رحيل عالم فقيه "الشيخ سعد الفقي"
رحيل عالم فقيه "الشيخ سعد الفقي"
المعلم المثالي في الجماهيرية الليبية
أسامة محمد أمين الشيخ/مصر
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
آثر ألا يرحل شهر رمضان المعظم إلا وأن يحل معه وبينما يغيب عنا الشهر الفضيل بخيراته وبركاته
وفى يوم السبت 19 سبتمبر 2009م الموافق 29 رمضان 1430هـ ، ودعت مدينة قوص كعبة العلم والعلماء أطفالاً ورجالاً وشيوخاً ونساءً وعقب صلاة العصر بمسجد سيدى "أبو العباس الملثم" وهم صائمون قائمون فضيلة العالم الفقيه الشيخ / سعد أحمد إبراهيم الفقى – أحد رجالات الدين الإسلامى بقوص والذى له باع كبير فى الفقه المالكى وهو من مواليد 20/3/1924م ينتمى إلى أسرة ينتهى نسبها إلى سيدى أبو العباس الملثم ، وجده الشيخ إبراهيم – حاصل على عالية الأزهر ووالدى أحد رجال الدين بقوص ، حفظ القرآن الكريم وهو فى العاشرة من عمره على يد الشيخ / حامد خميس والشيخ فرح دعبس ورافق د / عبد العزيز القوصى ، حصل راحلنا على كفاءة المعلمين التربوية بقنا 1947م وكان يرافقه الشيخ / مصطفى محجوب ، والشيخ / محمد أحمد محفوظ ، والشيخ / يوسف حامد القاضى ، عمل مدرساً بمدارس أدفو – الدير بإسنا – فقط – الشنهورية – النيل بقوص ، وكان يجالس علماء قوص ، وينهل من علمهم فدرس الفقه المالكى على يد الشيخ / أحمد الشريف واتصل بالشيخ / أحمد رضوان ، وكان دائماً الزيارة للشيخ / محمد مصطفى الغندقلى ، الذى استقى منه الكثير من الفتاوى الشرعية تم أعير راحلنا إلى الجماهيرية العربية الليبية عام 1973 م وعمل فى العاصمة نظراً لخبرته وإجادته للقرآن الكريم وعلومه وحصل هناك على لقب المعلم المثالى وحصل على شهادات تقدير ورشح للسفر إلى الأراضى الحجازية للحج ثم عاد إلى قوص ، وتتلمذ على يديه الكثير من النابغين فى العلوم المختلفة مثل د / محمد على النابى ، د / عثمان يسن ، د / عبد الرازق حجاج ، الحاج / عبد الشافى محمد محمود ، الحاج / ثابت حمادة ، وعمل وكيلاً لمدرسة النيل الابتدائية بقوص والتى شرف بالعمل مع مؤسسيها الحاج / حسن عجلان والحاج / محمد عجلان ، وقد كانت هناك لجنة من الوزارة على رأسها الأستاذ / محمد لبيب ، والذى أثنى على أداء الراحل وأعجب بطريقة شرحه وتدريسه واستقر راحلنا على ضفاف المعاش عام 1984م ، لم يخلد إلى حياة المعاش وتقدم بطلب إلى الأزهر للعمل كمحفظ للقرآن الكريم وبعد اختباره فى المنطقة بسوهاج عمل بمدرسة حامد خميس الأزهرية الابتدائية ثم فى المعهد الدينى "محمود مصطفى" من 31/12/1986م حتى رحيله عن دنيانا .
ولفترة طويلة عمل إماماً متطوعاً فى مسجد " الرحمة أو العدوى " حيث كان يلقى الدروس وكان مرجعاً لكثير من الأهالى للرد على أسئلتهم فى أمور دينهم ودنياهم وكان لتواضعه الجم أثر كبير فى تقرب الناس منه والتردد عليه ، رحل عنا شيخنا تاركاً وراءه إرثاً دينياً كبيراً وعلم فياضاً يقتبس منه أبناء العالم الراحل وهم ( عاطف – عادل – علاء – محمد ) رحمة الله على الشيخ سعد الفقى .