المستشار حسن الهضيبي رحمه الله

حين يتطاول قزم على عملاق

( حين يتطاول قزم على عملاق ..

 فلا تحني قامتك كي ترد عليه ..

 ﻷنك في الغالب لن تراه ..

 لكن أردت أن أعرفه بمن تطاول عليه ) .

  - المستشار حسن الهضيبي  .. 

   رحمه الله ..

ضيف مدينة الباب سنة 1954 : 

هو المسلم الذي يحفظ القرآن الكريم منذ الحداثة .. 

نشأ في طاعة الله فلم يفتر يوما عن أداء الفرائض والواجبات .. 

هو المثل المضروب بين زملائه وعارفيه على اﻻستقامة ومتانة الخلق وقوة الشخصية ..

طبع بيته بطابع اﻻسلام في آدابه وعاداته وأزيائه .. 

أكبر مافيه صموده وتحديه للباطل والمبطلين ..

 ووقوفه أمام البغي والطغيان رغم كبر سنه ومرضه .

كتب الصحفي الكبير مصطفى أمين في أخبار اليوم عن الجبل الشامخ الصامد في وجه الظلم والطغيان رغم قسوة السجن وهمجية التعذيب وتحالف العلل والمرض فقال : 

( أعجبت بصموده ..

 انهالت على رأسه الضربات فلم يركع .. حاصرته المصائب فلم ييأس ..

 تلقى الطعنات من الخلف واﻷمام فلم يسقط على اﻷرض ..

 رأيته في محنته أقوى منه في مجده .. سقط من المقعد واقفا وغيره يجلس فوق المقعد راكعا ..

 رأيته يستعذب الحرمان وغيره ﻻيستعذب إﻻ بالسلطان .. 

رأيته يستقبل المحنة بابتسامة كأنه يستقبل النعمة ..

 ينام على اﻻسفلت كأنه ينام على مرتبة من ريش النعام ..

 ويأكل الخبز الممزةج بالتراب ..

 ويحمد الله وكأنه تناول الطعام على مائدة ملكية .. 

كان يتمثل رحمه الله كلمات اﻹمام علي رضي الله عنه : 

والله ماذل ذو حق ولو قامت الدنيا عليه .. ووالله ماعز ذو باطل ولو طلع القمر بين عينه )

- بايع اﻹمام حسن البنا المعلم البسيط الذي قيل عنه : له قلب فقيه وعقل سياسي .

 وهو أكبر عقل قانوني في مصر في محكمة النقض واﻹبرام ولم يخبر بهذا السر سوى زوجته .

- لما بويع باﻻرشاد شغب عليه بعض الشباب وبعض الدعاة المتحمسين لكن السباعي واﻷميري صدوهم فجاءوا معتذرين .

- معركة القنال كانت من تخطيطه وكان ساعده اﻷيمن يوسف طلعت الذي أعدم مع الشباب اﻷبرار .

 - نصح وهو في سوريا أﻻ يعود إلى مصر فقال لن أترك إخواني يذبحون وأنا هنا سليم معافى ..

 في مطار القاهرة اعتقلوه وساقوه إلى زنزانة منفردة .

- وقف في احتفال شعبي وسأله الصحفيون عن قول نسبه إليه العبد الخاسر فقال عن زعيم فتن به العوام وأصحاب المصالح والفرعونيون والعلمانيون : 

لم أقل هذا ولكن زعيم القومية العربية يكذب ..

قالها بملء الفم ..

- رفض أيام الملك فاروق أن ينحن له كالعادة في مصر ..

 بل هو الوحيد في تاريخ القصر الملكي لم ينحن له ..

 وجاء دور من بعده فقال أن شنقوا الهضيبي فليقتلوني .

- تستطيع دعوة الحق والحرية والقوة أن تفاخرالدنيا بقادتها قائلة ماقاله جرير : 

      أولئك آبائي فجئني بمثلهم 

                  إذا جمعتنا ياجرير المجامع 

- وأنا شاهد عصر واعتذر للاستاذ أحمد منصور حين استعير عبارته وأقولها لشعب مدينة الباب وأنا شاكرا حسن استقبالهم لضيوف بلدهم أقسم وكل أبناء البلد يعرفون شارع خللو ودون مبالغة عند وداع الضيف الكبير واخوانه ﻻتجد موطئ قدم من دكان سليم حمشو الى مكتب الشيخ ناصر أبو زﻻم

 وقدمت سيارة المرشد وكان شيوخ المدينة اﻷفاضل من ينظم الجموع وعلى رأسهم خطيب الجامع الكبير الشيخ حمدان الصالح .. ومفتي البلدة رحم الله من مات من شيوخنا اﻷفاضل وفي جنة الخلد مع محمد وصحبه ..

 قائد عظيم أنار بلدة الباب بزيارته 

وفيهم صهر البنا سعيد رمضان

 سعيد مصر ﻻ سعيد الشام .

تصورا بالخيال فقط حيث لم يكن هناك تصوير كما هو اليوم .. 

عشرون سيارة قادمة من حلب تتوقف عند المديونة وعشرات الخيول العربية باﻻنتظار .. وبدأت السيارات تنطلق بأقصى سرعتها والخيول العربية وقد أخذها الحماس تسابق سيارة المرشد وهو يشير للخيالة بيده هدئوا رحمة بالخيول .. 

ولكن الخيل العربي اﻷصيل أبى إﻻ أن يكون هو اﻷول .

وعند جامع فرحات وقف الحصان اﻷول وخلفه سيارة المرشد .

ذكريات تملا سمع الزمان فخرا ..

 والعيون دموعا .. 

والله أكبر ولله الحمد .

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم 

                     إن التشبه بالرجال فلاح