أحمد الشقيري
أحمد الشقيري |
حسين علي محمد حسنين كاتب وباحث/ عضو إتحاد كتاب مصر |
( مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية )
·
إختارته الحكومة السورية عضواً في بعثتها لدى الأمم المتحدة (1949 – 1950) لكونه يحمل الجنسية السورية وللإستفادة من خبراته، ثم عاد إلى القاهرة وشغل منصب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وبقي في ذلك المنصب حتى عام 1957·
أيضا اختارته المملكة العربية السعودية ليعمل لها وزير دولة لشؤون الأمم المتحدة في حكومتها، ثم عينته سفيراً دائماً لها في الأمم المتحدة.·
قام الشقيري بوضع مشروع الميثاق القومي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وساهم بشكل أساسي فى إختيار اللجان التحضيرية التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول (28 مارس – 2 يونيو 1964) الذي أطلق عليه المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية.·
كانت لهزيمة العرب في حرب يونيو 1967 آثارا سلبية كبيرة على منظمة التحرير الفلسطينية، وانعكس ذلك في خلافات ظهرت بين أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، فتقدم الشقيري باستقالته في ديسمبر 1967.·
ويذكر فى هذا الشأن أن أحمد الشقيرى قد عانى من إخوانه الفلسطينيين أكثر مما عانى من أعدائه، مما جعله يردد: "إنني قضيت أيامي وأعوامي في منظمة التحرير وفي عنقي ثلاثة عشر حبلا يمسكها ثلاثة عشر ملكا ورئيسا" .القاهرة: حسين حسنين
ولد أحمد الشقيري في بلدة تبنين جنوبي لبنان عام 1908 من أب فلسطيني وأم تركية، وكان والده الشيخ أسعد الشقيري منفياً لمعارضته سياسة الدولة العثمانية فى ذلك الوقت . ثم انتقل أحمد مع أمه للعيش في طولكرم بعد أن إفترق والده عن أمه . ولما توفت والدته فى عام 1915 ذهب أحمد للعيش فى بيت أبيه بمدينة عكا حيث إلتحق بالمدرسة الأميرية عام 1916 التي تلقى فيها تعليمه الأولي، ثم انتقل إلى القدس التي أتم فيها دراسته الثانوية عام 1926.
بعد ذلك التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وهناك توثقت صلته بحركة القوميين العرب ، وكان عضوا فاعلاً بنادي العروة الوثقى. لكن بقاءه بالجامعة الأمريكية لم يدم طويلاً، فقد طردته الجامعة في العام التالي (1927) بسبب قيادته مظاهرة بالجامعة احتجاجاً على الوجود الفرنسي بلبنان، واتخذت السلطات الفرنسية قراراً عام 1927 بإبعاده عن لبنان. بعد ذلك عاد الشقيري إلى القدس والتحق بمعهد الحقوق، وعمل في الوقت نفسه محرراً بصحيفة مرآة الشرق.
بعد تخرجه من معهد الحقوق أتيحت له الفرصة ليتمرن في مكتب المحامي عوني عبد الهادي أحد مؤسسي حزب الاستقلال ل بفلسطين، وفي ذلك المكتب تعرف على رموز الثورة السورية الذين لجئوا إلى فلسطين وتأثر بهم.
شارك الشقيري في أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى فى الفترة من (1936 – 1939)، ونشط في الدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين أمام المحاكم البريطانية، وكانت لكتاباته أثر في تأجيج المشاعر الوطنية. وشارك في مؤتمر بلودان (سبتمبر 1937) الأمر الذي جعل السلطات البريطانية تلاحقه، وهو ما دفعه إلى مغادرة فلسطين والاستقرار بمصر لبعض الوقت
في أوائل الحرب العالمية الثانية (1940) توفي والده فعاد مرة أخرى إلى فلسطين وافتتح بها مكتباً للمحاماة. وبعد إنشاء جامعة الدول العربية تقرر تأسيس المكاتب العربية في عدد من العواصم الأجنبية، وعين أحمد الشقيري مديراً لمكتب الإعلام العربي في واشنطن، ثم انتقل بعد ذلك مديراً لمكتب الإعلام العربي المركزي في القدس، وظل يرأس هذا المكتب حتى عام 1948 حيث اضطر إلى الهجرة بعدها إلى لبنان والاستقرار في بيروت.
إختارته الحكومة السورية عضواً في بعثتها لدى الأمم المتحدة (1949 – 1950) لكونه يحمل الجنسية السورية وللإستفادة من خبراته، وفى خريف عام 1951 حضر أحمد الشقيرى دورة الأمم المتحدة التى عقدت فى باريس نائبا لرئيس الوفد السوري فارس الخورى . ثم عاد إلى القاهرة وشغل منصب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وإلتقى بأمين عام جامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام ، وظل الشقيرى في ذلك المنصب حتى عام 1957.
أيضا اختارته المملكة العربية السعودية ليعمل لها وزير دولة لشؤون الأمم المتحدة في حكومتها فى أول عام 1952 ، ثم عينته سفيراً دائماً لها في الأمم المتحدة. وقد اهتم الشقيري أثناء فترة عمله بالأمم المتحدة بالدفاع عن المصالح السعودية والقضية الفلسطينية وقضايا المغرب العربي ، ويذكر فى هذ الخصوص أنه فى إبريل عام 1952 طلب الإمام الإبراهيمى الممثل الإعلامى للحركة الجزائرية(قبل إندلاع ثورة الجزائر فى عام 1954) من الملك سعود ملك السعودية أن يتولى أحمد الشقيرى عرض ملف الجزائر فى هيئة الأمم المتحدة ، ووافق الملك السعودى بالإضافة إلى توليه القضايا السعودية الأخرى، وقد علق الرئيس الأمريكى أيزنهاور على وجود الشقيرى بالأمم المتحدة بقوله فى مؤتمر صحفى: إن الشقيري لا يمثل المملكة العربية السعودية .
بعد وفاة أحمد حلمي عبد الباقي ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية، إختار الملوك والرؤساء العرب أحمد الشقيرى ليشغل ذلك المنصب الشاغر . وعندما عقد مؤتمر القمة العربي فى يناير عام 1964 إتخذت القمة العربية قرارا بتكليف أحمد الشقيري بوصفه ممثلاً للشعب الفلسطيني بإجراء اتصالات مع أبناء شعبه وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي. وبالفعل قام الشقيري بجولة في الدول العربية التي يقيم بها أبناء الشعب الفلسطينيي
كما قام الشقيري بوضع مشروع الميثاق القومي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وساهم بشكل أساسي فى إختيار اللجان التحضيرية التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول (28 مارس – 2 يونيو 1964) الذي أطلق عليه إسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد انتخب هذا المؤتمر أحمد الشقيري رئيساً له، وبذلك أعلن عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وتم المصادقة على الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، ثم إنتخب الشقيري رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقام المؤتمر بتكليف الشقيري بإختيار أعضاء اللجنة الدائمة وكان عددهم خمسة عشر عضواً ، وقرر المؤتمر إعداد الشعب الفلسطيني عسكرياً لخوض معركة التحرير وإنشاء الصندوق القومي الفلسطيني.
وفي مؤتمر القمة العربي التالى فى ( 5 سبتمبر1964) قدم الشقيري تقريراً عن إنشاء الكيان الفلسطيني وأكد فيه على الناحيتين العسكرية والتنظيمية من أجل تحقيق هدفي التعبئة والتحرير، ووافق المؤتمر على ما قام به الشقيري وعلى تقديم الدعم المالي للمنظمة. يذكر أن مقر اللجنة التنفيذية للمنظمة كان في القدس، وقد تفرغ لها الشقيري وراح ينشغل بوضع أسس العمل والأنظمة في المنظمة وإنشاء الدوائر الخاصة بها ومكاتبها في الدول العربية والأجنبية وبناء الجهاز العسكري تحت اسم جيش التحرير الفلسطيني.
وفي الدورة الثانية للمجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت بالقاهرة في 31 مايو – 4 يونيو 1965 قدم الشقيري تقريراً حول إنجازات اللجنة التنفيذية ، وكان من أهمها تكوين قوات مسلحة منظمة، وصندوق قومي ، وتأسيس دوائر المنظمة وفروعها ومقرها العام في القدس. ثم قدم استقالته فقبلها المجلس، وجدد رئاسته للجنة التنفيذية ومنحته حق اختيار أعضائها . ويذكر فى هذا الشأن أن أحمد الشقيرى قد عانى من إخوانه الفلسطينيين أكثر مما عانى من أعدائه، مما جعله يردد: "إنني قضيت أيامي وأعوامي في منظمة التحرير وفي عنقي ثلاثة عشر حبلا يمسكها ثلاثة عشر ملكا ورئيسا" .
كانت لهزيمة العرب في حرب يونيو 1967 آثاررا سلبية كبيرة على منظمة التحرير الفلسطينية، وانعكس ذلك في خلافات ظهرت بين أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، فتقدم الشقيري باستقالته في ديسمبر 1967، وقبلت اللجنة التنفيذية الاستقالة، وانتخب يحيى حموده رئيساً بالوكالة
رفض الشقيري بعد استقالته أي عمل أو منصب رسمي وتفرغ للكتابة، فكان يقيم في منزله بالقاهرة معظم أيام السنة، ويعقد فيه ندوات فكريةة . لكنه غادر القاهرة إلى تونس احتجاجاً على توقيع الرئيس المصري السابق أنور السادات معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية فى عام 1979 . وبعد مضي عدة أشهر في تونس أصابه المرض، ونقل إلى مدينة الحسين الطبية بالعاصمة الأردنية عمّان، وتوفي في 25فبراير عام 1980 عن عمر يناهز الـ72 عاماً، ودفن في مقبرة الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح التي تضم عدداً من قادة الفتوحات الإسلامية في غور الأردن على بعد ثلاثة كيلومترات من حدود فلسطين المحتلة، بناء على وصيته قبل موته. ترك أحمد الشقيري عدداً من المؤلفات تدور حول القضايا العربية والقضية الفلسطينية تحديدا ، وأهمها:
(1) قضايا عربية. (2) دفاعا عن فلسطين. (3) فلسطين على منبر الأمم المتحدة. (4) أربعون عاما فى الحياة السياسية. (5) مشروع الدولة العربية المتحدة. (6) من القمة إلى الهزيمة مع الملوك والرؤساء العرب. (7) إلى أين؟ (8) حوار وأسرار مع الملوك والرؤساء العرب.