عبد الرّحمن رأفت الباشا
من رواد الأدب الإسلامي
محمد سيد بركة
"عبد الرحمن رأفت الباشا" رائد من رواد الأدب الإسلامي وممن اجتهدوا في الدعوة إليه نظريا وتطبيقيا .
ولد "عبد الرحمن رأفت الباشا" عام 1920م في بلدة "أريحا" شمال سورية، وتلقى دراسته الابتدائية فيها، ثم تخرج في المدرسة الخسروية بحلب؛ وهي أقدم مدرسة شرعية رسمية في سورية.. أما دراسته الجامعية فتلقاها في القاهرة؛ حيث نال الشّهادة العالية لكلية أصول الدّين في الأزهر، وشهادة اللّيسانس أيضًا في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، ثم درجتي الماجستير والدّكتوراه من هذه الجامعة التي أطلق عليها فيما بعد اسم جامعة القاهرة.
اشتغل مدرسا فمفتشا، ثم كبيرا لمفتشي اللّغة العربية في سورية، ثم مديرا لدار الكتب الظّاهرية المنبثقة عن المجمع العلمي العربي في دمشق، وأستاذًا محاضرا في كلية الآداب في جامعة دمشق.. ثم انتقل إلى السّعودية للتدريس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ وقد شغل منصب رئيس قسم البلاغة والنّقد ومنهج الأدب الإسلامي، وكان عضوا في المجلس العلمي في الجامعة منذ أن وُجِدَ، وعُهِدَ إليه بلجنة البحث والنّشر في الجامعة ذاتها.
أدب الدعوة الإسلامية
ومع أنه لم يكن هو أول من دعا إلى إيجاد أدب إسلامي يلتزم الإسلام ومنهجاً سلوكاً، فقد سبقه إلى ذلك كثير من المفكرين، وهو يعترف بذلك ويقر بالفضل لأهله.. لكنه استطاع أن يجعل أماني أولئك العلماء حقيقة واقعة، فقد سعى لإيجاد عمل موسوعي يخدم الأدب الإسلامي ويكون له بمثابة الخلفية التاريخية، والقاعدة الصلبة التي ينهض عليها بناؤه؛ ليساعد الدارسين في معرفة هذا الأدب ودراسة خصائصه ورصد موضوعاته.. ومن هنا ظهرت فكرة موسوعة أدب الدعوة الإسلامية التي قامت بإصدارها كلية اللغة العربية بالرياض، وأشرف عليها بنفسه حيث كانت نتاج مادة البحث لطلبة السنة النهائية بكلية اللغة العربية، وصدر منها ستة أسفار هي:
ـ شعر الدعوة الإسلامية في عصر النبوة والخلفاء الراشدين، إعداد عبد الله حامد الحامد. 1391هـ - 1971م.
ـ شعر الدعوة الإسلامية في العصر الأموي، إعداد عبد العزيز محمد الزير، ومحمد بن عبد الله الأطرم. 1392هـ - 1972م.
ـ شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الأول، إعداد عبد الله عبد الرحمن الجعيثن. 1396هـ - 1976م.
ـ شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الثاني، إعداد عائض الردادي. 1392هـ - 1972م.
ـ شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الثالث، إعداد محمد بن علي الصامل، وعبد الله بن صالح العريني. 1401هـ - 1981م.
هذا في مجال الشعر، أما في مجال النثر، فقد صدرت القصص الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين في مجلدين اثنين كبيرين؛ أربى عدد صفحاتهما على الألف، إعداد أحمد بن حافظ الحكمي 1396هـ - 1976م.
وقد كان لصدور هذه الأسفار من الموسوعة أثر ملموس في تغيير بعض المسلمات الأدبية الخاطئة عن الشعر الإسلامي، ولا سيما في عصر النبوة والخلفاء الراشدين.. فلقد كتبت الدكتورة "عائشة عبد الرحمن" (بنت الشاطئ) مقالاً نشر بالأهرام في عدد يوم الجمعة الموافق 11/7/1975م بعنوان: الإسلام والشعر والمستوى الفني لشعر الصحابة، وذلك بمناسبة الرسالة التي أعدها تحت إشرافها الأستاذ "محمد الراوندي" المحاضر بدار الحديث الحسنية بالرباط، بعنوان: الصحابة الشعراء، حيث نقلت فيها فقرات من مقدمة الجزء الأول من موسوعة أدب الدعوة الإسلامية في عصر النبوة والخلفاء الراشدين، وقررت أن الجهود الجدية قلبت المُسَـَّلمَات الأدبية السابقة قلبا؛ إذ كان الدّارسون، وهي منهم، يقيمون أحكامهم على حصر شعراء الدعوة بما لا يزيد على أصابع اليدين عددا.
كما عمل الدكتور الباشا على توسيع نطاق التعريف بهذا الأدب اليتيم ـ كما كان يُطْلِق عليه في بعض المناسبات ـ وذلك من خلال برنامج إذاعي سجلت حلقته الأولى إذاعة الرياض في 30/4/1395هـ، وقد أربى عدد حلقاته على (240) تحت اسم: مع أدب الدعوة الإسلامية.
وقد قام وحده برسم منهج إسلامي في الأدب والنّقد، وعمل على إرساء قواعده، وتبنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذه الفكرة الرّائدة، وأوسعت لها في المحاضرات الجامعية.. حتى قيض لمادة منهج الأدب الإسلامي أن تقف على أرض صلبة قوية، وأنشئ على أثرها أول قسم خاص بها في العالم الإسلامي.. وقد عبر عن ذلك سماحة الشيخ "أبو الحسن الندوي" في التقديم الذي كتبه لكتاب "نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد" حيث قال: كان الدكتور عبد الرّحمن ممّن يتصف بالعمل والتطبيق، فلم يستجب لهذه الفكرة استجابة فكرية فحسب، بل سبق إلى تنفيذها وتجسيدها خلال تدريسه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإشرافه على البحوث الأدبية، ثم تطورت آماله إلى تأسيس رابطة تُعْنى بهذا الموضوع، وعقد ندوات حول الموضوع، والتف حوله أساتذة وكتاب كان بينهم انسجام فكري، وتحولت هذه الفكرة إلى منظمة عالمية.
رابطة الأدب الإسلامي العالمية
لقد مر إنشاء هذه المنظمة التي دعيت بـ (رابطة الأدب الإسلامي العالمية) بمراحل عديدة؛ كان أهمها ذلك الاجتماع الذي انعقد في منزل الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا في مدينة الرياض عام 1400هـ - 1980م والذي تم فيه تكوين هيئة تأسيسية لهذه الرابطة برئاسة سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي.. ثم كانت الندوة العالمية للأدب الإسلامي برئاسة سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي في "لكنو" في شهر جمادى الآخرة عام 1404هـ - 1981م، حيث دعي إلى هذه الندوة عدد كبير من رجالات العالم الإسلامي المهتمين بالأدب، واختير الدكتور الباشا نائبًا لرئيس الرابطة، ورئيسا لمكتب البلاد العربية.
كما شارك الدكتور الباشا في العديد من اللّجان والنّدوات، وناقش وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدّكتوراه.
مؤلفاته
صور من حياة الصحابة
وفيه يعرض صورًا من حياة مجموعة من نجوم الهداية التي نشأت في أحضان المدرسة المحمدية؛ بأسلوب جمع بين البلاغة الأدبية، والحقيقة التاريخية… فيجد طالب الأسلوب الإنشائي في هذا الكتاب بغيته، وناشد الفن القصصي طُلْبَتَهُ، والساعي إلى التأسِّي بالكرام ما يرضيه ويغنيه، والباحث عن الحقيقة التاريخية ما يفي بغرضه
صور من حياة الصحابيات
هذا الكتاب يجوب بنا في رحاب حياة المرأة المسلمة التي عاشت في كنف الرَّسول الكريم، من خلال صور متعددة تعبر عن المنهج الإسلام القويم الذي وضع الأسس لحقوق المرأة وواجباتها… فَتَحْتَ ظِلِّهِ بايعت على ما بايع عليه الرجال، ورسمت أسمى معاني البذل والعطاء في سبيل ذلك. ولم تقتصر خصائل المرأة المسلمة على أنها مؤمنة راسخة الإيمان، وزوجًا وأمًّا من الطراز الأول، ربت فأحكمت وأصيبت فاحتسبت… بل كانت فوق ذلك كله مجاهدة في سبيل الله فخاضت المعارك وضمدت الجراح، وحملت الزاد وأصلحت السهام، وسكبت الماء في حلوق العطاس وهم يجودون بنفوسهم في سبيل الله… إنها حياة المرأة المسلمة بكل ما فيها من سمو وفخار
صور من حياة التَّابعين
يعرض الكتاب صورًا واقعية مشرقة من حياة مجموعة من أعلام التَّابعين الذين عاشوا قريبًا من عصر النبوة، وتتلمذوا على أيدي رجال المدرسة المحمدية الأولى… فإذا هم صورة لصحابة رسول الله، في رسوخ الإيمان، والتعالي عن عَرَض الدنيا، والتفاني في مرضاة الله… وكانوا حلقة مُحكمة مُؤثرة بين جيل الصحابة رضوان الله عليهم وجيل أئمة المذاهب ومَنْ جاء بعدهم. وقد قسمهم علماء الحديث إلى طبقات، أولهم مَنْ لَحِقَ العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم مَنْ لَقِيَ صغار الصَّحَابة أو مَنْ تأخرت وفاتهم
نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد
هذا الكتاب سلاح لمقاومة ما نتعرض له من غزو فكري ووجداني وحضاري… ودرع واقٍ يقف في وجه التيار الجارف للمذاهب الأدبية المنبثقة عن نظرة أصحابها إلى الإنسان وما حوله… لقد عرض المؤلف رحمه الله أهم المذاهب الأدبية وموقف الإسلام منها، وموقف الإسلام من الأدب بعامة ومن الشعر بخاصة، والخصائص العامة لهذا المذهب الأدبي الذي نسعى له. بتحليله العلمي الدقيق، ومعلوماته الموسوعية الشاملة النابعة من الكتاب والسنة، وبأسلوبه الأدبي المميز. وقد خلص المؤلف رحمه الله إلى رسم منهج لمذهب إسلامي في الأدب والنقد يُيَسِّر لنا وضع المعايير والمقاييس؛ لمعرفة الغث من الطيب
البطـولـة
إن للبطولة مقوِّمات قد لا توجد عند كل شجاع… وللشجاعة سمات قد يتحلى بها قُطَّاع الطرق… فهل البطولة هي الشجاعة؟!! وهل كل شجاع بطل؟!! إن هذا الكتاب محاولة واعية جادة لإبراز جلال معنى البطولة وسمو قيمتها، تبدأ بالنظرة اللغوية لتنتقل إلى النظرة الموسوعية. لقد حدد المؤلف رحمه الله للبطولة إطارًا أبرز من خلاله أهم معالمها، والبواعث التي تبعث عليها، وضرب لكل باعث منها قصة حقيقية واقعية من تاريخنا الثري الغني. إن هذا الكتاب قدوة في سلامة الفكر، واستقامة القصد، ونبل الغاية، وصفاء اللغة، وإيجاز العبارة، ووضوح التعبير
حدث في رمضان
وقفات تاريخية بأسلوب قصصي ممتع، رصدت بعض الأحداث التي وقعت في شهر رمضان المبارك… ذلك الشهر الكريم الذي سعد فيه هذا الكوكب الأرضي بأعظم حادثٍ وقع على ظهره؛ فكان هذا الحادث فرقانًا في تاريخ البشرية كلها، وإيذانًا بمولد عالمٍ جديد… وشهد فيه العالم الإسلام أيامًا متنوعةً… منها الحزينة التي لا تذهب الأيام بمرارتها… وأيامًا اعز الله فيها المسلمين من هوان، وقواهم من ضعف، وأعْلى في هذا الشهر الكريم رايات الإسلام، ورفع في أيامه أعلام القران… فحبذا رمضان، وحبذا أيامه الغر الميامين
الـدين القيـم
آثار قضية من أهم القضايا المؤثرة في حياة البشرية ألا وهي المنهاج الذي يرسم الطريق لجوانب حياتها، ويوائم متطلبات جسدها ونوازع روحها… وأن الإنسان بأهوائه وعلمه وعقله عاجز كل العجز على أن يضع هذا المنهاج الشامل الذي يصلح للبشرية كلها في سائر أجيالها… وقد حسم المؤلف رحمه الله هذه القضية بأن هذا المنهاج هو الدين بمنطق لا يحتمل الجدل. وقد تطرق هذا الكتاب إلى أهم العلاقات الإنسانية المؤثرة في أي مجتمع كان، والتي نظمها الإسلام منذ أربعة عشر قرنًا… وبَـيَّنَ الفارق العظيم بين مدنية الإسلام التي فاضت بالخير والبر حتى بلغت ترفًا وبَـيْنَ مبادئ الحضارة الغربية التي لا ينعم بها الملونون الغربيون أنفسهم
أرض البطولات
رواية تاريخية تعرض قصة من قصص كفاح امتنا كتبها شعبنا المؤمن بشفرات السيوف، وحَبَّرها بزكي الدماء ضد المستعمر الفرنسي… ليس فيها من خيال القاص إلا ما يربط بين الوقائع، ولا من خلق الكاتب إلا ما تستدعيه طبيعة العمل القصصي لتصوير الأحداث… فزمنها هو ربع القرن الذي أعقب الحرب العالمية الأولى، ومكانها هو تلك الربوع الشامية، وأشخاصها مواطنون معروفون. وقد كُتِبَتْ هذه القصة بلغةٍ فصحى ليكون في ذلك بلاغ لأولئك الذين يشيعون بين الناس إلى هذا الفن من القول لا يسلس إلا للعامية، ولا يُؤَدَّى إلا بها
فـن الدراسـة
إنّ تَعَلُّمنا كيف نَدرُسُ دراسةً فعالةً لا بعَدُ أثرًا وأعظم خطرًا من اكتساب المعلومات… فالدِّراسة فنٌّ يَهْدِفُ إلى تعليم الطالب: كيف يفكر، ويناقش، ويلاحظ. وكيف يحلل، وينظم، ويركز. وكيف يستوعب، ويختزن، ويطبِّق. وذلك إلى جانب حرصه على تنظيم الوقت والإفَادَةِ منه على أكمل وجهٍ. إن هذا الكتاب يُعَرِّفُ الطلاب الطريق الأمثل للنجاح والتفوق… ويَرْسُمُ أمامهم السُّبل واضحةً؛ لينالوا حدًّا أعْلى من الفائدة ببذل حدٍّ أدنى من الجهد
فـن الامتحانات بين الطالب والمعلم
للامتحانات أهمية كبرى في مختلف المراحل التعليمية، فما من أسرة إلا وفيها فرد أو أكثر يواجهون مشكلة الامتحانات كل عام. وهذا الكتاب يضع يدنا على المشكلة وحلولها، فقد أوضح المؤلف رحمه الله للـمُعَلِّم مهمة الامتحانات وأنواعها، ومكامن ضعفها، ومواضع صلاحها. كما وجه الطالب إلى الطريقة المثلى التي يعد بها العدة للامتحانات، بمختلف مراحله الدراسية… بدءًا بالاستعداد للامتحانات، والذي يعتمد على كيفية جني ثمار ما قد بذله الطالب من جهد خلال عامه الدراسي، ومراجعته لما دونه من ملاحظات في قاعة الدرس، وما كتبه من ملخصات خلال العام. ومن ثم الاستعداد النفسي والترتيبات اللازم اتخاذها داخل قاعة الامتحان، مرورًا بأهمية استيعاب وفهم مصطلحات الأسئلة التي يستعملها المدرسون في وضع أسئلتهم. وانتهاءً بورقة الإجابة والعوامل المؤثرة في تقدير الدرجة، مما يمهد الطريق للنجاح
العدوان على العربية عدوان على الإسلام
نبه إلى أنّ لُغتنا العربية ليست ملكًا لشعبٍ بِعَينه… وإنما هي تراث العرب والمسلمين جميعًا على اختلاف ديارهم وأقطارهم. وبَـيَّنَ تَفَرُّد هذه اللُّغة وتَـمَـيُّزها عن غيرها من لُغات الأرض، وقدرتها على الوفاء بمطالب الحياة، والنهوض بأعباء الحضارة. كما ألقى الأضواء على الحرب التي شنها الأعداء على لُغة القران؛ تارةً في السِّرِّ وأخرى في العَلَنِ… وناقش الـحُجَج التي أطلقها الخصوم تحت ستار التجديد والإصلاح… وكشف المقاصد التي تَكْمن وراء هذه الحرب. كما وضـّح المؤلف رحمه الله حق أبنائنا علينا في توضيح السبل إلى حماية لُغتهم، وصيانة فُصحاها من إلى تمتدَّ إليها يَدٌ بالتحريف والتبديل… وان نجاهد من أجلهم كما جاهد آباؤنا من أجلنا. لان العدوان على هذه اللُّغة إنما هو عدوان على الإسلام
الطريق إلى الأندلس لمحات وقطوف
لم يكتمل قرن واحد من الزمان بعد هجرة النبي عليه الصلاة والسلام حتى أظلت رايات الإسلام أصقاعًا شاسعة من هذه الدنيا، وكان منها الأندلس. ولم يكن الطريق إلى الأندلس ممهدًا ولا سهلا… فقد سلكه المسلمون بتخطيط واع، وإعداد جاد، وعمل دءوب… وبذلوا في سبيله النفس والنفيس. لقد عرض المؤلف رحمه الله بأسلوبه القصصي الشيق أهم معالم هذا الطريق بداية من حصار حصن بابليون في مصر، إلى أن عبروا مضيق جبل طارق، وما بين هذين المكانين من أحداث. لقد كان الطريق إلى الأندلس طريقًا إلى الله، ولله… وفَّاه السابقون الأولون حقه، وتركوا للأجيال من بعدهم الأسوة والقدوة لعلهم يقتدون
وفاته
توفي ـ رحمه الله ـ في يوم الجمعة 18/7/1986م الموافق 11 من ذي القعدة 1406هـ وسُجِّيَ جثمانه بمقبرة الفاتح هناك؛ حيث يرقد كثير من الصّحابة والتّابعين الذين أحبهم في حياته وجاورهم في مدفنه.