الداعية الحكيم الأستاذ محمد منلا غزيل
محمد منلا الغزيّل
إبراهيم الديبو
شخصية متنوعة كشخصية الأستاذ محمد منلا غزيل تحتاج أن ندرسها من عدة جوانب، جانب الأدب والشعر، وجانب الثقافة والفكر، وجانب الدعوة والنشاط الاجتماعي، فقد جمع في شخصيته هذه الجوانب جميعها، وعرف كشاعر وأديب قبل أن يعرف كداعية وخطيب، إلا أن نشاطه الدعوي قد غلب على اهتماماته الأخرى، فشغل جلَّ وقته في نشر رسالة الإسلام، والقيام بدور اجتماعي وتكافلي ضمن حدود استطاعته دون أن ينتمي إلى جمعية خيرية، أو مؤسسة اجتماعية، فهو خطيب المجالس وفارس الكلمة وحكيم الدعوة، شغل نفسه بالدعوة على طريقته المميزة بالحكمة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، ويسانده في ذلك أدب وفكر وفلسفة وثقافة متنوعة لا يجاريه بها أحد من معاصريه، بالإضافة إلى ما تميز به من بداهة وقدرة على الإبداع واستحضار الحجة، وحافظة جامعة تجمع أرقاماً وتواريخ وأسماء كتب وأسماء مؤلفين وحوادث تاريخية ومناسبات علمية وأدبية وسياسية، كل ذلك يحتفظ له بأرشفة ذهنية أشبه ما تكون بجهاز الحاسوب، فحياة طويلة عاشها مع كتب الأدب والحكمة والشعر وعلوم الشريعة صقلت شخصيته العلمية ورسمت معالم طريقته الدعوية، حتى أصبح علماً من أعلام الدعوة، لا يمل المستمع من كلامه بل يشعر بمتعة فكرية، وألفة روحية، ويزداد مستمعه إعجاباً به لسعة اطلاعه وغزارة أفكاره التي يلقيها موثقة مهذبة منمقة، والأعجب من ذلك أنه يستحضر ندوات حضرها وأشعارا ألقاها وقصائد نظمها وحوادث عاشها مؤثراً أو متأثراً بها وكأنها أمام عينيه كسطر واحد، وعقد منظم، يظن من يسمعه أنه يتكلم عن اليوم أو الأمس، ثم يفاجأ به يقول: منذ ربع قرن، أو نصف قرن، قلت كذا، أو كتبت كذا، أو حضرت كذا، فهو مكتبة علمية متحركة، فيكفي أن يسأله السائل عن كلمة أو معلومة أو مؤلف حتى يسرد له كل ما يتعلق بذلك.
له حوارات كثيرة وندوات متعددة، ولا يخلو يومه من مناسبة أو أكثر يكون فيها متكلماً وداعية، بل ربما تمر عليه أيام يحضر في اليوم الواحد منها أربع أو خمس مناسبات، ولا يمكن أن يحضر مجلساً إلا وله الحظ الأوفر من الكلام.
وما أريد أن أقف عنده هو جانب الدعوة، وأترك للإخوة الذين يهتمون بالأدب والشعر أن يتناولوا الجوانب المتعلقة بذلك من شخصيته، فهو نوع من الإكرام لأهل الفضل والعلم والدعوة، فقد شاع في مجتمعاتنا العربية أن أهل الفضل يكرمون بعد موتهم، وهذا بخس لحقهم وجحود لفضلهم، كما شاع أن الإعلام يتناول بعض الشخصيات الأدبية والفكرية والفنية فتسلط عليهم الأضواء وتضخم شخصياتهم ويبالغ في الثناء عليهم والإطراء لهم، ويقابل ذلك إجحاف لمن هم أحق منهم بذلك علماً وقدراً ونشاطاً، فكل من عاش في منبج وما حولها يعلم من هو الأستاذ الأديب الداعية محمد منلا غزيل، ولا يمكن أن يجهله صغير أو كبير، أو قريب أو بعيد، ولعل الإعلام هضمه حقه فلم يتح له أن يتخذ منبراً إعلامياً في الإذاعة أوالتلفزيون، إلا أنه يعتبر كل مسجد أو مجلس عزاء أو فرح منبراً له، بالإضافة إلى مشاركاته في الندوات الشعرية واللقاءات الفكرية والعلمية المتنوعة، وسأحاول في هذه الصفحات القليلة أن ألقي الضوء على شخصيته الدعوية من خلال أدواته ومنهجه وسمات شخصيته، وألخص ذلك في عدة أمور
(1) الكلمة: أقوى ما يمتلكه الأستاذ الداعية هو الكلمة، ولا أعني بالكلمة ذلك المعنى الضيق الذي يتبادر للأذهان ابتداء، وإنما أعني الكلمة بمعناها الواسع ومضمونها الشامل الفعال، الكلمة التي تحيي فكرة وتوقظ وجداناً، الكلمة التي تشحن العقل وتهذب النفس، فهو إذا تكلم سحر الناس بأدبه وحكمته، يستحضر في كلماته الشعر والأدب والحكمة، فلا تخلو كلمة من كلماته أو موعظة من مواعظه من ذلك، لغته فصيحة وعباراته متناسقة وبلاغته جلية، يتكلم بلا تكلف ويستحضر بلا مشقة، لا يتقعر الكلام تقعراً أو ينظمه نظماً، بل كل ذلك يخرج منه سهلاً واضحاً، ويردد قول القائل: ولستُ بنحوي يلوك لسانه ولكن سليقي أقول فأعرب، فهو يتكلم سليقة ويعرب بكل عفوية دون تكلف، فهو ينكر على النحوي الذي يعاني في اختيار كلماته ويتقصد العبارات الغريبة أو الكلمات المهجورة، فكلماته تخرج سهلة كما يخرج الماء من فيِّ السقاء، واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء، جلية كانجلاء البدر في ليلة قمراء، ما عرف عنه تلكأ في الكلام أو تعثر في العبارة أو خطأ في النحو ، فهو أستاذ الأدب ومدرس اللغة العربية سابقاً، وشاعر الكلمة وفارس البيان.
(2) مجالس العزاء والأفراح: جرت العادة في بلاد الشام أن يكون مجلس العزاء مجلس علم ووعظ، وأن تكون مناسبة الزواج مناسبة إنشاد وإرشاد، يقوم العلماء والدعاة فيها بواجب دعوي، حسبة لله تعالى، فكان الأستاذ محمد منلا غزيل علماً من أعلام الدعوة في هذه المجالس، له حضوره الكبير وجهوده المتميزة، يحرص أن يكون في كل مجلس ليلقي كلمة ينتظرها الناس لينهلوا من علمه وحكمته، وغالباً ما تشتمل على جانب من الرواية وجانب من الدراية، ففي جانب الرواية يذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تناسب المقام الذي هو فيه، ثم ينتقل إلى جانب الدراية والفهم، وذلك من خلال شرح الأحاديث وبيان دقائق العلم التي تتصل بها، وهنا تظهر شخصيته وثقافته الواسعة التي تجذب القلوب والنفوس إليه وإلى كلماته المليئة بالتأثير والإثارة، فهو ابن بيئته يعايش الناس ويعرف أخبارهم ويطلع على أحوالهم ويحفظ أنسابهم ويستفيد من كل ذلك في جذب قلوب الناس والتأثير فيها، لا رغبة منه في استئثار قلوبهم لينال حظ نفسه بل لجمعهم حول مائدة الإسلام وقيمه السامية. وكان يستعين بما يحفظ من أدب وحكمة وشعر في تأكيد المعاني التي يتكلم عنها، ومن ألطف ما سمعته منه، ثلاثة أبيات من الشعر، تحض على خلق الوفاء والإحسان وهي:
- رأى المجنون في البيداء كلباً فمدَّ له من الإحسان ظلا
- فلاموه على ما كــان منه وقالوا قد أنلتَ الكلب نيلا
- فقال دعوا الملامة إنَّ عيني رأتْه مرة في حيِّ ليــلى
(3) الكتاب: عرف عن الأستاذ غزيل اهتمامه بالكتاب، فهو نهم القراءة ، يقرأ كل شيء يقع تحت يديه في الأدب والفكر والفلسفة والتاريخ والسياسة، ويتنقل بين العلوم الإسلامية جميعها، له صحبة طويلة مع الكتاب منذ طفولته وحتى أيامه هذه، فكل وقت لا يكون فيه متكلماً أو مشغولاً بحاجاته الضرورية يشغله بالقراءة، فمن المعروف أنه لم يتزوج وآثر العلم على الزواج كما هو شأن بعض العلماء السابقين كالإمام النووي والزمخشري وغيرهم.
(4) الإهداء: كان يهتم كثيراً بطلاب العلم ويقدم لهم الهدايا المفيدة من كتب ومجلات وأشرطة وسيدهات، ومن يقرأ هذا الكلام يظن أن الأستاذ غزيل من الأثرياء الذين أصابتهم التخمة المالية إلا أن من يعرفه يعلم أنه يعيش حياة الكفاف التي آثرها لنفسه، له منهج في الحياة وطريقة أشبه ما تكون بطريقة الزهاد الأوائل، يلبس لباساً متواضعاً ويأكل أكلاً بسيطاً، ولا يهتم بالمظهر أبداً بل كل همه ما يحمله في قلبه وفكره، من يراه لأول وهلة يظنه من بسطاء الناس وعامتهم فإذا ما استمع إلى كلامه امتلأ إعجاباً به وتعلق قلبه بحبه، وانبهر بثقافته وسعة علمه.
كل ما يصل إلى يديه من مال ينفقه على الكتب والأشرطة والسيدهات، وكلما رأى طالب علم رافقه إلى أقرب مكتبة ليشتري له كتاباً أو شريط كاسيت أو سيدي حاسوب، فهو لا يحتفظ لنفسه بأي كتاب أو مجلة، فمكتبته حاضرة في ذهنه يستحضر منها ما يشاء ومتى شاء، فالعلم في الصدور لا في السطور، وهذا يذكرني بقصة زيارتي لمنزل الشيخ الداعية محمد الغزالي رحمه الله تعالى، فقد زرت منزله مع بعض أصدقائي أيام إقامتي في القاهرة، وطلبنا من ابنه المهندس ضياء حفظه الله تعالى أن يطلعنا على مكتبته ومكان جلوسه للكتابة والمطالعة، ففوجئنا بأن مكتبته لا تزيد على مكتبة طالب علم مبتدئ، فقلنا له: هذه مكتبته التي كان يرجع إليها في كل ما يكتب؟
قال: إنما والدي كانت مكتبته الحقيقية هي ما يحمله من علم في رأسه، فكان علمه أكبر من مكتبته، وهذا ما يمكن أن يقال عن الداعية الأستاذ محمد منلا غزيل، هو لا يمتلك مكتبة في بيته، ولكن يحمل مكتبات في قلبه وعقله، هو يحفظ أسماء الكتب وأسماء المؤلفين وكأن ذلك يتراءى له أمام عينيه، وقد علم منه ذلك أبناء بلدته وطلاب العلم خصوصاً، فكان يقضي أوقاتاً كثيرة في المركز الثقافي في منبج، فقد تعود طلاب العلم والباحثون على أن يكون الغزيل بينهم، فإذا أرادوا كتاباً أو معلومة بادروه بالسؤال، وهو يجيبهم ويبين لهم مكان الكتاب ورقمه ويدلهم على الجزء المطلوب وربما أرشدهم لأرقام الصفحات.
(5) السؤال والجواب: وهي طريقة أبلغ في التأثير من غيرها، وهي وسيلة تعليمية وتثقيفية بالإضافة إلى كونها مادة دعوية، فقد دأب في السنوات الأخيرة من مسيرة الدعوة إلى نهج هذه الطريقة، لأسباب من أهمها أنها تثير الانتباه عند الحضور، وأنها ترسخ العلم أكثر من غيرها، وتشجع طلاب العلم على البحث والدراسة وتعودهم على الحوار وتبادل الآراء وقبول الآخر وتوصيل الأفكار بشكل صحيح، فكان يطلب من أحد طلاب العلم الموجودين في أي مجلس من المجالس التي يحضرها أن يحاوره، طبعاً هو يسميه حواراً ولكنه في حقيقته سؤال وجواب، كما أنه لا يحب الكلام في المسائل الخلافية أو دقائق الفقه بل في الفكر والدعوة والحضارة، ويترك للسائل حرية الاختيار، ثم يجيب عن سؤاله مباشرة، وبسبب تزاحم الأفكار والآراء وكثرة المعلومات التي يحملها ربما بعد عن السؤال وخرج عن الموضوع.
فكان لهذه الطريقة الأثر النافع بين طلاب العلم، وبث الحيوية في المجالس، وتحويلها من مجالس للقيل والقال إلى مجالس للعلم والسؤال، وكان لها أثر طيب على نفوس طلاب العلم، وأرى أن لهذا الداعية منة على كل طالب علم أو خطيب مسجد في بلدته منبج والقرى التي تتبع لها، فكم من طالب علم تلقى التشجيع منه وحفزه على الكلام والمناقشة، فهو لا يؤمن بنظرية الاحتكار للعلم والدعوة التي يمارسها بعض أرباب الصدور الضيقة، التي تقوم على تحييد كل طالب علم لا يخرج من عباءتهم أو يتكلم بلسانهم أو باسمهم وكأن العلم أصبح كالسلع يباع ويشترى، وتحتكره بعض المؤسسات كما تحتكر الشركات الصناعية بعض السلع والمواد، فكان موقفه موفقاً، وعلاقته طيبة مع كل الدعاة وطلاب العلم، يسمع من صغيرهم وكبيرهم، ويشجعهم على الكلام ويحضر مجالسهم ومناسباتهم.
(6) مراعاة أحوال المتلقين: فهو يتكلم بالعلم والأدب والحكمة بما يجعل كلامه قريباً من جميع الناس على اختلاف مستوياتهم المعرفية، ويمتلك قدرة كبيرة على تبسيط الأفكار، فربما تكلم في مسألة تعتبر من دقائق المسائل فبسطها إلى درجة يفهمها الإنسان العامي فضلاً عن المثقف، فعلاقته بالناس ومشاركاته الواسعة في أفراحهم وأتراحهم جعلته قادراً أن يصوغ رسائله الدعوية للناس بما يتناسب وأحوالهم وثقافاتهم المتنوعة، لذلك كان يلتفت في كلامه إلى بعض الحضور ويوجه له الكلام ويشد انتباهه بطرفة أو حكمة أو بيت شعر، ولكن هذه القدرة على التبسيط تقابلها قدرة لا تقل عنها في الارتقاء بمستوى الكلام إلى درجة لا يفهمها إلا أهل الاختصاص وأصحاب الشهادات العلمية العالية، وقد رأيت منه ذلك في مجالس كثيرة، فكان إذا تكلم بينهم تكلم عن الأفكار وعن المبادئ وعن القيم العليا وعن الأسس النظرية التي تقوم عليها حضارة الإسلام وعن الخطوات العملية التي تبشر بنهضة حضارية.
فهذه الثنائية التي اجتمعت في شخصية الغزيل جعلته قريباً من الناس على اختلافهم وتنوعهم، كلهم يجد فيه شخصاً محبباً لنفسه, قريبا إلى قلبه، ولعل شخصيته وصفاته هذه – في هذا الجانب- تذكرني بالشيخ الداعية محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى، فكان يجتمع في دروسه أناس من العامة, لم يقرؤوا ولم يكتبوا قط، إلى جانب حملة أعلى الدرجات العلمية, وطبعاً هذا بسبب استخدامه لغة مبسطة واضحة فتجد الجميع ينشدُّ إلى درسه, ويصغي إلى كلماته، كان يفسر القرآن تفسيراً بلاغياً يعتمد على اللغة ودقائقها والبلاغة وأسرارها ويعرض ذلك بأسلوب واضح وطريقة مبسطة، بحيث ينصرف الجميع من درسه وقد حصلوا كثيراً من العلم والفائدة.
وهذا ما يتفق مع شخصية الأستاذ الغزيل كل ينهل من كلماته ويتفاعل مع عباراته، ويستفيد من إشاراته.
فهذه بعض الوسائل الدعوية للأستاذ الداعية محمد منلا غزيل، وهي تكون في جملتها منهجاً يستحق الاهتمام والدراسة، أشرت إليها على عجل، وربما يتاح لي في وقت آخر أن أتناول جوانب أخرى.
(1) ولد الشاعر الداعية محمد منلا غزيل في عام 1936م، في مدينة منبج التي تبعد 80 كيلو متراً عن محافظة حلب في سوريا، وهي بلدة البحتري وأبي ريشة ودوقلة المنبجي، تلقى دروسه الأولى على يد الكتاب في جامع الشيخ عقيل المنبجي، ثم اهتم بحفظ القرآن وحفظ قصائد من الشعر على يد الشيخ عبد الرحمن الداغستاني، وأتم دراسته الابتدائية في مدرسة نموذج منبج، وظهرت موهبته الشعرية والأدبية وهو في الصف الخامس الابتدائي، فنظم قصيدة بعنوان تحية دمشق، وكتب قصتين الأولى بعنوان الوفاء، والثانية بعنوان الجزاء، وفي هذه الفترة أكب على قراءة كتب المنفلوطي (العبرات- مجدولين – في سبيل التاج) ، ثم التحق بثانوية المأمون في حلب للدراسة الإعدادية المتوسطة وأتم المرحلة الثانوية في ثانوية المعري ثم ثانوية سيف الدولة وأخيراً ثانوية إبراهيم هنانو، حيث نال شهادة الدراسة الثانوية الأدبية فرع الآداب واللغات سنة 1957، ثم انتقل إلى دمشق ليدرس في جامعة دمشق في قسم اللغة العربية كلية الآداب بين 1958 حتى عام 1961 حيث نال الليسانس في الآداب آداب اللغة العربية ، وبعد ذلك في عام 1962 نال أهلية التعليم الثانوية في صورة دبلوم عامة في التربية، أما الإنتاج الذي عبر عن معالم تجربته فيتمثل في عدد من الدواوين الشعرية أولها "في ظلال الدعوة" وصدر في حلب عام 1956 وكان الشاعر في العشرين من عمره ، ثم "الصبح القريب" وصدر عام 1959 وهو في السنة الثانية في قسم اللغة العربية شهادة تاريخ العرب والإسلام ثم مجموعة "الله والطاغوت" عام 1962 وهو في صف الدبلوم العامة في كلية التربية وجمع مختارات من شعره في المجموعات الثلاث السابقة بديوان مستقل عنوانه "اللؤلؤ المكنون" عام 1962 ثم لزم الصمت فلم يكتب شيئاً حتى مطالع عام 1971 إثر قيام الحركة التصحيحية في سوريا مما أتاح نوعاً من الانفتاح مما أتاح له أن يستأنف إنتاجه الأدبي فأصدر عدداً من المجموعات هي "طاقة الريحان" 1974 ثم البنيان المرصوص عام 1975 ثم "اللواء الأبيض" 1978، وإلى جانب هذا الإنتاج الشعري كان يكتب في مجلة حضارة الإسلام بعض المقالات التي جمعها في ثلاثة كتب نثرية أولها بعنوان "على طريق الوعي الحضاري العربي الإسلامي" ثانيها بعنوان "في رحاب الأدب العربي" ويضم عدداً من المحاضرات الأدبية ثالثها بعنوان "كلمات على طريق الوعي الحضاري" وظل يكتب حتى أواخر عام 1977 حيث صدرت أعماله الشعرية في مجلد واحد وكذلك صدرت أعماله النثرية موزعة على العناوين الثلاثة السابقة) .
راجع:
كتاب "محمد منلا غزيل: في ظلال الدعوة" لمؤلفه عبد الله الطنطاوي ، وحوار بعنوان محمد منلا غزيل رائد التوفيق الثوري بين التراث والمعاصرة، حاوره براء العويس عن رابطة نون للثقافة والحوار، في صفحة حوارات لموقع فضاءات.