المحامى القاضي عبد الحميد ثابت كيلاني

"تأثر بأسلوب المنفلوطي وترافع عن رايا وسكينة"

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

المحامى القاضى الأديب كاتب السيناريو لعدة أفلام مصرية " عبد الحميد ثابت حسين كيلانى " من مواليد مدينة قوص فى 1921م نشأ فى بيئة أدبية ووسط عائلات عريقة لها باع كبير فى الشعر والأدب ، لأب كان من كبار تجار القماش بالقيسارية بقوص وأتم حفظ القرآن الكريم وهو فى سن التاسعة من عمره فى كتاب الشيخ حامد خميس بقوص ، وتلقى تعليمه الابتدائي فى قوص وتعلم على يد الشيخ فرغلى القبانى والحاج عباس حنفى نصار والشيخ حسين عبد الحق ثم حصل على الثانوية العامة من قنا ، ثم اتجه إلى القاهرة ودرس القانون فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة ، وحصل على ليسانس الحقوق فى 1946م ثم أكمل دراسته القانونية فى فرنسا بجامعة  مونبيلية وحصل على دبلومه 1930م ، ثم عمل محامياً تحت التمرين بمكتب الدرمللى باشا بالقاهرة ، ثم عمل وكيلاً للنيابة فى نجع حمادى وقدم استقالته من النيابة لعشقه للمحاماة وفتح مكتب للمحاماة بقوص وقنا وأرمنت ، وكان يعمل معه مجموعة كبيرة من المحامين ومن أشهر قضاياه أنه كان فى الإسكندرية فى مهمة قانونية وطلب منه حضور محاكمة "رايا وسكينة" وطلب التأجيل فى القضية حينما كان يعمل فى مكتب الدرمللى باشا ، ولكن شجاعته النادرة وقوة شخصيته  جعلته يترافع عنهما ولكن القاضى قام بتأجيل القضية فى النهاية ، وقد حضر المحامى القاضى قضية " الشيخ الفيل " وكانت تربطه علاقات وثيقة بمشاهير المحامين وكان صديقاً لنقيب المحامين السابق " البرادعى " والأستاذ محمد العرى والمحامى المشهور أبو شقه وهناك قضية قتل مشهورة فى نجع حمادى ، استطاع الأديب المحامى أن ينتزع حكم البراءة لموكله حينما قرأ فى محاضر الشرطة والنيابة أنهم شاهدوا الدم على أعواد الذرة فى تلك الليلة فأثبت بعلم الفلك أن القمر فى تلك الليلة كان محاقاً ولم يظهر فى تلك الليلة وكانت مكتبة الراحل عامرة بأمهات الكتب القانونية ودواوين الشعر المختلفة فى كل العصور وكان من حبه لمهنة المحاماة غرس تلك المهنة ةوحب القانون لأبنائه ولكن الابن الأكبر أ / عز العرب خاطبته اللغة العربية فاستجاب لها وكان من فرسان اللغة العربية المشهود لهم فى مدينة الأقصر الأثرية ولكن الابن الأوسط د / عنايات – استجاب لنداء القانون فصار رئيس القسم الدولى الخاص بجامعة القاهرة ثم د / بهجت – رئيس قسم الأوعية الدموية بالقصر العينى جامعة أسيوط – والمهندس ثابت بالرى والمهندس شوكت بالسعودية وأخوه المحامى القاص محمد ثابت تاجر بقوص وعبد اللطيف ثابت موجه اللغة العربية بقنا والقاهرة والشاعر الكبير وكان يجيد فن الخطابة وكان الخطيب الخاص لعناية الشيخ القوصى رئيس المحكمة الشرعية العليا بالقاهرة وعضو مجلس الأمة فى دعايته الانتخابية وكان يلقى الخطب فى مناسبات الصلح والمناسبات الاجتماعية وكان  حازماً باسماً قام بتنشئة أبناءه على أكمل وجه أخلاقياً ودينياً وعلمياً وكان يهتم بأناقته وشياكته ويعتز بملابسه ومظهره وعمل فترة بتجارة الغلال أثناء ممارسة المحاماة بالأقصر وموهبته الإبداعية وعمل بالمحاماة والقضايا الكثيرة التى ترافع عنها رتبت عنده المناخ المناسب لكتابة القصة والسيناريت وكانت مقالاته ما بين الأدب والمحاماة فالمقالات الأدبية كان متأثراً بأسلوب الكاتب الكبير المنفلوطى أما المقالات القانونية فكانت تتم بالجانب العلمى وكان يحفظ الشوقيات معجباً بأحمد شوقى والمعلقات السبع والشعر الجاهلى والعباسى ، وكان كاتبا للقص وكتب قصة الزوجة البريئة الذى أعدها عدلى المولد للسينما تحت عنوان الوردة الزرقاء وكتب مجموعة قصصية طبعت فى الأربعينيات مثل " الولد سر أبيه ، فتاة المصابغ " وهى من أشهر قصصه التى تحولت إلى فيلم سينمائي وكان صديقاً للمخرج كمال الشيخ – فطين عبد الوهاب – عدلى المولد – محمد حسن المحامى – وتربطه علاقة قوية بالقاص محمود تيمور – محمد عبد الحليم عبد الله ، صاحب غصن الزيتون والقاص القوصى يوسف جوهر وكان الراحل يكتب مقالات كثيرة نشرت فى جريدة المصرى ، ومجلة عالم الروح – التنويم المغناطيسي – مجلة المحاماة ، وكان صديقاً للمبدع محمد سيد كيلانى الباحث الأدبى الكبير وتوفى المحامى القاص 1996م ودفن بمقابر الأسرة بالأقصر .