عبد العزيز عتيق
عبد العزيز عتيق
أحمد الجدع
يدرك المتلقي للعلم مدى إخلاص أستاذه من الطريقة التي ينساب فيها العلم من عقل الأستاذ وقلبه، ومن الطريقة التي يدخل بها هذا العلم إلى عقل المتلقي وقلبه.
وكثير من الأساتذة حببوا إلى تلاميذهم العلم، فأحب التلاميذ الأساتذة والعلم، وكثير من الأساتذة أيضاَ بغَض إلى تلاميذه العلم، فنفروا من الأساتذة والعلم معاً!
وأنا درست في الجامعة على كثير من الأساتذة، لم أتلق عنهم مشافهة لأنني درست عن بعد، وهذه الدراسة عن بعد كانوا يسمونها انتساباً، كنا ندرس كتبهم التي ألفوها لغايات الدراسة الجامعية، فنشعر بأن بعضهم ألفها مخلصاً، وهدفه فائدة تلاميذه ورقيهم وتقدمهم، وبعضهم الأخر ألفها وعينه إلى ما تدره عليه من مال! فأين هذا من ذاك... أين هذا من ذاك!
ممن درست كتبهم في الجامعة ونهلت من علمهم وفضلهم الأستاذ الدكتور عبد العزيز عتيق، كان أحد الأساتذة العلماء القادمين من جامعة الإسكندرية إلى جامعة بيروت العربية، إذ كانت جامعة بيروت العربية فرعاً عن جامعة الإسكندرية.
كان أول ما عرفت الدكتور عبد العزيز عتيق عندما قرأت عنه في كتاب الشهيد سيد قطب:"مهمة الشاعر في الحياة" فقد كان سيد قطب يستشهد بشعره على اعتبار أنه من الشعراء الشباب الواعدين.
وعبد العزيز عتيق شاعر قبل أن يكون أستاذاً جامعياً، فقد صدر له في الشعر ثلاثة دواوين: "ديوان عتيق" وقد صدر عام 1932، وهو العام الذي توفي فيه أمير الشعراء أحمد شوقي وصنوه شاعر النيل حافظ إبراهيم، وديوان: " أحلام النخيل " وقد صدر عام 1935م، ثم تخير منهما وزاد عليهما ما أنشأه بعد عام 1935 وأصدر الجزء الثاني من "أحلام النخيل" أوائل عام 1960م ، وبهذا نستطيع أن نعتبر هذا الديوان ممثلاً لشعره كل التمثيل.
كان الدكتور عبد العزيز عتيق أحد الأعلام الذين درسوا في جامعة بيروت العربية، وكان من حظي أن يكون أستاذي في البلاغة وفي النحو والصرف وفي العروض والقافية، وقد قرأت كتابه:" تاريخ البلاغة العربية" واستفدت منه كثيرا، وذلك لحسن العرض ودقة المعلومات التي تميز بها الكتاب، كما قرأت كتابة: "المدخل إلى علم النحو والصرف" وكان كتاباً مفيداً حقاً، وقد رجعت إليه أكثر من مره بعد أن أنهيت دراستي الجامعية، وقرأت كتابه الثالث "علم العروض والقافية" وهو من الكتب التي أفادتني كثيراً، وأنا قد جمعت الكتابين الأخيرين في مجلد واحد، حرصاً مني عليهما وحبا مني بهما وبمؤلفهما.
الدكتور عبد العزيز عتيق من أعلام الشعر العربي المعاصر، وهو من أعمدة الدراسات الجامعية، وأفخر أنا أن أكون واحداً من تلاميذه .... رحمه الله و أجزل له الأجر والثواب.