أحدثكم عن/ الكاتب الأرستقراطي!
محمد عبد الشافي القوصي
ذات مرة؛ دعاني إلى تناول الإفطار معه. ومن شدة حبي له؛ انطلقتُ على الفور، ورحتُ أبحثُ عنه في (عرينه) بشارع بهجت علي بالزمالك؛ فلمْ أجد له أثراً .. فإذا به يخرج من بين أروقة مكتبته العامرة؛ ويصرخ بأعلى صوته: "لقد ابتُلِينا بالذين تشغلهم صعوبة اللغة العربية, ويبحثون عن حروف أخرى لها أوْ عزلها عن مجال العلم بزعم أنها لغة متخلِّفة! أمَّا العبرية التي انقرضت منذ ألفي سنة؛ أصبحت لغة العلم! لقد نسيَ هؤلاء الأعراب أنه لا توجد لغة متخلِّفة، ولغة متقدِّمة .. إنما توجد أُمم متخلِّفة، وأُمم متقدِّمة!
قلتُ له: هَوِّن عليك- أبا خالد! فإذا به يصرخ –مرةً أخرى: "كيف وقد صدَّروا إلينا عملاء يجعلون لب كفاحهم فصل الدين عن الدولة! ويصابون بالفالج عندما يسمعون بأنَّ الدستور سينص على أن دين الدولة الإسلام! بلْ ألغوا شعار الهجوم (الله أكبر) من الجيش، ولمْ يعيدوه إلاَّ بعد النكسة بخمسة عشر شهرا, بينما أول دبابة إسرائيلية دخلت سيناء مكتوب عليها آية من التوراة!
قلتُ له: ما السبيل -إذنْ- يا أستاذنا؟! فقال: الوضع الصحيح أن نجعل (قضية فلسطين) قضية عربية إسلامية, ولن يقهر التعصب الباطل للتلمود إلاَّ الإيمان الحق بالقرآن, ولن يقهر التآمر الصهيوني العالمي إلاَّ حركة بعث إسلامي تحرر فلسطين, وتبدأ في نفس الوقت من خلال وحدة الدم, ومن خلال وضع المبدأ الإسلامي العظيم وهو (الجهاد) موضع التطبيق, لتتشكل عوامل وحدة الأمة الإسلامية واستكمال مقومات الحضارة الإسلامية"!
ترى .. مَنْ يكون هذا العبقري الفذ؟!
إنه الكاتب المجاهد؛ الذي أنفق عمره في دفع الزيف ورد الشبهات عن تاريخنا، وواجه "طلائع الغزو الفكري"! وقد تساءل في كتابه "القومية والغزو الفكري": هل تستطيع القومية تخليصنا من المحن المصيرية التي تواجه العالم العربي الآن؟ ثم أجاب: "إذا كان الإسلام هو الرابط الذي يربط بين العرب والبربر والأكراد وغيرهم، فلماذا نستبعده، ونرفع علم القوميّات؟! إلاَّ إذا كان الهدف هو إثارة الحرب القوميّة!!
ويعلِّل مسلكية الأحزاب والحركات القومية التي ترفع شعار القومية اللادينية؛ بأنها تكوَّنت من عناصر مُرِيبة دُرِّبت وأُعِدَّتْ في مدارس التبشير، وبيوت القناصل، وأقلام المخابرات الاستعمارية، ورسمت أهدافها ومبادئها على أساس تحطيم الرابطة الإسلامية، تمهيداً للاستيلاء على الدولة العربية! وكان يرى أن قوميتنا نسيج وحدة لحمته الإسلام وسداه العروبة، وأيّ محاولة لفصلهما لن تعطيك ثوباً، بلْ خيوطاً قد تنجح في شنق نفسك بها!
ترى .. مَنْ يكون هذا الأسد الضاري؟!
إنه "الكاتب" الذي لَمْ يترك القلم من يده لحظةً واحدة؛ بلْ جاهد باللسان والقلم إلى آخر لحظة في حياته! لدرجة أن قلمه كان أشبه بالكلاشينكوف، أوْ الآر بي جيه! وأيَّ كتاب يصدره؛ كان أشبه بعصا موسى! وكانت محاضراته أشبه بالعواصف التي تقتلع الأشجار والبيوت!
على هذا الحال؛ عاش متنقلاً من مناظرة فقهية إلى مناظرة تاريخية، ومن معركة ثقافية إلى معركة سياسية .. حتى فاضت روحه خلال مناظرة تلفازية مع "نصر أبو زيد" في محطة التلفاز العربية- الأمريكية في واشنطن حول قضية التطليق التي رفعها أحد المواطنين ضد العلماني أبو زيد، مما اعتبرها دليل تعصب وإرهاب من الإسلاميين! لكن -صاحبنا- أكد أن القضية ليست قضية تطليق، بلْ هي التزوير! وقال: هل يصح لمن يزوِّر النصوص، ويختلق الوقائع، لإثبات رأي مسبق في حالة ما، ويندفع في هذا الاتجاه إلى درجة التلفيق- هل يجوز لمثل هذا الشخص أن يبقى ضمن هيئة التدريس في جامعة محترمة؟ واحتدمت المناقشة إلى أشدّها، فأصيب –الفارس- بأزمة قلبية حادة، فاضت روحه على إثرها يوم 5/12/1993م، ونقِلَ جثمانه إلى مصر، وأوصى أن يُدفن معه في مقبرته ثلاثة كتب: (لمحات من غزوة أُحد، ودخلتْ الخيل الأزهر، وقيل الحمد لله)!
* * *
إنه (محمد جلال كشك)! الذي قال عنه لمعي المطيعي: "عبارة ساخرة، ولمحات ذكية، وثقافة إسلامية واسعة، والسؤال المحيِّر: متى وكيف استوعب هذه المادة التراثية عن الإسلام"؟!
وقالت عنه صافيناز كاظم: "تتميز كتابة جلال كشك بالحيوية التي تصل بك أحياناً كقارئ إلى حد الإرهاق، كما تتميز بالحضور الوهاج الذي يجمع بين غزارة المعلومات وعمق التحليل، والقدرة على الربط والمقارنة بين زوايا الرؤية، والمبارزة الجدلية في كل مكان، مع خفة ظل حادة، يعرف كيف يوظفها في فقرات سريعة، ويصوّبها إلى مكانها المطلوب برشاقة ودقة متناهية .. يكتب متلذذاً بالكتابة، وللقضية متحمساً، فينقل إليك الشغف مهما قاومته، أو عاديته، وهو منغمس كل الانغماس في موضوعه، كأنه سيكون آخر ما يكتب، وأنت لابد منغمس فيه كأن كتابه سيكون آخر ما تقرأ"!
أجل! لقد كان -جلال كشك- مفكراً، ومؤرخاً، ومجاهداً .. وشهيداً ! كان يقول: "الخلاف حول تفسير التاريخ ليس ظاهرة، ولا مجرد خلاف حول تفسير الماضي، بلْ هو في الدرجة الأولى خلاف حول الطريق إلى المستقبل، والأمم دائماً تهرع إلى تاريخها في لحظات محنتها، وتستمد منه الإلهام والدعم النفسي، بينما يلجأ خصومها دائماً إلى تزييف التاريخ وتشويهه، لتضليل الحاضر وإفساد الطريق إلى المستقبل".
ويقول أيضاً: "مَنْعنا من امتلاك المدفع؛ هو الهدف الأساسي الدائم منذ ظهور الاستعمار الأوروبي إلى اليوم، وقد تم ذلك تحت شتى الشعارات، وبمختلف التنظيمات من القراصنة ومحاكم التفتيش إلى الجامعات، والمؤسسات الدولية، والمعاهد من الأمم المتحدة، وقبل ذلك إلى جهود وكتابات وحكومات من سمّاهم "صمويل هنتنجتون": "المتعاونين والمؤمنين بحضارتنا"! هؤلاء المتعاونون الذين يعملون لاستمرار سيطرة الغرب واستمرار تخلّف أوطاننا يتسترون في كل مرحلة تحت شعارات علمانية وتقدمية ويسارية وأممية. إنَّ عناصر مأجورة عن وعي، وعناصر تحركها أحقاد رخيصة، وعناصر تتبع كل ناعق تسيطر على إعلامنا، وتجنده لمحاربة الإسلاميين في مشارق الأرض ومغاربها، غير محققة من هدف إلاَّ إزالة دور مصر الإسلامية، وإلغاء زعامتها للعالم الإسلامي، وعزلها عن المسلمين.. لمصلحة من؟ هذا هو السؤال الذي نعرف جوابه جيداً".
* * *
منذ طفولته كان عاشقاً للحرية، وداعياً إلى التغيير! فعرف السجون مبكراً؛ فقد أدى امتحان (البكالوريوس) وهو سجين في معتقل "هايكستب" بتهمة التحريض على قتل الملك!
وعندما كان طالباً؛ دعا زملاءه ليهتفوا ضد تعيين حافظ عفيفي رئيساً للديوان الملكي! بلْ انطلق يهتف بحياة الجمهورية قبل أن يعلنها "محمد نجيب" بحوالي عام! كما طالب بتأميم القناة، وإلغاء الاحتكارات الأجنبية في سنة 1951م!
واعترض على تعيين "صلاح سالم" نقيباً للصحفيين! باعتبارها بداية التربص بالصحافة؛ لوقوفها بجانب الشعب ضد استبداد العسكر! وبدأ الجدال على صفحات الجرائد حول دستور 1923م، وإعادة العمل به، وبكافة مظاهر النظام القديم، لكن من دون الملك! ففطِن إلى هذه الخديعة التي يُسوّقها العسكر، ليتم إلغاء الحريات، وكتب في جريدة "الجمهور المصري": "لماذا يعود هذا الدستور"؟! وكان الجواب على الفور إغلاق الجريدة، وإيداع -جلال كشك- في سجن "أبو زعبل" لمدة عامين وشهرين!! وخرج بعدها ليعمل بجريدة "الجمهورية"، وتم إيقافه عن العمل عام 1958م! وفي عام 1961م، أُلحق بمجلة "بناء الوطن" تحت رئاسة الضابط/ أمين شاكر، فاعتُقل لمدة شهور، بإيعاز من أمين شاكر، لإرساله خبراً عن "استقلال الكويت" ل"أخبار اليوم" بدلاً من إرساله إليه.
عمل بعدها في "روزا اليوسف" وكتب سلسلة مقالات، بعنوان: (خلافاتنا مع الشيوعيين) فتمَّ إبعاده عن الصحافة من 1964- 1966م! كما انفرد بنقد كتاب علي صبري "سنوات التحول الاشتراكي"! وأعلن في مقالة ب"الجمهورية" بأن الأرقام الواردة عن الخطة الخمسية (1961- 1966م) تدلُّ على انخفاض في الإنتاج وليس زيادته، والأرقام تدلُّ على كذب الادِّعاء!
بمجرد نشر هذا المقال؛ تم فصل رئيس مجلس الإدارة، ورئيس التحرير، وطرد جلال كشك!
* * *
الحقُّ أقول: إنَّ –جلال كشك- أمهر من أمسك بالقلم في النصف الثاني من القرن العشرين! وأعنف مَنْ واجه اليساريين وربائبهم العلمانيين؛ ففضح أكاذيبهم، وكشف مزاعمهم! ولعلَّ مؤلفاته في هذا الصدد لا تخطئها العين، مثل: (كلام لمصر، النكسة والغزو الفكري، جهالات عصر التنوير، قراءة في فكر التبعية، أخطر من النكسة، ألاَ في الفتنة سقطوا)!
كما أنه صاحب الفضل في كشف أوراق (هيكل) وعمالته للمخابرات الأمريكية! لاسيما أنَّ –كاهن الناصرية الأكبر- درج على إخفاء ما يتعلق بعلاقة ثورة 23 يوليو بالمخابرات الأمريكية! فكان يُغيِّر كلامه في الطبعة العربية لكتبه، ويقول بخلاف ما يكتبه للغربيين المتنوِّرين في "الطبعات الأجنبية"!
كان –جلال- من أشد الكارهين للدكتاتورية والاستبداد! من هنا كان هجومه على (فتى بني مر) لا يتوقف! والذي تمثل في كتبه (الماركسية والغزو الفكري، كلمتي للمغفلين، الناصريون قادمون، ثورة يوليو الأمريكية)!
عندما أصدر كتابه (كلمتي للمغفَّلين) انطلق –الناصريون- سِراعاً، وسحبوا جميع النسخ من الأسواق، حتى لا يعرف الناس جرائرهم، وصفحاتهم السود! فإذا بالطبعة الثانية تصدر في أقل من أسبوع، وقد صدَّرها –المؤلف- بعبارة ساخرة، يقول فيها: "ما كنَّا نريد أن نتكسَّب من هذه الكتب؛ ولكنَّ الله يرزق من يشاء بغير حساب"!!
وصف عبد الله الطنطاوي- مؤلفاته، فقال: "جاء جلال وجاءت كتبه على قدر، فسدّت ثغرات كبيرة في حياتنا الثقافية والسياسية، ووقفت في وجه الغزو الفكري، في ظروف بالغة الدقة، تُرك فيها الحبل على الغارب للشيوعيين، وللعلمانيين، ولدعاة التغريب، والدعاة إلى القوميّة، وكمَّموا أفواه الإسلاميين، وكسروا أقلامهم، واحتزُّوا رقابهم، وكانت السجون والمعتقلات الرهيبة أماكن سكنهم، فانبرى الأستاذ كشك، وليس غيره، يفضح رفاق الأمس ومَنْ وراءهم، بقلم من نار، وعقل مستنير، وقلب مسكون بالقيم العربية الإسلامية، ووعي تام بما يجري في عالم اليوم، من تزييف الحقائق، ووأد القيم التي بنينا عليها الأمجاد…"!
أجل! انظر إلى مؤلفاته التي كان يتخطفها الناس فور صدورها، والتي أرَّختْ لحقبة فاصلة في الصراع الأيديولوجي المحتدم إلى يومنا هذا ... ومازلتُ أحتفظ بما أهداني منها، مثل: (مصريون لا طوائف، النابالم الفكري، مِن بِدَع ثورة مايو، تحرير المرأة المسلمة، خواطر مسلم عن الجهاد والأقليات والأناجيل، المؤامرة على القدس تنفَّذ في مكة، قيام وسقوط إمبراطورية النفط، طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية، الجهاد ثورتنا الدائمة، وغيرها)!
* * *
كان –جلال كشك- خبيراً ببواطن الأمور، لاسيما أنه خالط الملوك والأمراء والساسة، كما أفاد كثيراً من إقامته بين الأجانب، وكان من كُتَّاب "الجارديان" البريطانية!
قلتُ له –ذات مرة- ما هو تفسيرك للهجمة على شيخ الأزهر الدكتور/ محمد سيد طنطاوي؟! فقال: ليس المقصود بهذه الحملة الشيخ طنطاوي، فالجميع يعلم قدره وعِلمه ومكانته؛ إنما هي حملة مدفوعة الأجر مُقدَّماً، يقود زمامها غلمان الوهابية، وقباقيب السلفية! وشاركهم فيها؛ إعلاميون مأجورون، وأناسٌ من جلدتنا وأُناسٌ غرباء عنا! إنهم يريدون هدم الأزهر وتشويه سمعته .. ولنْ يستطيعوا أنْ يحجبوا الشمس بغربالهم الهزيل!
وسألته –أيضاً: كيف استحوذ (الحداثيون والتغريبيون) على الصحافة والأندية الأدبية في السعودية؟! فقال: المملكة تكبح –من خلالهم- جماح التكفيريين والمغفَّلين من الأعراب!
من هو جلال كشك؟
لمْ أعرفُ أحداً كان معتزاً بحسبه ونسبه مثل (جلال كشك)!
ولِمَ لا؟! فهو من أعرق أسرة أرستقراطية! كان أبوه قاضياً في المحاكم الشرعية، قال عنه في أحد كتبه: "إنه كان أول من أصدر حكماً شرعياً في مصر بتكفير البهائيين"!
لكن اعتزاز –جلال- بآرائه وأفكاره أشد وأعنف! فالويلُ الويلُ لمن يخالفه الرأي! بلْ الويل -كل الويل- لمن يقطع حديثه! أذكر أنني رأيته –أول مرة- في (دار الزهراء للإعلام العربي) يتحدث أمام نخبة من أعلام الفكر والأدب، منهم: أحمد رائف، وأحمد بهجت، وحسين مؤنس، وغيرهم، وكانوا مشدوهِين لحديثه عن بلدته "المراغة" التي قال: إنها أعرق بلدة في الصعيد قاطبةً! فقلتُ: تقصد بعد (قوص) ملاذ العلماء والأولياء! فضحك كثيراً، ثم قال: ولولا رهطك لرجمناك!
منذ تلك الحادثة؛ توثَّقتْ علاقتي به، فكان أول شيء يفعله بعد عودته من "عاصمة الضباب" يتصل بي، وينهال عليَّ بوابلٍ من الأسئلة، مثل: ما هو الكتاب الذي اشتريته لي؟ وأين الغداء الذي وعدتنا به؟! وماذا قال لك الشيخ الغزالي؟ وما هي أخبار الصعيد الجواني؟!
ذات مرة؛ قال لي: بحسرةٍ وألم-: سأموتُ قريباً يا قوصِي! فحزنتُ، وقلتُ: أبقاك الله يا أستاذنا .. وظننتُ أن سيموت بالفعل، لكنه لمْ يمت! بلْ فاجأنا بكتاب "جهالات عصر التنوير"!
التقيته بعد ذلك، فقال لي: سأموتُ قريباً! فأخذتُ الكلام على محمل الجد! فقلتُ: أطال الله عمرك يا أبا خالد! فإذا به يفاجئنا بالكتاب القنبلة "الحوار أوْ خراب الديار"!
ثم غاب بضعة أشهر .. وإذا به يصدر الكتاب الملتهِب "الجنازة حارة"!
وهكذا، كان كلما شعر بآلام القلب؛ يفزعني بشدة، ويقول لي: سأموتُ قريباً! لكنه لا يموت ولا يحيا .. بلْ نراه بعدها ببدلةٍ أنيقةٍ ما رأتْ عينٌ مثلها، ولا سمعتْ بمثلها أُذُنٌ! بلْ يفاجئنا بمؤلفاتٍ رهيبة، أشبه ما تكون بالقنابل والمتفجرات!
أثناء لقائنا الأخير، قبل سفره إلى لندن؛ كرَّرَ ما كان يقوله كل مرة: سأموتُ قريباً! فضحكتُ لكلامه! فقال غاضباً: أقول لكَ: سأموتُ، وتضحك يا هذا؟! فأخذتني نوبة طويلة من الضحك!
لكن؛ بعد أيام قلائل؛ وعلى غير المتوقع! أعلنتْ إذاعة (الB.B.C) نبأ وفاة الكاتب الكبير/ محمد جلال كشك!
فأصابتني هزة مباغتة، وجثوتُ على الأرض، وأنا أُردِّد: آه!! عملتها يا جلال .. يا ابن الإيه؟!