الشيخ محمد ناصر العبودي
الشيخ محمد ناصر العبودي
بقلم : محمد المجذوب
إن الحديث عن الشيخ محمد بن ناصر العبودي ـ مثل ترجمتي للإمام الجليل الشيخ عبد العزيز بن باز ـ إنما هو حديث القلب عن ذكريات شغلت من حياتي السنين الطوال ، وتركت بصماتها عميقة في كياني كله ، ذلك أن وجودي في الجامعة الإسلامية ، الذي استعمر عشرين عاماً متصلات ، لم يكن وجود مدرس عادي يقوم بواجبه في تدريس المواد التي تسند إليه مدى العام ، فإذا انتهى بدأ عاماً جديداً حتى يقضي الله بانتهاء عقده ، فيغادر الجامعة والمدينة ليشغل عنهما بأعمال جديدة في وطن آخر.. كلا فذلك لا يمثل إلا وجهاً واحداً محدوداً من حياتي خلال هذه السنين العشرين ، وقد انقضت بسبب السن فغادرت الجامعة مدرساً ولكني لم أغادر المدينة مقيماً ، فحياتي لم تزل متصلة في هذا الجو العابق بالذكريات على تعدد مصادرها وأنواعها ، فذكريات الماضي العظيم الذي أستنشق شذاه المحيي في كل نفحة نسيم ومن كل ذرة رمل تحرك في مشاعري الأطياف السعيدة فتجدد صلتي بذلك الماضي ، فتعمل في أعماقي عمل الشحنة الكهربائية تجدد الطاقة المدخرة لتستأنف فاعليتها من جديد.
ثم ذكريات أخرى متصلة الوشائج بتلك تربط بين الماضي والحاضر، هي ذكريات الجامعة الإسلامية التي تعددت أعمالي فيها ، فمن التدريس إلى القبول والتسجيل ، إلى دراسة المناهج والمعادلات ، إلى تأليف البرامج والمقررات ، إلى الإعداد لبعض المؤتمرات .. وذلك غير الإشراف الاجتماعي الذي ألقي على عاتقي على مدى ثمانية عشر شهراً دون مساعد سوى بعض المراقبين من أشباه العامة ، يشغلونني ليلاً ونهاراً بأخبار المشاكسين والمتهاونين بحقوق الصلاة من الطلاب ، حتى أسلموني بذلك إلى مرض لم أخلص منه إلا بجراحة كبيرة .. ولكن هذه المهام المضنية حفلت بالكثير من الجمال والراحة النفسية لأنها كانت تربطني بكبار المسئولين في الجامعة ، فلا تكاد الصلة بيني وبينهم تنقطع يوماً واحداً .. ثم زادت هذه الصلة قوة بمشاركتي في مجلس الجامعة الأسبوعي التي استمرت عدداً من السنوات فجعلت منا أسرة واحدة نتداول الآراء في كل ما يتصل بمصالح الجامعة ، ونتدارس المشكلات الطارئة حتى أثناء العشاء المشترك الذي تقرر أن نتناوله في هذه الاجتماعات ..
إنها صحبة سنين ليس من السهل زوال آثارها ، وبخاصة من مثل نفسي التي كأن المتنبي لم يرد سواها بقوله :
خلقت ألوفاً .. لو رجعت إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكياً
كثيراً من ذكرياتي هذه تقترن بشخص الشيخ محمد ناصر العبودي ، الذي كان أيامئذ يجمع بين الأمانة العامة للجامعة ووكالتها ونيابة الرئاسة للشيخ عبد العزيز بن باز ، كلما اضطرته المسئولية للغياب عن الجامعة .. ولم تكن صحبتي إياه طوال إحدى عشرة سنة على أتم الصفاء ، ولكنها كانت متسعة للخلاف والوفاق ، حتى إذا فهم كل منا صاحبه أخذت سبيلها الآمن في غمرة سعيدة من الاحترام والتقدير، وبخاصة أني كنت أكتشف كل حين من مواهبه جديداً يزيد من انسجامنا وتفاهمنا .. فأنا إذ أكتب ترجمته الآن سأحاول أن أجرد قلمي من موحيات الحب الذي أكنه لهذا الصديق ، فلا أتجاوز حدود الواقع ، الذي آليت أن ألزم به نفسي في كل ما أكتبه من تراجم العلماء والمفكرين على امتداد العالم الإسلامي ..
إنه محمد بن ناصر العبودي ، ولد في شوال من عام 1345 هـ في مدينة بريدة ، وهي إحدى حواضر القصيم ..
وفي بريدة تلقى دراسته حتى نال الشهادة الثانوية سنة 1377 هـ من معهد بريدة العلمي عن طريق الانتساب . ومن ثم أقبل على الدراسة المكثفة في علوم الشريعة الإسلامية والديانات السماوية ، ثم اللغة العربية وآدابها على أيدي العلماء من أهل البلاد الذين يعتبرون حجيجاً في اختصاصهم ..
ومن أساتذته الذين تلقى عنهم هذه الدراسات المغفور له العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد ، الذي تولى رئاسة الشئون الدينية في المسجد الحرام، ثم رئاسة المجلس الأعلى للقضاء ، إلى جانب عضويته في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية .
ثم الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رئيس محاكم القصيم ، فالعلامة الكبير الشيخ عبد العزيز بن باز، رئيس الجامعة الإسلامية السابق ، ثم رئيس مجلس الدعوة والإرشاد والإفتاء ، ورئيس هيئة كبار العلماء في المملكة . ويعد من أساتذته العلامة الشهير شيخ علماء المملكة ومفتيها ورئيس قضاتها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، رحم الله موتاهم وبارك في حياة الأحياء منهم .
أما الأعمال التي مارسها في المملكة فهي :
1 ـ قوامة المكتبة العامة في مدينة بريدة لمدة سنة ، وكانت تدعى من قبل مكتبة المسجد الجامع .
2 ـ تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية لمدة سنتين في المدرسة السعودية الرسمية في بريدة .
3 ـ إدارة المدرسة المنصورية الرسمية في بريدة كذلك مدة خمس سنوات .
4 ـ إدارة المعهد العلمي الثانوي في بريدة مدى ثمان سنوات .
5 ـ الأمانة العامة للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ثم وكالتها ، مع النيابة عن رئيسها أثناء غيابه ، وذلك منذ الجامعة في العام 1381 هـ وحتى انتقاله عنها في العام 1394 .
6 ـ الأمانة العامة للدعوة الإسلامية ، وكذلك الأمانة العامة للهيئة العليا للدعوة من العام 1394 ـ حتى 1403 بالرياض .
7 ـ وأخيراً منصب الأمين العام المساعد لرابطة العمل الإسلامي وقد تولاه منذ العام 1404 .
وعندما نعيد النظر في هذا الجدول من أعمال الشيخ العبودي نشعر أن من المتعذر إغفال آثار كل منها في تكوينه الفكري وخبراته التي نواجهها في ما أنتجه حتى الآن من مواقف ومطبوعات ..
فالقيام على المكتبة العامة مطلع حياته قد منحه فرصة صالحة للاتصال بالكتب وتعرف العقول التي أملتها ، والموضوعات التي احتوتها ، والأذواق التي صاغت عباراتها .. ولم يكن مثل ذلك الاتصال بالأمر الميسور في تلك الأيام ، فلا عجب أن تزوده هذه الفرصة بالحوافز التي تدفعه إلى إدمان المطالعة ، ثم إلى مباشرة الإنتاج الأدبي ، الذي بدأ نشره في مجلة المنهل . ثم الاتصال الشخصي بطائفة من كبار الأدباء كالمرحوم الشيخ عبد القدوس الأنصاري والشاعر اللغوي الكبير المرحوم الأستاذ أحمد إبراهيم الغزاوي ، والمحقق الشهير الأستاذ حمد الجاسر والشيخ صالح بن عثيمين ..
وكان من آثار هذه المرحلة إقدامه على التأليف مبكراً ، فأنجز عدة كتب في موضوع الأدب الشعبي وبيان علاقته بالأدب الفني وباللغة الفصحى ..
وكذلك الأمر بالنسبة إلى عمله في التدريس ، فقد كان لزاماً عليه أن يضاعف عنايته بتثقيف نفسه فيضاعف من اتصاله بالكتب ، وبخاصة في نطاق المواد التي عهد بها إليه من العربية والعلوم الإنسانية ..
وفي إدارته المدرسية أتيح له أن يضيف إلى مطالعاته في المؤلفات ألواناً المعرفة لأخلاق الناس ومسالكهم المختلفة ، وهي معرفة لا تغني عنها الكتب ، ولا يمكن تغذيتها إلا من خلال الواقع المتحرك ..
ومن هناك ، من خلال هذه الخبرات الحية ، والتجارب المكثفة ، والاستعداد النفسي ، والنشاط الدؤوب ، كان مترجمنا مؤهلاً للقيام بمهامه في كنف الجامعة الإسلامية ..
ولقد كانت نقلة الشيخ من بريدة إلى المدينة قفزة عالية وضعته في صميم العالم الإسلامي كله ، إذ أصبحت الجامعة من يومها الأول ملاذاً لطلبة العلوم الإسلامية ، يفدون إليها من أربعة أنحاء المعمورة ، ولكل فريق منهم عاداته وطرائقه في الحياة ، وسلوكه الذي يجعله نوعاً متميزاً .. وكان على مسئولي الجامعة ومدرسيها أن يحسنوا التعامل مع كل هؤلاء وأولئك في حكمة وصبر لا يتوافران إلا لأولي العزم ..
يضاف إلى كله ظروف المدينة التي جعلها الله مأزر الإيمان ، فهي ملتقى المسلمين في مواسم الحج والزيارة ، والجامعة ملتقى النخبة من هؤلاء المسلمين ، يقصدون إليها للتعارف ، والتزود بالمطبوعات الإسلامية ، ولاستطلاع الواقع المتميز لذلك المركز الذي يتطلع إليه العالم الإسلامي من شتى الأنحاء .. فها هنا فرصة نادرة المثيل لا بد أن تترك أثرها عميقاً في طبيعة الرجل الذي من طبيعة عمله الاحتكاك بكل زائر للجامعة من رجالات الإسلام .
وكان على هؤلاء المسئولين والمدرسين أن ينهضوا بكل هذه الأعباء في وقت لم تكن الجامعة قد جاوزت بعد تطور التكوين الأولى ، فهم يواجهون كل يوم مسئولية جديدة وعبئاً لا عهد لهم بمثله ، ولكن الذي أعانهم على تحقيق مهامهم هو إخلاص المسئولين لتبعاتهم ، وتعاونهم الشامل الرائع لإنجاح مهماتهم ..
ولقد قدر لي الله جلت حكمته أن أدرك عمق هذا الدور فأشارك في أعبائه التي كثيراً ما تسهرني الليالي لصياغة منهج ، أو تعديل مقرر، أو المشاركة مع زملاء في عمل كلفنا به .. وما كان أسعدنا في هذا الجهاد الذي جمعنا كالأسرة المنسجمة في كنف الشيخ عبد العزيز بن باز ، الذي كان للجميع بمثابة الولي الحميم ، بل الوالد الكريم الرحيم .
والحق لقد أثبت الشيخ العبودي في هذه المرحلة كفاية جديرة بالتقدير ، إذ كان يواجه مسئولياته بعزم لا يعرف الكلل ، ولا تزيده أعباء العمل المتنامي أبداً إلا مزيداً من الحنكة وجديداً من الحذق والخبرة .
وكان على الجامعة أن توثق صلاتها الحديثة بأنحاء العالم الإسلامي ، فبعثت بالوفود إلى هنا وهناك، وكان للشيخ نصيب كبير من هذه الرحلات ، لأنه كان الوحيد في أسرة الجامعة الذي يحسن الإنكليزية ، إلى جانب مرانته الملموسة وقدرته على إحسان التفاهم مع العلماء وكبار المسئولين ، الذين سيواجههم في هذه الرحلات .. وتتابعت رحلاته ، وتعددت مواطنها ، وآتت ثمراتها الطيبة صلات وطيدة مع وجوه البلاد التي زارها ، ما لبثت أن استحالت صداقات كان لها ولا يزال أثرها الصالح في مسيرة الجامعة حتى الآن ..
على أن هذه التحركات لم تقف عند تلك الحدود وحدها ، فقد كان من ثمراتها أيضاً عدد من المؤلفات قدمت للراغبين في المعرفة عطاءً ثراً من المعلومات الصادقة عن واقع المسلمين في تلك المناطق كما شاهده على الطبيعة .. وفي هذه المؤلفات لم يقتصر على سرد المشاهد ، بل أتحف القارئ خلالها بدراسات تحليلية لمشكلات تلك الشعوب بقلم يسيل حناناً وغيرة ، ولا يكتفي بالدراسة والتحليل بل يردفهما بالعلاج الذي لا تختلف معه على وجوبه وضرورته ..
ولقد كان من لوازم عمله في الجامعة ثم في رحاب الدعوة بالرياض ، ثم في رابطة العمل الإسلامي ، مواصلة ذلك التطواف في أقطار الأرض مستطلعاً أحوال المسلمين ودارساً أوضاعهم وحاجاتهم ، فهو من ذلك أبداً بين حل وارتحال ، لا يئوب من سفر إلا ليستأنف سفراً آخر .. أضف إلى ذلك انتدابه من قبل هذه المؤسسات الثلاثة لحضور المؤتمرات والندوات العالمية التي تعقد في مختلف القارات والدول لدراسة الشئون الإسلامية .
فمن مؤتمر الإعلام الإسلامي في جاكارتا ـ إندونيسية ـ إلى المؤتمر الإسلامي الأول في سان باولو ـ البرازيل ـ إلى المؤتمر الإسلامي في دول البحر الكاريبي ـ ترينداد ـ إلى مؤتمر التعليم الإسلامي لعموم الهند ـ حيدر أباد ـ ثم مؤتمر التربية والتعليم بالهند ـ بنارس ـ فمؤتمر جامعة عمر أباد الإسلامية بالهند أيضاً .. إلى مؤتمرات اتحاد الطلبة المسلمين في أنديانا بولس ـ أمريكة ـ إلى مؤتمر الطلبة المسلمين في بريطانية ، إلى المؤتمر الشعبي الإسلامي في بغداد .. إلى العديد من المؤتمرات الأخرى في جوهانسبرج وكوالا لامبور وموريشيوس وتونس والسنغال ولاهور ، ولكناو ، والتي كان من أواخرها حضوره مهرجان دولة بروناي الإسلامية بمناسبة استقلالها الحديث ..
والذين يعرفون الشيخ العبودي عن كثب لا بد أنهم يتوقعون من وراء هذه الجولات المردود الذي يتناسب مع مواهبه الفطرية ونشاطه الفكري وملاحظاته التي لا تنقصها الدقة ولا العمق ، هذا فضلاً عن المردود الآخر الذي ستتركه هذه المناسبات في ذاتية هذا الجوال الحساس ، فتوسع محيط معرفته ، وتعمق رؤيته في شئون أمته ..
كثيرون الذين يجوبون أنحاء العالم في سياحات تكاد تكون متصلة .. ولكن لا يعودون من سياحاتهم بغير النصب وإضاعة المال ، مقابل بعض المتع العابرة ، التي يستشعرونها أثناء تغير المشاهد ..
وكثيرون الذين يشهدون المؤتمرات الإسلامية هناك وهناك ، ويشاركون في مناقشاتها ومآدبها ، حتى إذا انقضت انفضوا إلى قواعدهم دون محصول ولا مردود ..
أما مترجمنا فهو من القلة التي تجد في هذه المناسبات فرصها المنشودة لخدمة الدعوة ولتقييم الأحداث المشاهدة ، ثم تصويرها في كتب قيمة تشدد من روابط الأخوة بين المسلمين وتحفز ذوي القدرة على التفكير في قضاياهم والبحث عن أفضل الوسائل لتحسين مستوياتهم .
ومن هنا كان نظري إلى تنقلاته الكثيرة على أنها مناسبات للعطاء النافع إن شاء الله ..
وإني لأكتب هذه الأسطر ، وأنا في حاجة إلى استيضاحه عن بعض المعلومات ، فأسأل به مقر الرابطة هاتفياً فيأتيني الجواب بأنه مسافر.. وقد كنت أعلم بسفره إلى الصين الشيوعية مندوباً من قبل الرابطة ، ثم قيل لي إنه عاد من رحلته تلك ، والظاهر أنه ما كان يستقر به المقام حتى أستأنف السير، فهو أبداً في رحلة بعد أخرى لمصلحة المسلمين ، ولإمداد القارئ المسلم بما يعوزه من علم بأحوال إخوانه المجهولين .
والآن لنلق نظرة عجلى على بعض الآثار التي قدمها هذا الجوّاب إلى المكتبة الإسلامية والعربية .. ولن نتوقف عند الجانب الخاص بهذه الرحلات ، بل سنختار من مصنفاته ما يساعدنا على الإحاطة بشخصيته الفكرية ذات الجوانب المتعددة . وأنا مضطر لإيثار الاختيار، لتعذر الإحاطة بكل مؤلفاته التي بلغت حتى الآن الأربع والأربعين ما بين مطبوع ومعد للطبع .
وإلى القارئ أولاً هذا البيان بالمطبوع من هذه الآثار :
1 ـ (الأمثال العامية في نجد) ظهرت طبعته الأولى في مجلد واحد قبل ربع قرن ، ثم عمد المؤلف إلى استيفاء بحوثه حتى بلغ خمسة مجلدات طبعت بمعونة تقديرية من دارة الملك عبد العزيز عام 1400 .
2 ـ (كتاب الثقلاء) وهو دراسة أدبية لثلاثة من الكتب القديمة في موضوع الثقلاء ، مع إضافة نصوص من الأدب العربي القديم ، ظهرت طبعته الأولى عام 1399 في 250 ص .
3 ـ (أخبار أبي العيناء اليمامي) وهو من الكتب الأدبية وطبع عام 1398 .
4 ـ (معجم بلاد القصيم) تاريخي جغرافي بلغت مجلداته ستة ونشرته دار اليمامة .
5 ـ (نفحات من السكينة القرآنية) موضوعات تفسيرية في أسلوب أدبي طبع عام 1398 في أكثر من مئتي صفحة ثم تكرر طبعه .
6 ـ (صور ثقيلة) في النقد الاجتماعي .
7 ـ (مأثورات شعبية) وهو مجموعة من قصص العامة يجري الكثير منها على ألسن الحيوان والطير ، وقد قصد منشئوها إلى العبرة والموعظة والتوجيه الاجتماعي ، عرضها المؤلف في أسلوب فصيح مبسط وتبلغ صفحاته 388 .
8 ـ (في إفريقية الخضراء) وهو باكورة ما كتبه في الرحلات بعد انتقاله إلى الجامعة الإسلامية ، وقد طبع للمرة الأولى عام 1384 ثم تتالت كتبه الآتية في هذا الموضوع .
9 ـ (مدغشقر بلاد المسلمين الضائعين) صدر في منشورات نادي أبها وتكرر طبعه .
10 ـ (رحلة إلى جزر مالديف) .
11 ـ (جولة في جزر البحر الزنجي) .
12 ـ (أيام في مسقط آدم ـ سيلان) .
13 ـ (في نيبال إلى بلاد الجبال) .
14 ـ (صلة الحديث عن إفريقية) .
15 ـ (مشاهد في بلاد العنصريين) صدر في منشورات (نادي القصيم الأدبي) .
16 ـ (إطلالة على نهاية العالم الجنوبي) صدر في منشورات (نادي مكة الأدبي) .
17 ـ (رحلات في أمريكة الوسطى) .
18 ـ (شهر في غرب إفريقية) .
19 ـ (زيارة لسلطنة بروناي الإسلامية) .
20 ـ (سياحة في كشمير) .
وقد أحصيت بين الأربعة والعشرين كتاباً المعدة للطبع أربعة عشر في موضوع الرحلات ، وبذلك تبلغ مؤلفات الأستاذ العبودي في هذا الجانب سبعة وعشرين كتاباً . وما أحسب جوالاً في الأرض سجل مثل هذا الثبت في هذا الموضوع إلا إياه .. وهي ظاهرة تسترعي الانتباه وتستدعي الدراسة .. وقد كان بودي لو أقف على كل واحد من مصنفاته المطبوعة ـ على الأقل ـ لأعرض مكنوناته ، واستكشف دلالته على عقلية مؤلفه وخصائصه الأدبية ، ولكن تلك رغبة تتطلب كتاباً برأسه لا فصلاً من كتاب .. ومع ذلك فلن يفوتني أن أقف بعض الحديث على بعض هذه الكتب عملاً بقول القائل : (ما لا يدرك كله لا يترك جله) .
ولأبدأ بكتابه الضخم (في إفريقية الخضراء) وحسب القارئ أن يعلم من شأنه أنه طبع أكثر من مرة ، وترجم إلى أكثر من لغة ، وقبل أيام جاءني أحد الأخوة الهنود يخبرني أن والده ، وهو من أهل العلم ، والمتضلعين من اللغتين العربية والأوردية ، قد بدأ ترجمة هذا الكتاب إلى الأوردية ويوشك أن يفرغ منه .. وقد أصدرت وزارة معارف المملكة طبعة منه خاصة وزعتها على مكتبات المدارس على اختلاف مراحلها ، وقررته الأكاديمية العربية العسكرية في القاهرة على طلابها .. وما أراني بعد هذا في حاجة إلى التوكيد على أهمية هذا الكتاب ، ومع ذلك فهل يصدق القارئ أني وجدت غير قليل من العنت إذ كتبت عنه بعض ما يستحق من التقدير في مجلة الجامعة الإسلامية إثر صدوره ! ولعلي لا أذيع سراً