تاريخ مشرق للشيخ راشد الخزاعي
تاريخ مشرق للشيخ راشد الخزاعي
د. محمد رحال /السويد
[email protected]
لا أحد في عالمنا العربي والإسلامي
يجهل عملاق الجهاد في فلسطين الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام ، الذي ترك
بلدته في الشمال السوري جبلة متوجها إلى ارض الرباط الدائم في فلسطين ، والتي
ارتبطت عضويا بوحدة جغرافية واحدة ضمن ماكان يسمى بلاد الشام والتي وحدها الله
وقسمها سايكس وبيكو وحكمها أنصار سايكس بيكو وحافظوا على تقسيماتها ، وهذا المجاهد
العظيم والذي روى بدمائه الطاهرة تراب فلسطين لم يكن لينال هذا المجد والشرف العظيم
لولا أن هيأ الله له في عجلون الأردنية مجاهدا عظيما يعتبر من قامات امتنا المجيدة
وهو الأمير الشيخ راشد الخزاعي الفريحات والذي حاول أزلام التقسيم ورواد التطبيع أن
يطمسوا تاريخ هذه الشخصية المجيدة وورائها كان أبناء عجلون.
الشيخ القسام رحمه الله حاول استجرار
العون ممن كان حوله من اجل وقف حملات الاستيطان ولكن دون جدوى فقد كانت طبول
الاستعمار هي من حكمت بلادنا في تلك الفترات إلى جانب الانتداب البريطاني والذي
أراد تسليم ارض فلسطين مفروشة إلى دعاة الكيان الصهيوني ، وحينها نهض فارس الفريحات
وأميرها وشيخ عجلون ورجلها وأمد القسام ورجاله بالمال والسلاح والمأمن ، واستقبلت
جرود عجلون الثوار وكانت مع أهلها فراشا وغطاء لبذور الثورة اللاهبة في أرض فلسطين
.
لم يكن جهاد الشيخ راشد فقط من اجل دعم
ومساندة ثورة الشيخ القسام وإنما كانت حياته سلسلة من تاريخ طويل لجهاده امتدت فيها
أياديه البيضاء إلى مد يد العون للثورة في ليبيا ، بل وانه كان وفي أعقاب الفتنة
بين المسيحيين والمسلمين والتي كان من أهم أسبابها التدخل الفرنسي في جبل لبنان ،
فكان من أكبر المدافعين والمحامين عن المسيحيين في بلاد الشام وله في ذلك أياد
بيضاء وهو تاريخ يعرفه المسيحيون في جنوب بلاد الشام ويقدرونه ومعه يذكرون محاسن
الشيخ الذي حاول أذناب من بقي من الاستعمار أن يمسحوه فلا يبقى هناك من منافس على
التاريخ الوطني المشرف لأبناء الأردن ومساهمتهم في مسيرات الجهاد الطويلة ومناهضة
الاحتلال بكل أصنافه.
ولقد آلمني بالواقع أن يكون هناك على
ارض فلسطين كتائب تسمى بكتائب القسام رحمه الله ، ولا يوجد كتيبة واحدة باسم الشيخ
المجاهد راشد الخزاعي ، واني واثق تماما بأنه لو كان القسام نفسه حيا لما تواني عن
تكريم رفيق دربه بتسمية بعض الكتائب المجاهدة باسمه وهو شرف يستحقه هذا المجاهد
الذي عاش من اجل فلسطين ووحدة بلاد الشام لأكثر من مائة عام، فرحمة الله على هذا
الشيخ المجاهد وجعله علما من أعلام المقاومة وغفر له وادخله في واسع رضوانه.