر الدعوة وأحد أهم الشعراء الإسلاميين الملتزمين في القرن العشرين
ولد في (الأعظمية ) من بغداد والتي أخذت اسمها من الامام الأعظم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه عام 1930م من أسرة كريمة متدينه ينتمي إلى قبيلة العبيد العربية القحطانية وتوفي عام 2005م
شاعرنا رحمه الله يذكرني بالشاعر الملهم محمد إقبال والشاعر الرباني بهاء الدين الأميري هو إذن ثالث ثلاثة لهم الفضل على من سواهم في شعرهم الملتزم والهادف .
وإذا كان ابن زريق البغدادي قد كتب قصيدته اليتيمة المشهورة في مهجره والتي مطلعها (لاتعذليه فإن العذل يؤرقه قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه) وذاعت شهرته وقيل إنه من أشعر الشعراء فيكفي شاعرنا قصيدة واحدة من ديوانه ليقال عنه كذلك بأنه أشعر شعراء عصرنا وقصيدته (روح وريحان ) شاهد على ذلك ، وأنا أدعو كل المثقفين والذواقين والمهتمين بأمر أمتهم أن يقرؤها قراءة متأنية ليتعرفوا على صدق الشاعر وسمو أهدافه والتزامه .
ولقد وقفت أمام هذه القصيدة وكأنها صرح شامخ وقفت أتأملها حرفا حرفا والله وكأن حروفها من ذهب .
لا غرو فهو الشاعروالمفكر والمجاهد والملتزم والغيور على
دينه لاقى مالاقى من أجل ذلك وعندما عبر عن المعاناة عبر
عنها عن تجربة أقل مايقال فيها أنها (تجربة مريرة مضنية)
أما أنا فلم أستطع أن أكمل قراءة الكتاب فما أن وصلت إلى هذه القصيدة( روح ٌوريحانْ ) حتى ضج قلمي مستجيبا لقلبي الذي تأثر بهذا الشعر الصادق المبدع
وهنا من الجميل أن أشير إلى أن المنشد الكبير الشيخ أمين الترمذي قد أبدع في إنشاد جزء من هذه القصيدة الرائعة التي تصف حال المسلمين أدق وصف بأبدع أسلوب . ولقد أجاد الشيخ أحمد البربور أيضا في إنشاده لقصائد كثيرة من هذا الديوان إجادة الصادق الغيور على أمته والخائف عليها من المؤامرات والكيد والدسائس .
ولابد لي أن أثني على كل المنشدين الذين أدوا أشعار الشاعر الكبير وساهموا في التعريف به وبشعره الواقعي وبفكره النير الصافي
ولقد كتبت قصيدتي وهي معارَضة لكل ماقرأت من قصائد الأعظمي أو قل هي ماأوحت به قصائد الأعظمي علي وهي ردة فعل طبيعية جدا لمن تعمق في قراءته لهذا الديوان وهنا أحب أن أنوه إلى أن المعارضات ولاشك هي محاولة من المُعَاِرض للتشبه بالمُعَارَض والارتقاء إلى مستواه علني أستطيع أن أتسلق هذا الجبل الشامخ لأرى ماحولي من سفحه(وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح)
أدعو الله صادقا أن يتغمد فقيد الشعر والأدب والدعوة شاعرنا الأستاذ وليد الأعظمي برحمته ورضوانه ويسكنه في جنات ٍونهر في مقعد صدق ٍعند مليك ٍمقتدر آمين ولن أنسى أستاذي الدكتور عبدالله الطنطاوي من الدعاء فهو الذي اختصني وأهداني الديوان فجزاه الله عني كل خير ومتعه بالصحة والعافية وأبقاه ذخرا ًوسندا ًلنا آمين .
وإلبكم قصيدتي :
تـــأمـلـتُ هــــذي الـحـيـاة َبـعــمــق ٍ
وقــلــتُ عـلـى الـغـارقــيـنَ الـسـلامْ
فـَهَـتـْك ٌوســفـــكٌ وقـــتــلٌ بـظـُــلـْـم ٍ
وجـُـــوع ٌوعُــرْيٌ ومــالٌ حـــــــرامْ
وفــسـق ٌوكـبــٌر وشـــرٌ وبــغـــضٌ
ومــاعـــلــم َالـنـاسُ معـنى الضرامْ
يُـكـَمَّـمُ فــوهُ الـفـصــيـحُ الـغـــيــورُِ
ويَـحْـكِـي رُوَيـْـبـَضَـة ُ(الـعَـمِّ سَـامْ)
فـــشــامٌ ومـــصـــــرُ وبـغــــدادُ آهٍ
وأفــغــانُ تـصـبـحُ تـحـتَ الـّـُركامْ
وَعَــِّددْ سِــواهـَــا بـِِـقـلــب ٍحَـزيـْن ٍ
وقـُـلْ لـي بـِرَبـِــكَ أيـْــنَ الـسَّــــلامْ
يـَعِـيْــثُ الـخـبـيـث ُفـسادا ًويــرقى
وفـي الـضَّـنـْكِ يـَخـْلـُدُ قـَومٌ كِـــرام
لـمـاذا يـحـاربُ ذو الـعـلـم ِدومــــا ً
ويَـعْـلـو أخـو الـجَـهْـل ِفوقَ الأنـامْ
وكـم يجْـتـَلِي الـفرقُ بـيـنَ مَـشِـيْـد ٍ
بـِرَبـْوَة ِروض ٍوبـيـنَ الـحُـطـَــــامْ
عـجـيـبٌ إذا لـم نـَمِـيْـزَ الـخـَبـِـيـْثَ
مـن الـطـيـِّبـَات ِولـو بـــالــكــــلامْ
أعـدلٌ يـشـوبُ الـصـدوقَ نـفــاقـا ً
فـيـبـدو عـلـيـه ِالـنـِّفـَاقُ سَـخـَــامْ
ويــزداد فـيـهِ انـْتـِـشَـارُ الـضَّـلال ِ
ويـسـكـنُ فـي مَـنـْكـِبـَيـْه ِالسَّـقـَامْ
يـحـالُ مـنَ الإثـْم ِشـَخصا ًسَـقِيما ً
ويـبـدو الـشَّـقـاءُ عـلـيـه ِسَـنـَــامَ
فـيـَخـْسَرُ فـي ذي الـمـهـالك ِدينهْ
ويـُصْـبـُحُ شـَخصا ًبـغـيـِْر الـتزامْ
وكـيـفَ يـُجـِيـْبُ الإلـَـهُ دُعـًــــــاهُ
وقـَـدْ هَــامَ في السّـُحْتِ أيَّ هُـيَامْ
فـعـودا ًإلـى الـلـه ِيـَامَنْ بَـعُــدْتـُمْ
وَمَنْ عَـادَ ،عـَادَ إلــيـْهِ الـسَّـــلامْ
إلـهـيْ بـِنـُوركَ نـَـوِّرْ طـَـِريـْـقـِـيْ
فـإنــِّـي أخـافُ ارْتـِكـَـابَ الأثـَــامْ
وجَـنـِّبْ بَـنِـيَّ الـشّـُرُورَ جَـمِـيْعَـا ً
وهـذا مُـرَادِيْ وأقـْصَـى الــمَـرَامْ