العلامة المصلح الدكتور أحمد دوماكو ألونتو
(1914- 2003م )
هو عالم مصلح إسلامي من الفلبين .
وُلِد الدكتور أحمد ألونتو سنة ١٣٣٢هـ/١٩١٤م في مدينة مروى الريفية جنوب الفلبين، وحصل على الزمالة في الأدب من جامعة الفلبين في مانيلا سنة ١٣٥٣هـ/١٩٣٤م، ثم حصل على الليسانس في الحقوق من تلك الجامعـة سنة ١٣٥٧هـ/١٩٣٨م. وتولَّى مناصب حكومية عدة، وانتُخِب عضواً في مجلس النواب، ثم عضواً في مجلس الشيوخ.
ويُعدّ الدكتور ألونتو من أعظم قادة المسلمين في القرن العشرين، فقد قاد حركة النهضة الإسلامية في بلاده لأكثر من أربعين سنة، وكان عملاقاً سياسياً، ومعلماً عظيماً، ومصلحاً اجتماعياً، ورجل سلام.
وقد بذل جهوداً عظيمة في سبيل تحسين أوضاع مسلمي الفلبين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتعزيز روابطهم بغيرهم من المسلمين، وإنشاء مراكز لهم، وتعريف زعماء العالم الإسلامي بأحوالهم.
وكان داعية إلى نبذ العنف، وإلى التعايش السلمي بين مسلمي الفلبين ومسيحييها. وقد نجح من خلال عضويته في مجلس النواب ثم في مجلس الشيوخ الفلبيني في استصدار العديد من القوانين المتعلقة بحقوق المسلمين في الفلبين، وفي تأسيس هيئة تنمية مندناو، وفي ابتعاث عدد كبير من مسلمي بلاده للدراسة في الأزهر، والمدينة المنوّرة، ومكّة المكرّمة، والرياض، والكويت، ودمشق.
وقد رأس الدكتور ألونتو جمعيات إصلاحية عدّة، كما كان عضواً نشطاً في مؤسسات وهيئات ومنظمات إسلامية مختلفة .
وعمل مرشداً عاماً لحركة أنصار الإسلام في الفلبين.
وعضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي
والمجلس التنفيذي لمؤتمر العـالم الإسلامي
والمجلس المركزي للمنظمة الدوليـة للجامعات الإسلامية
وقد تبنَّى إنشاء مركز مندناو الإسلامي في مروى وهو أكبر مسجد ومركز إسلامي في الفلبين
كما رعى مشروع ترجمة القرآن الكريم إلي لغة المورو.
وقد أصدر العديد من الكتب والمقالات؛ تأليفاً وترجمة، لشرح أصول الإسلام ومثله العليا.
وشارك في العديد من المؤتمرات والحلقات الدراسية.
وقد مُنِح عدداً من الجوائز وأوسمة الاستحقاق والنياشين.
وكان من ثمار كفاحه في خدمة مسلمي الفلبين، قيام جامعة منداناو في سنة ١٣٨١هـ/١٩٦١م لتدريس العلوم الإسلامية جنباً إلي جنب مع العلوم الطبيعية والآداب والدراسات الإنسانية، وأصبح ألونتو ثالث رئيس لها.
وقد غدت ثاني أكبر جامعات الفلبين.
تضمّ جامعة مندناو – التي أسسها الدكتور أحمد ألونتو – حالياً حوالي سبعين ألف طالب وطالبة وأكثر من ثلاثة آلاف عضو هيئة تدريس، وتوجد بها كليات الزراعة، والهندسة، والقانون، والعلوم الطبية، وتكنولوجيا المعلومات، وإدارة الأعمال؛ والإدارة العامة، والمعلمين، والتربية الرياضية، وعلوم الأسماك، بالإضافة الى مركز الملك فيصل للدراسات العربية والآسيوية.
جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام :
مُنِح الدكتور أحمد دوموكاو ألونتو الجائزة تقديراً لعمله المتميِّز في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين والمتمثّل في:
قيادته لحركة النهضة الإسلامية في الفلبين، ومسَاهمته في إنشاء العَديد من المؤسَّسات الإسلامية من أجل التوعية بالإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً.
تكوينه لهيئة تنمية في مِندانَاو لرفع المستوى الاقتصادي للمسلمين في الفلبين، وحشده لطاقات مواطنيه من أجل القضاء على أسباب الوهن والضعف.
جهوده التي أدَّت إلى إنشاء جامعة منداناو التي تقوم بدور علمي مهم في المناطق الإسلامية، وتأليفه لعدد من الكتب القيّمة وترجمته بعض الدراسات الإسلامية إلى لغة المراناد، ومشاركته في عديد من المؤتمرات على المستويين القومي والعَالمي.
جهوده التي كللت بالنجاح في الحصول على الحكومة المركزية على تمكين المسلمين من انتخاب ممثليهم في المناطق الإسلامية بدلاً من تعيينهم من قبل تلك الحكومة، وفي إعترافها بالأعياد والعطل الدينية الإسلامية، وقبولها تعيين المسلمين في مناصب عليا مَدنية وعسكرية، وجهوده المتواصلة في سَبيل الحصول على الحكم الذاتي للمناطق الإسلامية وإقامة مجلس تشريعي فيها له صلاحيات تنمية المجتمع الإسلامي هناك والحفاظ على تراثه.
بيان صحفي عن جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام : 1408ه/ 1988م
أجمعت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام على اختيار سعادة الدكتور أحمد دوموكاو ألونتو )الفلبيني الجنسية فائزاً 1408 هـ؛ وذلك للجهود الكبرى التي بذلها في العمل الإسلامي داخل بلاده وخارجها في المجالات الاجتماعية، والاقتصادية، والعلمية، والسياسية.
ومن أبرز وجوه نشاطه في تلك المجالات :
1-قيادته لحركة النهضة الإسلامية في الفلبين، ومساهمته في إنشاء العديد من المؤسسات الإسلامية من أجل التوعية بالإسلامية عقيدة وشريعة وسلوكاً
2 )تكوينه لهيئة تنمية في منداناو لرفع المستوى الاقتصادي للمسلمين في الفلبين، وحشده لطاقات مواطنيه من أجل القضاء على أسباب الوهن والضعف.
3 )جهوده التي أدت إلى إنشاء جامعة منداناو التي تقوم بدور عالمي في المناطق الإسلامية ،وتأليفه لعدد من الكتب القيمة وترجمته بعض الدراسات الإسلامية إلى لغة المراناد، ومشاركته في عديد من المؤتمرات على المستويين القومي والعالمي.
4-جهوده التي كللت بالنجاح في الحصول من الحكومة المركزية على تمكين المسلمين من انتخاب ممثليهم في المناطق من تعيينهم من قبل تلك الحكومة، وفي اعترافها بالأعياد والعطل الدينية الإسلامية، وقبولها تعيين المسلمين في مناصب عليا مدنية وعسكرية،
5-وجهوده المتواصلة في سبيل الحصول على الحكم الذاتي للمناطق الإسلامية وإقامة مجلس تشريعي فيها له صلاحيات تنمية المجتمع الإسلامي هناك والحفاظ على تراثه.
كلمة الدكتور أحمد دوموكاو آلونتو الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1408ه / 1988م :
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز
أصحاب السعادة
أيها الأخوة
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والامتنـان لمؤسسـة الملـك فيصـل الخيريـة علـى منحهـا جائزة خدمة الإسلام لي لعام 1988م.
إن ما تنطوي عليه هذه الجـائزة مـن شـرف عظـيم وايحـاء ملهـم سيوطد، من غير ريب، عزم مسلمي الفلبين لخدمة قضية الإسلام في بلدهم وفي العالم أيضاً.
إن مـنج جـائزة خدمـة الإسـلام لمـواطن فلبينـي، هـذا العـام، لـم يحـدث شـعوراً بـالعزة القوميـة فـي بلدي فحسب بـل أنـه، وهـذا أكثـر أهميـة، قـد أيقـظ شـعوراً بضـرورة إسـراع الحكومـة الفلبينيـة فـي حـل مـا يسمى "مشكلة المسلمين" وهي مشكلة قومية قومية قضت مضجع هذه الأمة طويلاً .
إن غرس الوعي واحداث يقظة إسلامية في بلد يعتبر معقل المسيحية لجميع دول جنوب آسيا، ليس بالمهمة السهلة. إن العقبة التي بقيت تلازم الأقلية المسلمة كونها تمثـل نسـبة ضـئيلة موزعـة فـي خضم أغلبيـة مسـيحية مطلقـة تفـوقهم عـددا، مـا هـي إلا أحـد المظـاهر الجليـة لهـذه الصـعوبات، وغنـي عـن القـول أن هـذه الصـعوبات تولـدت فـي ظـل حالـة مـن النـزاع أضـرم ورائهـا إصـرار مسـلمي الفلبـين علـى حقهـم فـي تقريـر مصـيرهم.
إن حـرب الاقتتـال الشـاملة التـي انـدلعت منـذ عهـد قريـب مـا هـي إلا فصـل فـي سـفر كفـاح مسـلمي الفلبـين علـى مـدن قـرون مـن الـزمن للتشـبث بكـل مـا تبقـى للإسـلام فـي الفلبين.
إن انتقال السلطة السياسية مـن إدارة لأخـرى لـم يـأت إلا بتفاهـات تفتقـد الرؤية التاريخيـة والحكمـة فـي طريقـة التعامـل مـع مشكلة المسلمين في الفلبين.
ولهذا، فـإنني أشـعر أن حكمـة العنايـة الإلهيـة أفـاءت بظلالها ، أخيـرا، علـى المـأزق الـذي يعـاني منه مسلمو الفلبين.
حيث أن الأصداء التي يمكن أن تحدثها جائزة الملك فيصل العالمية ستكون، من
غير ريب، مصدراً لتذكير الحكومة الحالية بالرغبة في إيجاد حل سلمي لمشكلة المسلمين.
وعلى أية حـال، إن سـبج مسـلمو الفلبـين كثيـراً بحمـد الله سـبحانه وتعـالى لمـنح هـذه الجـائزة إلـى مسلم فلبيني، فلأن هذا الحدث يرتبط في قرارة نفوسهم، إضافة إلى كفاحهم الطويل على مدن قـرون، بـ"التطلعات والالتزامات والآمال والرؤيا" التي نادى بها المغفور له الملك فيصل الذي كرس كل حياته في سبيل إصلاح الأمة الإسلامية وعودتها إلى النظام الأولي الذي جاء به الإسلام.
وأخيــراً اســمحوا لــي أن أقــدم خــالص شــكري لصــاحب الســمو الملكــي وزيــر الداخليــة، لتفضــله برعاية هذه المناسبة، وجزيل الشكر لكافة الحضور.
وفاته :
تُوفِّي الدكتور ألونتو، رحمه الله، في مسقط رأسه بمدينة مروى سنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م، عن عمر يقارب التسعين عاماً.
وسوم: العدد 679