الأستاذ الدكتور الداعية .عبد الله إبراهيم الموسى
(1954- معاصر)
هو فضيلة الدكتور عبد الله إبراهيم الموسى الداعية الإسلامي المهاجر، والرجل النزيه الذي أحبه جميع الناس، ترك ذكراً حسناً وسيرة عطرة في كل مكان نزل فيه، وكان له زملاء ما زالوا يكنون له أنبل المشاعر والحب والاحترام .
ثم عمل في التدريس، فترك أثراً حسناً في نفوس الإدارة والزملاء والطلاب، كان يهتم بتربية الطلاب وتوجيههم وتعليمهم الصلاة أكثر من العلم، وكان يكثر من ترديد قول الشاعر :
لو كان للعلم من غير التقى شرفٌ لكان أفضل خلق الله إبليسُ
وكان قدوة حسنة لطلابه وإخوانه ، ثم عمل في شعبة التجنيد فكان خدوماً محافظاً على الصلاة مهما كانت المشاغل، يساعد رفاقه في أعمالهم، نزيهاً نظيف اليد لا يعرف الرشوة، ومارس الرياضة، وكان قائداً مجلياً في كرة القدم والطائرة، ومع ذلك كان محافظاً على اللباس الشرعي، وربما يطرد اللاعب إذا سمع منه كلمة نابية أو كفر، أو أساء إلى الأخلاق الرياضية .. ويصدق عليه القول : المسلم كالمطر أينما وقع نفع .
إنه ترك ذكراً عطراً في كلّ مكان نزل فيه، روحه مرحة، واسع الثقافة، ميسر غير معسر، ومبشر غير منفر، أخلاقه نبيلة، يألف، ويؤلف .. نحسبه من خيرة الدعاة ولا نزكي على الله أحداً .
المولد والنشأة :
من مواليد مدينة السفيرة في ريف حلب الشرقي عام 1954 م .
ونشأ في ظل أسرة مسلمة فقيرة محافظة، وفقد والدته وهو طفل صغير، وذاق مرارة اليتم والحرمان، ونشأ نشأة عصامية، فكان مثال العفة والنزاهة طيلة عمره .
دراسته ومراحل تعليمه :
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدينة السفيرة، ثم حصل على الثانوية العامة ( الفرع العلمي) – عام 1972م، وكان في دفعته المهندس محمود العبسو، والمهندس محمد الحاج علي، وهاشم عبود الهاشم، والمدرس محمد فؤاد إسماعيل ، ..
دخل الكلية الجوية العسكرية (الطيران) متطوعاً في الجيش، وأوقف عن التخرج فيها قبل ثلاثة أشهر عام 1976م بسبب مخالفته للأوامر العسكرية .
وكان صديقه في الكلية الجوية اللواء محمد فارس وهو يسبقه بسنة ، والذي يعتبر أول رجل صعد إلى الفضاء في سورية .
ثم خالف عبد الله إبراهيم الموسى بعض الأوامر العسكرية، فسرّح من الخدمة، فعمل موظفاً في شعبة تجنيد السفيرة، وكان مثالاً للنزاهة في العمل، ومضرب المثل بين رفاقه .
وفي هذه الأثناء لمع نجمه كأحسن لاعب كرة قدم في مدينة السفيرة جمع بين الرياضة والأخلاق، وكان يلعب حارساً للمرمى، ثم صار مدرباً للفريق لفترة لا بأس بها .
أعماله والوظائف التي تقلدها :
عمل بعد تسريحه من خدمة العلم في شعبة تجنيد السفيرة .
وكان أثناء عمله مثال الصدق والنزاهة ونظافة اليد شهد له بذلك القريب والبعيد والقاصي والداني .
متابعة الدراسة :
ثم درَسَ في كلية الشريعة في جامعة دمشق، وتخرّجَ فيها مجازاً في الشريعة الإسلامية في منتصف الثمانينات عام 1986م .
وكان من أساتذته فيها :
د. فتحي الدريني، ود. محمد سعيد رمضان البوطي، ود. وهبة الزحيلي، ود. مصطفى البغا، ..وكان يوفق بين عمله وبين دراسته، ويتحمل أعباء الأسرة .
ثم حصل على دبلوم في التربية من جامعة حلب عام 1987م .
وبعد التخرج من الجامعة عمل مدرساً لمادة التربية الإسلامية في ثانوية السفيرة مدة من الزمن .
وكان يخطب الجمعة في مساجد المدينة .
وكان يدير أوقاف السفيرة لمدة طويلة .
مرحلة الدراسات العليا :
ثم حصل على الماجستير من كلية الإمام الأوزاعي في بيروت عام 1993م، وكانت الرسالة بعنوان : المسؤولية الجسدية في الإسلام، وقد أشرف عليها د . رجب شهوان ( حماة )، وكانت بتقدير جيد جداً ، ثم طبعها في دار ابن حزم في بيروت وقد تفضل، وأهداني نسخة منها .
وبعدها حصل على الدكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة الزيتونة في تونس عام 1999م، وكان عنوان الرسالة ( الشروط العقدية في الشريعة الإسلامية ) بدرجة ممتاز .
التدريس في الإمارات :
عمل مدرساً وواعظاً في كلية الشرطة في دولة الإمارات العربية المتحدة عدة سنوات.
ثم عمل مدرساً وأستاذاً مشاركاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الإحساء لمدة 8 سنوات .
ويعمل الآن مدرساً في جامعة الملك فيصل في الإحساء .
ترقى في المراتب العلمية من أستاذ مشارك، وأستاذ مساعد، ثم أصبح أستاذاً ( بروفيسوراً ) في الفقه عام 2012م .
الإشراف على الرسائل العلمية :
وأشرف على العديد من رسائل الماجستير منها رسالة الماجستير للطالب مشعل الزمامي بجامعة الملك فيصل بالأحساء ، وكانت لجنة المناقشة مكونة من :
أ. د. عبد الله إبراهيم الموسى مشرفاً .
أ. د. عبد الله الديرشوي مناقشاً داخلياً
د. عبد الكريم السماعيل مناقشاً خارجياً ....
وبحضور عدد من الدكاترة والشيوخ ...
أخلاقه وسجاياه :
ولعل من أهم الصفات والأخلاق التي تحلى بها، هي :
-الكرم :
والذي يزور الشيخ في منزله يعرف مدى محبة الناس له، ويرحم حال جرس الباب من كثرة الضيوف .
التواضع وطيبة القلب :
وهذه صفة يحسّ بها كل من خالط الشيخ، وعاشره، فهو دائم الابتسامة، متفائل، لا يستطيع أن يرد سائلاً، والتواضع والبساطة سمة بارزة فيه، قرأتُ مرة أمامه صفحة من القرآن الكريم، فقال – مشجعاً - : ليتنا نحسن القراءة مثلك، وهو العلم في القراءة والفقه، والأمثلة على ذلك الخلق النبيل كثيرة حيث تراه يلاطف الصغار والكبار، ويقدّم للإمامة بعض كبار السنّ من الأميين الذين يحسنون القراءة تشجيعاً لهم .
يحضر حفلات الزواج، ويشجع أصحاب المواهب الأدبية والشعرية والخطابية، وكم كان يقدمني وأنا تلميذ من تلاميذه الصغار لقراءة القرآن في مسجد مصعب بن عمير، وألقيت قصيدة (همسة في ضمير الليل) في مسجد خالد بن الوليد، وكان يطلب الدعاء ممن يحضر حلقته في التجويد لأول مرة .
الشجاعة في قول الحق :
حضرت له بعض خطبه في مسجد خالد بن الوليد، والجامع العمري الكبير في مدينة السفيرة، فكان يصدع بالحق، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة، فيوصل الفكرة برفق ولطف بعيداً عن لغة الحماس والثورة والهياج العاطفي، وكان قدوته في الخطابة الشاعر الإسلامي محمد منلا غزيل ..
بالإضافة إلى النزاهة والحيوية والنشاط في العمل وحسن الإدارة، وظهرت هذه الصفة عندما ورث الأوقاف حيث لا قيود فيها ولا تنظيم ولا سجلات، فتلافى النقص، وسدّ الخلل ..
أحواله العائلية :
متزوج من امرأتين ، وله عدد من الأولاد والبنات، أكبرهم الشهيد رضوان – رحمه الله – الذي كلما سمع هيعة طار إليها، جاهد في العراق عام 2003م، وشارك في معركة الشرف والكرامة في سورية إلى أن لقي الله شهيداً .
تقبله الله في الشهداء، ونرجو الله أن يكون فرطاً لوالديه، وأن يجزل لهما الثواب ويعوضهما خيراً .
وقد أكرمه الله بأصهرة كانوا، وما زالوا مثال الشرف والعفة والنزاهة، منهم : الشيخ العالم أحمد المحمد ، ومنهم د. حسين حساني أخصائي في طب الأطفال، ومنهم د. عمر الحسن الذي يحمل دكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة الجنان في طرابلس لبنان ..وغيرهم .
مؤلفاته :
1-المسؤولية الجسدية في الإسلام – دار ابن حزم – بيروت عام 1995م .
2-الشروط العقدية في الشريعة الإسلامية – دار ابن الجوزي – الدمام 1432ه
3-أخلاقيات الحرب في السيرة النبوية – جامعة الملك سعود – الرياض 1433ه
4-قضايا معاصرة في الفقه الجنائي – منشورات الحلبي الحقوقية – بيروت 1435ه .
5-قضايا في التشريع الإسلامي والنوازل الفقهية – منشورات الحلبي الحقوقية – بيروت عام 1435ه .
6-قضايا فقهية في المعاملات المالية المعاصرة – منشورات الحلبي الحقوقية – بيروت عام 1435ه .
7-قضايا فقهية في الأحوال الشخصية – منشورات الحلبي الحقوقية – بيروت عام 1435ه .
8- معالم في منهجية البحث الفقهي – جامعة الملك فيصل عام 1435ه .
9-محاضرات في فقه السيرة – دراسة منهجية معاصرة .
المؤلفات قيد النشر :
1-مناهج الأئمة الأربعة المجتهدين – دراسة فقهية تأصيلية .
البحوث الفقهية المحكمة والمنشورة :
1-المقارنات التشريعية بين الفقه والقانون الفرنسي – دراسة وتحليل ، دار البحوث والدراسات للتراث ، دبي منشور عام 1424ه .
2-الدية بين العقوبة والتعويض – مجلة البحوث الفقهية المعاصرة ، الرياض ، العدد 6 ، عام 2005م .
3-حقوق الارتفاق في الجوار الملاصق – مجلة الأحمدية ، دبي ، العدد 19 ، عام 1436ه
المراجع :
أخذت هذه المعلومات منه ومن بعض محبيه وتلامذته وأصهاره .
وسوم: العدد 666