فخر الشريف الرضي
أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الكاظم من نسل الحسين بن علي بن أبي طالب، و قد كان أبوه نقيبا للطالبيين- رئيساً لبني هاشم-
1- ولد في بغداد ( 359ه- 970م) و نشأ فيها و برع في علوم الفقه و اللغة و الأدب، و قال الشعر و عمره خمس عشرة سنة، و في 388ه( 998ه)
2-اعتزل أبوه نقابة الطالبيين فخلفه هو فيها نائبا عنه، و في ذي القعدة 401ه 1011 م منحه الأمير البويهي بهاء الدولة لقب الشريف،
3- عين نقيبا أصيلا يوم الجمعة في 16 محرم 402ه 1012م بعد أن ضمت إليه الأعمال التي كان يقوم بها أبوه و هي النظر في المظالم و الحج بالناس.
4- كان الشريف الرضي أبيا عالي الهمة طموحا إلى المعالي ل أبيّ النفس فلم يقبل صلة من أحد و لا جائزة، و قد ردّ جميع الصلات التي كانت على أبيه من قبله ،
5- خافه الخليفة المقتدر ( 295ه- 320ه) فاتهمه بالميل إلى العلويين و الفاطميين، فعزله عن المظالم و الحج.
6- توفي الشريف الرضي في السادس من محرم 406هو دفن في بيته في محلة الأنبار – الكاظمية في بغداد
كان الشريف الرضي شاعرا مميزاً ، و شعره يجمع المتانة إلى السلاسة و الرصانة إلى السهولة ، يجمع في شعره الجزالة في اللفظ و الفخامة في المعنى ، و قد غلبت على شعره الحماسة و الفخر و برع في الرثاء و الغزل العفيف
و الشريف الرضي مترسل و مصنف له كتاب معاني القرآن ، كتاب مجاز القرآن ، و لعله هو مَن جمع ما وصل إليه من خطب الإمام علي و سماه " نهج البلاغة" .
مختارات من شعره:
حين مدح الخليفة المقتدر بالله فتخر بنفسه ، فقال :
لـلـه يـوم أطـلـعتك به iiالعلا لـمـا سـمـت بك عزة iiموموقة و بـرزت في برد النبي، و للهدى فـي موقف تغضي العيون iiجلالة مـالـوا إلـيـك مـحبة iiفتجمعوا مـهـلا أمـيـر المؤمنين ، iiفإننا مـا بـيـنـنا يوم الفخار iiتفاوت إلا الـخـلافـة مـيـزتك iiفإنني عـلـما يزاول بالعيون و iiيرشق كالشمس تبهر بالضياء و تومق(1) نور على أسرار وجهك iiمشرق(2) فـيـه و يـعـتز بالكلام iiالمنطق و رأوا عـلـيـك مهابة iiفتفرقوا فـي دوحـة الـعـلياء لا iiنتفرق أبـدا، كلانا في المعالي iiمعرق(3) أنـا عاطل منها و أنت iiمطوق(4)
فهو يصرّح للخليفة أنه من بني هاشم ، بل من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الخليفة من نسل العباس عمه ، فلا يتميز الخليفة عنه أبداً في كرم الأصل ودوحة العلياء ، سوى أن المقتدر خليفة المسلمين ، والشاعر ليس كذلك .
1- موموقة: محبوبة، تبهر بالضياء، و تومق: تملأ العين بنورها الشديد فيبتهج الناس لها.
2- البردة: الثياب، كان الخلفاء يتوارثون بردة النبي يلبسونها في أيام الجمع و الأعياد و في المناسبات الدينية . كانت البردة للشاعر كعب بن زهير وهبه النبي صلى الله عليه وسلم حين مدحه بقصيدته الشهيرة /
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يثجْزَ مكبولُ
واشتراها معاوية من ورثة الشاعر حين مات ، ثم ورثها الخلفاء من بعده.
3- معرق: أصيل النسب ، كريمه.
4- العاطل لغةً : لا يلبس حليا ( فلا يحتاج إلى الحلي) المطوق: يلبس طوقا( قلادة في العنق ). فكأن الخلافة ثوب يلبه المقتدر وحده.
وسوم: العدد 845