يحيى.. خالد مشعل
في ذكراه الثانية عشر
يحيى.. خالد مشعل
مخلص برزق*
[email protected]
عندما تتزاحم الأفكار وتتوالى الأحداث
وتكثر المناسبات فلا خيار أمام قلمي إلا أن يختار عياش. لا خيار أمامه إلا أن ينزف
لأجله فجرحه ما يزال ينزف حارا سخيناً في قلبي، أعيش وجعه وأتجرع غصصه ولا أكاد معه
أستطيع أن أخفي ما بداخلي من غيظ وقهر ونار لا يخبو أوارها حتى نأخذ بثأر شهيدنا
الغالي من كل الأيدي الآثمة المجرمة التي حرمتنا أعراساً أقامها لنا عياش في ربوع
وطننا الحزين، أعراساً استشهادية لا أجمل ولا أبهى ولا أروع أطلع لنا بها نجوماً
ساطعة متلألئة في سماء أمتنا كان منها رائد زكارنة وعمار عمارنة وصالح صوي وأيمن
راضي وأنور سكر وصلاح شاكر وخالد الخطيب وعماد أبو أمونة ومعاوية روقة وسفيان
جبارين..
أولئك الذين اختارهم عياش ليلبسهم
أحزمة عز وشرف وكرامة مسحت بوهج انفجارها عار الصمت والقعود والتخاذل الذي لطخ أمة
تقاعست عن الرد على جرائم اليهود القتلة المجرمين في أقدس البقاع بعد مكة
والمدينة.. أولئك الذين أعادوا البسمة لأيتام وأرامل وأمهات وآباء وأحباء من قضوا
نحبهم في مذبحة المسجد الإبراهيمي وضحايا المذابح التي تلتها..
إنه الشهيد البطل يحيى عياش الذي خلَّد
ذكره بأعماله البطولية التي زعزعت أركان الكيان الغاصب وحطمت الصورة الكاذبة لجيش
أسطوري لا يهزم..
خالد أنت يا عياش في سجل المجد الذي لا
يحوي بين دفتيه إلا الأصفياء الأتقياء وفي مقدمتهم الشهداء الخالدون الأحياء
المرزوقون عند ربهم في أعلى عليين والخالدون بذكرهم الندي وسيرتهم العطرة..
خالد أبا البراء أنت وقد حاكيت بطولات
سيف الله خالد والبراء.
خالد أنت، ومشعل أضاء سماء أمتنا
بأنوار الجهاد السنية وأنار الدرب لكل مخلص لا يتاجر بالقضية.
مشعل أحرق بناره صكوك الاتفاقيات
الهزيلة التي عبثت بحقوقنا وأذلت شعبنا وأرادت القضاء على نهج الجهاد والمقاومة.
وهل عجب بعد ذلك أن نذكرك يا يحيى في
يوم عرسك الأغر وذكراك الأعز.. وكيف لا نذكرك ونابلس جبل النار التي أنجبتك جبلاً
سامقاً تئن في ذكراك من ثقل المؤامرة التي حاكها أباليس أنابوليس.
نابلس التي أثخنوها جراحاً عقاباً لها
أنها أنجبت مثلك فتواطأ على ذبحها اليهود وأعوانهم كذاك المترئس للحكومة اللا شرعية
في رام الله، الحرب على الجهاد والمجاهدين والمقاومة والمقاومين ال "سلام" على
اليهود والصهاينة والمجرمين، الفياض لهم بالمشاعر الحزينة المتأسية على مقتل
أبنائهم في عملية الخليل، فيما مشاعره متبلدة ميتة على قوافل الشهداء التي ترتقي
يومياً على يد الاحتلال الدخيل.
هل عجب بعد ذلك أن يتغنى بذكرك خالد
مشعل يوم انطلاقة حماس ويصفك مع إخوانك الشهداء بالأساس الذي يرسخ جذور الحركة
عميقاً في قلوب الناس..
وكيف لا يذكرك ويذكر الأمة بك وهو الذي
بكاك طويلاً يوم الفراق واحتسبك عند ربك مع الثلة الطاهرة التي قضت نحبها فداء لهذا
الدين وهذا الوطن وتركته مع إخوانه قادة ومجاهدي حركة حماس ينتظرون.
وكيف ينساك القائد المجاهد خالد مشعل
وأنت الخالد المشعل، وهل ينساك يا يحيى وفي يوم اصطفائك أسمى ابنه يحيى؟
* كاتب فلسطيني مقيم في دمشق.