شغموم ،الجميل، يعود إلى الدار البيضاء
(يوم 28 مارس يلتقي بأصدقائه وقرائه في لقاء مختبر السرديات بكلية الاداب بنمسيك بالدار البيضاء)
الميلودي شغموم...
انه، أولا، من مؤسسي صرح السرد المغربي الحديث، يكتب الرواية والقصة منذ أربعة عقود، ومنذ البداية وهو يجيد تحبيك الحكايات بأنفاس المبدعين المجددين .. لأنه يمتاز بقدرته على أن يولد مع كل نص جديد ، بفضل صياغته لملامح المراحل عبر وسمها بفكره وترويضها بجرأته (الدينامية التي تجري في اللغة وفي الدلالات التي يزندها زندا.
وهو كما يقول عن نفسه مختصرا مساره المهني :(مؤكد أني ولدت يوم 12 ربيع الأول فسميت الميلودي والباقي كله ظن، وإن كانت ذاكرة شيوخ الأسرة ، خاصة النساء، تضع هذه الواقعة بين 1947 و 1950، أنا الآن متقاعد، في إطار المغادرة الطوعية، بعد 39 سنة من العمل. بدأت التدريس معلما موقتا للفرنسية سنة 1966 ثم حصلت على باكالوريا آداب عصرية وتخرجت من مركز تكوين أساتذة السلك الأول فرنسية سنة 1974 ثم نلت إجازة في الفلسفة سنة 1975 ودبلوم الدراسات العليا سنة 1982 فالتحقت بكلية الآداب بمكناس كمدرس وفيها هيأت دكتوراه الدولة سنة 1990 ومنها خرجت متقاعدا سنة 2005 بوضعية أستاذ التعليم العالي.)
لذلك يكتب بمخيلة عابرة للزمن، نصوصا سردية نسجت، وما تزال، حكايات مغربية لا تعكس ولا تنوب عن أحد، وإنما تؤسس لتخييل يولد حالات من الواقع والتوقع.
يقول عن نفسه: ( لقد عشت، والله ما تركت فرصة حقيقية تمر بدون أن أستغلها، ولو تعلق الأمر فقط بفيلم أو قصيدة أو أغنية: إني من أنصار استغلال كل الإمكانات التي تمنحها الدنيا؛ الفائدة والمتعة في كل شيء، حتى في العمل، أي عمل ليس فيه فائدة، أو إفادة، ومتعة يؤدي إلى الشقاء.)
انه، ثانيا، كاتب روائي فضل الانتماء إلى الإنسان عوض مدرسة أو تيار لافت، ولذلك أعار صوته للأصوات التي لم تجد أبدا من يسمعها أو ينوب عنها..لقد اختار أن يكون بكتاباته المنحازة الى التخيييل المعقلن أن يكون روائيا وليس عرافا. أن يكون مبدعا وليس ملفقا، ثائرا يثأر بالكتابة من زيف اللغات والحقائق. يزاوج بين الكتابة والتفكير. بل يشتغل بالتفكير في الحكي، و بالحكي في التفكير... ضمن انشغال متعدد بالكتابة في السرد والفكر والترجمة والدرس الجامعي.
يقول عن نفسه: (لقد بدأت في النشر، على حسابي، سنة 1972 بمجموعة قصصية متواضعة، لكني بفضلها دخلت إلى اتحاد كتاب المغرب، عنوانها أشياء تتحرك ثم نشرت بعض القصص على صفحات الجرائد والمجلات المغربية قبل أن تصدر لي روايتان، الضلع والجزيرة 1980 ، ببيروت، في كتاب واحد وتتبعهما رواية ثالثة، الأبله والمنسية وياسمين، عن دار أخرى ببيروت، قابلها النقاد باحتفاء كبير، وكانت كلها قد كتبت قبل 1980 ثم جاءت ترجمتي لكتاب هنري بونكري، قيمة العلم 1982 ، وكتابي عن الوحدة والتعدد في الفكر العلمي الحديث، عن دار التنوير ببيروت كذلك، وكانت قد صدرت لي قبل هذا الأخير مجموعة قصصية، سفر الطاعة، عن اتحاد كتاب العرب بدمشق. وتوالت الروايات، مرورا بعين الفرس المقررة في برامج الثانوي، ومسالك الزيتون، وشجر الخلاطة، وخميل المضاجع، ونساء آل الرندي التي نالت جائزة الدولة للكتاب وحولت إلى فيلم تلفزي من ثلاث حلقات، والأناقة، وانتهاء بأريانة ثم المرأة والصبي، وقد جمعت الروايات، غير أريانة و المرأة والصبي ، من طرف وزارة الثقافة المغربية في ثلاثة مجلدات تحت عنوان الأعمال الروائية الكاملة كما ترجمت بعض هذه الروايات، جزءا أ وكلا، إضافة إلى بعض القصصا إلى الفرنسية والإسبانية والألمانية.)
وانه ، ثالثا، روائي خبير في صوغ التأملات والقضايا والظواهر ضمن تخيييلات ومرايا مغامرة، تجازف بالبديهي لصالح التجديد، وتشكيل رؤية وهوية وصوت.. كل ذلك من خزائن شغموم السرية والمعلنة: من المحلي والشخصي إلى العالمي، من الأشياء البسيطة إلى النظريات الكبرى (والثقافات).. يعبر بوثوق الكاتب ويبحر في كل الأزمنة مجربا الأساليب وتوظيفات تبني خصوصية متخيله وذوق تأملاته ودينامية شخوصه ورموزه وأمكنته وآفاق التأويلات.
ولأنه مر من الدار البيضاء التي عاش فيها زمن البدايات ...
يعود الميلودي شغموم في ضيافة مختبر السرديات يوم الجمعة 28 مارس2008 إلى الدار البيضاء للقاء أصدقائه وقرائه في يوم كامل لمدارسة منجزه الروائي: الضلع والجزيرة ، الأبله ومنسية وياسمين ،عين الفرس، مسالك الزيتون ، شجر الخلاطة ،خميل المضاجع ،الأناقة ، نساء آل الرندي ، أريانة ، المرأة والصبي .
يقرأ هذه السرود النقاد : عثماني الميلود ، عبد المجيد النوسي ، رشيد الإدريسي ، عبد الرحمان غانمي ، الحبيب الدايم ربي ،الشريشي لمعاشي ، بوشعيب الساوري ،عبد الحق لبيض، عبد الفتاح الحجمري ، عبد اللطيف محفوظ ، شعيب حليفي.
للميلودي شغموم منشورات في السرد والدراسات والترجمة:
السرد:
- أشياء تتحرك: قصص, مطبعة طنان، البيضاء، 1972.
- الضلع والجزيرة: روايتان, دار الحدائق، بيروت، 1980.
- سفر الطاعة: قصص, اتحاد كتاب العرب، دمشق، 1981.
- الأبله والمنسية وياسمين: رواية, المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1982.
- عين الفرس: رواية, دار الأمان، الرباط، 1988.
- مسالك الزيتون: رواية, منشورات السفير، مكناس، 1990.
- شجر الخلاطة: رواية، المحمدية، مطبعة فضالة، المحمدية، 1995.
- خميل المضاجع: رواية، مطبعة فضالة، المحمدية، 1995.
- نساء آل الرندي، مطبعة دار المناهل، الرباط، 2000،
- الأناقـة، دار الثقافة، البيضاء، 2001.
ـ أريانة، رواية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ، 2003.
ـ المرأة والصبي، رواية، دار الأمان، الرباط ، 2006.
الدراسات:
- الوحدة والتعدد في الفكر العلمي الحديث, دار التنوير، بيروت، 1984.
- المتخيل والقدسي في التصوف الإسلامي، منشورات المجلس البلدي، مكناس، 1991.
ـ تمجيد الذوق والوجدان، دار الثقافة، الدار البيضاء،1999.
- المعاصرة والمواطنة. مدخل إلى الوجدان، الرباط، منشورات الزمن، الرباط، 2000.
الترجمة:
- قيمة العلم / هنري بوانكاري, دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، 1982