على عبد العظيم... أديباً ومفكراً إسلامياً
أبو الحسن الجمّال
عالم من علماء الأزهر الأجلاء الذين برزوا فى الأدب وفنونه، كما تميز فى الردود على أدعياء العصر من العلمانيين والماركسيين، وتميز أيضا فى الدراسات القرآنية والشرعية وحقق العديد من عيون كتب التراث وأشهرها تحقيقه وشرحه لديوان ابن زيدون ورسائله، تلك النشرة الفريدة التى شهد لها أساطين الأدب العربى فى مصر وخارجها، لأنه كان أديبا ذواقة للشعر، عليماً بأسرار التراث العريق لعمله فى دار الكتب فترة طويلة حتى وصل فيها مديرا للقسم الأدبى فى عصره الزاهر حيث كان النشر فيه على قدم وساق، إنه الأستاذ على عبدالعظيم، نتذكره اليوم بعد أن شحت الدراسات عنه بل انعدمت ولم يعد يتذكره أحد رغم أن شهرته بلغت الآفاق فى عصره لظروف عمله أستاذاً فى عديد من الجامعات العربية والغربية، وقد زار معظم دول العالم داعياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، قال عنه الأستاذ الدكتور السيد الجميلى: "كان مفطوراً على الخير مطبوعاً على الحلم والصفاء والجود والأريحية، لم يعرف السخيمية أو المداهنة ..عاش يعمل فى صمت.. أظل بدوحته أجيالاً من العلماء وأولى الفضل".
ولد الأستاذ على عبدالعظيم فى إلى قرى مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ سنة 1909 حفظ القرآن الكريم فى صغره والتحق بالأزهر الشريف وتخرج منه وشغف باللعلوم اللغوية فى صغره بتأثير من والده عالم الأزهر الجليل الشيخ محمود عبدالعظيم، وقد رثاه ابنه على بقصيدة مؤثرة فى صدر تحقيقه لديوان ابن زيدون جاء فيها:
لروحــــك يا أبى أهديت بحثاً ثوابك فيه أجــــــزل من ثوابى
فأنت أبى، وأستاذى، وشيخى وخدن طفولتى، وهدى شبابى
وحادى رحلتى ودليل ركبى وقائد زورقى فــــــــوق العباب
وبدرى حين تسود الدياجى وشمسى حين أخبط فى الضباب
وجد الأستاذ على ضالته فى الالتحاق بكلية دار العلوم التى كانت أمل كل أديب أن ينال شرف الالتحاق بها والتخرج منها وقد تلقى العلم بها على يد كوكبة من أعلام الفكر والأدب منهم الأستاذ على الجارم، وزكى المهندس، وأحمد ضيف، والسباعى البيومى السباعى، وغيرهم، وقد تخرج من دار العلوم 1932، وممن تخرج ممعه فى نفس العام عمر الدسوقى، وعبدالسلام هارون، ومحمد عبدالغنى حسن حصل على الماجستير بامتياز فى الأدب العربى عام 1954، عمل بالتدريس فى المدارس الحكومية وعمل مديرا لقسم المخطوطات والقسم بدار الكتب ومديرا للإداراة الفنية بالمؤتمر الإسلامى ثم عمل أستاذا بالعديد من الجامعات الإسلامية والغربية منها أستاذا للأب العربى فى جامعة الملك إدريس السنوسى، ثم انتهى به المطاف خبيراً فنياً بلجان مجمع البحوث الإسلامية العلمية بالأزهر وعضو لجنتى التفسير والدراسات القرآنية حتى وفاته فى عام 1984..
كان عضوًا في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب بمصر، وقد شارك في كثير من المنتديات والمهرجانات الأدبية، وفي سنواته الأخيرة تفرغ للدعوة إلى الإسلام في كثير من بلدان العالم.
أثرى الأستاذ على عبدالعظيم المكتبة العربية بالعديد من الكتب المحققة والمؤلفة التى دلت على موسوعيته وسعة إطلاعه وتوافر أدوات البحث لديه وعشقه للتراث العربى وغيرته على على الإسلام فى مواجهة غلاة العلمنية والليبرالية الذين أرادوا اجتثاث الإسلام وتشويه صورته لدى المسلمين، منها "ديوان ابن زيدون وسائله شرح وتحقيق"مكتبة نهضة مصر - القاهرة 1957. (أعادت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين نشره - في إطار فعاليات دورة ابن زيدون - المقامة بقرطبة - إسبانيا 2004) ، وسوف نتاولها بالدراسة والتعليق فى السطور التالية، "خريدة القصر" للعماد الأصفهانى، و"إنفاق الميسور" نشر وتحقيق، "مشيخة الأزهر منذ إنشائها"، و"ابن زيدون عصره وحياته وأدبه" مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة 1955 (أعيد نشره في سلسلة أعلام العرب - القاهرة)، ومسرحية "ولادة" التى فاز بالمركز الأول فى التأليف المسرحى عام 1948 وتم طباعتها بتقديم الدكتور محمد حسين هيكل باشا، وله عدد من المؤلفات الأدبية والإسلامية منها: "أقلام مسمومة تهاجم الإسلام"، و"إن الدين عند الله الإسلام"، و"في ملكوت السماء والأرض"، و"الإفتاء والمفتون في مصر".كما كتب عشرات المقالات فى الصحف والمجلات الإسلامية..
مع ابن زيدون:
صحب الأستاذ على عبدالعظيم الشاعر الأندلسى الكبير ابن زيدون فترة طويلة من الزمان ولشدة ولهه به وأعجابه اختاره موضوعا لرسالة الماجستير التى نالها بإمتياز من كلية دار العلوم وقدم له الأستاذ الكبير عمر الدسوقى أستاذ الدراسات الأدبية فى كلية دار العلوم جامعة القاهرة قائلاً: "وقد وضع (الأستاذ على عبدالعظيم) هذا كله فى تحقيق هذا الديوان: شاعريته المرهفة وأصالته اللغوية والأدبية وإحاطته التامة بكل ما يتصل بابن زيدون وعصره وصبره الطويل فى مراجعة أصول الديوان والرسائل ومراجعة مئات الدوواين وأسفار التاريخ والأدب والحكم والأمثال التى اقتبس منها ابن زيدون، وبذلك جاءت هذه الطبعة غاية فى الجودة والاتقان، جديرة بكل ما يتمتع به الأستاذ على من مزايا ...لقد صار الأستاذ على خبيراً بالأدب الأندلسى وثمة دواويين كثيرة فى حاجة إلى من يوليها عنايته ويقف عليها جهده خدمة للأدب وطلابه مثل ديوان الأعمى، وابن سهل الأندلسى حيث لم يسبق نشرهما، ومثل ديوان ابن حمديس الصقلى، وابن خفاجة وغيرهما مما نشر من غير شرح أو تحقيق".
وقد امتاز الأستاذ على عبدالعظيم بطول نفسه وصبره فى تناوله للقضايا الأدبية حيث يجمع كل ما يمت للموضوع بصلة من الأضابير ودور الكتب ولم يكمل فى هذا أو يحس بالتعب والنصب ساعده فى هذا عمله فى دار الكتب وخبرته بالمخطوطات أماكن وجودها وإطلاعه على فهارس دور الكتب العالمية التى تحوى نفائس المخطوطات ونوادرها وقد وصل إلى منصب مدير القسم الأدبى بدار الكتب المصرية فى عصرها الزاهر، الذى بعث نوادر المخطوطات التى مازالت تفتخر بها دار الكتب وتطبعها مرارا كما تولى فى الوقت منصب رئيس قسم المخطوطات وناهيك بهذين المنصبين ميسراً كبيراً لأن يكون تحت يده مختلف الصول يقابل بينها، ويصحح ما بها من تصحيف أو تحريف.
وقد كانت الطبعات التى سبقت طبعة الأستاذ عبدالعظيم لديوان ابن زيدون بها نقص وتحريف وتصحيف يشوبها العجلة وعدم الدقة سواء ما ظهر منها فى بيروت أو فى القاهرة، وقد رجع المحقق إلى أصول عديدة للديوان لم تتيسر من قبل لباحث سواه بشهادة الأستاذ عمر الدسوقى وليس هذا فحسب بل إنه شأن المحقق الثبت قد رد جميع ما اقتبسه الشاعر فى شعره ورسائله إلى أصوله الأولى، ولم يشأ الأستاذ على عبدالعظيم ان يترك الديوان والرسائل من غير شرح واف للألفاظ والمعانى، يكشف عنهما ويلقى ضوءً ساطعاً عليهما موضحاً أهداف الشاعر وما يرمى غليه من هذا المعنى أو ذاك ولم يكن الأمر متيسراً إلا له ، وقد صحب ابن زيدون زمنا ليس بالقليل كما أوضحنا سلفا حتى تشبع بجوه ووقف على دخيلة نفسه، وغوامض حياته كما ظهر ذلك فى بحثه الممتاز الذى ظهر عن حياته وأدبه بل عاش مع ابن زيدون قبل أن يخرج هذا البحث حيث أخرح مسرحية شعرية عن "ولادة" فازت بالجائزة الأولى عن وزارة الشئون الاجتماعية ...
على عبدالعظيم شاعراً:
تشرب حبه للأدب منذ الصغر وكان لدراسته فى الأزهر ودار العلوم الفضل فى صقل موهبته الشعرية وكان شعره تقليدي البناء واللغة، كثير منه في الوجدانيات، فيه مناجاة لنفسه تارة ولغيرها أخرى، فهو يناجي الليل والحبيب، وتمزج قصائده الدينية بين نجوى النفس والتضرع إلى الله، وتتحول المناجاة إلى حواريات كاملة في بعض قصائده، ويفسر هذا كثرة إنتاجه للشعر المسرحي، لغته رصينة معجمية، ومعانيه عميقة، صوره قليلة لغلبة الفكر على شعره، ففى قصيدة له بعنوان "الليل" يقول فيها:
مد الظلام على على الآفاق سلطانا وطوق الليل وديانا وكثباناً
وبات يسبح فكرى فى غيـــــاهبه حتى لتحسبه فى الكون رباناً
وراح يصطحب الأزمان مقتحـــماً ما لم يحن وقته منه وما حانا
ما أنت يا ليل إلا مسرح حجـــبت أستاره خلفها أسرار دنيانا
طويت أسرار هذا الكون فى سدف لا نستطيع لها كشفاً وتبياناً
يا ليل بح بها إن كنت تعلمــــــها يا ليل حسبك إخفاء وكتمانا
وفى قصيدة له بعنوان "الوحش المكبل":
على من النور الإلهى رونـــق أكاد به فوق الحياة أحـــلق
ولى من ضياء العرف والدين والنهى نجوم باحناء الجوانح تأنق
ولكن فى أعماق نفسى غيـــــــــاهباً تكاد على قلبى المحنق تطبق
وفى سترها المسدول يكمن ضيغم شئيم بأوهاق الحضارة موثق
أذلته آلاف القرون وكبلت غرائزه فأستن فى القيد يفهق
تسكن فى عطفى من عهد آدم فلسنا على طول المدى نتفرق
طغى ما طغى حتى استمرت قيوده فأسلس قسراً، وهو غضبان محنق
وفى قصيدة أخرى بعنوان " لست أنت":
لست أنت المثل الأعلى لحبى، لست أنت هى روح من سماء الخلد لم تعلق بنعت
ترفع الأنفس عن رجس وأضغان ومقت وتشع الدفء والتحنان فى رفق وخفت
كلما وجهت وجهى للمنى لاحت بسمتى إنها وحيى وتغريدى وغلهامى وصمتى
إنها أسمى وأنقى فطرة مما ظننت لســــت أنت، لســــــــــــــــــــــت أنت
على عبدالعظيم مفكراً إسلامياً:
شغل الأستاذ على عبدالعظيم بقضايا عصره وغيرته على الإسلام فى مواجهة غلاة العلمانية والشيوعية وألف الكتب الكثيرة التى دلت على تبحره وعمق فكرته وسيولتها فرد كيد الكائدين ومكر الماكرين الذين استباحوا الكلام عن الإسلام ورسوله وعلومه دون أن يمتلكوا الأدوات والمواهب التى تؤلهم لذلك فافتوا بجهلهم، وقد وقف لهؤلاء بالمرصاد يرد لهم اللكمات حتى خروا صرعى أمام قوة حجته ..فجمع ردوده فى كتابه القيم "أقلام مسمومة تهاجم الإسلام" الصادر عن سلسلة البحوث الإسلامية مارس 1977 وقد رد فيه على الدكتور عبدالمنعم ماجد أستاذ التاريخ الإسلامى فى جامعة عين شمس فى كتابه "التاريخ السياسى للدولة العربية" الذى صدر فى جزأين كان يقررهما على طلبة كلية الآداب لسنوات عدة وقد ردد فى هذه الأسفار شبهات المبشرين وغلاة المستشرقين ومنها في ص198: "وفجأة في سن الأربعين يملك محمد موهبة النبوة " . وهذا التعبير و راءه إنكار نبوّة محمد , وقد صرح المؤلف في ص 99 أن القرآن من صنع محمد , قال: "ومع ذلك, فلم يرد على لسان النبي في القرآن", وقال في ص 125: "وقد أناب فيه أبا بكر الصديق صديقه ليقرأ عليهم سورة براءة التي يتبرأ فيها محمد ممن يحج من المشركين"، وزعم المؤلف أن الوحي كان يأتي لمحمد صلى الله عليه و سلم وهو نائم, فقال ص250: "أنه كان ينزل عليه وهو نائم", وافترى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الذي ينسخ القرآن فيقول ص250 عن النبي صلى الله عليه و سلم: "كان ينسخ بعض الآيات ويأتي بأخرى محلها" . ص 117 ثم يصل به الحجود ليفترى على رسول الإسلام بقوله: "وهو وإن كان أرسل إلى العرب إلا أنه اعتبر نفسه مرسل إلى كافة الناس" ص127- 128، ولاحظ ان المؤلف يلتزم بنقل آراء المستشرقين ويتحمس لها، ولكنهم إذا انصفوا فى موقف ما أسرع إلى مخالفتهم وكأنه موكل بتشويه صفحة الإسلام الوضاءة وتلويث تراثه المجيد فينقل عنه قوله "لا نوافق بعض المستشرقين فى قولهم إن العرب كانوا مدفوعين نحو الفتوح بالحماس الدينى، ولكن من غير المعقول أن يخرج البدوى وهو الذى لا يهتم بالدين لينشر الإسلام" ص 163 ويعلق على هذا القول المجرم "ومن العجيب ان يقرر المستشرقون الحقيقة وينصفوا الفتوحات الإسلامية، ولكن المؤلف المسلم يخالفهم على غير عادتهم، فيزعم أن الصحابة لا يهتمون بالدين، وأن الفتوحات الإسلامية كانت قائمة على النهب والسلب لا على نشر الإسلام والتضحية فى سبيله بالأموال والأرواح وركوب الأخطار". ويصل ماجد إلى وقاحته اللانهائية فيقول: "كان لانتصار المسلمين فى أجنادين وقع عظيم بحيث اعتقد المسلمون أن هذا النصر من عند الله". وهى عبارة تصطدم العقيدة الإسلامية فى الصميم، ويتساءل عبدالعظيم لقد كانت للمسلمين انتصارات قبل اجنادين فهل كانوا يعتقدون أن هذا النصر من عندهم لا من عند الله؟ ولقد كانوا يحفظون القرآن الكريم وفيه قول الله تعالى "وما النصر إلا من عند الله" الأنفال 10. ولو كان المؤلف يعرف العقيدة الإسلامية لعلم ان النفع والضر بيد الله وحده، وأن الإنسان لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله، فهل كان الصحابة ينكرون هذا ولم يعتقدوه إلا بعد انتصارهم فى موقعة أجنادين؟
وبعد نكسة 1967 وما أعقبها من أحداث، ومنها نصر أكتوبر 1973 رجع المسلمون إلى التمسك بدينهم وتطليق المذاهب الوافدة التى سيطرت عليهم وفرضها الحكام بالحديد والنار وأيدهم فى ذلك شيوخ السلطة فأثارت هذه التغيرات حفيظة الشيوعيون الذى كانوا وما يزالوا يسيطرون على منابر الثقافة فى مصر فتم الهجوم الضارى على الإسلام ورموزه وعلمائه فنرى محمد أحمد خلف الله صاحب كتاب "الفن القصصى فى القرآن الكريم" الذى ادعى فيه أن القصص القرآنية خيالية وهمية لا أساس لها من الحقيقة التاريخية، وأثار لغطا بعد بعد فى كتبه ومقالاته التى كان يهلل لها الشيوعيون وينعتونه بالمفكر الإسلامى فتصدى له الأستاذ على ورد مزاعمه ومنها مقاله "العدل الإسلامى وهل يمكن أن يتحقق؟" الذى نشر فى مجلة "الطليعة" عدد نوفمبر 1975م، وفيه افترض كاتبه فروضاً خيالية وبنى على هذه الفروض أحكاماً وهمية واتخذ من مقاله فرصة للتشهير بعلماء المسلمين، وعجزهم عن الاجتهاد وتمسكهم بالنصوص الحرفية التى لم تعد صالحة للعصر الحديث، وعندما دافع عن خلف الله "المهندس محمد رضا" فى مقال له ببالطليعة عدد يناير 1976وزج بنفسه فى مجال غير تخصصه فكتب مقالا ركيكا متهافتاً ايد فيه الدكتور خلف الله فى تهجمه على معايير الشريعة الإسلامية وتطاوله على علماء الإسلام ووصفهم "بالغوغائية الفكرية المتسربلة بلباس الدين" .
ويرد عليه الأستاذ على عبدالعظيم قائلاً: "ومن الظواهر الغريبة التى نشهدها الآن، أن بعض المتخصصين يفشل فى مجال تخصصه ولا يأتى بجديد أو طريف فيتخطاه إلى مجال آخر لا يحسنه فيثير ضجة تلفت غليه الأنظار، لعله يجد فرصة للشهرة التى فاتته فى مجال تخصصه والقته فى زوايا النسيان وهو يعلم ان للدين قداسته فى اعماق قلوب الشعب المصرى العميق فإذا هاجم الدين نال الشهرة عن طريق هذا الهجوم، ومعظم هؤلاء المتخصصين يقعون تحت وطاة مرض السادية وما يتبعها من حب التعذيب والتلويث والتحطيم والتدمير والولع بالعدوان".
وقد أرخ الأستاذ على عبدالعظيم للأزهر وشيوخه فى كتابه الحجة "مشيخة الأزهر منذ إنشائها إلى الوقت الحاضر" تعرض فيه لدور هذا المعهد العريق الذى حافظ على عروبة مصر وإسلامها، برغم ظهور طائفة منه تؤيد الطغيان فى كل العصور إلا ان هذا لم ينال من مكانته فى مصر وخارجها، ومازال ينقب عن هذا التاريخ وهذا المجد مؤرخا له ولشيوخه حتى واته عام 1984 رحمه الله رحمة واسعة..