الأستاذ الدكتور إحسان دوغرماجي
المُفكر والعالم والطّبيب العراقي
الأستاذ الدكتور إحسان دوغرماجي |
محمد فاروق الإمام |
هو تركماني من العراق وابن علي باشا رئيس بلدية أربيل سابقاً وأمه عصمت آل قيردار، لقد شغلت منصب وكيل مجلس الدولة العثمانية لمدينة كركوك، والدغورامجي تزوج من أيسر حكمت سليمان عام 1942م، وهي بنت ابن الصدر الأعظم للدولة العثمانية، وقد شغل والده منصب رئيس الوزراء في المملكة العراقية السابقة عام 1930م. وأصبح لهما ثلاثة أطفال (شرمين وعلي وإحسان).
ولد إحسان بمدينة أربيل عندما كانت من ضمن الإمبراطورية العثمانية في 3 نيسان عام 1915م. أكمل دراسته الابتدائية في أربيل والثانوية في لبنان في الإعدادية الأمريكية. وتخرج عام 1938م من كلية الطب بجامعة استانبول، وقد مارس الطب في بغداد بضع سنوات وفي سامراء قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة للاختصاص بطب الأطفال ويعتبر من أهم المتخصصين في طب الأطفال. وقد استقر في مع عائلته في أنقرة وعين مساعد أستاذ في كلية الطب بجامعة أنقرة عام 1947م، ورقي إلى مرتبة أستاذ سنة 1955م.
في عام 1946م عندما كان عمره 31 سنة عين عضواً في الصحة العالمية وخول بالتوقيع على دستورها، وفي عام 1976م تولى منصب الرئيس الثاني لصحة دول أوروبا، وأصبح مدير البحوث لصحة الأطفال (يونيسيف) من عام 1958 إلى عام 2003م. ومن عام 1958إلى عام 1963م، ثم رئيساً لجامعة أنقرة. وتولى من عام 1963 إلى 1965م عميداً لكلية الطب بأنقرة، ثم تولى رئاسة جامعة أنقرة. وما بين عامي 1967 ـ 1975م مؤسساً ورئيساً لجامعة (حاجة تبه). وأصبح عضو الهيئة التعليمية لكلية الطب الملكية البريطانية عام 1971م. وأسَّسَ مؤسسة التعليم العالي والبحث العلمي عام 1980م، ثم أصبح رئيساً للمؤسسة عام 1981 إلى عام 1992م. وأسَّس وقف (بلكنت) عام 1984م وأصبح رئيساً له، لذا يعتبر أوّل مؤسس لوقف الجامعة. وبعدها أسَّس خمسة أوقاف تربوية أخرى. كما ساهم بشكل فاعل في تأسيس كلية الطب لجامعة أتاتورك بولاية أرضروم. وساهم بشكل فاعل في تأسيس كلية الطب وتكنولوجيا (قارا دنيز) في ولاية طرابزون. وتولى رئاسة وعضوية عدد كبير من المنظمات الدولية. وعضواً فخرياً في العديد من الجمعيات العلمية في الأرجنتين واستراليا والنمسا وإنكلترا وبلغاريا وجمهورية الدومنيكان والأكوادور وفنلنده وفرنسا وألمانيا والأردن وقازاغستان والمكسيك والمغرب وبولندا وأسبانيا والسويد وتونس وتركمانستان وتركيا وأمريكا وأوزبكستان. كما تم تكريمه بمداليات وأوسمة عالية من قبل العديد من رؤساء الدول المختلفة.
له مؤلفات عديدة في موضوع اختصاصه ويعتبر أيضاً شخصية علمية وتربوية مرموقة ومعروفة على الصعيد الدولي. بالإضافة إلى كونه طبيباً وعالماً وأكاديمياً وباحثاً كبيراً فهو أديب وشاعر باللغتين العربية والتركية وسفير الطفولة.
أسس جامعتي (بيلكنت) التي تعد أول جامعة للقطاع الخاص في تركيا عام 1985م و(حاجه تبه) في تركيا وتولى رئاستهما وهما من أرقى الجامعات العلمية في العالم.
أمّا اللغات التي كان يتقناها بالإضافة إلى اللغة العربية والتركية، كان يجيد اللغات الفارسية والإنكليزية والألمانية والفرنسية. متزوج وأب لثلاثة أبناء بينهم البروفسور علي دوغرمجي رئيس جامعة بيلكنت ولا يزال.
ولمكانته المرموقة في المجتمع التركي رشح أكثر من مرة لرئاسة الجمهورية التركية ولكنه اعتذر لكي يتفرغ للعلم والتعليم العالي والنشاطات الإنسانية. ومنح لقب سفير الطفولة من قبل منظمة اليونيسيف. ومنح الميدالية الذهبية من مجلس الشعب المصري تقديراً لدوره الإقليمي والدولي في النهوض بالجامعات المصرية والتركية والدولية. وأصبح عضواً فخرياً للعديد من الجمعيات العلمية في الأرجنتين واستراليا والنمسا وإنكلترا وبلغاريا وجمهورية الدومنيكان والأكوادور وفنلنده وفرنسا وألمانيا والأردن وقازاغستان والمكسيك والمغرب وبولندا وأسبانيا والسويد وتونس وتركمانستان وتركيا وأمريكا وأوزبكستان. حاضر في الجامعات الأمريكية وكان الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون أحد طلابه. قدم الكثير من المساعدات الإنسانية والطبية إلى أبناء شعبه في العراق وقدم عشرات الزمالات الدراسية المجانية في جامعته إلى الطلبة الفقراء من العراق ومن العديد من دول العالم.
وكان من أمنياته تأسيس جامعة نموذجية في كل من بغداد، وكركوك، وأربيل على منوال جامعة بلكنت إلا أن الأوضاع الأمنية جعلته يؤجل الموضوع للأسف في بغداد وكركوك.
وقد أسس جامعة بلكنت في أربيل وفق النموذج الدولي ومن المؤمل أن تبدأ الدراسة فيها اعتباراً من العام الدراسي القادم.
وفي أواخر أيامه تحدث عبر فضائية تركمن إيلي عن أمنياته الأخيرة في أن يبقى العراق وطناً واحداً في ظل شعب عراقي موحد بالمحبة والتفاني والإيثار.. وقد توفي في العاصمة أنقرة وسط اهتمام رسمي وشعبي في تركيا، يوم الخميس (25 شباط عام 2010م).