زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين سودة رضي الله عنها
مما حدث في الشهر الكريم
أم المؤمنين أجمعين، السيدة الجليلة النبيلة، سودة بنت زمعة بن قيس، القرشية العامرية، وهي أول من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أمنا خديجة، حتى دخل بعائشة رضي الله عنهن جمعاوات، وكانت أولاً عند السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري، وعندما قَدِمَ بها من الحبشة توفِّي عنها؛ فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم صيانة لها وإكراماً.
تزوجها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة عشر من النبوة، وهاجر بها، وماتت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين، وقيل توفِّيت في آخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وهي التي وهبت يومها لأمنا عائشة؛ رعايةً لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت امرأةً أحب إليَّ أن أكون في ملاحتها من سودة.
وكانت أم المؤمنين سودة رضي الله عنها ذات أخلاق حميدة، تحب الصدقة كثيراً، قالت عنها عائشة رضي الله عنها: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم، فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وذرعناها؟ فكانت سودة أطول ذراعاً، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة. وحدث أن بعث أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى سودة بغرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر؟ يا جارية: افتحيها، ففرقتها. (الإصابة، بسند صحيح).
توفيت أم المؤمنين سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسين، في خلافة معاوية رضي الله عنه.
ولما توفيت سجد سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما، فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم آية فاسجدوا، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وسوم: العدد 674