فؤاد جاد الله المحامي

فارس السياسة والقضاء

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

رجل من رجالات القضاء البارزين ، ابن قرية المقربية نشأ على أرضها وتدثر بسمائها وعاش بين حقولها ارتبط بالأراضى الزراعية ارتباطه الشديد بالقضاء نشأ شيخ المحامين وسط عائلة عظيمة الشأن لأب رحل عن دنيانا وعمره (36) سنة وكان عمر فارس السياسة والقضاء أربع سنوات ، وأخوته منتصر ويعمل بالزراعة وفاروق كذلك ، أما محمد فكان مدرساً ولد أ / فؤاد جاد الله فى 5/4/1937ن وتدرج فى التعليم فى مدينة قوص فى قصر طوبيا ومدرسة قوص المحكمة الإعدادية ، ثم مدرسة قنا الثانوية ، وكان من اوائل المتعلمين فى قريته وتحمل عبء أسرته واشرف على كل صغيرة وكبيرة مع أبناء عمه ومنهم العمدة المهندس / غلاب عبيد – وابن عمه الحاج / خليل ، ثم اتجه أستاذنا إلى القاهرة وأقام فى منطقة الهرم "الأندلس" وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1962م وكان يعشق القضاء والسلك القضائي ، وكان الالتزام والتواضع من أهم سماته وتم اختياره كعضو مكتب الاتحاد الاشتراكى العربى عام 1964م ثم أمين مكتب تنفيذى الاتحاد الاشتراكى على مستوى الجمهورية العربية المتحدة ، ثم تم اختياره وكيلاً لمجلس محلى محافظة قنا دورتين متتاليتين ، وقد أطلق عله الأستاذ الجليل المرحوم / محمد رشاد الخطيب – نقيب المحامين بقنا والبحر الأحمر – لقب شيخ المحامين بقنا ، وذلك أثناء المؤتمر الذى عقد بحضور السيد محافظ قنا - اللواء / عادل لبيب – والأستاذ / سامح عاشور – نقيب المحامين لمصر -  وكان أ / فؤاد ، قد حضر المؤتمر للحصول على تخصيص بعض الأراضى لتكون أندية للمحامين فقد كان له دور كبير فى جمع شمل المحامين بعلاقته وحسن خلقه وحلمه ومن مواقفه السياسية التى لا تنسى وكان من أول الأعضاء على مستوى الجمهورية الذى يستخدم الأدوات البرلمانية وكان موضوعه استجواب فى شأن جفاف الأراضى الزراعية بقرية حجازة قبلى وكان له دور كبير فى سحب الثقة من وكيل وزارة الرى بقنا وقام بتصعيد الأمر إلى السيد وزير الرى والذى حضر خصيصاً وشاهد عن قرب المشكلة فى حجازة ، وكان للأستاذ / فؤاد جاد الله دور بارز فى توصيل المياه والكهرباء لقرى مركز قوص حتى اكتمل فى عهد وكالته للمجلس المحلى للمحافظة توصيل جميع الكهرباء والمياه لجميع قرى قنا وكان له موقف عظيم فى شأن سكان نجع الكدادبة بالمخزن والذين كانوا يقطنون على إحدى مشروعات الرى ورغم صدور قرارات بإزالة مساكنهم إلا أنه وقف وتصدى لتلك المحاولات حتى تمكن من توطينهم فى تلك الأماكن ، وكان مكتب المحاماة الخاص به فى ميدان النوبة مقراً لكل ضيف وصديق ومحب لمدينة قوص وقد أضاف إلى المكتب حجرات للنوم للضيوف لأن السفر والمواصلات كانت نادرة فى المساء ، استلم أستاذنا رسالة وجائزة تقدير وشكر من السيد اللواء محافظ قنا الباجورى ، وقد أرسل كمندوب عن محافظة قنا وبعض أعضاء مكتب الاتحاد الاشتراكى فى تشييع جثمان الرئيس الراحل /جمال عبد الناصر – وقد ترافع الأستاذ فى معظم المحاكم المدنية والجنائية والشرعية فى جميع أنحاء الجمهورية وخاصة فى قضايا القتل ، وكانت له صلات وثيقة فى مركز نقادة وقراها ومن أصدقائه الحاج/فوزى محمد عبد الرحيم المحامى – الأستاذ / محمد أمن الشيخ – الحاج / محمد أبو الوفا فرغلى المحامى – الحاج / زكى علام – الحاج/ محمد العربى المحامى – الحاج / عبد اللطيف فهيم محروس- ومن شدة ارتباطه بالأراضى عمل رئيساً لمجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضى وساهم بدور رائد فى التنمية ووضع جهده الأكبر فى إنجاح ذلك المشروع والذى تم على اكثر من 50000 ألف فدان بناحية قرية الكلاحين ورأى المشروع النور فى عهده وبحضور السيد / يوسف والى – وزير الزراعة والسيد عبد الرحيم الصعيدى – محافظ قنا – وقد رحل فارس القضاء والسياسة عن دنياناً يوم 27/12/2008م تاركاً خلفه إرثاً سياسياً وقضائياً كبيراً، غير أنه الحق ابنه فى سلك القضاء فصار محمد فؤاد امتداداً لوالده رحمة الله عليه–ومن الأبناء خالد مأمور جمرك–أشرف بالمعهد العالى للتكنولوجيا.

يقول أ / أحمد حسن المحامى – من كبار المحامين بقوص – أنى عشت مع الراحل أربعين عاماً فى مهنة المحاماة فقد عاصرته منذ الستينات فكان مثالاً للأخلاق العالية الحميدة والصفات العظيمة التى قلما يتمتع بها إنسان ، كان كريماً متواضعاً ، افتقدنا برحيله شخصية عظيمة أعزها وأقدرها ، وذات مرة كنا نحتفل بالمولد النبوى الشريف العام الماضى وقام الحاج / محمد أبو الوفا فرغلى ، بتقديمى على أنى شيخ المحامين، فرفضت ذلك فى وجود شيخ المحامين وأستاذى والأب الروحى للمحامين الأستاذ فؤاد جاد الله.

أما أ / على تمساح - نقيب المحامين - فيضيف بأن الراحل كان مثالاً للأخلاق الفاضلة وكان دمثاً فى تصرفاته يحب كل الناس ولا يكن بسوء لأحد وكان وفياً مع الجميع ، وكان الراحل قد أخذ فترة نقيب للمحامين ينظر إليهم باعتبارهم أبنائه وأخوته وكان دائماً يشاركنى فى كل شئون النقابة ويأخذ
رأى فى كل صغيرة وكبيرة حتى أن نقابة المحامين فى عهده كانت عالية شامخة فى كل شئونها وكان
- عليه سحائب الرحمة – محبب لجميع الهيئات القضائية بما فيها النيابة التى تقده وتجله لحسن تصرفه فى كل الأمور . أما الحاج / محمد أبو الوفا فرغلى – عضو اللجنة العليا لنقابة المحامين السابق –
فقال بأن الراحل كان سياسياً من الطراز الأول فعمل السياسة وكان أو أمين مركز للاتحاد الاشتراكى العربى وكان فى هيئة التحرير وكان عضو فى الاتحاد الاشتراكى العربى فى قوص والمقربية ،
رحمة الله عليه  .