محمد رضا العطار : العالم ، القاضي ، الشاعر
(1290-1372 هـ )/ (1870- 1952م )
العالم ، القاضي ، الشاعر .
محمد رضا بن إبراهيم بن محمود بن أحمد العطار الدمشقي .
ولد بدمشق سنة 1290هـ/ الموافق 1870م ، ونشأ بها .
وأخذ عن علمائها ، وتقلد عدداً من مناصب القضاء المدني والشرعي في سورية
المشهود لهم بالعلم والفضل وحسن السمعة، وكان رئيساً لمحكمة الجنايات في يوم من الأيام، وكان من محبي ومناصري السلطان عبد الحميد، وقد شارك في محاربة الاتحاديين ومقاومة سياستهم المستبدة، ورفض سياسة التتريك ، وهيمنة الاتحاديين ، فحكم عليه بالإعدام، فهرب، واختفى مدة في البادية ، وعاش سنوات بين القبائل العربية في جبل الدروز .
ثم نفي إلى الأناضول ثم أخيراً إلى استانبول أثناء الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحكم العثماني .
ثم عاد إلى البلاد فكان ذو خبرة ميدانية عالية، وكان يحب الفروسية، ويكاد يحفظ سيرة ابن هشام عن ظهر قلب، وكان قوي الذاكرة ،حلو الحديث، وكان شاعراً .
تزوج القاضي محمد رضا العطار من سيدة فاضلة على قدر كبير من الفهم والتدين ، توفيت، وهي تقول معلنة حب ولدها الداعية عصام العطار :
ونفس عصام سوّدت عصاما وعلّمته الكرّ والإقداما
ومن أولادها د .نجاح العطار التي نشأت على الطهر والعفاف في بيت كريم يعود بأصوله إلى بيت النبوة الطاهر ، ثم تزوجت من رجل طبيب من آل العظمة، وذهبت معه للاختصاص في فرنسة، فحدث في حياتها ذلك التحول السياسي والفكري الرهيب ، ثم وقعت فريسة حزب البعث فأصبحت وزيرة الثقافة لمدة طويلة، ثم ها هي تتولى منصب نائبة الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الثقافية والإعلامية .
وعائلة العطار اشتغلت بعلوم الحديث، وسميت بهذا الاسم لاشتغالها بالعطر، وعاشت قروناً تقضي بين الناس في المذهب الشافعي وعلم الحديث، ولكن الأستاذ عصام العطار حين يحدثك عن ذلك يقول عن نفسه ممازحاً : صحيح أن أجدادي من أئمة الشافعية، ولكنني حنبلي في مواقفي .
وفي هذا المناخ الدمشقي الرصين والخلاق في الوقت ذاته، وفي بيت جمع الدين إلى الآداب والعلوم والسياسة أيضاً .
كان بيت القاضي محمد رضا العطار نادياً للثقافة والفكر والسياسة حيث يتم اللقاء مع قادة الفكر ويجمع الأستاذ فارس الخوري والشيخ علي الطنطاوي ..وغيرهما .
مؤلفاته :
ترك القاضي محمد رضا العطار عدداً من الكتب والدواوين منها :
1-ديوان شعر في مدح النبي – صلى الله عليه وسلم - .
2-ديوان شعر – آخر في موضوعات مختلفة .
3-كتاب عن البدو وطباعهم وقصصهم وحياة المترجم بينهم .
4-رسالة في القانون .
5-رسالة في مسائل فقهية .
وفاته :
مرض القاضي محمد رضا العطار، وكان الداعية عصام العطار مبعداً في مصر مع الأستاذ زهير شاويش ، ولم يحب الوالد أن يخبر ابنه الأستاذ عصام العطار خوفاً عليه من بطش الاستبداد الشيشكلي، ولكن الأستاذ علي الطنطاوي أخبر خاله في مصر السيد محب الدين الخطيب بمرض والد عصام العطار، ودعاه للعودة إلى دمشق، فعاد قبل وفاة والده بأيام حيث توفي في دمشق عام 1372ه/ الموافق 1952م / ـ ودفن في مقبرة الدحداح .
المراجع :
-نثر الجواهر : 1170 .
-معجم المؤلفين : كحالة : 9/313 .
-تاريخ علماء دمشق – الحافظ : 2/651 .
وسوم: العدد 661